فقد ورد في الأثر أنه لابد للمؤمن من (1) عدو يقاتله ، ومن (2) منافق يبغضه ، ومن (3) مؤمن يحسده ، ومن (4) نفس ترديه ، ومن (5) شيطان يُغريه.
وابن القيم رحمه الله تعالى وسع في هذا النص فقال:
كيف يسلمُ من له (1) زوجة لا ترحم وولد لا يعذر ، (2) وجار لا يأمنه ، (3)وصاحب لا ينصحه ، (4) وشريك لا ينصفه ، (5) وعدو لا ينام عن معاداته.
فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها وإن تخلى الله عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكان الهلاك.
بمعنى آخر: إذا اتجه هذا الإنسان إلى الله عز وجل أبطلت هذه كلها. الذى يعرض عن الله عز وجل يقع في مشكلات لا تعد ولا تحصى كما قال ابن القيم رحمه الله.
(1)زوجة لا ترحم وولد لا يعذره: كيف يسلم من له زوجة لا ترحم؟ مصداقاً لقوله تعالى في سورة التغابن الآية (14):
(إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (14))
تضغط عليه ، وتضغط عليه ، وتجعل حياته جحيماً إلى أن يستجيب لها ، ويمد يده إلى المال الحرام كي يرضيها ، ثم يهلك وتهلك معه ، وبالمقابل إنصافاً للحقيقة ، والله عدد كبير من أخوتنا الكرام سبب هدايتهم زوجاتهم – الزوجة جنة أو نار – إما أن تعينك على طاعة الله وتحصنك ، وإما أن تكون سبب هلاكك.
(2)جار لا يأمنه: الجار أحياناً يتلقى الأذى من جيرانه.
مثال1: أعرف أخاً إبنه في سن الزواج وتاقت نفسه للزواج وعند الأب بيت أرضي ، وإلى جانب هذا البيت دكان له ، أغلق الدكان وجعله غرفة نوم ، وبني لأبنه بمساحة تقدر مترين في متر حماماً ومطبخاً ، الجار الذى في الطابق الأعلى أشتكى عليه وهدم هذا الحمام ، مع أنه لم يحجب الشمس عن أحد. المشكلات أن الجار يتفنن في إيذاء جاره ، يتفنن في إزعاجه.
(3)صاحب لا ينصحه: يراه ضالاً فيزيده ضلالاً ، يراه تاركاً صلاة فلا يذكر له الصلاة إطلاقاً. الصاحب ساحب.
(4)نجد مادية مقيتة: يبيع دينه وآخرته بعرض من الدنيا قليل.
مثال1: حضر أستاذي مؤتمراً في دمشق ، وقال أحد الأعلاميين الكبار في المؤتمر: إن المسلمين استبدوا كلمة اقرأ بكلمة أرقص ، بدلاً من أن يقرؤوا الآن يرقصون.
مثال2: المهندسة التى تركت الهندسة وعملت راقصة وكونت فرقة من الأطباء والمهندسين. ماذا نفعل؟
قال الله تعالى في سورة الكهف الآية (16):
(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ (16)).
ما الكهف؟ بيتك ومسجدك ، يلزم بيته ويلزم الجماعة في المسجد.
((والحمدلله رب العالمين))