كيف حفظ الله رسوله بعد غزوة أنماط؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

          فالعبرة التى في هذه الغزوة – بعد أن انتهت الغزوة حب الرسول أن يستريح  وقال: (دعوني أخلو بربي ساعة).

          وذهب الرسول الكريم ليستريح تحت شجرة ، فجآءه دُعثور بن الحارث الذى أراد أن يقتل النبى – صلى الله عليه وسلم – وقال:  من يمنعك مني الآن يامحمد؟  فالرسول فتح عينيه وراءه يقف فوق رأسه ويحمل السيف وثانية واحدة ويضربه.

          كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – تنام عينه ولا ينام قلبه كما قال صلى الله عليه وسلم:  (نحن معشر الأنبياء تنام أعيوننا ولا تنام قلوبنا).

          القلب صاحي مع الله – والعين تنام لكي يستمد الجسم الراحة.

          نظر إليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولا رعب ولا خوف سبحان الله ثم قال: الله.   الذى قال لي:  (إني أعصمك من الناس).

          الله – كيف خرجت هذه الكلمة – كل حرف من لفظ الجلالة كان طالع معه قُنبلة أاللام اللام الألف الهاء.

          أصاب دُعثور الرعشة من شدة الرعب – يده فكت وقع منه السيف فالرسول – صلى الله عليه وسلم – أخذ السيف وقال:  من يمنعك مني الآن؟

          قال دُعثور:  يمنعني منك الآن عفوك – حلمك. قال الرسول:  اذهب فقد عفوت عنك ورجع الرسول للنوم مرة ثانية.

          فلما رجع قال:  جئتكم من عند أكرم الناس – وأحلم الناس من عند خير الناس – قالوا:  لماذا لم تقتله؟

          والله لقد قال كلمة هزت كياني وأرعدت جوارحي – قالوا:  ماهي؟  قال:  الله.  أرعشتني وأسقطت السيف من يدي ثم تمكن مني وأخذ السيف ولم يفعل معي شئ – ياقومي أسلموا فليس محمد دجال ولكنه رسول الله حقاً – وأنا أعلمكم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله – وأسلم خير إسلام وحمل كثير من قومه على الإسلام.

          سبحان من أتى به إلى الشجرة لكي يقتل الرسول كافراً وعاد مؤمناً مسلماً.  هذا الحادث كان في العام الثالث الهجرى بعد مقتل كعب بن الأشرف.

          وأنزل الله تعالى في هذه الحادثة قُرآن يتلى في سورة المائدة الآية (11) تسجل هذا الحدث:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

          أراد الله أن يسجل هذا الحدث – لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يتكلم. 

          فأراد الله أن يُعلم المؤمنون   (أو لتزيد ثقتهم في الله) ، وليعلموا أنه رسول الله حقاً.

          أنزل هذه الآية على الرسول لكي يبلغها للصحابة ، (11) المائدة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ).

((  والحمدلله رب العالمين  ))

اترك تعليقاً