لماذا لم يسلم أعمام الرسول – صلى الله عليه وسلم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

          فلما الرسول بلغ الدعوة لقريش وجد منهم صعاب كثيرة ، فلجأ إلى تبليغ رسالته فى المواسم إلى القبائل العربية ، وكان العرب يأتوا قبائل للحج فى هذه المواسم – وكان النبى – صلى الله عليه وسلم – لا يسمع عن عظيم أو عن قبيلة إلا وكان لازم يقابله ويقول له: هل تستطيع أن تحمينى حتى أُبلغ كلام لله (من شدة حرصه على إعلاء كلمة الله) ويقول للرجل: أنا لا اُكرهك على الدين. الرجل: من أنت؟ يقول الرسول: أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب أرسلنى الله إلى العرب خاصة وإلى الناس عامة فأحمينى حتى أُبلغ كلمة الله). الرجل: نعم. فيقف الرسول أمامه ويقول: أنا رسول الله – أرسلنى الله بالتوحيد والإيمان – ونبذ الشرك والضلال والوثنية والأصنام …) يحاول أحد أن يضربه – يقول الرجل:  أنا حاميه أتركه يتكلم.  يقول الرجل بعد أن سمع الرسول:  لماذا أنا بالذات تقول لى هذا الكلام أنت عندك 12عم لم يسلم منهم أحد.

أبوجهل وأبولهب ماشين وراء النبى – صلى الله عليه وسلم – ويقولون:  هذا أبن أخى هذا مجنون أوعى أحد يطوعه ..  وهذه ترتيبات الله.

لماذا لم يسلم أعمام الرسول ومكة وقريش؟؟

          لأن الله يريد أن لا ينسب لمكة تعصبها لمحمد واسلمت حتى لا يقال فى المستقبل بأنه دين محلى – وأنه لولا مكة وقريش وقومه و12 عم لم يظهر الإسلام – ونحن ننسب الفضل إلى الله (وأن الفضل بيد الله) لا مكة ولا قومه ولا أعمامه – سوف يأتى الإسلام من بعيد كيف؟؟؟

          من ضمن الوفود التى كانت تأتى للحج – جآء واحد اسمه الكامل من المدينة:

(1)سويد بن الصامت:  ومن شدة حب قومه له وكماله للشرف وللرجولة والكرم – أخلاق عالية لا يعبد أصنام ولا يعرف أصنام فى الجاهلية ، فلما جآء مكة الرسول جرى على سويد هذا فدعاه إلى الإسلام ، فقال سويد:  لعل الذى معك مثل الذى معى.

          فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم: وما الذى معك؟ قال سويد: حكمة لقمان. قال: أعرضها على.  فعرضها ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم: إن هذا الكلام حسن ، والذى معى أفضل من هذا قرآن أنزله الله تعالى علي ، هو هدى ونور ، فتلا عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القرآن ، ودعاه إلى الإسلام ، فأسلم.

          فلما قدم المدينة لم يلبث أن قُتل يوم بعاث (سيرة ابن هشام) وكان إسلامه فى أوائل سنة 11 من النبوة.

(2)إياس بن معاذ:  كان غلاماً حدثاً من سكان يثرب – قدم فى وفد من الأوس جآءوا يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج – وكان الأوس أقل عدداً من الخزرج – فلما علم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمقدمهم جآءهم فجلس إليهم ، وقال لهم: (هل لكم فى خير مما جئتم له؟). فقالوا: وما ذاك؟ قال: (أنا رسول الله ، بعثنى إلى العباد ، أدعوهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً ، وأنزل علي الكتاب) ، ثم ذكر لهم الإسلام – وتلا عليهم القرآن.

          فقال إياس بن معاذ: أى قوم هذا والله خير مما جئتم له ، فأخذ أبو الحيص أنس بن رافع – رجل كان فى الوفد حفنة من تراب فرمى بها فى وجه إياس – وقال: فلعمرى لقد جئنا لغير هذا.  فصمت إياس – وقام رسول الله – وانصرفوا إلى المدينة من غير أن ينجحوا فى عقد حلف مع قريش.

          وبعد رجوعهم إلى يثرب مات إياس ، وكان يهلل ويكبر ويحمد ويسبح عند موته ، فلا يشكون أنه مات مسلماً (فى سيرة ابن هشام).

(3)طُفيل بن عمرو الدوسى:  كان رجلاً شريفاً شاعراً رئيس قبيلة دوس – وكانت لقبيلته إمارة فى بعض نواحى اليمن – قدم مكة عام 11 من النبوة – فأستقبله أهل مكة وبذلوا له أجل تحية وأكرم التقدير – وقالوا له: إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل قد مزق جماعتنا – وشتت أمرنا – وإنما قوله كالسحر ، يفرق بين الرجل وأبيه ، وبين الرجل وأخيه ، وبين الرجل وزوجه ، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمع منه شيئاً).

          يقول طفيل:  فوالله مازالوا بى حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئاً حتى حشوت أذنى بالقطن – فغدوت إلى المسجد ، فإذا بمحمد قائم يصلى عند الكعبة ، فقمت قريباً منه ، فسمعت كلاماً حسناً فقلت فى نفسى ، والله إنى رجل لبيب شاعر ، ما يخفى على الحسن من القبيح فإن كان حسناً قبلته ، وإن كان قبيحاً تركته – انصرف محمد إلى بيته فأتبعته ، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فعرضت عليه قصة مقدمى وقلت له: أعرض على أمرك ، فعرض على الإسلام – وتلا علي القرآن فوالله ما سمعت قولاً أحسن منه قط ، ولا أمر أعدل منه ، فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت له: إنى مطاع فى قومى ، ورجع إليهم ودعاهم إلى الإسلام ، فأدع الله أن يجعل لى آية فدعا.

ماذا كانت آيته؟؟

          كانت آيته أنه لما دنا من قومه جعل الله نوراً فى وجهه مثل المصباح فقال: اللهم فى غير وجهى – فتحول النور إلى سوطه – فدعا أباه وزوجته إلى الإسلام فأسلما – وأبطأ عليه قومه فى الإسلام – لكن لم يزل بهم حتى هاجر بعد الخندق (قدم المدينة والرسول عليه الصلاة والسلام بخيبر) ومعه سبعون أو ثمانون بيتاً من قومه.

          وأبلى فى الإسلام بلاءاً حسناً.  وقتل شهيداً فى يوم اليمامة (سيرة ابن هشام).

 

(  والحمدلله رب العالمين )

اترك تعليقاً