ما رأى الكهان فى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

     بسم الله مفرج الكروب وستار العيوب وغافر الذنوب والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المتقين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعـد:

فكتاب (خيرُ بُشر لخير بَشر).

مقسم إلى ثلاث أقسام:

(1)          البُشريات فى الكتب السابقة مثل التوراة والإنجيل – الزبور – شعياء.

(2)          ما جآء على لسان الأحبار مثل كعب الأحبار.

(3)          ما جآء على لسان الكهان.

ومن ضمن القسم الثالث:رُوى عن لهى بن مالك اللهوى:

أنه قال حضرتُ عند النبى – صلى الله عليه وسلم – فذكرت الكهانة،وقلت بأبى أنت وأمى يارسول الله:  والله نحن أول من عرف حراسة السمآء وزجر الشياطين ومنعهم من استراق السمع مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الجن الآية (8)،(9):

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًاوَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا“.

 

 

بمعــنى:

من يريد أن يسترق السمع اليوم ، يجد له شهاباً مرصداً له لا يتخطاه ولا يتعداه بل يمحقه ويهلكه.

ولا شك أنه لما حدث هذا الأمر ، وهو كثرة الشهب فى السمآء والرمى بها هال ذلك الإنس والجن وانزعجوا له وظنوا أن ذلك لخراب العالم.  فأتوا إبليس فحدثوه بالذى كان من أمرهم.

قال إبليس:

ائتونى من كل أرض بقبضة من تراب أشمها ، فأتوه ، فشم فقال:  صاحبكم بمكة فبعث سبعة نفر من الجن فقدموا فوجدوا نبى الله – صلى الله عليه وسلم – قآئماً يصلى فى المسجد الحرام ، يقرأ القرآن فدنوا منه حرصاً على القرآن..  ثم أسلموا فأنزل الله تعالى على رسوله:

وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك …“.

لماذا أرسل الله الشهب على الجن ؟

الشياطين ينزلون باخبار للكهُان ، والقرآن نازل به جبريل ، فبدل الناس يتشككون حتى لا يقول الناسُ يا ترى هذا من كلام الكهان أم من كلام رب الأنام ، من أجل ذلك منع الله صعود الجن حتى يكون الطريق صافى لملائكة الله.

مصداقاً لقوله تعالى:

وما تنزلت به الشياطين وما ينبغى لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون“.

قال:  لهى بن مالك للنبى – صلى الله عليه وسلم:

“نحن عرفنا أن الجن مُنعوا ولذلك لأننا اجتمعنا إلى كاهن يقال له: (خطر بن مالك)“.

وهو شيخ كبير سنه 180 سنة من كبار المعمرين ، وكان أعلم كُهاننا.

قلنا له ياخطر:

هل عندك علمُُ من هذه النجوم التى يرمى بها ، فإنا قد فزعنا لها.

فقال خطر:  ائتونى سحر (قبل الفجر بساعة) أخبركم ما الخبر أبخير أم بضرر – قال بن مالك:  فنصرفنا عنه يومنا.  ثم أتيناه فرأيناه واقف على قدميه شاخص إلى السمآء بعينيه فناديناه يا خطر.

فأومأ إلينا أن اسكتوا وانقض نجم عظيم فصرح الكاهن وقال:  أصابه أصابه ، عاجلة عذبه ، احرقهُ شهابه يا ويله ما حالهُ ، عاوده خباله وتقطعت أحباله وغيرت أحواله. 

ثم سكت الكاهن طويلاً ثم قال:

“يا معشر بنى قحطان أخبركم بالحق والبيان ، أقسمتُ بالكعبة ذى الأركان ، والبلد المؤتمن السكان ، قد مُنع السمع عُتات الجآن.

قالوا:  لماذا يا خطر مُنع الجآن ؟

قال خطر:من أجل مبعوث عظيم الشأن ، يُبعثُ بالتنزيل والقرآن وبالهدى وفاصل القرآن ، تُبطل به عبادةُ الأوثان.  وقلنا يا خطر إنك تذكرُ أمراً عجيباً فماذا ترى لقومك ؟

قال خطر:أرى لقومى ما ارى لنفسى أن يتبعوا خير بنى الإنس ، برهانه مثل شعاع الشمس ، يُبعث فى مكة ذات الخمس.

فقلنا يا خطر ممن هو ؟

فقال خطر:  والحياة والعيش إنه لمن قريش ، ما فى عقله طيش ولا فى خُلفه عيش ، يكون فى جيش وأى جيش من آل قحطان وآل قريش.

قلنا يا خطر:  بين لنا من أى قريش ؟

قال:  إنه لمن نجل هاشم ، يبعث بالملاحم وقتل كل ظالم.

ثم ختم خطر حديثه:

هذا هو البيان أخبرنى به رئيس الجآن

الله أكبر جآء الحق وظهر وانقطع عن الجن الخبر ثم سكت فأُغمى عليه فلما أفاق بعد ثلاث أيام وهو يقول: لا إله إلا الله ..

فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

“لقد نطق عن مثل نبوة وإن هذا يبعث يوم القيامة أُمة وحده”.

المثـال2

عن المغيرة بن الأحنش – رضوان الله عليه – قال:

“إن أول العرب فزع لما حدث فى النجوم قبيلة ثقيف فى الطائف فأجتمعواإلى كاهنهم وعالمهم (أُمية بن أبى الصلت) الشاعر المعروف.

فقالوا:  يا أُمية إننا خشينا ما أعلمتنا من أمر القيامة.  كان أمية يتنبأ بالقيامة.  ولما رأوا النجوم بترمى قذائف لتمنع الجن من استراق السمع.

قال أُمية بن أبى الصلت:

      أمهلونى إلى الليل ..  فذهبو ثم أتوه ليلاً.

فقال:انظروا هل تفقدون من نجوم البروج (زهرة وعطارد) وما تهتدوا به شيئاً ؟

قالـوا:نظرنا لا نفقد مما تعرفوا من النجوم شيئاً لو كان هذا أمر القيامة لسقطت هذه البروج.

قالوا:ماذا ترى ؟

قال:هذا مولد نبى هذه الأمة التى ذكرت لكم.

 

 

(والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً