ماذا قال ابن ذى يزن ملك اليمن عن محمد – صلى الله عليه وسلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

     بسم الله مقلب القلوب وغفار الذنوب وستار العيوب ، ومفرج الكروب ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وجامع شمل الدين وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وسلم كثيراً.

أما بعــد:

فلقد ذهب وفد من عظماء قريش ومن ضمنهم عبدالمطلب جد النبى محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى اليمن فى ضيافة الملك سيف بن ذى يزن – وأخذ كل واحد من الوفد يلقى كلمته التى يعظم بها الملك – إلى أن قام عبدالمطلب وقال: أنت أيها الملك رأس العرب الذى له تنقاد ، وعموده الذى عليه العماد.

فقال الملك:  أيهم أنت المتكلم ؟  قال:  أنا عبدالمطلب بن هاشم.

فقال الملك:  ابن أختنا فيه قرابة.  فأدناه قربهُ ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال:  مرحباً واهلاً ، قد سمعتُ وعرفت قربتكم ، ثم تركهم الملك فى قصر الضيافة شهراً كاملاً.

دعا عبدالمطلب وأخلى مجلسه (من اليمنيين ومن أصحاب عبدالمطلب) وأدناه ثم قال له:

“يا عبدالمطلب إنى مفضى بسر علمى ما لم يكن غيرك ما كنتُ أبوح به إنى أجدُ فى الكتاب المكنون والعلم المخزون الذى أخترناه لأنفسنا خبراً عظيماً وخطراً جسيماً فيه شرف الحياة للناس عامة ولرهطك كآفة ولك خاصة.

قال عبدالمطلب:  مثلُك سر وبر.

قال ابن ذى يزن:  إذا ولد بتهامه غلام له علامة بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة.

قال عبدالمطلب:  لقد عُدتُ بخير ما عاد به وفد.  ولا هيبتُك وإجلالُك لسألتُك من بشارتك إياى ما أريد به سروراً.

قال الملك:  هذا حينه الذى ولد فيه ، واسمه محمد ، يموت أبوه وأمه ويكفلوه جده وعمه “العلامات كلها فى الكتب السابقة (التوراة والإنجيل)“. وجدناه مراراً واللهُ باعثُهُ جهاراً – والله جاعل له منا أنصاراً (من أهل اليمن) يُعزُ به أولياءه – ويذلُ به أعداءه – ويكسر الأصنام – ويخمد النيران (نيران فارس) ويعبدالرحمن – ويدحرُ الشيطان – قوله فصل – وحكمه عدل – يأمر بالمعروف ويفعله – وينهى عن المنكر ويبغضه.

قال عبدالمطلب:  عز جدُك وعلا كعبُك وطال عُمرك فهل أنت مفصح لى بعض الإفصاح.

قال الملك:  والبيت ذو الحجب والعلامات على النُقب إنك يا عبدالمطلب جدُهُ غير كذب.

فخر عبدالمطلب ساجداً.  قال الملكُ:  أرفع رأسك – وثلج صدرك وعلا أمرك هل أحسست شيئاً مما أخبرتك.  “هل ظهرت هذه العلامات ؟”

قال عبدالمطلب:  كان لى ابن وكنتُ به معجباً – وعليه رفيقاً فزوجتُهُ كريمة من كرائم قومه آمنة بنت وهب- فجآءت منه بغلام سميته محمداً – فمات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه.

قال الملكُ:  فاحفظ أبنك يا عبدالمطلب واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء – وأحفظ ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط فإنى لستُ بآمن أن تدخل عليه النفاسة والحقد والغيرة من أن تكون بكم الرياسة فيطلبون له الغوائل (يقتلوه) وينصبون له الحبائل (يجهزون له الفتن) فهم فاعلون أو ابنآءُهم – وسوف يحاربونه ، لولا إنى أعلم أن الموت سوف يأتى قبل أن يبعث لسرت بخيلى حتى أصيرُ بيثرب (أسكن فى المدينة)

… يوجد فى الكتاب القديم أن النبى – صلى الله عليه وسلم – وسوف يهاجر إلى المدينة ولهذا سكن اليهود المدينة.

اليهود يسكنوا الشـام.

ما الذى جآء باليهود إلى المدينة ؟؟

أنهم قرءوا فى الكتب ان فيه نبى سوف يهاجر إلى المدينة.  وهم يريدون أن يذهبوا إلى المدينة لكى يطووا هذا النبى تحت أجنحتهم.

قال الملك:  إذا حال الحول فعود إلىٌ لكى اطمئن عليه.

وكانت الهدايا تفوق إستعدادهم ولكن ابتهاج عبدالمطلب لم يكن يومها بالفضة والذهب ولكن بالنور الذى تشرق به الأرض والسمآء إن النبى – صلى الله عليه وسلم  هو:

هدية الهدايا وهو أزكى العطايا – لقد حققت رسالته الآمال وغمر نورُهُ الأجيال – فهو الرحمة المهداة للعالمين والمتمم برسالته المرسلين والجامع لوحى النبيين.

إن هذه البشارة التى كتبناها عن الحافظ ابن كثير ولخصناها صلوات الله وسلامه على البشير النذير محمد وآله وأصحابه أجمعين.

 (والحمد الله رب العالمين)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً