بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
أما بعد،،،،
فقد أخرج سعيد بن منصور في سُننه عن معاوية بن قرة: أن أبابكر الصديق – رضي الله عنه – كان يقول في دعائه:
(اللهم أجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم لقائك).
وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد عن الحسن قال: بلغني أن أبابكر كان يقول في دعائه: (اللهم إني أسألك الذى هو خير لي في عاقبة الأمر ، اللهم اجعل آخر ما تعطيني من الخير رضوانك والدرجات العلا من جنات النعيم).
وأخرج عن أبن أبي مالك قال: كان أبوبكر إذا صلى على الميت قال: (اللهم عبدك أسلمه الأهل والمال والعشيرة ، والذنب عظيم ، وأنت الغفور الرحيم).
كيف كان خوف أبي بكر من الله؟
أخرج أبو أحمد الحاكم عن معاذ بن جبل قال: دخل أبوبكر حائطاً وإذا بطائر في ظل شجرة ، فتنفس أبوبكر الصعداء ، ثم قال: (طوبى لك يا طير ، تأكل من الشجر ، وتستظل بالشجر ، وتصير إلى غير حساب ، يا ليت أبابكر مثلك).
ثانياً: وأخرج ابن عساكر عن الأعصمي قال: كان أبوبكر إذا مُدح قال: (اللهم أنت أعلم مني بنفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، وأغفر لي مالا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون).
ثالثاً: وأخرج ابن سعيد عن ابن سيرين قال: لم يكن أحد بعد النبى – صلى الله عليه وسلم – أهيب (يخاف) لما لا يعلم من أبي بكر ، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر ، وإن أبابكر نزلت فيه قضية فلم يجد لها في كتاب الله أصلاً ، ولا في السُنة أثراً ، فقال: اجتهد رأيي ، فإن يكن صواباً فمن الله وإن يكن خطاً فمني وأستغفر الله.
هل كان أبوبكر يستطيع أن يُفسر الرؤيا؟
أخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب قال: رأت عائشة – رضي الله عنها – كأنه وقع في بيتها ثلاثة أقمار ، فقصتها على أبي بكر وكان من أعبر الناس (أحسن الناس في تفسير الرؤيا) فقال: (إن صدقت رؤياك ليدفنن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثاً) ، فلما قبض النبى – صلى الله عليه وسلم – قال أبوبكر: (يا عائشة! هذا خير أقمارك).
رواه الحاكم (4400)
ثانياً: وأخرج ابن سعد في الطبقات عن ابن شهاب قال: رأي الرسول – صلى الله عليه وسلم – رؤيا فقصها على أبي بكر ، فقال النبى: (رأيت كأني أستبقت أنا وأنت درجة ، فسبقتك بمرقاتين ونصف).
قال أبوبكر: (يارسول الله يقبضك الله إلى مغفرة ورحمة ، وأعيش بعدك سنتين ونصفاً).
ثالثاً: وأخرج عبدالرزاق في مصنفه ، عن أبي قلابة: أن رجلاً قال لأبي بكر الصديق: رأيت في النوم أني أبول دماً ، قال أبوبكر: (أنت رجل تأتي امرأتك وهي حائض ، فأستغفر الله ولا تعد).
وكان نقش خاتم أبي بكر (نعم القادر الله).
أخرجه ابن سعد في الطبقات عن حيان الصائغ
أخرج الطبراني عن موسى بن عقبة قال: لا نعلم أربعة أدركوا النبى – صلى الله عليه وسلم – وأبناءهم إلا هؤلاء الأربعة:
(أبوقحافة ، وابنه أبوبكر الصديق ، وابنه عبدالرحمن ، أبوعتيق بن عبدالرحمن واسمه محمد).
قالت عائشة – رضي الله عنها: (ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلا أبو أبي بكر).
أخرجه ابن عساكر
وأخيراً:
وجدنا بخط الحافظ الذهبي: من كان فريد زمانه في فنه:
(أبوبكر الصديق: في النسب – عمر بن الخطاب في القوة في أمر الله – عثمان بن عفان في الحياء – علي بن أبي طالب في القضاء – أبي بني كعب في القراءة – زيد بن ثابت في علم المواريث (الفرائض) – أبوعبيدة بن الجراح في الأمانة – عبدالله بن عباس في التفسير – أبوذر في صدق اللهجة – خالد بن الوليد في الشجاعة – الحسن البصري في التذكير – وهب بن منبه في القصص – ابن سيرين في تفسير الرؤيا – نافع في القراءة (قراءة القرآن) – أبوحنيفة في الفقه – ابن إسحاق في المغازي – أحمد بن حنبل في السُنة – البخاري في نقد الحديث).
(( والحمدلله رب العالمين ))
v