(العربية) كيف نحتفل بمولد النبي – صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد،،،،

          قد بين النبي – صلى الله عليه وسلم – دقائق القرآن من خلال سنتُه القولية ، وجسد أحكام القرآن من خلال سنتُه العملية ، وحينما سُئلت السيدة عائشة – رضي الله عنها – عن خُلق رسول الله قالت:  (كان خُلقه القرآن).

          وقد بين الباري جل جلاله أن علامة حب الله إتباع النبيى – صلى الله عليه وسلم:

          (قل إنت كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم).

          فالحقيقة أن الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف عليه الصلاة والسلام لا ينبغي أن يكون في شهر بيع الأول والثاني فحسب  بل في كل شهور العام ، لا في عام واحد ، بل في كل أعوام الحياة ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخطر إنسان في حياتنا ، وهو (1) وحده الذى عصمه الله عن أن يخطئ في أقواله وفي أفعاله ، وفي إقراره وفي أحواله ، (2) وهو وحده الذى ينبغي أن نأخذ عنه ، (3) وهووحده الذى ينبغي أن نقتدي به مصداقاً لقوله تعالى في سورة الأحزاب الآية (21):

          (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر) كيف يكون الرسول أسوة حسنة إن لم نعرف سيرته.

          إنك إذا أردت أن تعرف رسول الله فهذا من صلب الدين ، وأردت أن تعرف سنتُه القولية ، وهي فرض عين على كل مسلم مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى في سورة الحشر(7):

          (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).

          كيف تأخذون ما آتاكم وتنتهون عما نهاكم إن لم تعرفوا ما آتاكم وما نهاكم؟

          ومعرفة سيرة النبي فرض عين على كل مسلم ومسلمة (1) كالصلاة ، (2) كيف كان في بيته ومع أهله وأولاده ، (3) ومع جيرانه ومع إخوانه؟  وكيف كان مع أعدائه ، وحضره وسفره؟ في سلمه وحربه ، في حزنه وفرحه؟  يجب أن نعلم علم اليقين أن معرفة سُنة النبي القولية والعملية فرض عين على كل مسلم.

يجب أن نُعلم الأولاد محبة رسول الله:

          قال الله تعالى في سورة هود الآية (12):

          (وكُلا نقُصُ عليك من أنباء الرُسُل ما تُثبت به فُؤادك …).

          النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق يزداد قلبه ثبوتاً إذا تُليت عليه سيرة نبي من أنبياء الله السابقين ، فكيف بمؤمن مقصر يستمع إلى سيرة سيد الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين؟

       النبي الكريم قال: (أدبوا أولادكم على ثلاثة ، على حب نبيكم ، وحب آل بيته ، وتلاوة القرآن).

          هل ينفع أن نقول للولد:  يابُني أحب رسول الله؟

          كلام لا معنى له ، ولكن يجب أن تحدثه عن رسول الله وأن تتلو عليه أخلاق رسول الله وشمائله ومواقفه وأحواله من أجل أن يحبه.

          والإنسان يحب ثلاث أشياء:

          يحب الجمال والكمال والنوال (العطاء).

          فالذى يعطيك تُحبه ، والكامل كمالاً رائعاً تحبه ، والجميل تحبه ، (إن الله جميل يحب الجمال) ، والشاعر يمدح النبي – صلى الله عليه وسلم:

(( وأجمل منك لم تر قط عـــيني                                   

وأكمل منك لم تلد النســـــاء

خُلقت مبرءاً من كل عيب                                 

كأنك قد خُلقت كما تشــــــــاء ))

أخلاق رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

          قال النبي – صلى الله عليه وسلم:  (كل ثلاثة على راحلة (1) قائد الجيش ، (2)ورئيس الدولة ، (3) ونبي هذه الأمة ، (4) سيد الخلق ، (5) وحبيب الحق رسول الله.

          ركب النبي وسار صاحباه ، فلما جآء دوره في المشى توسلا إليه أن يبقى راكباً فقال عليه الصلاة والسلام:

          (ما أنتما بأقوي مني على السير ، ولا أنا بأغني منكما عن الأجر).

ثانياً:  كانوا مرة في سفر ، وأرادوا أن يذبحوا شاة ، قال أحدهم:  علي ذبحها ، وقال آخر: على سلخها ، وقال آخر:  علي طبخها ، فقال رسول الله: (علي جمع الحطب).

          أختار أشقُ الأعمال ، قالوا:  نكفيك يارسول الله ، قال:  (أعلم أنكم تكفونيي ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً عن أقرانه) فهل نتعامل مع بعضنا بعضاً بهذه الطريقة ، وهذا الأسلوب.

ثالثاً:  إذا كانت لك زوجة وأخطأت معك تخلع رقبتها ، جآء لعائشة طبق طعام من عند ضُرتها صفية ، فأصابها غيرة النسآء فأمسكت بالطبق ورمته أرضاً وكسرته أمام النبي – صلى الله عليه وسلم.

ماذا فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – الكريم؟

          جمع أشتات الطبق فقال:  غضبت أُمُكم ، غضبت أُمُكم ، هكذا كان في بيته.

رابعاً:   أرسل خادماً في حاجة فأطال كثيراً ، حتى غضب النبي فلما عاد قال:  (والله لولا خشية القصاص لأوجعتك بهذا السواك)  رحمة وإنصاف.

خامساً:  الأنصار أعلنوا له صراحة أنهم غاضبون ومتألمون ، جآء زعيمهم سعد بن عُبادة قال: يارسول الله إن قومي وجدوا عليك في أنفسهم ، قال:  (لم؟). قال: لهذا الذى وزعته في الناس ولم يُصيبُ منه الأنصار شيئاً.  قال:  (ياسعد أين أنت من قومك).  قال سعد:  ما أنا إلا من قومي ، فقال:  (أجمع لي قومك) ، فجمع الأنصار وقال لهم:  (يامعشر الأنصار أفي لعاعة من الدنيا تألفتُ بها قوماً ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ، يامعشر الأنصار أما والله لو شئت لقلتم فلصدقتم وصدقتم ، أتيتنا مكذوباً فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك ، يامعشر الأنصار ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي؟  ألم تكونوا عالة فأغناكم الله؟  ألم تكونوا أعداء فألف بين قلوبكم؟  أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا أنتم إلى رحالكم برسول الله.

          اللهم أرحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار وماسلك الأنصار شعباً ، والناس شعباً إلا وسلكت شعُب الأنصار فبكوا حتى أخضلوا لحاهم وقالوا:  رضينا برسول الله قسماً وحظاً.          (هذا حديث رواه أبي سعيد الخدري وأخرجه أحمد)

التعليق على هذا الحديث:

          أي إنسان قوي إذا كان هناك فئة أعترضت عليه يسحقها – يلغي وجودها أحياناً.

          ياتري هذه القصة تدرج مع حكمته أم مع رحمته أم مع تواضعه أم مع وفائه؟  هذه القصة تشمل الحكمة والرحمة والتواضع والوفاء لهم.

ماسبب قلق الأنصار؟

          أنه عليه الصلاة والسلام في مكة بلده التى يحبها كثيراً فخاف الأنصار أن يبقى رسول الله بها فلما بلغه قلقهم قال:  (معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم ما تخلى عنهم أبداً).

البيت الذى لا يحوي كتب السيرة لا خير فيه – سيد الخلق الذى أكرمه الله وعصمه وجعله مشرعاً وقدوة ، أبحث كيف ينام؟ وكيف كان يعُامل الناس؟

فعكرمة بن أبي جهل أسلم وكان أبوه أعدى أعداء رسول الله – جمع النبي أصحابه وقال:  (جآءكم عكرمة مسلماً فلا تسبوا أباه ، لأن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت). ماهذه الأخلاق؟

وهذا ابن أبُي بن سلول سيد المنافق في المدينة أذى الرسول وتقُول على السيدة عائشة بالسوء – طلب قبل موت أبيه قميص النبي عليه الصلاة والسلام ، فألبسه القميص بنفسه وهو على فراش الموت – فهو صلى الله عليه وسلم ترفق به من أجل أبنه.

الغاية من ذكر المولد الإقتداء بسُنته:

          إننا إذا مدحنا النبي – صلى الله عليه وسلم – طول حياتنا ولم نقتدي بسُنته ، هذا المدح لا يسمن ولا يغني من جوع.

مثال1:   لو أن إبناً أُمياً وله أب عالم كبير ، أمضى هذا الأبن كل حياته في مديح والده ، يبقى أبوه عالماً كبيراً وهو جاهلاً كبيراً ، فالمدح وحده لا يقدم ولا يؤخر.

          الذى يقدم هو أن نقتدي بسُنته مصداقاً لقوله تعالي في سورة الأنفال الآية (33):

          (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33)

بمعنى:

          مستحيل وألف مستحيل أن تعذب أُمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وهي تُطبق منهجه.

أنت فيهم:  سُنتك ، منهجك قائم في حياتهم.

          البيت إسلامي ، العمل إسلامي ، العلاقات إسلامية ، الإحتفالات إسلامية ، حينما تُطبق منهج الله عز وجل أنت تستحق من الله أن يحفظك.

ما يحدث إذا لم يستجب الإنسان لسُنة النبي الكريم؟

          يقول الله تعالى في سورة القصص الآية (50):

          (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ (50)

 

ما هو الشئ الذى يفتقده المسلمون اليوم؟

          أن يرحموا بعضهم بعضا – مثال:  النبي عليه الصلاة والسلام حينما فتح مكة وأحاطت سيوف جنوده بأطراف مكة هذه المدينة التى أخرجته وآذته ، وحاربته ثلاث حروب ، ونكلت بأصحابه وقتليهم ، مصير هؤلاء بكلمة ينطقها النبي – صلى الله عليه وسلم – سالهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟  قالوا:  أخ كريم وابن أخ كريم ، قال:  إذهبوا فأنتم الطلقاء. دليل رحمته.

          ومجتمع اليوم ينقصه الرحمة ، هناك قسوة بالغة.

مثال1:  إنسان قد ينفق في اليوم مائة ألف ويعطي الموظف مبلغاً لا يكفيه أياماً ، ويدعي أنه رضى بهذا المبلغ ، هو رضى من الفقر – هل يمكن أن تتدبر أمرك بهذا المبلغ؟

          لذلك أكبر شئ نفتقده الآن أن يرحم بعضنا بعضا ، وكما جآء في الحديث الذى رواه سهل بن سعد:  (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم).

          أحد أكبر أسباب النصر والغنى هذا الضعيف ، يمكن أن تسحقه ، يمكن أن تُهينه ، يمكن أن تجيعه ، يمكن أن تعُطيه مبلغاً لا يكفيه وهو يقبل من شدة الفقر ، هذا الضعيف إذا (1) أطعمته إن كان جائعاً ، (2) كسوته إن كان عارياً ، (3) علمته إن كان جاهلاً ، (4)زوجته إن كان أعزباً ، (5) آويته إن كان مشرداً ، (6) عالجته إن كان مريضاً.

مثال عظيم لأحد الأطباء:

          قال طبيب:  والله أذهب إلى المستشفيات العامة ، كل روادها من الفقراء ، والله لا أحد يستطيع أن يناقشك لو أسأت إليه.

          هؤلاء أعتني بهم كما أنني بأكبر مستشفى – بأحسن أنني فى جنة – هذا المريض الفقير تستطيع أن تقول له:  مرضك ليس له شفاء ، تستطيع أن تتكلم معه بأقسى لغة – ممكن أن تهمله إهمالاً كلياً.

          أما إذا ذهبت إلى مستشفى كل المرضى من الطبقة الأولى تعتني عناية تفوق حد الخيال ، تخاف على مكانتك وعلى سُمعتك.

          هناك آية دقيقة جداً التى تُعد قانون الرحمة هي قول الله تعالي في سورة آل عمران الآية (159):

          (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (159)

بمعنى:

          بسبب اتصالك بنا يامحمد امتلأ قلبك رحمة فلما امتلأ قلبك رحمة انعكست هذه الرحمة ليناً هذا اللين سبب إلتفات الناس حولك.

          هذه الآية يحتاجها كل إنسان ، أب ، أم ، معلم ، رئيس دائرة ، مدير مستشفى ، مدير جامعة ، أي إنسان ولاه الله على عشرة.

          (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (159)

          لذلك ورد في الحديث القدسسي – عن أبي بكر أخرجه الديلمي.

          (إن كنتم تُحبون رحمتي فارحموا خلقي)

          (من لا يرحم لا يُرحم).

          هناك حديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من أنظر معسراً أو وضع له ، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله).

مثال1:    لك مبلغ مع شخص ، وأنت وضعك المادي جيد جداً ، الشخص ليس كذاباً ، وليس محتالاً ، لكنه لا يملك المال ، أنت معك سند ، الدعوة جاهزة وعندك محام موظف ، أي إنسان لم يدفع تحوله إلى القضاء.

          (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)

          يقول رسول الله في الحديث الذى رواه ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:

          (من أراد أن تُستجاب دعوته ، وأن تُكشف كُربته ، فليفرج عن معسر) أخرجه أحمد.

          ينتفع من إحياء ذكرى المولد إذا إقتدينا برسول الله ، فأحكما اتصالنا بالله حى نشتق من هذا الاتصال رحمة نتقرب بها إلى الله.

          (ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).

          ولو كنت منقطعاً عن الله عندئذ يمتلى القلب قسوة وتنعكس القسوة غلظة ، والغلظة تسبب أن ينفض الناس من حولك.

          هذه الآية معادلة رياضية:  اتصال بالله رحمة لين التفاف ، إنقطاع عن الله قسوة غلظة إنقضاض الناس عنك.

          من يحتاج هذه الآية؟

          كل واحد منا ، إذا كنت أبا ألا تتمنى أن يلتفت أولادك حولك؟  أن يحبوك أن ينصاعوا لأمرك؟  أن يكونوا في خدمتك؟ أن يثنوا عليك في غيبتك.

          البطولة ليس الثناء في حضرتك هذا يملكه الأقوياء ، ولكن الثناء في غيبتك يملكه الأنبياء ، الأقوياء يمدحون في حضرتهم ، والأنبياء يمدحون في غيبتهم.

          الرحمة مؤشر الإيمان ، يتحرك الإيمان مع مؤشر الرحمة ، أنت رحيم بقدر ما أنت مؤمن ، وأنت مؤمن بقدر ما أنت رحيم.

أمثلة من رحمة النبى – صلى الله عليه وسلم – بالناس:

أولاً:  أعرابي ألتقى بالنبى – حافي القدمين يقول في قسوة ، وفي جهالة:  (أعدل يامحمد ، فليس المال مالك ، ولا مال أبيك) أي إنسان قوى يقال له هذا القول بهذه القسوة يمكن أن يقتله ، أن يسجنه ما الذى حصل؟

          النبي قال:  صدق إنه مال الله وأكرمه وأرضاه.

ثانياً:  يسمع بكاء طفل رضيع في صلاة الفجر ، العادة أن أطول صلاة في حياة النبي هي صلاة الفجر ، فقرأ أقصر سورة وسلم فلما سألوه لم فعلت هذا يارسول الله؟ قال: (سمعت بكاء طفل ينادي أمه فأردت أن أرحمه) ، هذه رحمته.

ثالثاً:  كان النبي يرتجف من أعماقه إذا رأي دابة تحمل فوق طاقتها فكيف بالذى يحمل شعوباً فوق طاقتها.

رابعاً:  رأي النبي – صلى الله عليه وسلم – أحد أصحابه يذبح شاة أمام أختها فغضب ، قال: (هلا حجبتها عن أختها ، أتريد أن تُميتها مرتين؟).

خامساً:  بعد أن دانت له الجزئرة العربية من أدناها إلى أقصاها وقف أمام الناس خطيباً وقال:  (أيها الناس من كنت أخذت منه مالاً فهذا مالي فليأخذ منه ، (2) ومن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتص منه ، (3) ومن كنت شتمتُ له عرضاً فهذا عرضي ، ولا يخشى الشحناء ، فإنها ليست من شأني ولا من طبيعتي) ، فهل نستطيع نحن إذا بلغنا قمة النجاح أن نحافظ على تواضعنا ، ونزاهتنا ، وعدالتنا ، وعبوديتنا لله عز وجل.

سادساً:  دخل أعرابي إلى مجلس النبي قال:  أيكم محمد؟  ليس له مكان خاص – قال أحد أصحابه:  ذاك الوضئ.

          الله عز وجل قال بحقه:  (وإنك لعلي خلق عظيم)  سورة القلم.

          وقد أقسم الله عز وجل بحياته وبعمرة فقال في سورة الحجر الآية (72):

          (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)

          والله عز وجل يقول فى سورة المؤمنون الآية (69):

          (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)

          وكأن الله عز وجل من خلال هذه الآية يدعونا إلى معرفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى معرفة (1) سُنته القولية ، وإلى معرفة (2) سُنته العملية ، وإلى معرفة (3) شمائله ، وإلى معرفة (4) مواقفه ، لأن الله عز وجل جعله معصوماً من أن يخطئ في أقواله وفي أفعاله وفي إقراره.

          ما الذى يمنعنا أن نتحدث عن رسول الله كزوج ، وكأب ، وكصديق ، وكصاحب ، وكداعية إلى الله عز وجل.

          لذلك معرفة رسول الله ونحن في ذكرى مولده ، هذه المعرفة ضرورية جداً ، ليكون قدوة لنا.

          لابد من الأتباع حتى نقطف ثمار الدين ، جميل جداً أن نحتفل بهذه الذكرى العطرة ، وجميل جداً أن نجتمع ، وأن نتحدث عن أخلاقه ، والأجمل من هذا أن نتبع النبي عليه الصلاة والسلام.

          نحن شعارنا في الإحتفال بهذا اليوم المجيد أن نقرأ سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم لكي نعرف من هو رسول الله؟  يكون الإحتفال بإستعراض سُنته والتذكير بدعوته والإسترشاد بهديه والإكثار من العبادة والذكر والصدقة في سبيل الله.

 

اترك تعليقاً