بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،
فمن أحداث العام الثاني الهجرى (سرية عبدالله بن جحش).
كان – صلى الله عليه وسلم – بعد أن أستقر به المقام في المدينة وءامنه الله من الخوف وأشبعه مع أصحابه من الجوع – كان يرسل بعض سراياه للمناوشات على الحدود.
معنى السرايا: كتائب – وفصائل من الجيش يرسلها الرسول – لتعكر على قريش وهم راجعين بالتجارة من الشام بعض السرايا تنال من القافلة وبعض السرايا يفلت من العدو.
ومن كثرة السرايا أصبحت قريش قلقة ومضطربة وأصبحت تُوقن أن الرسول لم يتركها ، وأن هجرة محمد – صلى الله عليه وسلم – كان خطأ كبيراً لم تأخذ قريش حذرها منه – وأنتم كما تعلمون أن مكة في الوسط بين اليمن والشام.
والذى يريد أن يذهب إلى الشام لابد أن يمر على المدينة لأن المدينة تقع بين مكة والشام منطقة وسطى وهى مجمع الطرق فلابد أن يمروا على المدينة.
ما الغرض من هذه السرايا؟
فكان الغرض الأكبر والأعظم من هذه السرايا هو إيقاع الرعب (بث الخوف) في قلوب الكافرين ، (2) وهناك هدف سامي فهم أعمام الرسول وأهله وهم من سكان البيت الحرام ، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – قال ربما المناوشات تلفت نظرهم وتنبههم ويتوب الله عليهم ويُسلمون – وكان الرسول يحب أن الله يهديهم سلماً ، وكان لا يلجأ إلى القوة ألا (1) للدفاع الشرعي ، (2) والدفاع عن الحرمات ، (3) ورد العدوان ، (4) ومنع الفتنة عن أصحابه. وكان يميل إلى جانب السلم مصداقاً لقوله تعالى:
(ادخلوا في السلم كآفة)
ومصداقاً لقوله تعالى في سورة الأنفال الآية (61):
(وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).
وكانت السرية تضم 200 – 300 نفر – وكان يجعل عمه حمزة قائد على السرية أو سعد بن أبي وقاص – الكتيبة على قدر (القافلة) وكان يبث الجواسيس على الطرق ، ويرسل لهم السرايا ترعبهم وتوزعهم في الجبل ويتشتتوا ، وإن لم يقتل منهم.
من هو عبدالله بن جحش؟
كان الرسول يجلس مع الشباب ويسألهم عن أمانيهم ما تتمنوا؟ وكان عددهم (3) من الصحابة: (1) أنا أُريد أن يرضى عني الله. (2) أتمنى على الله دخول الجنة. (3)وجآء الدور على عبدالله بن جحش قال: أنا أتمنى على الله أن يرزقني بكافر شديد قوي ضربه يضرب رأسي ويجدع أنفي ويقتلني ويسلب مالي فأموت شهيداً ، فإذا لقيت الله وسألني يابن جحش أما من أجلي قتلوك؟ فأقول: نعم يارب. (2) أما من أجلي جدعوا أنفك وقطعوه؟ أقول: نعم يارب. (3) أما من أجلي سلبوا مالك وقطعوا جسمك؟ أقول: نعم يارب. فيقول الله تعالى: أدخل جنتي وتمتع بكرامتي.
لما تسأل بعض الشباب اليوم عن أمانيهم؟
(1)أريد بنت شعرها أصفر وبيضاء. (2) أريد أن أسافر للخارج (3) أشتغل مدير. (4)يكون عندي مال كثير ، وفيلا وعربية … وهكذا
نريد أن نربى شبابنا على هذه الطريقة طريقة عبدالله بن جحش وأصحابه وليست على السهر في الليل أمام التليفزيون والأفلام ، والتمثليات العارية – الأهلي والزمالك ، كل هؤلاء الشباب لا ينتظر منهم نفعة وطن ولا خدمة دين.
وفعلاً فتحت لدعوة عبدالله بن جحش أبواب السمآء فكان هذا الرجل من شهداء أُحد في العام الثالث الهجرى بعد هذه الأمنية بنصف ساعة رزقه الله بواحد شديد قوي قطع أنفه وأذنه وسلب ماله وقطعُه وأخذ هدومه حتى أن الناس لما وقفوا على جثته قالوا: سبحان الله.
(كأنه كان يرسم للقدر ما جرى وقدر) تمنى أشياء وحدثت هذا نوع من النور.
قال تعالى فى سورة الحديد الآية (28):
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
المهم قال الرسول خذ ياعبدالله سرية وأستكشف لنا العدو ، وذهب وعثر فى كتيبة فاجرة كافرة آذوا الله ورسوله فأدبهم تأديباً وأنتقم منهم شر أنتقام – ونصره الله نصراً مؤزراً ، وقتل واحد اسمه عمرو بن الخضرمي وأسر أثنين من الكفار مع بعض الغنائم – وقد ظن وتخيل أن شهر رجب انتهى ودخلوا فى شهر شعبان – ورجب من الأشهر الحُرم لا يصح أن يحاربوا يه ولا يرفع فيه سيف (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب ) ، وكما يقول الله تعالى فى سورة التوبة الآية (36):
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ).
بدأت الدعايات ضد المسلمين ، اليهود والمنافقون وكفار مكة قالوا: إن المسلمين أستغلوا الأشهر الحرم وقاتلوا في رجب ، ولما وصل عبدالله بن جحش إلى المدينة كان الرسول في درجة من الغليان – قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (استحللت الشهر الحرام ياعبدالله؟). قال عبدالله: والله ما استحللته – يعلم الله إني برئ ما رأيت الهلال. والمسلمين يُأنبوهم – حرب نفسية .. وحرب سياسية.
فلما رأى الله أن الحكاية زادت عن حدها – وأن عبدالله ظُلم وأنه بحسن نية قتل – أراد الله أن يرفع الغم والهم عن عبدالله فإنه كان يعتقد أن كل أعماله بطلت فنزل الوحي قال تعالى في سورة البقرة الآية (217):
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ).
إذا كنتم مستبشعين القتال في الشهر الحرام فهناك أربع جرائم من هؤلاء المجرمين أشد مما فعل عبدالله – تطميناً لعبدالله وأصحابه وللرسول الذى كان مشفق عليه – إذا كان المسلمون بقيادة عبدالله بن جحش أخطاوا رغماً عنهم وظنوا أن شعبان قد دخل – فإن هناك جرائم أرتكبها الكفار هي أشد نكراً وأعظم جرماً عند الله.
قل لهم القتال في الأشهر الحرم أمره كبير ووزره عظيم – ولكن هناك ما هو أعظم وأخطر وهو كما يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية (217):
(وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ).
أولاً: صد عن سبيل الله – وكفر بالله (3) وصدهم عن المسجد الحرام ، (4) وإخراجكم من البلد الحرام وأنتم أهله وحُماته – كل ذلك أعظم وزراً وذنباً عند الله من القتل.
فليعلموا أن ما أرتكبوه في حق النبى والمؤمنون أعظم وأشنع.
وبذلك زكى القرآن عمل (عبدالله) وصحبه لماذا؟ فقد نفذوا أوامر الرسول بأمانة وشجاعة وتوغلوا في أرض العدو مسافات شاسعة معرضين أنفسهم للقتل في سبيل الله فكيف يجزون على هذا بالتقريع والتخويف والتأنيب.
أولاً: صد عن سبيل الله وهو منع المؤمنين عن دين الله.
مثال: أبوذر الغفاري جآء ومكث في المسجد الحرام شهراً وهو خائف يقول أين محمد؟ لأن الذى يسأل على محمد – صلى الله عليه وسلم – لا يخرج من مكة سالماً – فرآه سيدنا علي قال: (أما آنى للغريب أن يرجع بيته) قال أبوذر: بلغنا ونحن في بلادنا أن هناك نبي إذا كان صادق اتبعناه وإن كان كاذب بعدنا عنه. فقال علي: (على الخبير سقط وعلى العليم نزلت).
أمشي ورائي وأخذه إلى النبى – صلى الله عليه وسلم. قال له النبى: كنت عايش على مآء زمزم؟ قال أبوذر: السلام عليك يارسول الله. ماذا فعلت في إلاهك؟ وضعه أبوذر في الجبل – وذهب لقضاء حاجته فجآء الثعلب ورفع رجليه كالكلب وتبول على إله. وبول الثعلب أشد نتناً – ورجع أبوذر فقال لإلهه: ثعلب يتبول عليك نحن (1) نصلي لك ، (2) ونذبح لك ، (3) ونعبدك ، (4) ونسجد لك ، ومش قادر أن تقول ألحقني ياصاحبي ، فكيف خلقت السموات والأرض لما أنت عاجز. وكسره ورماه.
هذا هو الصد عن الإسلام – واحد يريد أن يدخل الإسلام لابد له من جسم من فولاذ وإرادة من حديد (بلال – زنيرة – سُمية – فالصد معناه: الرد). (2) الكفر بالله ، (3) والكفر بقيمة المسجد الحرام وإهانته بالأصنام ، (4) وإخراج أهله منه – وهذا إثبات أن المسلمين المهاجرين هم أهل المسجد وهم أولى من يعيشون بجانبه – المؤمنون الموحدون يطلعوا من مكة ويبقى أبوجهل وأبولهب ، كل هذا أكبر عندالله وأكبر جرماً وأعظم ذنباً.
قال تعالى في سورة البقرة الآية (217):
(وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ).
ليس المراد بالفتنة المعنى الدارج بين الأميين – تروح تفتن بين الناس.
الفتنة: فتنة المؤمنين وحملهم على الكفر رغم أُنوفهم – يضربوهم – فكان بعض المؤمنين تحت وطأة العذاب الشديد يكفر – يكفر بالقرآن – يسب الله ويسب محمد كما يريدوا الكفار هذا اسمه فتنة – وهذا الذى قال الله تعالى في سورة البروج الآية (10):
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق
هذه هي الفتنة.
وهناك آية في سورة البقرة:
(والفتنةُ أشدُ من القتل).
بمعني: لما واحد مسلم يأتي الكافر ويظل وراءه إلى أن يكفر – فهذا أشد عند الله من أن يُقتل لماذا؟ لأنه إذا قتله فقد قضى على بدنه ويدخل الجنة فهو شهيد ، ولكن لما يكفر (1) قضى على روحه ، (2) وعلى مستقبله ، (3) وأدخله النار ، وكانت فتنة الكافرين للمسلمين بالإحراق – والإغراق – الدخان.
مثال: وكان من ضمن الضعفاء عمار بن ياسر
لما أشتد الضرب عليه – ذهب إلى الرسول فوجده أنبرى كما يُبرى القلم كانوا يضعوه في الدخان في داخل حصيرة والنار من تحته ولما يقرب من الإختناق والعمى يشيلوه – وكانوا يضعوه أيضاً في البئر بالحبل قبل ما يموت غرقاً يطلعوه – وهكذا فالرسول – صلى الله عليه وسلم قال له: ماذا يريدون؟ قال: أسبك وأسب الله وأسب القرآن. فقال الرسول: كيف تجد قلبك؟ قال: ما زادوني إلا إيماناً قال النبى: إذاً فأعطهم ما يريدون. إذا قالوا لك سب محمد – سب القرآن – سب الله ، كان كل يوم الصبح يأخذوه للتعذيب- فقال لهم عمار: ماذا تريدون؟ قالوا: سب محمد – سب القرآن وسب الله. فقال لهما ياسر بن عمار فصادف أن واحد مسلم من الصحابة رأي وسمع عمار وهو مع الكفار وهو يجاريهم في السب – ذهب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: (إن عمار بن ياسر فتن في دينه) فقال الرسول: (أجلس ما عليك) فقال الرجل: يارسول الله رأيت عمار بعيني هذه وأذني سمعته الآن لقد فتن في دينه – يسبك ويسب القرآن ويسب الله. فقال الرسول: (إن عماراً مُلء إيماناً من مفرق رأسه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه) معرفة أقدار الرجال.
وبعد وقت قصير أخذه ما كان يأخذه عندما ينزل الوحي حتى يعرق عرقاً شديداً – لأنه ينتقل من الحالة البشرية إلى الحالة الملائكية لكي يتلقى عن جبريل. فلما سُرى به قال: أوحي الله لي في عمار وفي أمثاله وقوله تعالى في سورة النحل الآية (106).
(مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
فأت عمار بن ياسر وهو يبكي إلى الرسول فأبلغه الرسول بنزول الوحي عليه وذكر له الآية وقال له: كيف تجد قلبك؟ قال عمار: (والله مازدتُ إلا إيماناً) ، قال النبى: (وإن عادوا فعد) هذا نسميه في الإسلام فتنة.
جآءت هذه الآية لما هو عبرة للمسلمين إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن سيئة عبدالله بن جحش تعتبر نملة بجانب جبل بالنسبة لما فعله الكافرون – (بعد نزول هذه الآية جآء المسلمون واعتذروا لعبدالله وقالوا: إن الله قد رد لك إعتبارك) وقال الله تحذير لنا:
(ولا يزالون يقاتلونك حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا).
التعبير هنا ليس بالماضي – إنهم سوف يظلوا يحاربوا المسلمون .
إلى متى يارب الكفار تحاربنا؟ لما تأخذ سينا؟ لا – سيناء لا تشبعهم ولا الجولان ولا الضفة الغربية التى فيها المسجد الأقصى ولا أفغانستان ولا فلسطين كلها تشبعهم – وقد أبتلعت روسيا الشيوعية 6 جمهوريات إسلامية – ولا أرتيريا – ولا الفلبين الذين مسحوا منه الإسلام – وقبل ذلك أسبانيا وجزيرة رُوديس وقبرص وكريت في البحر الأبيض – تاريخ أسود – (ولا يزالون يقاتلونكم) حتى يأخذوا كل الأرض يارب؟؟
أرضى إيه والله لو سلمت لهم الأرض وسرتُ لهم أذناناً وحميراً يركبونكم ما اكتفوا بذلك – لو تنازلنا عن جميع المماليك الإسلامية لم يكتفوا؟ متى يسكتوا؟ حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا.
… المقصود بالحرب ليس الأرض أو الوطن ولكن الدين لماذا؟ لأن الأرض عندهم أرخص من الدين لماذا؟ لأن الدين الإسلامي دين سليم نسبة إلى السمآء مضبوطة وصحيحة ، لا يستطيع أحد أن يطعن – لا يأتي شيوعي أو علماني أو نصراني أو يهودي ويقول أن القرآن ليس قرآن محمد والله (1) هات حرف واحد من القرآن زاد أو نقص.
… القرآن هو هو لم يتغير من 14 قرن فلو كنتم عالمين هاتوا لنا نسخة أصلية من إنجيل عيسى أو توراة موسى أو زبور داود لا يوجد أو صحف إبراهيم ، كل كتب السمآء اتغيرت وبودلت إلا القرآن.
وهذا سبب الحقد والحسد والبغضاء. قالوا: (لابد من طريقة لكي نردهم عن الدين وعن القرآن).
وكما ترون أن المصاحف كثيرة – والمطابع بتطبع – أحجام صغيرة وكبيرة وكل بيت فيه أربع خمس مصاحف – وبعض الناس حافظين القرآن في صدورهم ، الغرب وأمريكا وإسرائيل قالوا : أحسن طريقة (1) نشككهم في معانيه ، (2) ونُصرفهم عن تطبيقه ، ونكون بذلك قد بلغنا مرادنا) ، وهو هو الذى حدث ….
وكما قال الله تعالى في سورة الفرقان الآية (30):
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).
إذاً موضوع الردة عن الدين ليس من شروطها كُفر بالله أو كُفر بالمصحف أو كُفر بالنبى – لا. ولكن من جهة – خليك مدرن – خليك تقدمي وليس رجعي – (ولايزالون يقاتلونكم) يسلتوا الإسلام منا قطعة قطعة.
ليس القتال بالسيف ولكن القتال (1) بالكتب ، (2) والإعلانات الخليعة .
الفتيات لا تعرفن عن الإسلام مثقال ذرة – وأصابعها مثل أصابع القطة بالمانيكير وكلها أصباغ والكعب العالي ، وهذه هي الحرب لماذا؟
مادام أولادنا انصرفوا عن الدين بحكم الغزو الفكري. والغزو الفكري أشد من الغزو السلاحي – الغزو السلاحي يأخذ خمس أو ست أيام مثل حرب أكتوبر (حرب الست أيام) كم يوم وتنتهي الحرب ولكن نحن طول الليل والنهار يبثوا فينا المبادئ والتيارات الملحدة تكفر أولادنا وتكفر بناتنا وتكفر نسآءنا (1) بالمجلات المقروءة ، (2) وبالمقالة المكتوبة ، (3) وبالكلمة المسموعة بالإذاعة ، (4) والكلمة المرئية في التليفزيون – هذه هي الحرب ضد الله وضد رسوله.
تسأل أى شاب عن نجوم الكرم أو نجوم التمثيل والغناء – يعرف عنهم كل شئ – تاريخ حياتها بالكامل ، ولكن لو سألته عن تراجم الصحابة – وتراجم الخلفاء الراشدين – وتراجم الأئمة الأربعة – وتراجم القواد المسلمين (خالد بن الوليد – وأبوعبيدة بن الجراح).
مادام دماغه أنشغلت بالشهوات ليس عنده فراغ يسمع نصيحة من الخلق.
نجد دكتورة طويلة عريضة تقول: أنا لا أعرف عن الدين شئ حتى الصلاة حركات – مع أنها أخذت قسط كبير من العلم التعليم الابتدائي والإعداد والثانوي والجامعي .
قالت: كان المدرس يدخل عندنا في حصة الدين بالذات ويقول: موضوع الدين ده ربنا غفور رحيم ، وكان يلغوا حصة الدين ، وحصة اللغة العربية – أنتم متأخرون في الإنجليزي – في الحساب – في العلوم.
(اللهم تب علينا توبة ترضيك)
(( والحمدلله رب العالمين ))
هذه هي الفتنة.
وهناك آية في سورة البقرة:
(والفتنةُ أشدُ من القتل).
بمعني: لما واحد مسلم يأتي الكافر ويظل وراءه إلى أن يكفر – فهذا أشد عند الله من أن يقتل لماذا؟ لأنه إذا قتله فقد قضى على بدنه ويدخل الجنة فهو شهيد ، ولكن لما يكفر (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،
فمن أحداث العام الثاني الهجرى (سرية عبدالله بن جحش).
كان – صلى الله عليه وسلم – بعد أن أستقر به المقام في المدينة وءامنه الله من الخوف وأشبعه مع أصحابه من الجوع – كان يرسل بعض سراياه للمناوشات على الحدود.
معنى السرايا: كتائب – وفصائل من الجيش يرسلها الرسول – لتعكر على قريش وهم راجعين بالتجارة من الشام بعض السرايا تنال من القافلة وبعض السرايا يفلت من العدو.
ومن كثرة السرايا أصبحت قريش قلقة ومضطربة وأصبحت توقن أن الرسول لم يتركها ، وأن هجرة محمد – صلى الله عليه وسلم – كان خطأ كبيراً لم تأخذ قريش حذرها منه – مكة في الوسط بين اليمن والشام.
والذى يريد أن يذهب إلى الشام لابد أن يمر على المدينة لأن المدينة تقع بين مكة والشام منطقة وسطى وهى مجمع الطرق فلابد أن يمروا على المدينة.
ما الغرض من هذه السرايا؟ الغرض الأكبر
فكان الغرض الأكبر والأعظم من هذه السرايا هو إيقاع الرعب (بث الخوف) في قلوب الكافرين ، (2) وهناك هدف سامي فهم أعمام الرسول وأهله وهم من سكان البيت الحرام ، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – قال ربما المناوشات تلفت نظرهم وتنبههم ويتوب الله عليهم ويسلمون – وكان الرسول يحب أن الله يهديهم سلماً ، وكان لا يلجأ إلى القوة لا (1) للدفاع الشرعي ، (2) والدفاع عن الحرمات ، (3) ورد العدوان ، (4) ومنع الفتنة عن أصحابه. وكان يميل إلى جانب السلم مصداقاً لقوله تعالى:
(ادخلوا في السلم كآفة)
ومصداقاً لقوله تعالى في سورة الأنفال الآية (61):
(وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).
وكانت السرية تضم 200 – 300 نفر – وكان يجعل عمه حمزة قائد على السرية أو سعد بن أبي وقاص – الكتيبة على قدر (القافلة) وكان يبث الجواسيس على الطرق ، ويرسل لهم السرايا ترعبهم وتوزعهم في الجبل ويتشتتوا ، وإن لم يقتل منهم.
من هو عبدالله بن جحش؟
كان الرسول يجلس مع الشباب ويسألهم عن أمانيهم ما تتمنوا؟ وكان عددهم (3) من الصحابة: (1) أنا أوريد أن يرضى عني الله. (2) أتمنى على الله دخول الجنة. (3)وجآء الدور على عبدالله بن جحش قال: أنا أتمنى على الله أن يرزقني بكافر شديد قوي ضربه يضرب رأسي ويجدع أنفي ويقتلني ويسلب مالي فأموت شهيداً ، فإذا لقيت الله وسألني يابن جحش أما من أجلي قتلوك؟ فأقول: نعم يارب. (2) أما من أجلي جدعوا أنفك وقطعوه؟ أقول: نعم يارب. (3) أما من أجلي سلبوا مالك وقطعوا جسمك؟ أقول: نعم يارب. فيقول الله تعالى: أدخل جنتي وتمتع بكرامتي.
لما تسأل بعض الشباب اليوم عن أمانيهم؟
(1)أريد بنت شعرها أصفر وبيضاء. (2) أريد أن أسافر بره. (3) أشتغل مدير. (4)يكون عندي مال كثير ، وفيلا وعربية … وهكذا
نريد أن نربى شبابنا على هذه الطريقة طريقة عبدالله بن جحش وأصحابه وليست على السهر في الليل أمام التليفزيون والأفلام ، والتمثليات العارية – الأهلي والزمالك ، كل هؤلاء الشباب لا ينتظر منهم نفعة وطن ولا خدمة دين.
وفعلاً فتحت لدعوة عبدالله بن جحش أبواب السمآء فكان هذا الرجل من شهداء أُحد في العام الثالث الهجرى بعد هذه الأمنية بنصف ساعة رزقه الله بواحد شديد قوي قطع أنفه وأذنه وسلب ماله وقطعُه وأخذ هدومه حتى أن الناس لما وقفوا على جثته قالوا: سبحان الله.
(كأنه كان يرسم للقدر ما جرى وقدر) تمنى أشياء وحدثت هذا نوع من النور.
قال تعالى فى سورة الحديد الآية (28):
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
المهم قال الرسول خذ ياعبدالله سرية وأستكشف لنا العدو ، وذهب وعثر فى كتيبة فاجرة كافرة آذوا الله ورسوله فأدبهم تأديباً وأنتقم منهم شر أنتقام – ونصره الله نصراً مؤزراً ، وقتل واحد اسمه عمرو بن الخضرمي وأسر أثنين من الكفار مع بعض الغنائم – وقد ظن وتخيل أن شهر رجب انتهى ودخلوا فى شهر شعبان – ورجب من الأشهر الحُرم لا يصح أن يحاربوا يه ولا يرفع فيه سيف (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم) ، وكما يقول الله تعالى فى سورة التوبة الآية (36):
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ).
بدأت الدعايات ضد المسلمين ، اليهود والمنافقون وكفار مكة قالوا: إن المسلمين أستغلوا الأشهر الحرم وقاتلوا في رجب ، ولما وصل عبدالله بن جحش إلى المدينة كان الرسول في درجة من الغليان – قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (استحللت الشهر الحرام ياعبدالله؟). قال عبدالله: والله ما استحللته – يعلم الله إني برئ ما رأيت الهلال. والمسلمين يُأنبوهم – حرب نفسية .. وحرب سياسية.
فلما رأى الله أن الحكاية زادت عن حدها – وأن عبدالله ظُلم وأنه بحسن نية قتل – أراد الله أن يرفع الغم والهم عن عبدالله فإنه كان يعتقد أن كل أعماله بطلت فنزل الوحي قال تعالى في سورة البقرة الآية (217):
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ).
إذا كنتم مستبشعين القتال في الشهر الحرام فهناك أربع جرائم من هؤلاء المجرمين أشد مما فعل عبدالله – تطميناً لعبدالله وأصحابه وللرسول الذى كان مشفق عليه – إذا كان المسلمون بقيادة عبدالله بن جحش أخطاوا رغماً عنهم وظنوا أن شعبان قد دخل – فإن هناك جرائم أرتكبها الكفار هي أشد نكراً وأعظم جرماً عند الله.
قل لهم القتال في الأشهر الحرم أمره كبير ووزره عظيم – ولكن هناك ما هو أعظم وأخطر وهو كما يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية (217):
(وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ).
أولاً: صد عن سبيل الله – وكفر بالله 0 (3) وصدهم عن المسجد الحرام ، (4) وإخراجكم من البلد الحرام وأنتم أهله وحُماته – كل ذلك أعظم وزراً وذنباً عند الله من القتل.
فليعلموا أن ما أرتكبوه في حق النبى والمؤمنون أعظم وأشنع.
وبذلك زكى القرآن عمل (عبدالله) وصحبه لماذا؟ فقد نفذوا أوامر الرسول بأمانة وشجاعة وتوغلوا في أرض العدو مسافات شاسعة معرضين أنفسهم للقتل في سبيل الله فكيف يجزون على هذا بالتقريع والتخويف والتأنيب.
أولاً: صد عن سبيل الله وهو منع المؤمنين عن دين الله.
مثال: أبوذر الغفاري جآء ومكث في المسجد الحرام شهراً وهو خائف يقول أين محمد؟ لأن الذى يسأل على محمد – صلى الله عليه وسلم – لا يخرج من مكة سالماً – فرآه سيدنا علي قال: (أما آنى للغريب أن يرجع بيته) قال أبوذر: بلغنا ونحن في بلادنا أن هناك نبي إذا كان صادق اتبعناه وإن كان كاذب بعدنا عنه. فقال علي: (على الخبير سقط وعلى العليم نزلت).
أمشي ورائي وأخذه إلى النبى – صلى الله عليه وسلم. قال له النبى: كنت عايش على مآء زمزم؟ قال أبوذر: السلام عليك يارسول الله. ماذا فعلت في إلاهك؟ وضعه أبوذر في الجبل – وذهب لقضاء حاجته فجآء الثعلب ورفع رجليه كالكلب وتبول على إله. وبول الثعلب أشد نتناً – ورجع أبوذر فقال لإلهه: ثعلب يتبول عليك نحن (1) نصلي لك ، (2) ونذبح لك ، (3) ونعبدك ، (4) ونسجد لك ، ومش قادر أن تقول ألحقني ياصاحبي ، فكيف خلقت السموات والأرض لما أنت عاجز. وكسره ورماه.
هذا هو الصد عن الإسلام – واحد يريد أن يدخل الإسلام لابد له من جسم من فولاذ وإرادة من حديد (بلال – زنيرة – سُمية – فالصد معناه: الرد). إنما (2) الكفر بالله ، (3) والكفر بقيمة المسجد الحرام وإهانته بالأصنام ، (4) وإخراج أهله منه – وهذا إثبات أن المسلمين المهاجرين هم أهل المسجد وهم أولى من يعيشون بجانبه – المؤمنون الموحدون يطلعوا من مكة ويبقى أبوجهل وأبولهب ، كل هذا أكبر عندالله وأكبر جرماً وأعظم ذنباً.
قال تعالى في سورة البقرة الآية (217):
(وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ).
ليس المراد بالفتنة المعنى الدارج بين الأميين – تروح تفتن بين الناس.
الفتنة: فتنة المؤمنين وحملهم على الكفر رم أنوفهم – يضربوهم – فكان بعض المؤمنين تحت وطأة العذاب الشديد يكفر – يكفر بالقرآن – يسب الله ويسب محمد كمايريدون الكفار هذا اسمه فتنة – وهذا الذى قال الله تعالى في سورة البروج الآية (10):
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ).
هذه هي الفتنة.
وهناك آية في سورة البقرة:
(والفتنةُ أشدُ من القتل).
بمعني: لما واحد مسلم يأتي الكافر ويظل وراءه إلى أن يكفر – فهذا أشد عند الله من أن يقتل لماذا؟ لأنه إذا قتله فقد قضى على بدنه ويدخل الجنة فهو شهيد ، ولكن لما يكفر (1)
قضى على روحه ، (2) وعلى مستقبله ، (3) وأدخله النار ، وكانت فتنة الكافرين للمسلمين بالإحراق – والإغراق – الدخان.
مثال: وكان من ضمن الضعفاء عمار بن ياسر
لما أشتد الضرب عليه – ذهب إلى الرسول فوجده أنبرى كما يُبرى القلم كانوا يضعوه في الدخان في داخل حصيرة والنار من تحته ولما يقرب من الإختناق والعمى يشيلوه – وكانوا يضعوه أيضاً في البئر بالحبل قبل ما يموت غرقاً يطلعوه – وهكذا فالرسول – صلى الله عليه وسلم قال له: ماذا يريدون؟ قال: أسبك وأسب الله وأسب القرآن. فقال الرسول: كيف تجد قلبك؟ قال: ما زادوني إلا إيماناً قال النبى: إذاً فأعطهم ما يريدون. إذا قالوا لك سب محمد – سب القرآن – سب الله ، كان كل يوم الصبح يأخذوه للتعذيب- فقال لهم عمار: ماذا تريدون؟ قالوا: سب محمد – سب القرآن وسب الله. فقال لهما ياسر بن عمار فصادف أن واحد مسلم من الصحابة رأي وسمع عمار وهو ماشي مع الكفار وهو يجاريهم في السب – ذهب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: (إن عمار بن ياسر فتن في دينه) فقال الرسول: (أجلس ما عليك) فقال الرجل: يارسول الله رأيت عمار بعيني هذه وأذني سمعته الآن لقد فتن في دينه – يسبك ويسب القرآن ويسب الله. فقال الرسول: (إن عماراً مُلء إيماناً من مفرق رأسه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه) معرفة أقدار الرجال.
وبعد وقت قصير أخذه ما كان يأخذه عندما ينزل الوحي حتى يعرق عرقاً شديداً في اليوم الثاني – لأنه ينتقل من الحالة البشرية إلى الحالة الملائكية لكي يتلقى عن جبريل. فلما سُرى به قال: أوحي الله لي في عمار وفي أمثاله وقوله تعالى في سورة النحل الآية (106).
(مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
فأت عمار بن ياسر وهو يبكي إلى الرسول فأبلغه الرسول بنزول الوحي عليه وذكر له الآية وقال له: كيف تجد قلبك؟ قال عمار: (والله مازدت إلا إيماناً) ، قال النبى: (وإن عادوا فعد) هذا نسميه في الإسلام فتنة.
جآءت هذه الآية لما هو عبرة للمسلمين إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن سيئة عبدالله بن جحش تعتبر نملة بجانب جبل بالنسبة لما فعله الكافرون – (بعد نزول هذه الآية جآء المسلمون واعتذروا لعبدالله وقالوا: إن الله قد رد لك إعتبارك) وقال الله تحذير لنا:
(ولا يزالون يقاتلونك حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا).
التعبير هنا ليس بالماضي – سوف يظلوا يحاربكم.
إلى متى يارب الكفار تحاربنا؟ لما تأخذ سينا؟ لا – سيناء لا تشبعهم ولا الجولان ولا الضفة الغربية التى فيها المسجد الأقصى ولا أفغانستان ولا فلسطين كلها تشبعهم – وقد أبتلتع روسيا الشيوعية 6 جمهوريات إسلامية – ولا أرتيريا – ولا الفلبين الذين مسحوا منه الإسلام – وقبل ذلك أسبانيا وجزيرة رُوديس وقبرص وكريت في البحر الأبيض – تاريخ أسود – (ولا يزالون يقاتلونكم) حتى يأخذوا كل الأرض يارب؟؟
أرضى إليه والله لو سلمت لهم الأرض وسرتُ لهم أذناناً وحُميراً يركبونكم ما اكتفوا بذلك – لو تنازلنا عن جميع المماليك الإسلامية لم يكتفوا؟ متى يسكتوا؟ حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا.
… المقصود بالحرب ليس الأرض أو الوطن ولكن الدين لماذا؟ لأن الأرض عندهم أرخص من الدين لماذا؟ لأن الدين الإسلامي دين سليم نسبة إلى السمآء مضبوطة وصحيحة ، لا يستطيع أحد أن يطعن – لا يأتي شيوعي أو علماني أو نصراني أو يهودي ويقول أن القرآن ليس قرآن محمد والله (1) هات حرف واحد من القرآن زاد أو نقص.
… القرآن هو هو لم يتغير من 14 قرن فلو كنتم عالمين هاتوا لنا نسخة أصلية من إنجيل عيسى أو توراة موسى أو زبور داود لا يوجد أو صحف إبراهيم ، كل كتب السمآء اتغيرت وبودلت إلا القرآن.
وهذا سبب الحقد والحسد والبغضاء. قالوا: (لابد من طريقة لكي نردهم عن الدين وعن القرآن).
وكما ترون أن المصاحف كثيرة – والمطابع بتطبع – أحجام صغيرة وكبيرة وكل بيت فيه أربع خمس مصاحف – وبعض الناس حافظين القرآن في صدورهم ، العرب وأمريكا وإسرائيل – (ليس لنا أى عمل في ألفاظ المصحف ولا فى أوراقه – أحسن طريقة (1) نشككهم في معانيه ، (2) ونُصرفهم عن تطبيقه ، ونكون بذلك قد بلغنا مرادنا) ، وهو هو الذى حدث ….
وكما قال الله تعالى في سورة الفرقان الآية (30):
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).
إذاً موضوع الردة عن الدين ليس من شروطها كفرت بالله أو كفرت بالمصحف أو كفرت بالنبى – لا. ولكن من جهة – خليك مدرن – خليك تقدمي وليس رجعي – (ولايزالون يقاتلونكم) يسلتوا الإسلام منا قطعة قطعة.
ليس القتال بالسيف ولكن القتال (1) بالكتب ، (2) والإعلانات الخليعة والأزياء
أول الشتاء يقولون في المجلات والوسائل المرئية خلوا بالكم يانسآء الموضة الصيف القادم الميكروجيب – ملوك الأزياء – تجارة بالملايين ، وهناك المجلات مثل الشبكة – المصور – نصف الدنيا – الكواكب ، وكلها عن النسوة.
الفتيات لا تعرفن عن الإسلام مثقال ذرة – وأصابعها مثل أصابع القطة بالمانيكير وكلها أصباغ والكعب العالي ، وهذه هي الحرب لماذا؟
مادام أولادنا انصرفوا عن الدين بحكم الغزو الفكري. والغزو الفكري أشد من الغزو السلاحي – الغزو السلاحي يأخذ خمس أو ست أيام مثل حرب أكتوبر (حرب الست أيام) كم يوم وتنتهي الحرب ولكن نحن طول الليل والنهار يبثوا فينا المبادئ والتيارات الملحدة تكفر أولادنا وتكفر بناتنا وتكفر نسآءنا (1) بالمجلات المقروءة ، (2) وبالمقالة المكتوبة ، (3) وبالكلمة المسموعة بالإذاعة ، (4) والكلمة المرئية في التليفزيون – هذه هي الحرب ضد الله وضد رسوله.
تسأل أى شاب عن نجوم الكرم أو نجوم التمثيل والغناء – يعرف عنهم كل شئ – تاريخ حياتها بالكامل ، ولكن لو سألته عن تراجم الصحابة – وتراجم الخلفاء الراشدين – وتراجم الأئمة الأربعة – وتراجم القواد المسلمين (خالد بن الوليد – وأبوعبيدة بن الجراح).
مادام دماغه أنشغلت بالشهوات ليس عنده فراغ يسمع نصيحة من الخلق.
نجد دكتورة طويلة عريضة تقول: أنا لا أعرف عن الدين شئ حتى الصلاة حركات تأديتها – مع أنها أخذ قسط كبير من العلم التعليم الابتدائي والإعداد والثانوي والجامعي – قالت: كان المدرس يدخل عندنا في حصة الدين بالذات ويقول: موضوع الدين ده ربنا غفور رحيم ، وكان يلغوا حصة الدين ، وحصة اللغة العربية – أنتم متأخرون في الإنجليزي – في الحساب – في العلوم.
(اللهم تب علينا توبة ترضيك)
(( والحمدلله رب العالمين ))