ماهي جائزة قراءة القرآن بالتدبر؟

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          فالقرآن فيه آيات ، فيه أمر ، فيه نهي ، وحياة الناس من واد آخر.

 

مثال1:  كثيراً من يقول:  أعاني من كآبة ، والله عز وجل يقول في سورة النحل الآية (97):

          (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (97))

ورد في الأثر:  أنه لا يحزن قارئ القرآن ، لأن القرآن شفاء للنفوس وعدك الله بحياة طيبة ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق ودعوده للمؤمنين ، (1) كيف يحزن قارئ القرآن وهو يتلو قوله تعالى في سورة فصلت الآية (30):

          (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30))

          لا تخشى مما هو آت ، ولا تندم على ما فات ، (2) كيف يحزن قارئ القرآن حينما يتلو قوله تعالى في سورة القصص الآية (61):

          (أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (61))

(3) كيف يحزن قارئ القرآن وهو يتلو قوله تعالى في سورة التوبة الآية (51):

          (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا (51))

(4) كيف يحزن قارئ القرآن وهو يتلو قوله تعالى في سورة الحج الآية (38):

          (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا (38))

(5) كيف يحزن قارئ القرآن وهو يتلو قوله تعالى في سورة الجاثية الآية (21):

          (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21))

ماهو سبب الكآبة والحزن عند الشباب؟ (الناس)؟

          عدم تدبر القرآن – هذا الذى يقرأ القرآن في رمضان ومعن (1) كآبة ، ومعه (2) حزن ، ومعه (3) إحباط ، ومعه (4) أمراض نفسية ، معنى ذلك أن القرآن في واد وهو في واد آخر.

ما معنى التدبر؟

          التدبر أن تسأل نفسك سؤالاً جريئاً:  أين أنا من هذه الآية؟

مثال1: 

          (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (2))  سورة الأنفال

(1)هل تضطرب إذا تلوت كلام الله؟  هل يوجل قلبك؟  (خاف)

هو الخوف لاسيما عند ذكر وعيده ووعده.  (عند ذكر اسم الله).

خافت فبعدت عن المعصية ، وأسرعت إلى الطاعة.

(2)هل تدمع عينك؟  هناك كلام محرج عندما تسألي نفسك عن تلك الآيات ، لا تحاب نفسك ، كلما قرأت القرآن أو استمعت إليه ، أسأل نفسك بجرأة:  هل أنا مطبق لهذه الآية؟

مثال1:  حينما قال الله عز وجل في سورة الحجرات الآية (12):

          (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (12))

          وقال تعالى في سورة النسآء الآية (29):

          (لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (29))

الذين يتفننون في أكل أموال بعضهم بالباطل ، لذلك هذه القراءات التى تقرأ في رمضان إذا ما رافقتها إستقامة فلن تقطف ثمارها إطلاقاً (لا تأخذي ثواباً)

مثال1:  قد يذهب إنسان إلى بلاد بعيدة ، يرى تقدما وحضارة ورقياً وأبنية شاهقة وحدائق ، ونظاماً ، وغنى ، وترفاً يرجع ضعيف النفس ، ألم تقرأ قوله تعالى في سورة الأنعام الآية (44):

          (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44))

مبلسون:  آيسون متحسرون حزنون (آيسون من الخلاص متحسرون)

          كيف ترجع ضعيف النفس وتصغر أمام هؤلاء الأقوياء الذين شردوا عن الله عز وجل وأنت تقرأ القرآن الكريم؟  سورة آل عمران الآية (196 ، 197):

          (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197))

          بالتعبير الآخر ، حينما تقرأ القرآن ألا تصدق الله عز وجل؟

          إن صدقته حقاً فيجب أن ينعكس تصديقاً راحة نفسية ثقة بنفسك.

سؤال:  أين أنا من آيات الأمر والنهي عند قراءة القرآن؟

عليك أن تقرأ القرأن قراءة تدبر وليس قراءة تعبدية – لو قرأت في رمضان جزءاً واحداً بالتدبر فقد أفلحت.

(1)أية آية تقرأها فيها أمر ، هل أنا مطبق لهذا الأمر؟

(2)فيها نهي ، هل أنا منته عن هذا النهي؟  (3) فيها مشهد من مشاهد الجنة ، هل أنا تاقت نفسي للجنة؟ هل سعيت إليها؟ (4) فيها مشهد من مشاهد أهل النار،  هل أتقيت النار ولو بشق تمرة؟.

          إجعل نفسك في حوار مع ذاتك ، وأنت تقرأ القرآن.

 

مثال1:  حينما قال عليه الصلاة والسلام:

          إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم سبعين خريفاً  الترمذي.

(5)تسأل نفسك ، هل أنت حريص على ضبط لسانك؟

          أنا أُريد في هذا الدرس أن أي آية تقرأها أن تسأل نفسك السؤال الصعب “أين أنا منها“.

مثال1:  حينما قال الله عز وجل (وعاشروهن بالمعروف)   سورة النسآء الآية (19).

هل أنت تعامل زوجتك بالمعروف – يتصل بي أناس أو زوجات يشكون من ظلم الأزواج وهم من رواد المساجد – وكذلك النسآء – إتصل بي رجل وكان مفروساً ، كلما قرأت آية تتدبرها؟

التدبر أن تحاسب نفسك أين أنا من هذه الآية؟  الناس تختلف في التطبيق ، مطبق ، ضعيف التطبيق ، لا أطبق – ماذا تفعل؟

عليك إذا فتحت القرآن الكريم أمسك القلم.

          أتمنى أن تقرأ القرآن قراءتين قراءة تعبد وقراءة تدبر.

التدبر:  (1) هو أن يجول خاطرك فكرك فيما تقرأ ، (2) وأن تجمع الأوامر وأن تجمع النواهي ، (3) ويجب أن تعتقد أن كل أمر في القرآن يقتضي الوجوب.  أنت تفاجئ أنك أمام آلاف الأوامر في القرآن ، وآلاف الأوامر في الحديث – فحينما تتعامل مع القرآن بجدية تفلح.

          أحياناً يكون الوصف للمؤمنين قارئ القرآن يتوهم ، وقد يكون صادقاً أنه بعيد عنه بُعد الأرض عن السماء.

مثال1:  (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)  سورة آل عمران الآية (134).

هو عصبي ، إذا انفجر يخرب ما شيده في شهر ، أين الآية:

          (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134))

 

مثال2:  تجدي أحياناً قسوة بمعاملة الأب والأم أين قوله تعالى؟ سورة الإسراء الآية (23):

          (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23))

          تأخذ وسام شرف من الله عز وجل لا في قراءة القرآن فقط ، بل في تدبره والسعي لتطبيقه.

سؤال:  هل تُطبق القرآن بالقول أم بالعمل؟

مثال1:  قال عالم من علماؤنا سأله مرة إنسان عن شاب خطب إبنته ، الشاب وسيم وغني ، عربية فخمة – عنده بيت ومركز في عمله – إلا أنه دينه ضعيف جداً (لا يصلي

الجواب:  قال له العالم:  أنت تقرأ القرآن؟  قال: نعم.  قلت:  بعد أن تنتهي من قراءته ماذا تقول؟ قال: أقول: صدق الله العظيم – تمام ، أنت حينما تقرأ قوله تعالى في سورة البقرة الآية (221):

(وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ (221))

          حينما تزوج أبنتك لشاب وسيم وغني ويملك عربية وبيت وعمل جيد ولا يهمك دينه الضعيف فأنت لم تصدق الله ، فإذا قلت بعد نهاية القراءة:  صدق الله العظيم فإنك تكذب ، أنت ما صدقت الله عز وجل ولكن أنت صدقت هذا الإغراء الذى تقدم به هذا الشاب ، فكن صريحاً مع نفسك.

          حينما تخالف القرآن فإن الحديث الذى رواه صهيب وأخرجه الترمذي:

          (ما آمن بالقرآن من استحل محارمه)

وكذلك الحديث عن أنس ذكره الغزالي في الأحياء:

(ورب تال للقرآن والقرآنُ يلعنه)

(( من قوانين القرآن ))

(1)قانون التيسير (التوفيق)  سورة الليل الآية (5 : 7):

          (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7))

فأما من أعطى ماله وأنفق ابتغاء وجه الله ، واتقى ربه فكف عن محارم الله وصدق بالجنة التى أعدها الله للأبرار ، فسهل عليه عمل الخير ويكون سهلاً ميسراً.

(2)قانون التعسير:   سورة الليل الآية (8 : 10):

          (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10))

أما من بخل بإنفاق المال ، واستغنى عن عبادة ذي الجلال ، وكذب بالجنة ونعيمها فسنهيئه للعسر ، وهي الحياة السيئة في الدنيا والآخرة وهي طريق الشر.

(3)قانون البغضاء والعداوة:   سورة المائدة الآية (14):

          (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (14))

فتركوا ما أمروا به في الإنجيل من الإيمان بالأنبياء ونقضوا الميثاق (الميثاق على توحيد الله والإيمان بمحمد رسول الله) الله وضح بين فرق النصاري العداوة والبغضاء إلى قيام الساعة.  وكما قال أبن كثير:  ولا يزالون متباغضين متعادين ، يكفر بعضهم بعضاً ، ويلغي بعضهم بعضاً، ولا فرقة تمنع الآخرى من دخول معبدها.

(4)قانون المحبة:  الأنفال الآية (63):

          (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ (63))

لو أنفقت في إصلاح ذات بينهم ما في الأرض من الأموال ما قدرت على تأليف قلوبهم واجتماعها على محبة بعضها بعضاً ، ولكنه سبحانه بقدرته البالغة جمع بينهم ووفق ، فإنه المالك للقلوب يقلبها كيف يشآء ، ومهما بذلت من جهد كي تقرب القلوب فلا تستطيع.

(5)قانون العزة:  سورة المنافقون  الآية (8):

          (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8))

لله عز وجل القوة والغلبة ولمن أعزه وأيده من رسوله والمؤمنين لا لغيرهم – ولكن المنافقين لفرط جهلهم وغرورهم لا يعلمون أن العزة والغلبة لأوليائه دون أعدائه.

(6)قانون السعادة:  سورة الرعد الآية (28):

          (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28))

أيها القوم انتبهوا فإن بذكر الله نستأنس وتسكن قلوب المؤمنين فلا يشعرون بقلق وإضطراب من سوء العقاب.  ماشاء الله كان وما لم يشأ.

(7)قانون الكآبة:  سورة طه الآية (124):

          (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا …… (124))

ومن أعرض عن أمرى وما أنزلته على رسلي من الشرائع والأحكام فإن له فى الدنيا معيشة قاسية شديدة ، فلا طمأنينة له ولا إنشراح لصدره ، بل صدره ضيق حرج بضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ماشاء وأكل ما شآء وسكن حيث شآء ، فإن قلبه في قلق وحيرة وشك.

          إذاً هناك قانون السعادة ، قانون الكآبة ، وقانون العداوة والبغضاء ، وقانون المحبة ، وقانون التوفيق والتعسير ، قانون الرحمة ، قانون العزة ، كل أحوال النفس في القرآن الكريم.

          إذاً لابد أن نقرأ القرآن مع التدبر ، والتدبر أن تكون صريحاً وجريئاً في محاسبة نفسك ، وكلما حاسبت نفسك في الدنيا حساباً عسيراً كان حسابها يوم القيامة يسيراً ، وكلما حاسبت نفسك في الدنيا حساباً يسيراً كان حسابها يوم القيامة عسيراً.

إحذري حجاب القلب

ما هو حجاب القلب؟

          من أجل ذلك قلنا نقرأ القرآن بتدبر مصداقاً لقوله تعالى في سورة محمد الآية (24):

          (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24))

          إستفهام توبيخي ، أفلا يفهمون القرآن ويتصفحونه ليروا ما فيه من المواعظ والزواجر ، حتى لا يقعوا فيما وقعوا فيه من الموبقات؟

          أم بمعنى بل – وهو إنتقال من توبيخهم على عدم التدبر إلى توبيخهم على ظلمة القلوب وقسوتها حتى لا تقبل التفكر والتدبر – بمعنى:  بل قلوبهم قاسية مظلمة كأنها مكبلة بالأقفال الحديدية فلا ينفذ إليها نور ولا إيمان.  قال الرازي:  إن القلب خُلق للمعرفة فإذا لم تكن فيه المعرفة فكأنه غير موجود.  (القلوب مقفلة).

          ولكن عندنا مؤشر:

(1)إذا قرأت القرآن فلم تشعر بشئ ، وإذا صليت فلم تشعر بشئ ، وإذا ذكرت الله فلم تشعر بشئ  لا تخجل من أن نعلم أنك محجوب عن الله.

          وهذا هو أكبر عقاب من الله أن يحجبك عنه مصداقاً لقوله تعالى في سورة المطففين الآية (15):

          ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15))

هؤلاء المكذبين في الآخرة محجوبون عن رؤية المولى عز وجل.

قال الشافعي:  وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل ، قال مالك: لما حجب أعداءه فلم يروه ، تجلى لأوليائه حتى رأوه.    (القرطبي)

          أكبر عقاب ، قد يعطيك الله المال الوفير ، والصحة ، الزوجة والأولاد ، ودخل فلكي ، عربيات ، لكنك محجوب عنه ، وهذا أكبر عقاب.

الشدائد هل هي خير أم شر؟

(1)حينما يكون الإنسان في عناية الله المشددة يحاسبه على كل عمل.

(2)إذا أحب الله عبده أبتلاه ، (3) إذا أحب الله عبده عجل له بالعقوبة ، فلا تقلق من شدة الله عز وجل ، اقلق من الرخاء وأنت غافل.

(3)إذا أحب الله عبده أستعمله (اللهم اجعلنا من عباد الإحسان ولا تجعلنا من عباد الإمتحان).

مثال1:  الذى معه إلتهاب معدة حاد يعطي تعليمات مشددة جداً من الطبيب يمنعه من معظم

الأكلات ، ويتابعه ، فإذا شعر الطبيب أنه يخالف التعليمات قد ينفجر في وجهه (إمرأة طردها الدكتور).

          أما الذى معه مرض خبيث فلا يدقق الطبيب أبداً في طعامه وشرابه ويقول له:  كُل ماتشتهي ، لأنه ميئوس منه ، ولا أمل له.

          حينما ترى أن الله يتابعك ، ويحاسبك ، ويشدد عليك ، ويضيق عليك فلهذا من المعالجة الإلهية ، وقد ورد في بعض الآثار.

          ((أوحى ربك إلى الدنيا أن تشددي وتُضيقي وتكدري على أوليائي وحتى يحبوا لقاءي)).

هل يُضيع الله من ترك شيئاً لوجه؟

القصة الأولى:  بائع الدخان

          محل صغير يبيع الدخان ، أرباحه في الشهر من الدخان 5 آلاف جنية ، إنسان أعطاه شريطاً عن درس في المسجد عن مضار الدخان وعن الأحكام الشرعية في موضوع التدخين.

          صاحب المحل له شريك الأول اقتنع بهذا الشريط وأخذ قراراً بإيقاف بيع الدخان ، إعترض شريكه وقال له:  أنا لا أوافق ، عندنا دخل 5 آلاف جنية من الدخان.

          قال الأول:  أنا لا أوافق على بيع الدخان ، ولكني أضمن لك بعد أن تمتنع عن بيع الدخان إذا إنخفض الدخل بمقدار 5 آلاف لك مني نصفها ، لأنه شريكه بالنصف ، وإذا بقي الدخل على ما هو عليه بعد ترك بيع الدخان ليس عندك لي شئ – فتوافقا.

          يقول في اليوم التالي:  جاء الموزع الذى معه الدخان ، قال له:  كم تحتاج ، قال له: أحتاج أن تأخذ الذى عندي ، أرجعهم إليك ، قال: لم ، قال له: والله أن سمعت شريطاً وتبت إلى الله ، وألغيت هذه البضاعة.

وفي الشريط يقول الشيخ:

          (ما ترك عبد لله أمراً لا يتركه إلا لله إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه)    أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر.

          هذا موزع الدخان يوزع 250 محل ، عنده سيارتان فسمع الشريط قال له:  وأنا أتوب مثلك وتوقف عن بيع الدخان ، وإستبدل بيع الدخان ببيع المواد الغذائية.

          إنها كلمة أو شريط يسمعهُ الإنسان فأخذ قراراً لذلك (( الكلمة الطيبة صدقة ))  أخرجه مسلم عن أبي هريرة.

القصة الثانية:   إنسان كان يعمل في إنتاج الأفلام الإباحية.

          إتصل إنسان بالعالم وقال له:  أنا أعمل في عمل حقير جداً.  قال له العالم:  ما العمل؟  قال:  أنا أجري المونتاج على الأفلام الإباحية ، أعطاني أخي شريطاً لك.  أقسم بالله إن سمعته خمسين مرة وتاب.

(( الكلمة الطيبة صدقة ))

وكل واحد منكم بإمكانه أن (1) يتكلم كلمة طيبة ، (2) بإمكانه أن يهتم بمن حوله ، (3) يهتم بموظفيه ، (4) يهتم بجيرانه ، (5) يهتم بأخواته البنات .  (( الكلمة الطيبة صدقة ))

    ((ماترك عبداً لله أمراً لا يتركه إلا لله إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه)).

          وكل إنسان حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، وحجمك عند الله بعد إيمانك بالله بحجم عملك الصالح.

 

((والحمدلله رب العالمين))

اترك تعليقاً