بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
فكما نعلم أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وله مزايا وفضائل ليست لغيره.
أولاً: إنسان إنشغل بشئ (كان في إجتماع) أو إختلاف المواقيت – الوقت سرقهُ – الساعة كانت متأخرة ، الرسول وصف دواء وقال: (من ترك الجمعة فليتصدق بدينار وفي رواية أخرى فليتصدق بنصف دينار).
الدينار يساوي 2 جنية – … كفارة الجمعة تساوي 1 جنية.
وبالطبع لا نأخذها رخصة نتعود عليها .. أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك ثلاث جمع تهاوناً من غير عذر طبع الله على قلبه) حتى لو دفع مال الدنيا..
وإعتبار الثلاث إمهال من الله تعالى للعبد ورحمة به – لعله يتوب من ذنبه ويتوب إلى رشده ويؤدي الجمعة ولا يتركها بلا عذر.
ولكن هناك أعذار مباحة مثل المطر – البرد الشديد والريح فلا إثم عليه.
ومن ضمن أحكام الجمعة:
ثانياً: بطلان البيع عند الآذان:
إذا كنت تكتب عقد بيع أو شراء في ورق أو تشترى لبيعة وسمعت الآذان (آذان الجمعة) أوقف البيع وتذهب تصلي لماذا؟
لأن كل بيع ينعقد أثناء النداء فهوبيع باطل – ويعتبر عند الله سرقة وإختلاساً علاوة عن اللعنة ، وعلاوة على أن الله ينزع البركة من هذه البيعة ولا تتم على خير…
بما تدرك الجمعة؟
أقلها ركعة .. لم يلحق سماع الخُطبة – وحضرت وهم صلوا الركعة الأولى فتصلي معهم الركعة الثانية ثم بعد الإمام ما يسلم تقوم تأتي بالركعة الأخرى ..
أما إذا حضرت ووجدت الإمام يقول سمع الله لمن حمده في الركعة الثانية – تنوي جمعة معهم تقوم وتصلى أربع ركعات ظهراً.
وهذه هي الفزورة التى قالوا عليها: (نوى ومصلاش وصلى ومنواش) هي إيه؟ نوى الجمعة ولم يصليها وصلى الظهر ولم ينوى له.
الدليل: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة). أخرجه أحمد.
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال: (من أدرك الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى ، فإن أدركهم جلوساً صلى أربعاً). (أخرجه البيهقي).
بأي عدد تنعقد الجمعة؟
أبوحنيفة قال: 3 أشخاص غير الإمام – المالكية: 12 والإمام (مصعب بن عمير).
الشافعية والحنابلة: 40 بالإمام. الإختلاف جآء من الإجتهاد لأن الرسول لم يبين عدد – فجآء المحققين قالوا: الرسول قد مات ولم يحدد عدد وفكلمة الجمعة مشتقة من كلمة الجمع – وكل ما يسمى جمعاً تنعقد بهم الجمعة.
وتنعقد الجمعة بأي عدد وفي أي مكان. (الإثنين فيما فوق تسمى جماعة هذا هو الرأى المعتمد).
دليل المالكية: العدد (12)
ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله: أن النبى – صلى الله عليه وسلم – كان يخطب قائماً يوم الجمعة ، فجآءت جمال محملة بالتجارة من الشام (فانصرف) الناس إليها حتى لم يبق إلا إثنا عشر رجلاً فأنزل الله: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً).
دليل الشافعية: العدد (40)
أن عمر بن عبدالعزيز كتب إلى أهل المياه فيما بين الشام ومكة: (جمعُوا إذا بلغتم أربعين رجلاً).
هل يجوز أن يقطع الخطيب الخُطبة لظرف طارق؟
مثال:
سيدنا عمر – رضي الله عنه – أثناء الخُطبة تذكر أنه جنب ولم يغتسل عمر ال الشياطين يهرب منه – قال: مكانكم ، ثم نزل من على المنبر وبعد عشر دقائق جآء والمآءُ يقطر من لحيته ورأسه – (صب على نفسه المآء وجآء) قال: تذكرت أني غير طاهر – (ربنا لا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) (رفع عن أُمتي الخطأ والنسيان).
مثال2:
النبى لما رأى الحسن والحسين 4 ، 3 سنوات وهما يتعثران في ثيابهما نزل من فوق المنبر وهذه رواية في البخاري لا شك فيها.
مثال3:
الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما قال لسُليك الغطفاني (قم فأركع ركعتين وتجوز فيهما).
مثال 4:
جآء إعرابي إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – وهويخطب ويقول: هلكت الديار وجف الزرع وجف الدرع ، فادعو الله لنا ، فترك النبى – صلى الله عليه وسلم – الخُطبة ورفع يديه وقال: (اللهم إسقنا غيثاً مُغيثاً هنيئاً مريئاً سحاً عاماً تُنبت به الزرع وتملأُ به الدرع وترحم به العباد وتكرم به البلاد) ، وكان الجو صيفاً وإذا بسحابة مثل التُرس تتوسط المدينة فهطلت المطر أسبوعاً كاملاً – لما انتهت الخطبة خرج من المسجد ورأى المطر فقال وهو فرحان أن دعوته أستجابت فوراً الحمدلله (أشهدُ أني رسول الله).
وفي الجمعة التالية جآء الإعرابي هو هو وقال: يارسول الله خربت الديار من المطر – أدعُ الله أن يرفع – قال: سبحان الله فرفع يديه وقال: (اللهم حولينا ولا علينا ، اللهم على منابت الشجر وبطون الأودية) فنزاحت الأمطار عن المدينة وملئت الجبال ، وأستراح الناس فطلعوا من الجمعة رءوا الشمس مشرقة ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: (أشهدُ أنى رسول الله).
هل يجوز للجالس وهو يسمع الخُطبة أن يُشمت العاطس؟
هل يجوز رد السلام؟
الراجح والمعتمد على رأي الأئمة كلهم: الإحراج لا يجوز والمفروض أن المشغول لا يُشغل – الذى يرمي السلام غلطان لماذا؟ لأنها جُمعة.
وقلنا (إذا صعد الإمام فلا صلاة ولا كلام).
رد السلام فرض – واستماع الخطبة فرض – ولو فرض وغلطة وعصيت وألقت السلام تردي بصوت منخفض خافت وكذلك إذا عطست وقالت الحمدلله – قولي لها يرحمك الله بصوت منخفض ، وأنتي غير مطالبة أن تشمتي أحد إلا إذا سمعتها تحمد الله ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم:
(إذا عطس أحدكم وحمد الله فحق على كل من سمعه أن يُشمته).
وقد رخص بعض الفقهاء في رد السلام وتشميت العاطس ، والأولى على من دخل المسجد والخطيب يخطب ، أو كان الناس في مجلس علم – ألا يلقي السلام عليهم – ويجلس حيث أنتهى به المجلس.
إذا جآءت الجُمعة في يوم عيد هل تُصلى؟
رب العزة جل جلاله برحمته بالناس صلوا الفجر جماعة ثم صلوا العيد جماعة وبعد ساعتين تأتي الجُمعة ، وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول للناس: (إنا صلينا العيد وإنني مجمع ولكن من شآء منكم أن يجمع فليجمع ومن شآء أن ينصرف إلى بيته فلينصرف) سقطت عنه الجُمعة اليوم وهذا حكم شرعي ثم تصلى الظهر في البيت.
وهناك دليل آخر من صحابي جليل وهو عبدالله بن الزبير ابن اسمآء بنت أبي بكر – عندما كان حاكما للحجاز – صلى بالناس الفجر جماعة ثم صلى بهم العيد ودخل بيته ولم يخرج إلا لصلاة العصر …
رحمة بالناس حتى يكون عندهم وقت للزيارات والفرحة بالعيد وهذا رحمة من الله وحناناً.
وهناك رأي آخر يقول: لابد أن تصلى الجُمعة في المسجد …
من هم الذين تسقط عنهم الجُمعة؟ الذين لم يكلفوا بالجُمعة:
(1) الصبي: هذا ليس بمكلف – يصلى الظهر عادي – سقطت عنه ، والمرأة ولكن لو صلى الجُمعة تسد مسد الظهر.
(2) المريض والذى يقوم بالتمريض له: مثال 1:
واحد مريض وله ابن أو أخ يمرضه ويشيله ويحطه تسقط الجُمعة عن المريض وعن الممرض – رحمة من الله.
مثال 2: عثمان بن عفان لما مرضت زوجته السيدة رقية بنت رسول الله لم يأخذه رسول الله معه في الغزوة وقال له: ابقى مع زوجتك ونعتبرك محارب ولما جآءت الغنائم ، أعطى عثمان نصيبه لأنه كان متخلف عن الغزوة بعذر ، ومع ذلك عندما رجع الرسول من الغزوة منصور وجد أنهم قد فرغوا من دفن رقية – رضي الله عنها – ودفنت وأعطاه الرسول أختها أم كلثوم.
(3) المسافر: ليس عليه جُمعة ، إلا إذا أراد أن يصليها يصلى إختياراً والرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يصلى الجُمعة أبداً وهو مسافر فى فتح مكة ولا في غزوة تبوك ….
(4) العبد: أنه لا يملك نفسه ، ووقته كله ملك سيده – تسقط الجُمعة عليه ..
(5) العاجز: واحد أعمى – ولم يجد من يوصله للمسجد ، أو المسجد بجواره – يمشي خطوتين – جآء عبدالله ابن أم مكتوم وقال: يارسول الله أنا أعمى ولم أجد قائداً يلازمني. فقال الرسول: صلى في بيتك ثم نادى عليه وقال له: أتسمع الآذان؟ قال: نعم. قال: (أجب ولو زحفاً على الركب).
(6) الأعذار الأخرى: المطر الشديد ، والبرد الشديد.