بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفي ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد ،،،
فإن أبا هريرة – رضى الله عنه كان يقول: (1) والله إن كنتُ لأعتمدُ بكبدي على الأرض من الجوع ، (2) وإن كنتُ لاشدُ الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذى يخرجون منه – فمر أبوبكر فسألته عن آية من كتاب الله ، عز وجل ، ما سألته إلا ليستبعني ، فلم يفعل – فمر عمرُ ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما سألته إلا ليستبعنيى، فلم يفعل ، فمر أبو القاسم – صلى الله عليه وسلم – فعرف ما فى وجهى وما فى نفسي ، فقال: “يا أبا هُريرة”. فقلتُ له: لبيك يارسول الله. فقال (الحق) واستأذنتُ فإذن لي ، فوجدتُ لبناً فى قدح فقال: (من أين لكم هذا اللبن؟) فقالوا: أهداه لنا فلان. قال: (يا أباهر) قُلتُ: لبيك يارسول الله. قال: (انطلق إلى أهل الصُفة فادعُهم لي). قال أبوهريرة: – لا يأؤون إلى أهل ولا مال إذا جآءت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هدية أصاب منها وبعث إليهم منها وإذا جآءته الصدفُة أرسل إليهم ولم يُصبُ منها.
وقال: (وأحزنني ذلك) ، وكنت أرجو أن أُصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي ، فإذا جآء القومُ كنتُ أنا الذى أعطيهم فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال: (أباهر ، خُذ فأعطيهم). فأخذت القدح فجعلت أُعطيهم ، فيأخذ الرجلُ القدح ، فيشرب حتى يروى – ثم يردُ القدح وأعطيه الآخر – حتى أتيتُ على آخرهم.
ودفعت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخذ القدح فوضعه في يده – وبقى فيه فضله ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وتبسم وقال: (أباهر). فقلت: لبيك يارسول الله. قال: (بقيتُ أنا وأنت) فقلت: صدقت يارسول الله. قال: (أقعُد فاشرب). قال أبوهريرة: فقعدتُ فشربتُ ثم قال لي: (أشرب) فشربت – فمازال يقول لي (أشرب) فأشربُ حتى قلت: (والذي بعثك بالحق ، ما أجدُ له في مسلكاً). فقال: (ناولني القدح) فرددتُ إليه القدح فشرب من الفضلة).
هذا حديث صحيح رواه احمد – والبخاري (6452).
مثال 2 لمعجزات الرسول الكريم: سمع أنس بن مالك يقول: قال أبوطلحة لأم سُليم: لقد سمعت صوت رسول الله – صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرفُ فيه الجوع – فهل عندك من شئ؟ قالت: نعم. فأخرجت أقراصاً من شعير – ثم أرسلتني (أنس) إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم. قال: فوجدت رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – في المسجد ومعه الناسُ – فقال لي رسول الله: (آرسلك أبوطلحة؟) فقلت: نعم. قال: (بطعام؟) فقلتُ: نعم فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لمن معه (قوموا) فانطلق وانطلقتُ بين أيديهم حتى جئتُ أباطلحة فأخبرتُه ، فقال أبوطلحة: ياأم سُليم: قد جآء رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – والناسُ ، وليس عندنا ما نُطعمُهُم فقالت: (الله ورسوله أعلم). فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (هلُمي يا أم سليم ، ما عندك؟ فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم: ففُت ، وعصرت أم سليم عُلة فأدمته (سمن) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شآء الله أن يقول ، ثم قال: (ائذن لعشرة) فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال: (ائذن لعشرة) فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا وهكذا 3 ، 4 – فأكل القومُ كُلهم ، والقومُ سبعون أو ثمانون رجلاً. (من أقراص من الشعير تشبع واحداث واثنين). رواه البخاري ومسلم فى صحيحيهما.
مثال 3 لمعجزات الرسول – صلى الله عليه وسلم:
كما جآء فى غزوة الخندق حديثُ جابر بن عبدالله في إضافته – صلى الله عليه وسلم على صاع من شعير وعناق – فعزم عليه الصلاة والسلام على أهل الخندق بكمالهم، فكانوا ألفاً أو قريباً من ألف ، فأكلوا كلهُم من تلك العناق وذلك الصاع ، حتى شبعوا وتركوه كما كان). وهذا الحديث صحيح فى المتن والسند . العِناق : المعز
مثال 4
قصة أخرى فى بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال الإمام أحمد:
عن سُمرة بن جُندُب قال: بينما نحن عند النبي – صلى الله عليه وسلم – إذ أُتي بقصعة فيها ثريدُ. قال: فأكل وأكل القومُ ، فلم يزالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر ، يأكُلُ قوم ثم يقومون – ويجئ قوم فيتعاقبونه. قال: فقال له رجل: هل كانت تُمدُ بطعام؟ قال: (أما من الأرض فلا ، إلا أن تكون كانت تُمدُ من السمآء).
مثال 5:
حديث فى تكثير الطعام في السفر (قال الإمام أحمد) قال: عبدُالرحمن بنُ أبى عمرة الأنصارى – حدثني أبى قال: كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى غزاة فأصاب الناس مخمصةُ ، فأستأذن الناسُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى بعض ظهورهم ، فلما رأى عمرُ بن الخطاب أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم قال: يارسول الله ، كيف بنا إذا نحنُ لقينا العدُو غداً جياعاً رجالاً؟ ولكن إن رأيت يارسول الله أن (1) تدعو لنا ببقايا أزوادهم وتجمعها ، (2) ثم تدعو الله فيها بالبركة ، فإن الله سيُبلغُنا بدعوتك أو قال: سيباركُ لنا في دعوتك. فدعا النبيُ – صلى الله عليه وسلم – ببقايا أزوادهم. فجعل الناسُ يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك ، فكان أعلاهم من جآء (1) بصاع من تمر ، فجمعها رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – ثم قام فدعا ماشاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم ، وأمرهم أن يحثوا ، فما بقى فى الحبيش وعاء إلا ملئُوه – وبقى مثلُه ، فضحك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى بدت نواجذه وقال: (أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أني رسولُ الله ، لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلا حُجبت عنه النارُ يوم القيامة).
حديث حسن رواه أحمد بن حنبل – والنسائي …
وأخيراً قصة جابر ودين أبيه
(قال البخاري فى دلائل النبوة) عن جابر بن عبدالله قال: أن أباه تُوفى وعليه دين، فأتيتُ النبى – صلى الله عليه وسلم – فقلت: إن أبى ترك عليه ديناً ، وليس عندي إلا ما يخُرجُ نخله – ولا يبلغُ ما يخُرج سنين ما عليه.
فانطلق معي لكيلا يُفحش على الغُرماء فمشى حول التمر ، فدعا ثم جلس فقال: (انزعُوه) فأوفاهم الذى لهم ، وبقى مثل ما أعطاهم – أنه ببركة رسول الله – صلى الله عليه وسلم ودُعائه له ، ومشيه فى حائطه وجُلوسه على تمره ، وفى الله دين أبيه وقد كان قُتل بغزوة أحد – وجابر كان لا يرجو وفاء الدين في ذلك العام ولا ما بعده ، ومع هذا فضل له من التمر أكثره فوق ما كان يُؤمله ويرجوه.
ولله الحمدُ والمنةُُ
تابع تكثير النبي – صلى الله عليه وسلم – الأطعمه
ذكر مزود أبى هريرة وتمره.
عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال: أُصبتُ بثلاث مُصيبات في الإسلام لم أُصب بمثليهن ، موت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكنتُ صويحبُه ، وقتل عُثمان ، والمزود. قالوا: وما المزودُ يا أباهريرة؟
قال: كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى سفر ، فقال: (يا أباهريرة أمعك شئُ؟) قال: قلتُ: تمرُ في مزود. قال: (جئ به) فأخرجت تمراً ، فأتيته به. قال: (1)فمسه ، (2) ودعا فيه ، ثم قال: (ادعُ عشرة). فدعوتُ عشرةً فأكلوا حتى شبعوا ، ثم كذلك حتى أكل الجيش كله ، وبقى من تمر معي في المزود ، فقال: (يا أباهريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئاً فأدخل يدك فيه ولا تلبه).
قال أبوهريرة: فأكلتُ منه حياة النبى – صلى الله عليه وسلم ، وأكلت منه حياة أبى بكر كلها ، وأكلتُ منه حياة عمر كلها ، أكلتُ منه حياة عُثمان كلها – فلما قُتل عُثمانُ – انتُهب ما فى يدى وانتُهب المزودُ ، ألا أخبركم كم أكلت منه؟
أكلت منه أكثر من 200 وسق (رواه البيهقي فى دلائل النبوة).
ورد أحمد بن حنبل فى مسنده:
قال أبوهريرة: أعطاني رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – شيئاً من تمر ، فجعلته فى مكتل فعلقناه في سقف البيت ، فلم نزل نأكُلُ منه حتى كان آخره أصابه أهلُ الشام حث أغاروا على المدينة). تفرد به أحمد إسناده صحيح في الجزء (2) 324
مثال 7:
حدثنا واثكةُ بن الخطاب عن أبيه ، عن جده واثلة بن الاسقع قال: حضر رمضان ونحن فى أهل الصُفة فصُمُنا ، فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل من أهل البيعة ، فانطلق به فعشاه ، فأتتُ علينا ليلةُ لم يأتنا أحدُ ، وأصبحنا صياماً ، وأتت علينا القابلة فلم يأتنا أحدُ ، فأنطلقنا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبرناه بالذى كان من أمرنا، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندها شئ؟ فما بقيتُ منهن امراة إلا أرسلت تُقسمُ ، ما فى بيتها ما بأكلُ ذو كبد ، فقال لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاجتمعوا فدعا وقال: (اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما أحدُ غيرُك).
فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن ، فإذا هو بشاة مصلية (مشوية) ورُغف فأمر بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوضعت بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا ، فقال لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إنا سألنا الله من فضله ورحمته ، فهذا فضله ، وقد دخر لناعنده رحمته) حديث حسن (رواه البيهقي في الدلائل).
حديث الذراع
قال رافع مولى النبى – صلى الله عليه وسلم: أُهديتُ له شاة فجعلها في القدر. فقال: (ناولني الذراع ياأبا رافع) فناولته الذراع ، ثم قال: (ناولني الذراع الآخر) فناولته الذراع الآخر ، ثم قال: (ناولني الذراع الآخر) فقال: يارسول الله ، إنما للشاة ذراعان. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو سكت لناولتني ذراعاً فذراعاً ماسكت) ثم دعا بماء فمضمض فاه وغسل أطراف أصابعه.
وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُعجبه الذراع.
قلت: ولهذا لما علمت اليهودُ ، عليهم لعائنُ الله بخيبر سموه في الذراع فى تلك الشاة التى أحضرتها زينب بنت الحارث اليهودية ، فأخبره الذراعُ بما فيه من السُم …
ولك القصة من أولها – لما فتح رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم خيبر وقتل منهم من قتل ، أهدت زينب بنتُ الحارث اليهودية شاة مصلية (مشوية) وسمتها وأكثرت من الكتف والذراع – لأنه بلغها أنه أحبُ أعضاء الشاة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم فدخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على صفية ومعه بشرُ بن البراء و معرور – فقدمت إليهم الشاة المصلية – فتناول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الكتف وانتهش منها – وتناول بشر عظماً فانتهش منه – لما أخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقمته – أخرج بشر بن البراء ما في فيه ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (ارفعوا أيديكم ، فإن كتف هذه الشاة يخبرني أني نُعيتُ فيها) وتوفى بشر بن البراء من هذا السُم – وبقى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعده ثلاث سنين – حتى كان وجعُه الذى توفى فيه. فقال: (مازلتُ أجدُ من الأكلة التى أكلتها من الشاة يوم خيبر. فلما أعلمه جبريل وأخبرته ذراع الشاة) قال: (إن هذا العظم يُخبرني أنه مسموم) ثم دعا بها (زينب) فاعترفت. فقال: (ما حملك على هذا). فقلتُ: إن كان كاذباً استرحتُ منه ، وإن كان نبياً فسيخُبرُ. قال: فتجاوز عنها رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم.
… فقد أخبره الذراعُ بما فيه من السُم لما نهش منه نهشةً.
مثال:
حدثنا وكيع عن دُكين بن سعيد الخثعمى قال: أتينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن أربعون وأربعمائه نسأله الطعام ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: (قم فأعطهم) فقال: يارسول الله ، ما عندي إلا ما يُقيطُني والصبية. قال وكيع: القيطُ فى كلام العرب 4 أشر – قال: (قم فأعطهم) قال: يارسول الله سمعاً وطاعة. فقام عمرُ وقُمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له ، فأخرج المفتاح من حُجرته ففتح الباب. قال دُكين: فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض. قال عمر: شأنكم. قال دُكين: فأخذ كل رجل منا حاجته ما شآء ، ثم ألتفت وإني لمن آخرهم فكأنا لم تأخذ منه تمرة. إسناد صحيح – رواه أحمد.
مثال: قصة سلمان فى تكثيره – صلى الله عليه وسلم – تلك القطعة من الذهب لوفاء دينه فى مكاتبته.
وفى يوم قال الرسول عليه السلام:
كاتب: اتفاق العبد مع سيده على شئ من المال يحرر به نفسه. قال له رسول الله: (كاتب سيدك حتى يعتقك فكاتبته). وحرر الله رقبتى ، وعشت حراً مسلماً ، وشهدت مع رسول الله غزوة الخندق والمشاهد كلها.
عن سلمان قال: لما قلتُ: وأين تقعُ هذه من الذى على يارسول الله؟ أخذها رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – فقلبها على لسانه – ثم قال: (خذها فأوفهم منها). فأخذتها فأوفيتهم منها حقهم أربعين أُوقية.
مثال: باب انقياد الشجر لرسول الله – صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس – رضى الله عنهما قال: جآء رجل من بنى عامر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: إن عندي طباً وعلماً ، فما تشتكي؟ هل يُريبُك من نفسك شئ؟ إلام تدعو؟ قال: (أدعو إلى الله والإسلام). فإنك لتقول قولاً ، فهل لك من آية؟ قال: (نعم ، إن شئت أريتك آية). وبين يديه شجرة فقال لغصن منها: (تعالى ياغصنُ). فانقطع الغصن من الشجرة ، ثم أقبل ينقز حتى قام بين يديه ، فقال: (أرجع إلى مكانك) فرجع ، فقال العامريُ: يا آل عامر بن صعصعه لا ألومُك على شئ قلته أبداً.
(حديث صحيح رواه أحمد – والبيهقي في الدلائل).
مثال:
عن الشجرة عن ابن عمر – رضى الله عنهما – قال: كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى سفر ، فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (أين تريد؟) قال: إلى أهلى. قال: (هل لك إلى خير؟) قال الاعرابي: ما هو؟ قال: (تشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده ولاشريك له ، وأن محمداً عبدُه ورسولهُ). قال: هل من شاهد على ماتقول؟ قال: (هذه الشجرة). فدعاها رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – وهى على شاطئ الوادي ، فأقبلت تخدُ الأرض خداً ، فقامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثاً ، فشهدت أنه كما قال: ثم إنها رجعت إلى منبتها. ورجع الاعرابى إلى قومه ، إن يتبعوني أتيتك بهم ، وإلا رجعت إليك وكنتُ معك). (إسناد جيد – رواه البيهقي في الدلائل).
من معجزات الرسول حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حدثنا وكيع عن أبيه عن جابر قال: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يخطبُ إلى جذع نخلة. قال: فقالت امراة من الأنصار كان لها غلام نجار: يارسول الله إن لي غلاماً نجاراً ، أفآمره أن يتخذ لك منبراً تخطبُ عليه؟ قال: (بلى). قال: فاتخذ له منبراً. قال: فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر. قال: فأن الجذع الذى كان يقوم عليه يئن كما يئن الصبي ، فأحتضنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسكن – وقال: (لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة). وقال النبى – صلى الله عليه وسلم: (إن هذا بكى لما فقد من الذكر).
وحنين الجذع هذا رواه من الصحابة بضعة عشر (رواه أحمد) ، فما هُدم المسجدُ أخذ ذلك الجذع أبى بن كعب ، فكان عنده في بيته حتى بلى وأكلته الأردةُ وعاد رفاتا. (رواه الشافعي في مسنده).
وهناك من صيغ الصلاة على النبى – صلى الله عليه وسلم: (اللهم صل وسلم وبارك على من سلمت الأشجار والأحجار عليه ، وعلى من تفجر الماء ونبع من بين إصبعيه ، وعلى من عند فراقه حن الجذع إليه).
ولحديث المعجزات بقية.
( والحمدلله رب العالمين )