بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.
أما بعد ،،،
فكلمة رحمة الله كلمة جامعة لكل فضل الله – إذا رحم الله عبداً فحدث ولا حرج ، رحمة بصحته – رحمة بعمله ، رحمة بأسرته ، رحمة بطمأنينة ، مصداقاً لقوله تعالى في سورة فاطر الآية (2):
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ (2)
لو أن الدنيا كلها كانت بين يدك وحجبت (منعت) عنك رحمة الله ، فأنت أشقى الناس ، ولو أنك خسرت الدنيا كلها ونلت رحمة الله فأنت أسعد الناس.
رحمة الله إن كانت مع الفقر أنقلب الفقر إلى نعيم ، وإن حُجبت رحمة الله مع الغني أصبح الغنى سبب شقاء مصداقاً لقوله تعالى في سورة هود الآية (119):
(إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ (119)
أنت بالأصل خُلقت لترحم ، ورحمة الله تشمل الدنيا والآخرة ، تشمل صغائر الأشياء وكبائرها.
أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الرحمة:
الرسول عليه الصلاة والسلام في أعلى درجات الأدب مع الله ، سأله موجبات رحمته – ولم يقل له أرحمني – حيث قال: (اللهم أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والسلامة من كل إثم ، والغنيمة من كل بر ، والفوز بالجنة والنجاة من النار).
من هم الذين ينالوا رحمة الله
(1) من أعان أبنه على بره: عنده عشرات البيوت وأولاده لا يجدون غرفة الآن لا يوجد عصامي ، إذا ما أخذ منك مساعدة لا يستطيع أن يشتري بيتاً.
(2) من دعا إلى الله: حضر خطبة الجمعة وأخذ منها فكرة أو فكرتين آية أو آيتين ، حديثاً أو حديثين ، قصة أو قصتين ، حكماً شرعياً وينقل هذا الحديث أو تلك الآية إلى أقربائه ، إلى زملائه ، إلى جيرانه – لو فعلنا ذلك لكان المسلمون في حال غير هذا الحال.
(3) من بكى من خشية الله وسهر في سبيله: سيدنا عمر رأي قافلة في أطراف المدينة فقال لعبدالرحمن بن عوف: (تعال نحرس هذه القافلة ، فيها طفل صغير بكى …).
(4) من حفظ لسانه وعرف زمانه: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (رحم الله من حفظ لسانه) .. الحاكم ابن عباس ، غير معقول أن تطلب من أبنك أن يعيش زمانك ، مصداقاً لقول علي: (أدبوا أولادكم وعلموهم فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم).
(5) التعاون على أداء الصلوات: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (أبوهريرة – أبوداود): (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ، وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء).
(6) طلب السماح من الغير: بطولتك أن تذهب إلى إنسان وتقول له: أنا أخطأت وذكرتك بسوء فسامحني – صاحب المصنع الذى كان عنده عامل يسرق وبعد عشرين سنة ، جاءه: أنا كنت بعمل عندك وكنت أسرق منك ، فعاقبني إن شئت – قال له: وأنا مسامحك – لك بمحل مكان.
(7) من تكلم فغنم أو سكت فسلم: تكلم كلاماً يرفعك ، أو أسكت كما فعل الأحنف بن قيس – لما معاوية أخذ البيعة لأبنه يزيد – الكل أثنوا عليه ولكن الأحنف سكت – فقيل له: (يا أحنف تكلم ، قال: أخاف الله إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت).
(8) من أدب أبنه ولم يتركه هملاً: لابد من شئ من التربية – شئ من التأديب ، شئ من السلطة.
(9) من أكتسب طيباً وأنفق بإعتدال: له أعمال طيبة ، عنده دفع لأسر ، عنده حل لمشكلات ، تزويج الشباب.
(10) رحم الله أصحاب النبي الذين نصروا الحق: رحمة خاصة.
(رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار)
لماذا دعى النبي – صلى الله عليه وسلم – للأنصار؟
لأنهم أدوا الذى عليهم – وبقى الذى لهم.
بمعنى: نصروا الحق.
((والحمدلله الذى هدانا ملهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله))