بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال: (من نفس عن مؤمن كُربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة ، ومن يسر على مُعسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مُسلماً سترهُ الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه). رواه مسلم في صحيحه.
الله عز وجل ربط النجاح والفلاح بفعل الخير ، بل أن سبب وجودك في الدنيا أن تفعل الخير – الدليل على ذلك:
حينما يأتي ملك الموت الإنسان يقول: (رب ارجعون 99 لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) سورة المؤمنون الآية (99 – 100).
يقول الإنسان تحسراً على ما فرط منه: رب ردني إلى الدنيا لكي أعمل صالحاً فيما ضيعت من عمري (استغاث بالله عز وجل في قول رب ، ثم رجع إلى مخاطبة الملائكة فقال: ارجعون إلى الدنيا).
ندم على أثمن شئ في الدنيا وهو العمل الصالح الذى هو ثمن الجنة ، والعمل الصالح هو ثمن لقاء الله عز وجل مصداقاً لقوله تعالى في سورة النحل الآية (32):
(ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون).َ
هنيئاً لكم الجنة بما قدمتم في الدنيا من صالح الأعمال.
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا). سورة الكهف الآية (110).
الإنسان خُلق لجنة عرضها السموات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، جنة إلى أبد الآبدين.
الحياة الدنيا حياة متعبة ، الدنيا تغر وتضر وتمر ، والزمن ليس في صالح الإنسان في الدنيا ، لأنه كلما امتد به العمر ضعفت قدرته على الإستمتاع بالحياة.
العمل الصالح سبب رضاء الله عن الإنسان.
(إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم).
والله عز وجل قال في سورة التوبة الآية (105)
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
اعملوا ما شئتم من الأعمال فأعمالكم لا تخفى على الله ، وستعرض يوم القيامة (الحساب) على الرسول والمؤمنين فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، إذاً العمل الصالح ثمن الجنة ، ثمن رضاء الله – ثمن السلامة ، ثمن السعادة ، ثمن التوفيق ثمن النجاح – ثمن الفلاح.
لابد أن نعرف هذه الحقيقة:
بقدر ما تُعين أختك ، تُعاني على حاجاتك بقدر ما تساعدي أخاك ، تُساعد على حاجاتك ، بقدر ما تهب لنصرةالضعيف ، هناك من ينصرك ، إذا كنت ضعيفة، كما جآء في الحديث:
(هم في مساجدهم والله في حوائجهم)
نرجع إلى الحديث الشريف:
(1) من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة – مثال:
شاب ينقصه ألفين جنية لإتمام زواجه.
مثال2: أحياناً الكربة ينقصها أن تكلم له إنساناً ، يعينه عنده وبذلك يكون عنده وظيفة – ثم صار له دخل انتهت كربته.
من حوالي سنة صار عرس بالشيراتون – كلف 16 مليون جنية تخيلوا هذا المبلغ لو وزع على ألف شاب تفرج كربته.
(2) (ومن يسر على مُعسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة).
إذا كنت تطالب شخصاً معسراً ، فإنه يجب عليك أن تيسر عليه مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة الآية (280):
(وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة).ٍ
وأنت إذا ضيقت على أخيك المسلم ، فإنه يوشك أن يُضيق الله عليك في الدنيا أو في الآخرة أو في الدنيا والآخرة معاً.
مثال1: هناك تاجر في أحد أسواق القاهرة قال لي: لقد أخذت بضاعة من تاجر كبير وخسرت فيها ، وجاء موعد السداد وجاءني التاجر ليطالبني بمبلغ كبير ، فدعوته إلى بيتي لتناول طعام الغذاء فلما دخل التاجر البيت وجده صغيراً جداً ليس معناها أنه آكل أموال الناس. قال له: أين السندات؟ قال له: هذه فأخذها ومزقها ، وقال له تعالى غداً أبيعك بضاعة جديدة ، ويقول التاجر الصغير كلما أتذكره أبكي لأنه أنقذني وكان من الممكن أن يحطمني.
لأن تربح إنساناً وتخسر الدنيا خير لك من أن تربح الدنيا وتخسر إنساناً.
(3) (ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)
المسلم بطبعه ستير ، أما الكافر فضاح – مجتمع الكفر مجتمع فضائح – الستر من اسم الله الستار. (والحمد لله رب العالمين)