هل الإنسان مخير في حمل الأمانة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، النبي الأُمي وعلى أصحابه ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد،،

الإنسان هو المخلوق الأول في حمل الأمانة مصداقاً لقوله تعالى في سورة الأحزاب الآية (72):

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ (72))

          الإنسان هو المخلوق المكرم مصداقاً لقوله تعالى في سورة الإسراء الآية (70):

          (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70))

          الإنسان هو المخلوق المكلف (مكلف بعبادة الله عز وجل مصداقاً لقوله تعالى في سورة الذاريات الآية (56):

          (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56))

(1)إلا لعبادتي وتوحيدي ، لا لطلب الدنيا والإنهماك بها.

          ربنا عز وجل ما كلفنا أن نعبده إلا وقد أعطانا مقومات هذه العبادة ، وفي رأس هذا التكليف هذا (1) الكون الذى ينطق (أ) بوجود الله ، (ب) ووحد نيته وكماله ، (2) أعطانا عقلاً كأداة كافية لمعرفة الله من خلال الكون ، (3) أعطانا فطرة كأداة كافية لمعرفة خطأنا.

الإسلام مخير في الجانب التكليفي:

          أنت مخير ، وما من عقيدة شلت الأمة ، وأخرتها كعقيدة الجبر (أن تتوهم أ، الله أجبرك على أفعالك).

          فلو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب ، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب ، ولو أنه تركهم هملاً لكان عجزاً في القدرة ، (1) لكن الله أمرعباده تخييراً ، (2)ونهاهم تحذيراً ، (3) وكلف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ، (4) وأعطى على القليل الكثير

“إذاً الإنسان مخير وليس مجبراً”

هناك آيات قرآنية تثبت الإختيار للإنسان.

الآية الأولى:  البث في الفضاء فأنت بجهاز الإستقبال إما أن تستقبل هذه المحطةى أو لا تستقبلها ، ولكن البث موجود مصداقاً لقوله تعالى في سورة الإنسان الآية (3):

          (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3))

          فهو إما شاكراً وإما كفوراً ، لأنه مخير.

الآية الثانية:   سورة طه الآية (43/44):

          (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44))

الذى قال:  أنا ربكم الأعلى (ما لكم إله غيري).

الآية الثالثة:    سورة الليل الآية (12):

          (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12))

بمعنى:  إنا علينا أن نبين للناس طريق الهدى من طريق الضلالة ، ونوضح لهم سبيل

الرشد من سبيل الغي..

فالهدي:  بيان الأحكام (بيان الحلال والحرام والطاعة والمعصية).

          وكذلك قوله تعالى في سورة الكهف الآية (29):

          (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29))

الدليل على التخيير:  (فإن شئتم فآمنوا وإن شئتم فاكفروا)

لمجرد وجود الأمر في القرآن الكريم ، ولمجرد وجود النهي في القرآن الكريم فأنت مخير ، ولو لم تكن مخيراً لما كان معنى إطلاقاً للأمر والنهي.

الآية الرابعة:  هذه الآية هي الأصل في أن الإنسان مخير:

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة الأنعام الآية (148):

          (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)) =  (تكذبون)

          سيقول مشركوا العرب لو أراد الله ما كفرنا ولا أشركنا لا نحن ولا آباؤنا.

بمعنى:  أن شركهم وتحريمهم لما حرما كان بمشيئة الله ولو شآء الله ألا يفعلوا ذلك ما فعلوه ، كما يقول الواقع في معصية إذا طلب منه الإقلاع عنها:  (هذا قدرُ الله لا مهرب ولا مفر منه).

          ولا حجة في هذا لأنهم مكلفون مأمورون بفعل الخير وترك القبيح ، فإمهال الله تعالى للناس لعلهم يتوبون ليس دليلاً على رضاه بالشرك والشر ، والحجة أنه متى انتهت فترة الإمهال نزل بالمكذبين العذاب.

          (قل هل من علم …. ) استفهام إنكاري يقصد به التهكم ، قل لهم هل عندكم حجة أو برهان على صدق قولكم فتظهروه لنا – بل يتبعون الظنون والأوهام وهم يكذبون على الله.

          الآية 43 ، 44 من سورة طه:

          (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44))

طغى:  تجبر وتكبر وبلغ النهاية في العُتو والطغيان ، قولا لفرعون قولاً لطيفاً رفيقاً ، لعله يتذكر عظمة الله أو يخاف عقابه فيرتدع عن طغيانه.

          هذه الآية أليست كافية؟  أليس هذا كلام الله؟  أليس هذا توجيه الله عزوجل؟

          إذا الإنسان مخير في مسائل الأمر والنهي التعبدية.

مثال1:  الله عز وجل أمرك بالصلاة ، فأنت مخير أن تصلي أو لا تصلي.

(2)أمرك بالإستقامة أنت مخير بأن تستقيم أو لا تستقيم.

(3)أمرك بالصدق ، تصدق أو لا تصدق.

(4)أمرك بالعدل ،    (5) أمرك أن ترحم من حولك ، فأنت ترحم أو تقسو.

(6)أمرك ببر والديك ، تبرهما أو تعقهما أنت مخير فيما كلفت.

(7)أمرك أن تكون أميناً – أمين أو لا تكون.

(8)كلفك بالصوم أنت مخير.

(9)أمرك بالعلم (أن تطلب العلم ، أتيتم إلى هذا المسجد وكل واحدة منكن بإمكانها ألا تأتي وأن تجلس في بيتها ، بل بإمكانها أن تتوجه إلى النادي – أليس كذلك – هذا شئ واقعي ، ولولا أنك مخير لما كان معنى للثواب والعقاب ، والجنة والنار والتكليف والامانة.

 

المطلوب الهدى الإختياري لا الهدي القسري:

          في سورة يونس الآية (99):

          (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا (99))

          (ولو شآء ربك لهدى الناس جميعاً).

          الهدي القسري سهل جداً ولا قيمة له أبداً.

مثال1:  تصور لو أن كل إنسان نظر إلى فتاة يفقد بصره ماذا يفعل الملحدون؟  يغضون البصر ، الملحد يخاف على عينيه.

          ولو أن الله أراد أن يجبرنا على الطاعة فالقضية سهلة جداً ، لكن هذا الإجبار على الطاعة لا قيمة له إطلاقاً ، ولا يقدم ولا يؤخر ، ولا يسعد ولا يرقى بالإنسان ، الذى يرقى بالإنسان أن (1) يأتي الله مختاراً ، (2) أن يأتيه طائعاً ن (3) أن يأتيه بمبادرة منه ، (4)أن يأتيه عن محبة.

          كأن الله عز وجل أراد أن يكون العلاقة بينه وبين عباده علاقة حب.

          “لا يُحبُهُم ويُحبُونُه”  (54) المائدة.

وعلاقة ود مصداقاً لقوله تعالى في سورة مريم الآية (96):

(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96))

بمعنى:  الود هو:  مودة ومحبة في القلوب

(1)والله الذى لا إله إلا هو لو لم يكن في كتاب الله من إكرام للمؤمن إلا هذه الآية لكفت.

(2)إن الله سبحانه وتعالى يُلقي في قلب الناس جميعاً محبة المؤمن.

(3)فكل مؤمن يحب أن يلقي الله ، يحب أن يدخل الجنة ، يحب رضوان الله ، والله عز وجل

 سيؤتيه سُؤله.

(4)إن هذه المودة بين الله وبين المؤمنين أثمن ما في الوجود ، قال جبريل:  يامحمد قل لصاحبك:  إن الله راضي عن أبي بكر ، فهل هو راضي عن الله؟

          من علامة صدق إيمانك محبة الناس لك (ألسنة الخلق أقلام الحق).

          ومن علامة النفاق بُغض الناس لك.

          إنك إذا كنت في طاعة الله ، وعبدته حق العبادة يدينك منه إذاً أنت في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، إذا يدافع الله عنك تشعري بهذه المودة.

          الله عز وجل يقول في الحديث القدسي الذى رواه أحمد:

          (وجبت محبتي للمتحابين في ، والمتجالسين في ، والمتباذلين في ، والمتزاورين في ، والمتحابون في جلالي على منابر من نور يغبطهم عليها النبيون يوم القيادمة).

          قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث عن قتاده (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان):

          “المؤمنون بعضهم لبعض نصحة متوادون ولو ابتعدت منازلهم ، والمنافقون بعضهم لبعض غششة متحاسدون ولو اقتربت منازلهم”.

          من هنا كان البشر عباداً أو عبيداً ، العباد جمع عبد الشكر ، والعبيد جمع عبد القهر كل واحد عبدالله ، الملحد عبدالله ، حتى الكافر عبدالله ، حتى العاصي ، حتى الفاجر.

ما معنى عبد؟   أنه في قبضة الله ، في أي لحظة يتجمد الدم في إحدى أوعية الدماغ ، وقد كان بأعلى درجة من الحيوية والنشاط ، فيقع على الأرض من الشلل ، فيفقد النطق ، فيقال لك:  سكتة دماغية ، (2) وفي أي لحظة يضيق الشريان فيشعر الإنسان بذبحة صدرية ، (3) بأي لحظة تنمو الخلايا نمواً عشوائياً وهذا المرض تحدى الله عز وجل أهل الأرض وهم في أعلى درجة من التقدم (الورم الخبيث) مرض عُضال لا دواء له.

          أنت في قبضة الله ، أنت بهذه الطريقة عبد قهر.

النوع الآخر:  عبد شكر ويجمع على عباد.

          إذا فكر الإنسان في هذا الكون (1) تعرف على الله ، (2) أقبل عليه ، (3)أحبه ، (4) قرأ كتابه ، (5) أدى عبادته ، (6) عمل أعمالا صالحة لخدمة خلقه ، هذا عبد شكر مصداقاً لقوله تعالى في سورة الفرقان الآية (63):

    (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63)) = بسكينة ووقار وتواضع.

وعبد قهر جمعة عبيد مصداقاً لقوله تعالى في سورة فُصلت الآية (46):

(وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46))

أنت مخير ، ولولا أنك مخير فلا قيمة لعملك إطلاقاً.

          سأل رجل الإمام علي – رضي الله عنه:

          أكان مسيرُنا إلى الشام بقضاء الله وقدره؟

          قال:  ويحك ، لو كان قضاء لازماً وقدراً حاتماً إذاً لبطل الوعد والوعيد ولأنتفى الثواب والعقاب ، ثم قال:  إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلفهم يسيراً ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل الكثير.

متى يكون الإنسان مسيراً؟

1ــ  هل لك خيار في العصر الذى ولدت فيه؟ 

2ــ  الإنسان مسير في كونه ذكراً أو أُنثي (من منكم عرضوا عليه أن يكون ذكراً أو أُنثى فأختار أن يكون ذكراً).

3ــ  الإنسان مسير فى الإنتساب إلى أبيه وأمه (من منكم أختار أمه وأباه؟).

4ــ  الإنسان مسير في مكان ولادته من كان مخيراً في مكان ولادته إنسان ولد في القاهرة وإنسان آخر في باكستان وآخر في الصعيد.

5ــ  الإنسان مسير في زمان ولادته.

          نحن جميعاً وجدنا في القرن العشرين ، وبعد مئة عام لا أحد من الحاضرين على سطح الارض ، وقبل مئة عام لا يوجد أحد في كل هذا اللقاء الطيب على سطح الارض.

6ــ  الإنسان مسير في خلقه وصورته.

          أنت ذو قامة مديدة هذا شئ رائع ، هل كنت مخيراً فيها؟

          أنت ذو قامة قصيرة هل أنت مخير ، أنت لونك أبيض ، وإنسان آخر لونه أسود ، هل هو مخير – شكلك لونك – خصائصك ، عندك سرعة بديهة ، عندك ذاكرة قوية – عندك قوة فهم قدراتك أنت فيها مسيرة.

          ولكن لو كشف الله لك الغطاء لوجدت أنه ليس في إمكانك إلا أن تكون كما سيرك الله إليه.

          ولو كشف الله لك الغطاء لكانت الحكمة المطلقة أن تكوني أنثى أو ذكراً ، والذى أقامك الله فيه هو أفضل شئ يمكن أن يكون مسعداً لك ، وحافظاً لك.

          والبشر جميعاً يوم القيامة يلخصون علاقتهم بالله بآية نقول في سورة يونس الآية(10):

          (وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10))

          وقد قال عالم جليل:  (ليس في الإمكان أبدع مما كان).

بمعنى:   ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني.

وعقيدة الجبر:  وهي عقيدة فاسدة تشل الإنسان وأن عملاق الإسلام الخليفة عمر بن الخطاب جئ له بشارب خمر فقال عمر:  أقيموا عليه الحد.  قال الشارب:  والله يا أمير المؤمنين الله قدر علي ذلك.  قال عمر:  أقيموا عليه الحد مرتين ، مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه أفترى على الله ، ثم قال له:  “ويحك ياهذا إن قضاء الله لن يخرجك من الإختيار إلى الإضطرار”.

عقيدة الجبر شلل للأمة:     إن الإنسان يميل إلى التهرب من المسئولية ، فكل أخطائه وتقصيره يعزوها خطأ متعمداً أو غير متعمد إلى القضاء والقدر.

يقول لك:  إن الله كتب علي الشقاء (أنت نفسك بإختيارك أشقيت).

(2) يقول:  الله عز وجل ما أعطاني ما أريد.

(3) يقول:  لم يشأ هدايتي – أعوذ بالله عز وجل ، يقول:  (إن علينا للهدى) سورة الليل.

(4) الله عز وجل ما ألهمني أن أصلي ، ما كتبت لي الهداية.

          كل هذا كلام باطل – هذا هروب من الحقيقة.

          إياك ثم إياك ثم إياك أن تعلقي خطأك إلى القضاء والقدر.

مثال1:   أسأل طالباً لماذا رسبت؟

يقول:  هذا الأستاذ ليس معقولاً إطلاقاً – السؤال غير معقول ، المنهج غير معقول – الله ما كتب لي النجاح – ما آن الأوان ، هذا أمر الله ترتيب سيدك – لم لا نقول:  أنا كسول – أنا ما ذاكرت شيئاً ، دائماً الإنسان يريد أن يعزو أخطاءه إلى غيره.

          كل إنسان يقع في خطأ بتقصير ، ولا يؤدي الواجب ، ولا يتقن عمله ، لا يأخذ بالأسباب ثم يأتي جزاء التقصير – جزاء الإهمال ، جزاء عدم الأخذ بالاسباب.

          إذاً أنت مسير في ما لا شأن لك به ، ثم أنت مخير فيما كلفت به.

أيتها الأخوات:  أنا لا أُبالغ ، هذا الموضوع أعدهُ أخطر موضوع في العقيدة ولمجرد أن نتوهم أن كل شئ منته ، الشقي شقي ، والسعيد سعيد ولا أمل ولم العمل – ولم الأمر أساساً ، ولم النهى.

((والحمدلله رب العالمين))

اترك تعليقاً