هل الصابئون يدخلون الجنة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،،

          فقال الله تعالى في سورة البقرة الآية (62):

          (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62))

          كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين سيدنا آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام تلا الحق على أولاده ، وأولاده تلوا الحق على أحفادهم وهكذا ، ولكن الذى حصل أن النفوس تنحرف ، والشهوات تستعر والمصالح تتضارب ، فالإنسان مركب من عقل ومن شهوة ، لو كان مركب من عقل فقط لم تكن هناك أية مشكلة ، لكنه ركب من عقل ومن شهوة ، في حين أن الملك ركب من عقل فقط (وهو يذكر الله دائماً) ، والحيوان ركب من شهوة فقط وهو ليس مكلفاً.

          الإنسان نوع عجيب فيه نفخة من روح الله ، وفيه قبضة من تراب الأرض ، فيه حاجات عليا ، وفيه شهوات سُفلى ، بطولة الإنسان أنه يجمع بين المتناقضين ، هناك شهوة تحركه ، وهناك قيم يصبوا إليها ، فيه نفخة من روح الله وقبضة من تراب الأرض ، تراب الأرض يشده إلى الأرض ، مصداقاً لقوله تعالى في سورة الأعراف الآية (176):

          (وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ (176))

بمعنى:  قال ابن عباس:  (هو بلعام بن باعوراء) كان قد أُوتي النبوة علمه الله عز وجل بعض الكتب وكان عنده اسم الله الأعظم.

          قال ابن مسعود:  هو رجل من بني إسرائيل بعثه موسى إلى ملك (مدين) داعياً إلى الله على دينه ففعل وأضل الناس بذلك ، هذا الرجل مال إلى الدنيا وسكن إليها وآثر لذاتها وشهواتها على الآخرة (واتبع ما تهواه ، مازين له الشيطان) نفسه فانحظ أسفل سافلين.

ثانياً:  والنفخة من روح الله تشدُه إلى الله وإلى القيم.

          لو أن الإنسان إنغمس في إمتاع نفسه بالشهوات المادية يختل توازنه ولا يستعيد توازنه إلا إذا عرف الله ، فلذلك ربنا عز وجل خلق الإنسان من نسل آدم وأسكن سيدنا آدم في الجنة وأعطاه درساً له ولذريته من بعده ، أعطاه درساً بليغاً ، حيث قال الله عز وجل في سورة فاطر الآية (6):

  (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ(6))

بمعنى:  إن الشيطان لكم أيها الناس عدو لدود ، وعداوته قديمة ، (1) فعادوه كما عاداكم ولا تطيعوه ، (2) وكونا على حذر منه ، (3) إنما غرضه أن يقذف بأتباعه في نار جهنم المستعرة إنه يريد أن تكونوا معه إذ هو محكوم عليها بها أزلاً ، فهل يليق بالعاقل أن يستجيب لنداءه.

          ولكن الإنسان بعد أن تأتي رسالات الأنبياء قد ينسى وقد ينحرف وقد يفرغ الرسالة من مضمونها.

أولاً:  لما جآء الدين الإسلامي كان فيه (1) مضمون كبير ، (2) وقيم رائعة ، (3) وسلوك منضبط ، (4) وإخلاص شديد ، ولكن مع مُضي الزمن أصبح الدين شكالاً وفُرغ من مضمونه شيئاً فشيئاً ، لذلك ربنا عز وجل يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة دينها.

          يصبح الدين مظاهر فخمة ، شهادات عُليا ، ألقاباً علمية ، مؤتمرات مكتبات ، ولا يوجد إلتزام.

          حينما لا يطبق الدين تطبيقاً كاملاً ، لا تقطف ثماره ، هذا شأن الإنسان حينما يميل إلى الشهوة على الشئ المفروض.

ثانياً:  مع الإنحراف يأتي الأنبياء والرسل العظام من قبل المولى جل وعلا ليصححوا مسار البشرية فصار هناك يهود.

لماذا سُمي اليهود يهوداً؟

(1)لأنهم اتبعوا يهوذا أحد أولاد سيدنا يعقوب عليه السلام.

(2)أو لأنهم هادوا إلى الله أي تابوا إليه وهذه أصل التسمية.

لماذا سُمي النصارى نصارى؟

          سُمي الذين اتبعوا المسيح نصارى – قال عيسى بن مريم من أنصاري في الدعوة إلى الله (من يتبعني إلى الله) قال المؤمنون الأصفياء من أتباعه نحن أنصار دين الله.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة آل عمران الآية (52):

          (قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ (52))

          الآية دقيقة جداً ونحن في أمس الحاجة إلى معناها ، الإنسان الذى ءامن بالدين الإسلامي وإنتمي إلى الإيمان شكلاً لا مضموناً ، وهذا الذى انتمى إلى الدين اليهودي شكلاً لا مضموناً ، وهذا الذى انتمى إلى الدين النصراني شكلاً لا مضموناً ، ما الذي يحدث؟

          هناك صراع ، وتعصب ديني ، وحروب دينية.

          النقطة الدقيقة جداً أن الإنسان حينما ينسى منهج الله يتولد في نفسه عداوة وبُغضاً كما قال الله تعالى في سورة المائدة الآية (14):

          (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (14))

 

 

 

ماهو الإنتماء الشكلي

          الإنسان تكون حياته غريبة كيف؟ 

(1)لا يوجد قيد في كسب المال ، (2) إنفاق ماله بلا منهج ولا ضابط ، (3) علاقاته مع النسآء ، (4) يمضي وقت فراغه في أعمال سخيفة ومتابعة أشياء لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، نمط حياته غير إسلامي ، لكنك تراه في المسجد يوم الجمعة ، وقد علق في بيته آية الكرسي ، وتراه يلبس الجديد في أيام العيد ، ويهنئ ويبارك – الأعمال الإستعراضية ، جيدة ، المظاهر جيدة ، أما المضمون فهو غير إسلامي.

(1)     فهذا الذى ينتمي إلى الدين الإسلامي إنتماءً شكلياً.

(2)     وهذا الذى ينتمي إلى الدين اليهودي إنتماءً شكلياً.

(3)     وهذا الذى ينتمي إلى الدين النصراني إنتماءً شكلياً.

          ماذا يحدث؟  تجدي العبادات جوفاء لا معنى لها.

مثال1:   الله عز وجل قال في سورة الحديد الآية (27):

          (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ….(27))

          هكذا وُصف أتباع سيدنا عيسى عليه السلام ، ولكنهم ماذا يفعلون؟  يرتكبون من الجرائم في العالم ما يندي له الجبين ، يبنون ثرواتهم على نهب ثروات الشعوب ، يبنون قوتهم على تدمير أسلحة الشعوب ، يبنون رخاءهم على إفقار الشعوب.

          فالإنتماء للدين المسيحي شكلي والدليل أن أعمالهم بخلاف ما وصفوا به (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة).

          إذاً الإنتماء للدين المسيح شكلي ، مظاهر ، طقوس ، عبادات جوفاء ، لا معنى لها ، وقد تكون العبادات غناء وموسيقى.

          (إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ……. )

رابعاً:  الصائبون:

          حكموا عقولهم فرفضوا بعض النصوص أو انتقلوا من دين إلى دين أو أصبحوا بلا دين.

          إنسان لا يتبع سيدنا محمداً ، ولا السيد المسيح ولا سيدنا موسى ، يقول: أنا عقلاني ، أنا علماني (العلماني:  هو إنسان صابئ انسلخ من الدين وصار له مقاييس أخرى) هذا جهلاني وليس علماني ، ليس له علاقة بالأدينا ، عقله هو دينه ، وعقله هو الحكم.

          وهذا خطأ كبير ..  لماذا؟

          لأن العقل لا قيمة له من دون وحي يرشده.

          من هو العالم الغربي؟؟  عالم قائم على العقل فقط.

          العقل قدم إنجازات مادية مذهلة ، ولكنه هبط هبوطاً إجتماعياً وأخلاقياً مُريعاً ، وما يُعانون منه من مرضى الإيدز ، ومن الجريمة ، ومن التفكك الأُسري ، وإنحلال الأسرة ، وشيوع المخدرات شئ لا يحتمل.

تخيلوا:  إنسان يتحرك وفق عقله فقط لا وفق منهج الله عز وجل ، والعقل قد ينتهي بالإنسانية إلى الدمار ، بسبب إستخدام العقل وحده.

          العقل قوة كبيرة ، ما الذى يمنع صاحب العقل الكبير أن يصنع مادة تؤذي الناس؟.

          الآن العلماء الكبار يصنعون القنابل الجُرثُومية ، والقنابل الكيماوية ، يبنون تفوقهم على تدمير البشرية ، (كما فُعل بالغُوطة في سوريا).

          فما الذى يمنع العقل من أن يدمر العالم كله؟؟

          هو القيم الأخلاقية ، ولا أخلاق بلا دين ، بمعنى:

(1)أن الدين أساس الأخلاق ، (2) والأخلاق أساس ضبط العقل ، (3) العقل يحتاج إلى وحي السماء ، (4) والعقل مقياس غير صحيح من دون وحي.   ما الدليل على ذلك؟

مثال1:  لو أنهضنا إنساناً قبل مئة عام من قبره ، أربع جدران من الأرض إلى السقف كلها مجموعة بقرص ليزري واحد لا يصدق كلامنا ، أما الآن فهو شئ واقع.

مثال2:  الآن من الممكن أن نبعث رسالة إلى أقصى قارة في العالم بثانية واحدة.

          لم يكن العقل يصدق أن يحدث شئ فى مكان يراه العالم كله بالأقمار الصناعية (الأولمبيات ….)  (إذا العقل قدم إنجازات مادية مذهلة).

          ” إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين “.

          من هؤلاء جميعاً المقبول منهم؟

          ” من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون “.

أولاً:  حقيقة الدين ، جوهر الدين أن تؤمن بالله ، يمكن لكل واحد يقول:  أنا مؤمن بالله ولكن حقيقة الإيمان أن تؤمن بأن الله موجود ، وأنه في السماء إله وفي الأرض إله ، وأن هذا الذى تستمع إليه من أحداث من تدبير الله ، ويد الله فوق أيديهم ، ويد الله تعمل في الخفاء ، وما من إله إلا الله.

          وقال:  ” الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل “   الزمر.

          وقال:  ” له الخلق والأمر “  الأعراف (54).

          وقال:  ” ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم “  فاطر (2).

          وقال:  ” وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له “  الرعد (11).

          حينما تؤمن أن الله هو الفعال

          هو الإله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الباقي على الدوام – بيده الأمر ، بيده مقاليد السماوات والأرض.

          وقال:  ” وإليه يرجع الأمر كله “  هود (123)

          إذاً لا يقع شئ في هذا الكون إلا بإذنه ، هذا هو الإيمان ، يُبني على هذا الإيمان أشياء كثيرة ، حينما تؤمن أن الله وحدهخ هو الفعال ماذا يحدث؟  لا تنافق لأحد.

          حينما تؤمن أن الله وحده هو الفعال لا تبتغي رزقاً بمعصية ولو أعطوك ملء الأرض ذهباً لماذا؟           لأنك تعلم أنك خاسر.

          ما معنى تؤمن؟

          لما يتغلغل الإيمان إلى أعماق الإنسان فيغير كل صفاته ، وكل مبادئه ، وكل قيمة ، وكل أهدافهالإيمان يصنع إنساناً جيداً ، المؤمن يرى الفوز بالعطاء ، لا بالأخذ ، أكثر الناس يشعرون براحة حينما يأخذون ، حينما يتملكون راحة المؤمن حينما يعمل عملاً صالحاً.

          الإنسان له موازين مادية ، لكن حينما يؤمن بالله تختلف موازينه.

          أنت حينما تؤمن أن الأمر بيد الله وحده لا ترجو سواه ، ولا تعلق أملاً على إنسان آخر ، لذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذى رواه عبدالله بن عباس وأخرجه أبوداود والترمذي:  ” لن يُغلب اثنا عشر ألفاً من قلة “.

          أي إثنا عشر ألف مؤمن لن يُغلبوا في الأرض ، الآن مليار وثلاثة مئة مليون مغلوبين على أمرهم ، ليس أمرهم بيدهم ، ليست كلمتهم هي العليا – أعداءهم يتحدونهم لماذا؟  لأنه كما قال الله عز وجل في سورة مريم الآية (59):

       (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(59))

بمعنى:  جآء من بعد هؤلاء الأتقياء قوم أشقياء منهم (1) من ترك الصلاة أو أخرها عن أوقاتها (2) وسلكوا طريق الشهوات ، فأنغمسوا في الذنوب والمعاصي كالزنا وشرب الخمر وشهادة الزور وأكل الحرام وفجروا ، سوف يلقون كل شر – وخيبة وهلاك وضلال في جهنم.

          وقال ابن عباس:  غي واد في جهنم ، وأن أودية جهنم لتستعيذ من حره (أعد الله تعالى ذلك الوادي للزاني المصر على الزني ، والشارب الخمر المدمن عليه ، ولأكل الربا الذى لا ينزع

عنه ، ولأهل العقوق ، ولشاهد الزور).

من شروط القبول عند الله:  (1) ” من ءامن بالله واليوم الآخر “.

          لماذا في معظم الآيات الكريمة قرن ربنا عز وجل الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر؟ لماذا؟

          إنك إذا لم تؤمن بأن هناك (1) يوماً تسوى فيه الحسابات ، (2) وتسترد فيه الحقوق ، (3) وينصف المظلوم من الظالم ، (4) ويؤخذ الحق من القوى إلى الضعيف.

          إذا لم تؤمن أن هناك يوماً ، هو يوم الجزاء ، يوم الحساب لن تستقيم في سلوكك.

          قال تعالى في سورة البقرة الآية (62):

          (مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62))

          جوهر هذا الدين يتلخص في:

(1)أن تؤمن بالله ، (2) أن تثق به ، (3) أن تعتمد عليه ، (4) أن تتوكل عليه ، (5) أن تعلق عليه الآمال ، (6) وأن تطيعه وأن تحبه وأن تقبل عليه ، (7) أن تعمل لليوم الآخر ، هذا هو جوهر الدين.

          تجدي المؤمن أمره عجيب.

1ــ  يركض بلا أجر – لا يريد شيئاً ، يشتغل أربعاً وعشرين ساعة ، يعمل ليل نهار – يقدم ولا يأخذ.

          الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا – الأقوياء أخذوا ولم يعطوا.

مثال1:          (محمد سيد الخلق وحبيب الحق)

          كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا أراد أن يصلي الليل لا تتسع غرفته لصلاته ونوم زوجته ، فكانت تنحرف يساراً كي يصلي ، سيد هذه الأمة كان بيته صغيراً جداً لا يتسع

لصلاته ونوم زوجته ، وأنتم ترون هذه الأبهة الواسعة شئ يأخذ بالعقول.

          لماذا تخلى الله عن المسلمين؟  لأنهم عصوه.

          المؤمن لابد من أن يعطي ، إذا آمنت بالآخرة لابد من أن تعطى ، ماذا قدمت؟

          قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (يا بشير لا صدمة ولا جهاد فبم إذن تدخل الجنة) رواه أحمد..

          هذا السؤال الدقيق ، ماذا قدمت للمسلمين؟ أي عمل فعلته في سبيل الله؟  أعي عمل فعلته تقرباً إلى الله؟

          هذه نقطة دقيقة جداً ..

          قد نلاحظ مسلماً غير منضبط ، (1) طعامه ، وشرابه (2) لقاءاته ، (3) سهراته ، (4)إختلاطه ، (5) كسب ماله ، (6) أين يمضي وقت فراغه؟  (7) أجهزة اللهو في بيته ، (8)نساءه متبرجات كاسيات عاريات.

          وازن بين أسرة تنتمي للإسلام شكلاً ، وأسرة تنتمي للنصرانية شكلاً ، وأسرة تنتمي لليهودية شكلاً ، وإنسان علماني تجدهم مثل بعضهم ، هناك تشابه ولكن هناك تعصب ، أما لو تمسك هؤلاء بالدين الحقيقي لالتقوا ولاجتمعوا لأن المنهج واحد والأصل واحد ، فلذلك لا يريد الله عز وجل الإنتماء الشكلي ، لا يريد التعصب ، لا تكفي العناية بالمساجد لوحدها فقط – (مسجد الدار البيضاء) ، نعتني بالمساجد ولكن البيوت خربة ، البيوت جحيم ، العلاقات كلها ربوية ، العلاقات بين الجنسين علاقات بغي وعدوان.

          وفي الحديث القدسي قال الله تعالى:  (إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني).   روى هذا الحديث الفضيل بن عياض وأخرجه ابن أبي الدنيا.

(1)أن تؤمن بالله ، (2) وباليوم الآخر ، (3) وتستقيم ، (4) وتعمل صالحاً ، هؤلاء هم الذين وضعوا أيديهم على جوهر الدين.

مثال1:  تصور إنساناً بدوياً لا يقرأ ولا يكتب ، راعياً ، قال له سيدنا عمر:  بعني هذه الشاة وخذ ثمنها ، قال له:  ليست لي ، قال له:  قل لصاحبها ماتت ، قال له:  ليست لي ، قال له:  خذ ثمنها قال له الراعي:  والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها ، ولو  قلت لصاحبها ماتت أكلها الذئب لصدقني فإني عنده صادق أمين ، ولكن أين الله؟

          لو وصل المسلمون لمستوى هذا الراعي لكانوا في حال غير هذا الحال ، هذا الأعرابي وضع يده على جوهر الدين.

          ولكن المسلمون الآن فرغوا الدين من مضمونه جعلوا الدين عادات وتقاليد ، مظاهر ، ألقاباً ، إفتخاراً بقي لهم من الدين الإنتماء الشكلي ، هذا الإنتماء الشكلي لا قيمة له عند الله أبداً.

          لو أخذنا مجموع الإتجاهات الدينية في العالم..

          هناك وثنيون ، هناك بوذيون ، هناك سيخ ، هندوس عباد البقر ، عباد الشمس ، عباد النار ، عباد الموج.

          من هو على الحق منهم؟

          قال الله عز وجل في سورة الحج الآية (17):

          (إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17))

          كل يدعي أنه على حق ، وكل ملة ، وكل إتجاه ، وكل مذهب ، وكل دين ، وكل طائفة ، وكل جماعة تدعي أنها على الحق ، لكن من هو الذى سيفصل بينهم؟  هو الله عز وجل

          إذا أراد الإنسان أن يتبع الدين إتباعاً حقيقياً يجد الكثير من التعليمات.

مثال1:   في الإسلام النبي عليه الصلاة والسلام – قال في سورة الأعراف الآية (203):

          (إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي (203))       

قال سيدنا الصديق:

          (إنما أنا متبع ولست بمبتدع ، إن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم).

مثال3:  سيد الخلق وحبيب الحق ، قال الله عز وجل على لسانه في سورة الأنعام الآية (15):

          (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15))

          قال الصحابة يارسول الله:  “مثل بهم ، قال:  لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً”.

          هناك خوف من الله ، هناك إنضباط ، لذلك إذا أراد الإنسان أن يتبع الدين إتباعاً حقيقياً يجد عنده مئات الألوف من المبادئ والتعليمات ، هذه كلها ينبغي أن تُطبق.

          أنا لم أرى فئة إلا وتدعي أنها على حق ، وهي الصفوة المختارة هكذا ، أما المؤمن الصادق يحاول أن يوفق بين ما يريد وبين مقاييس القرآن الكريم.

          العبرة كما قال النبي الكريم:  (ابتغوا الرفعة عند الله)

          عن ابن عمر – أخرجه ابن عدي

العبرة أن تكون عند الله علي حق ، وأن تكون عند الله مرضياً ، مصداقاً لقوله تعالى في سورة القيامة الآية (14 ، 15):

(بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15))

 

((والحمدلله رب العالمين))         

اترك تعليقاً