بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من سلمت الأشجار والأحجار عليه ، وعلى من تفجر المآء ونبع من بين أصبعيه ، وعلى من عند فراقه حن الجزع إليه.
أما بعد:
فهذا الزوج له سبع حقوق فقط على زوجته ، وإذا قامت بهم الزوجة خير قيام دخلت جنة الرحمن وهم:
(1)طاعته. (2) المحافظة على شرفه. (3) المحافظة على شعوره. (4)تدبيرالمنزل. (5)تربية الأولاد. (6) الوفاء له. (7) الإحداد عليه.
أولاً: أول حق للزوج على زوجته طاعته:
طاعة الزوجة لزوجها واجب عليها بحكم الطبيعة والعقل والدين ، لماذا؟ لقوة جسمه وعقله وإتزان عواطفه ، بقدر أكبر مما عند المرأة.
ودولة المنزل لابد لها من ضابط يضبط شئونها – ومن كبير يُرجع إليه ، ويحميها من السوء ، والرجل بذلك أولى.
وليس من الإنصاف أن يتحمل الرجل مسئولية (1) الإنفاق على البيت ، (2)وحمايته ثم تهمل المرأة شأنه.
والله سبحانه وتعالى يقول فى سورة النسآء الآية (34):
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
وهنا بين الله تعالى سبب تفضيل الرجال على النسآء (1) أن الرجل عليه المهر. (2) الإنفاق. (3) فضيلة الرجل فى زيادة العقل والتدبير. (4) للرجال زيادة قوة فى النفس والطبع ما ليس للنسآء. لأن طبع الرجال غلب عليه الحرارة فيكون فيه قوة وشدة ، وطبع النسآء غلب عليه الرطوبة والبرودة فيكون فيه معنى اللين والضعف ، وإن على المرأة طاعة زوجها ، وقبول أمره ما لم تكن معصية.
فهم العلماء من قوله تعالى:
(وبما أنفقوا من أموالهم).
أنه متى عجز عن نفقتها لم يكن قواماً عليها.
ويقول سبحانه وتعالى فى سورة يوسف الآية (25):
(وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) سمى الزوج بالسيد والقبط يسمون الزوج سيداً وجآء فى التوراة قوله للمرأة: (وهو يسود عليك). فى سفر التكوين إصحاح 3:16.
وعلى ضوء هذه النصوص يجب على المرأة أن (1) تأتمر بأمر زوجها ، (2)وتسارع إلى مرضاته ، وتضرب عرض الحائط بكل ما يُوحى إليها – فلا تلقى بالاً لهمسات والدتها أو أختها أو قريبتها.
وهذه الطاعة لها أثرها البعيد فى انتظام سير الحياة الزوجية.
(1) ومن المشاهد أن الزوجة المطيعة (1) تسر زوجها ، (2) وتقوى حرارة حبه لها فى قلبه فيسارع و بالتالى إلى تلبية رغباتها وإمتاعها بما تهوى – وربما لا ينتظر حتى تطلب منه ذلك فإن الرسالة قد وصلت إلى قلبه (هل جزآءُ الإحسان إلا الإحسانُ) ، (كونى له أمةً يكن لك عبداً) مصداقاً لقول الإعرابية لابنتها.
(2) إن الأديان السماوية كلها ، بل وغير السماوية أيضا تحذر المرأة من عصيان زوجها فالكتاب الهندى القديم (ينج تنترا) الذى يقال: إن كتاب (كليلة ودمنة) مأخوذ منه فيه ما يأتى: (إن المرأة التى تتمتع برضا زوجها تعطف عليها جميع الآلهة).
أما التى تعصى زوجها وتحرم من رضاه فتعذب فى نار جهنم 35 مليون سنة بعدد المسام التى فوق جسدها. (مجلة المصور 5/2/1955).
لأهمية هذه الطاعة رتب عليها الإسلام جزاء يعدل جزاء العبادات كالصلاة والحج والجهاد – كما تبين ذلك من حديث أسماء وافدة النسآء – كما رتب على المعصية عقاباً شديداً.
الحديث الأول:
حديث أبى أمامة عن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما أستفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة ، (1) إن أمرها أطاعته ، (2)وإن نظر إليها سرته ، (3) وإن أقسم عليها أبرته ، (4) وإن غاب عنها حفظته فى نفسها وماله). رواه بن ماجه الترغيب جزء (3) صـ 5.
الحديث الثانى:
عن ابن عباس – عن النبى – صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبراً ، رجل أم قوماً وهم له كارهون ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وأخوان متصارمان) رواه بن ماجه وابن حبان والترمذى.
الحديث الثالث:
خرج رجل فى سفر وعهد إلى امرأته ألا تنزل من العلو إلى السفل – وكان أبوها فى السفل (1) فمرض – فأرسلت المرأة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تستأذنه فى النزول إلى أبيها ، فقال عليه الصلاة والسلام: (أطيعى زوجك) ، (2) فمات. فاستأذنته فقال لها: (أطيعى زوجك) ، (3) فدفن أبوها ، فأرسل الرسول – صلى الله عليه وسلم إليها يخبرها: (إن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها). رواه الطبرانى فى الأوسط.
الحديث الرابع:
حديث معاوية بن قرة عن النبى – صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من نعيم الدنيا وإن كان لا نعيم لها ، مركب وطئ – والمرأة الصالحة والمنزل الواسع).
أخرجه أبوبكر بن أبى شيبة.
ومن أعظم ما يؤثر فى ذلك ما نقله السيوطى فى تاريخ الخلفاء فى كتاب المطالب العالية جزء (2) صـ 154.
عن فرت بن السائب قال: قال عمر بن عبدالعزيز لأمرأته فاطمة بنت عبدالملك بن مروان ، وكان عندها جواهر أمر لها به أبوها لم ير مثله: اختارى إما أن تردى حُليك إلى بيت المال ، وإما أن تأذنى لى فى فراقك ، فإنى أكره ان أكون أنا وهو وأنت فى بيت واحد. فقالت: لا بل أختارك عليه وعلى أضعافه. فأمر به فحمل حتى وضع فى بيت مال المسلمين ، فلما مات عمر واستخلف يزيد بن عبدالملك أخوها قال لأخته: إن شئت رددته إليك. قالت: لا والله لا أطيب به نفساً فى حياته وأرجع فيه بعد موته.
بل بلغ من حرص المسلمة الأولى على هذا الحق أن نفذته تنفيذاً حرفياً .. وإليك هذا المثل الرائع من نسآء سلفنا الصالح…
ذكر ابن عبد ربه فى العقد الفريد جزء (2) صـ 192.
قال شُريح القاضى..هو شريح بن الحارث بن قيس – أبو أمية قاضى الكوفة وأنه توفى 75 هـ..
يتحدث شريح مع الشعبى – قال: أقبلت من جنازة ظهراً ، فمررت بدورهم ، فإذا أنا بعجوز على دار ، وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجوارى – فعدلت فاستسقيت وما بى من عطش ، فقالت: أى الشراب أحبُ إليك؟ فقلت: ما تيسر ، فقالت: ويحك ياجارية ائتيه بلبن فإنى أظنُ الرجل غريباً ، قلت: من هذه الجارية؟ فقالت: زينب بنت جرير إحدى نسآء بنى حنظلة ، قلت: فارغة أم مشغولة؟ قالت: بل فارغة ، قلت: زوجينيها ، قالت: إن كنت كفءاً – فمضيت إلى المنزل فذهبت لأقيل ، فامتنعت منى القائلة – فلما صليت الظهر أخذت بأيدى إخوانى من القُراء الأشراف – علقمة والأسود والمسيب وموسى بن عرفطة – ومضيت أريد عمها – فأستقبل ، فقال: يا أبا أمية ، حاجتك؟ قلت: زينب بنت أخيك ، فأنكحينها ، فلما صارت فى حبالى ندمت. وقلت: أى شئ صنعت بنسآء بنى تميم؟ وذكرت غلظ قلوبهن ، فقلت: أُطلقها – ثم قلت: لا ، فإن رأيت ما أحب، وإلا كان ذلك.
فلو رأيتنى يا شعبى ، وقد أقبل نسآؤهم يهدينها حتى أُدخلت على ، فقلت: إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلى ركعتين فيسأل الله من خيرها – ويعوذ به من شرها ، فصليت وسلمت ، فإذا هى من خلفى تصلى بصلاتى ، فلما قُضيت صلاتى فلما خلا البيت دنوت منها ، فمددت يدى إلى ناحيتها فقالت: على رسلك يا أبا أمية – كما أنت ، ثم قالت: الحمدلله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وآله ، (1) إنى امرأة غريبة لا علم لى بأخلاقك فبين لى ما تحب فآتيه – وما تكره فأبعد عنه – وقالت: إنه قد كان لك فى قومك منكح (زواج) وفى قومى مثل ذلك ، ولكن إذا قضى الله أمراً كان ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به ، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، أقول قولى وأستغفر الله لى ولك.
قال شريح: فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخُطبة فى ذلك الموضع فقلت: الحمدلله أحمده وأستعينه وأصلى على النبى وآله وسلم. وبعد (1) فإنك قلت كلاماً إن ثبتى عليه يكن لك حظك ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، (2) أحب كذا وأكره كذا – وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من سيئة فاستريها ، فقالت شيئاً لم أذكره ، كيف محبتك لزيارة الأهل؟ قلت: ما أحب أن يملنى أصهارى ، قالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن لهم ، ومن تكرهه أكرهه ، قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء قال: فبت يا شعبى بأنعم ليلة– ومكثت معى حولاً لاأرى إلا ما أحب ، فلما كان رأس الحول؟ جئت من مجلس القضاء فإذا أنا بعجوز تأمر وتنهى فى الدار ، فقلت: من هذه؟ قالوا: فلانه ختنُك (حماتك) فلما جلستُ أقبلت العجوز فقالت: السلام عليك يا أبا أُمية قلت: وعليك السلام من أنت؟ قالت: أنا فلانة ختنُك ، قلت: قربك الله – قالت: كيف رأيت زوجتك، قلت: خير زوجة ، فقالت لى: يا أبا أُمية ، إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها فى حالتين: إذا ولدت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها– فإن رابك ريب فعليك بالسوط. فوالله ما حاز الرجال فى بيوتهم شراً من المرأة المدللة. قلت: والله لقد أدبت فأحسنت الأدب – ورُضت فأحسنت الرياضة ، قالت: تحب أن يزورك أختانك؟ قلت: متى شاءوا. قال: فكانت تأتينى فى رأس كل حول توصينى تلك الوصية. فمكثت معى عشرين سنة لم أعتب عليها فى شئ إلا مرة واحدة ، وكنت لها ظالماً.
أخذ المؤذن فى الإقامة ، بعد ما صليت ركعتى الفجر ، وكنت إمام الحى. فإذا بعقرب تدب – فأخذت الإناء فاكفأته عليها ثم قلت: يا زينب لا تتحركى حتى آتى – وصليتب ورجعت فإذا أنا بالعقرب قد ضربتها.
وكان لى جار من كنده يفزع امرأته ويضربها فقلت فى ذلك:
رأيت رجالاً يضربون نســآءهم فشلت يمينى حتى أضربُ زينبـــا
أأضربا من غير ذنب أتت بـــه فما العدل عندى ضرب من ليس مذنبا
فزينبُ شمس والنســآء كواكب إذا طلعت لم تُبد منهــن كوكبـــا
ثانياً: من واجبات الزوجة تجاه زوجها المحافظة على شرف الزوج:
أقصد بالشرف هنا ما يتصل بالعفة ، وهذا الأمر وإن كان واجباً عليها حتى لو لم تكن زوجة فهو هنا أوجب وآكد ، لأنها قبل الزواج كانت ترعى حق الله فى عفتها وبعد الزواجب ترعى حق الله وحق الزوج.
كيف تحافظ على شرفها؟ شرفه؟ بأمرين
(1) البعد عن الفاحشة.
(2) البعد عن مقدماتها كالتبرج والإختلاط المحرم.
والزنـى:أمر مستنكر من أقدم العصور– وأجمعت على تحريمه الشرائع السماوية، ووضعت له العقوبات الرادعة.
من قوانين المصريين تنص:
على أن من زنى بامرأة كرهاً (اغتصاب) قُطعت أعضاء تناسله وإن كان بالرضا يجلد ألف جلدة ويقطع أنف المرأة.
فى كتاب تحريم البغآء لأنطوان زكريا أمين (مكتبة المتحف المصرى) ، والذى يدلنا بصدق على بشاعة الزنى عند قدمآء المصريين قصة (زُليخا) مع سيدنا يوسف – وإستنكار النسآء لها. (إنا لنراها فى ضلال مُبين) يوسف (30).
إنها فى خطأ بين بسبب حبها إياه ، إنها فى خطأ واضح إذ كيف تحب عبداً وهى من هى فى شرفها وعلو مكانتها. إنها فى ضلال عن طريق الرشد بسبب حبها إياه.
كان الزنى محرماً فى شريعة بابل وآشور ، وعقابه الموت بالسيف أو قطع الرأس.
أما الهنود فكانت عقوبة الزنا: المرأة تطرح إمام الكلاب لتمزيقها والرجل يوضع على سرير محمى من الحديد وتشعل حوله النار.
وكما حرمته الشرائع الوضعية حرمته الأديان السماوية:
ففى شريعة اليهود: من زنى بمحرم له كأم زوجته أو ربيبته أو امرأة أبيه أو امرأة ابنه يحرق ، والمُحصنُ إذا زنى أو لاط يرجم– ومن زنى بأمرأة متزوجة قتلا جميعاً (سفر تثنية الإشراع).
والذى يدل على ذلك ما ورد فى كتب والحديث النبوى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى أتى يهود فقال: (ما تجدون فى التوراة على من زنى؟ فقالوا: نسود وجوههم ونحملهما ونخالف بين وجوههما ، ويطاف بهما).
قال: (فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين).
فجآءوا بها فقرءوها حتى إذا مر بآية الرجم وضع الفتى الذى كان يقرأ يده على آية الرجم ، وقرأ ما بين يديها وما وراءها ، فقال له عبدالله بن سلام وهو مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم. مُرهُ فليرفع يده فرفعها – فإذا تحتها آية الرجم – فأمر بهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم فرجما (رواه مسلم عن عبدالله بن عمر).
وحد الزنى عند النصارى: هو رجم المُحصن – كما فى النصوص. أما غير المحصن: فيلزم أن يتزوج ممن زنى بها إن حملت منه ، كما يقول المقريزى فى جزء 4 ص 408.
ويعُد من الخيانة الزوجية التى يحق بها الطلاق.
ولما جآء عيسى لليهود أرادوا إحراجه – فرفعوا إليه قضية امرأة زانية ، قاصدين إنه إذا حكم برجمها صادموه بالقانون الرومانى قالوا للناس: تعالوا إلى هذا الرجل الذى يريد أن ينفذ فيكم شريعة التوراة – وإن قضى بغير الرجم ، قالوا: أنه غير التوراة مراعاة للمصالح الدنيوية – لكنه قال لهم: (من كان منكم عفيفاً فليتقدم ويرميها بالحجارة – فانفضوا من حوله ، ونصح المرأة وأستتابها).
ولم يكن عيسى عليه السلام فى هذه الحادثة قاضياً ، بل محبطاً لكيد اليهود.
ولقد أمر الله سبحانه بصيانة الأعراض ، فجعل حفظ الفروج من صفات المؤمنين المفلحين ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. قال الله تعالى فى سورة المؤمنون الآية (1-7):
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2)وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3)وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ
فَاعِلُونَ(4)وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5)إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ(6)َوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(7)فَمَنِ
ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)
وفى آية أخرى وعد على ذلك بالمغفرة والأجر العظيم ، فقال سبحانه فى سورة الأحزاب الآية (35):
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ
وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ
وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
وجعله من صفات المرأة الصالحة ، فقال سبحانه وتعالى فى سورة النسآء (34):
(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)
هذا تفضيل لحال النسآء تحت رياسة الرجال – فالنسآء الصالحات مُطيعات لله ولأزواجهن ، (2) قائمات بما عليهن من حقوق ، (3) يحفظن أنفسهن عن الفاحشة ، (4)وأموال أزواجهن عن التبذير ، (5) كما أنهن حافظات لما يجرى بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه.
وفى الحديث: الجمـاع
(إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، الرجل يُقضى إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه).
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:
(1)إذا صلت المرأة خمسها ، (2) وحصنت فرجها ، (3) وأطاعت بعلها ، (4)وصامت شهرها ، دخلت من أى أبواب الجنة شاءت.
وفى حديث آخر يبين الرسول – صلى الله عليه وسلم:
(أن من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله من دعته امرأة (1)ذات منصب وجمال فقال: (إنى أخافُ الله). رواه البخارى ومسلم ، رياض الصالحين ص292.
أوجب الإسلام الدفاع عن العرض. ففى الحديث:
(من قُتل دون ماله فهو شهيد – ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد). رواه أبوداود والترمذى.
ما جزاء الزانى فى الدنيا؟
توعد عليه بالآثار السيئة فى الدنيا من (1) مرض ، (2) الفقر ، (3) والخزى ، (4) والمهانة ، وما شابه بذلك (الدليل على ذلك) ففى الحديث:
(ما ظهرت الفاحشة فى قوم يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم (1) الطاعون ، (2) والأوجاع التى لم تكن فى أسلافهم).
رواه البيهقى عن ابن عمر ، الترغيب جزء 3 صــ 117.
(الزنى يورث الفقر) رواه البيهقى عن ابن عمر أيضاً.
وروى عن النبى – صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(يا معشر المسلمين أتقوا الزنى – فإن فيه ست خصال ، ثلاثاً فى الدنيا وثلاثاً فى الآخرة ، أما التى فى الدنيا ، (1) فيذهب البهاء ، (2) ويورث الفقر ، (3) وينقص العمر ، وأما التى فى الآخرة فسخط الله ، وسوء الحساب ، وعذاب النار). ذكره ابن القيم فى روضة المحبين عن حذيفة مرفوعاً للرسول – صلى الله عليه وسلم ، وحفظ عفاف المرأة وشرفها الذى يحفز للزوج شرفه.
بلغ من تقديس الإسلام له أنه يمتد إلى ما بعد وفاة الزوج يظهر فى إحدادها عليه (1) بملازمة المسكن ، (2) وعدم الخروج منه ، (3) والإمتناع عن الزينة.
كيف يرضى أن يلحق العار بغيره ولا يرضاه هو لنفسه فى أمه أو أبنته أو أخته.
مثـال:
جاء شاب إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا نبى الله أتأذن لى فى الزنا؟ فصاح الناس به ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: (قربوه ، أذن ، فدنا) حيث يجلس بين يديه فقال صلى الله عليه وسلم: (أتحبه لأمك؟) قال: لا جعلنى الله فداك ، قال: (وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهن). (أتحبه لأبنتك؟) قال: لا جعلنى الله فداك. قال: (وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهن) ، (أتحبه لأختك؟) وزاد ابن عوف أنه ذكر العمة والخالة وهو يقول فى كل واحدة: جعلنى الله فداك. فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره (صدر الشاب) وقال: (اللهم طهر قلبه ، واغفر ذنبه ، وحصن فرجه). رواه أحمد عن أبى أُمامه بسند جيد.
(والحمد لله رب العالمين)