أنواع التائبين

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد:

      فإن التائبين فى التوبة على أربع أنواع:

النوع الأول:

أن يتوب العاصى ويستقيم على التوبة إلى آخر عمره فيتدارك ما فرط من أمره ولا يحدث نفسه بالعود إلى ذنوبه إلا الزلات البسيطة فهذا هو الإستقامة على التوبة – وصاحبه هو السابق بالخيرات المستبدل بالسيئات حسنات.  واسم هذه التوبة:  التوبة النصوح ، واسم هذه النفس:  النفس المطمئنة.  التى ترجع إلى ربها راضية مرضية.

النوع الثانى:

تائب سلك طريق الإستقامة فى أُمهات االطاعات وترك كبائر الفواحش كلها، ولكن يبتلى بالذنوب فى مجارى أحواله من غير أن يقدم عزماً على الإقدام عليها، ولكنه كلما أقدم عليها لام نفسه وندم وتأسف وجدد عزمه يبعد عنها.

وهذه النفس هى: النفس اللوامة  وهى أيضاً رتبة عالية.

وهى أغلب أحوال التائبين لأن الشر معجون بطينة الآدمى ، وهؤلاء لهم حسن الوعد من الله تعالى حيث يقول:  (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة).

وحيث يقول جل وعلا: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ)سورة آل عمران الآية (135) 

      فيرغبون فى التوبة ويستغفرون الله – من أفضل ما يقال به (سيد الإستغفار):

      (اللهم أنت ربى  لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك وووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علىٌ ، وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

      والله سبحانه أثنى عليهم مع ظلمهم لأنفسهم لتندمهم ولومهم أنفسهم عليه.

النوع الثالث:

أن يتوب ويستمر على الإستقامة مدة ثم تغلبه الشهوات فى بعض الذنوب فيقدم عليها عن صدق وقصد شهوة إلا أنه مع ذلك مواظب على الطاعات وتارك جملة من الذنوب وفى حالة قضاء الشهوة عند الفراغ يندم ، ويقول ليتنى لم أفعله وسأتوب عنه ، لكن يسوف توبته مرة بعد مرة ويوماً بعد يوم.

فهذه النفس هى االتى تسمى: النفس المسوُلةُ

وصاحبها من الذين قال الله تعالى فيهم:

(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً).

 

 

النوع الرابع:

      أن تتوب وتجرى على الإستقامة ثم تعود إلى إعادة الذنب من غير أن يحدث نفسه بالتوبة وما من غير أن يتأسف على فعله ، بل ينهمك إنهماك الغافل فى إتباع شهواته.  فهذا من جملة المصرين وهذه النفس هى:  االنفس الأمارة بالسوء.

      ويخاف عليه سوء الخاتمة وأمره فى مشيئة الله إن شآء عفا عنه ومات على التوحيد وإن شآء ختم له بالسوء شقى شقاوة لا آخر لها

(والحمد لله رب العالمين)

 

 

 

اترك تعليقاً