المبشرات الإلهية بنصر الأمة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعـد:

فعندما ننظر إلى حال أمتنا المسلمة فى عصرنا الحالى ، ونجد أنه قد أجتمع عليها العدا وتحالفت على القضاء عليها ومعادتها القوى الكافرة , يتسلل إلى نفوس الكثيرين من الناس عندئذ نوع من اليأس وشعور بالإحباط من حاضر هذه الأمة ومستقبلها.

فلا داعى إلى هذا اليأس لأن هناك بعض المبشرات من الكتاب (القرآن) والسنة والتاريخ.

أولاً:بعض المبشرات من القرآن:

فى القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على أن الحق هو المنتصر فى نهاية المعركة ، ويظهر هذا فى وعد الله بأن ينصر المؤمنين فى كل عصر وزمان.  والآيات الدالة على ذلك فى سورة الروم: “…وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ وفى سورة الحج: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا.

كما بين القرآن الكريم أن لهذا النصر أسباباً يبرهن بها المؤمن على صدق إيمانه مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النور الآية (55): وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ”.

بمعــنى:

هكذا وعد الله المؤمنين المخلصين الذين جمعوا بين الإيمان وصالح الأعمال بميراث الأرض وأن يجعلهم فيها خلفاء متصرفين فيها ، كما استخلف المؤمنين قبلهم فملكهم ديار الكفار ، وفى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بشارة كذلك فقد قال: “إن الله زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتى سيبلغ ما زوى لى منها” رواه مسلم ، وسيجعل الله سبحانه وتعالى الإسلام الذى أرتضاه لهم عزيزاً مكيناً عالياً على كل الأديان.

وهناك فى القرآن الكريم نماذج عملية لنصرة الله تعالى للحق وأهله وإن كانوا قلة وهزيمته للباطل وأهله وإن كانوا كثرة:

(1)          قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه وكيف أغرقهم الله ونجاه.

(2)          قصة سيدنا إبراهيم وكيف نجاه الله بعدما ألقى فى النار.

(3)          قصة سيدنا موسى مع الطاغية فرعون وكيف أذل الله فرعون وأعز موسى.

وكذلك نجد فى القرآن آيات كثيرة عن نصر الإسلام وأهله مهما كانت محاولات الكافرين للوقوف أمام نور الله.

مصداقاً لقوله تعالى فى سورة التوبة (32) ، (33):

يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)”.

بمعــنى:

      يريد أعداء الله من أهل الكتاب والمشركين أن يطفئوا ما بُعث به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الهدى ودين الحق بمجرد جدالهم وإفترائهم كمثل الذى يريد أن يطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخه ولا يرضى الله إلا أن يعليه ويرفع شأنه على سائر الأديان ولو كره المشركون ظهوره.

ثانياً:المبشرات من السنة النبوية المطهرة:

      وقد أطلع الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – على هذه الحقيقة وهى أن المستقبل للإسلام.

الحديث الأول:  “إنتشار الإسلام فى العالم كله”

      فمن تميم الدارى – رضى الله عنه – قال: سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:  “ليبلغن هذا الأمر (أمر الإسلام) ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك بيت مدر (البيوت المبنية من الحجارة) ولا وبر (البيوت المبنية من شعور الأنعام) إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر”.  رواه أحمد فى سنده

الحديث الثاني:  “إنتشار الإسلام فى أوربا وفتحه لإيطاليا”

فعن عبدالله بن عمرو – رضى الله عنه – قال: “بينما نحن حول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ سأل سائل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: أي المدينتين تفتح أولاً ..  قسطنطينية أم رومية ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً” رواه أحمد فى مسنده.

وقد تحقق الوعد الأول ففتحت القسطنطينية على يد (محمد الفاتح) عام 757 هـ ، مايو عام 1453 م وبقى أن يتحقق الوعد الثانى وهو فتح روما .. ولا يخفى أن روما عاصمة إيطاليا الآن وهى معقل من معاقل النصرانية فى عصرنا هذا.

وبهذا تجمع الأحاديث لهذه الأمة بين قوة الدولة ، وقوة الدعوة ، وقوة القرآن ، وقوة السلطان.

وهناك أيضاً مبشرات من التاريخ فكم وقف لهذه الأمة أعداء من مشركى العرب والمنافقين واليهود ، ثم حروب الردة ثم المرتدين ، ثم جاء من بعدهم الصليبيون والتتار ، ولكن محاولات هؤلاء جميعاً بآءت بالفشل الذريع ، وبقى الإسلام وبقيت الأمة.

وإذا كانت الحملة الآن قد اشتدت على الإسلام والمسلمين فيحاولون كبتها ولكن هيهات … هيهات ….

سوف ينصرنا الله تعالى ….

 

 

 

( والحمدلله رب العالمين )

 

اترك تعليقاً