إدريس عليه السلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله مقلب القلوب وغفار الذنوب , وستار العيوب , ومفرج الكروب , والصلاة والسلام علي سيد المرسلين , وجامع شمل الدين وعلي آله الطيبين الطاهرين , وسلم كثيراً”

 

أما بعد,

فإدريس عليه السلام هو ابن يارد ابن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام.

فشيث يكون جده الخامس.

ولد إدريس عليه السلام في حياة آدم وأدرك من حياة آدم 120 سنه (آدم عاش تقريب1000سنة) آدم رأي حفيده السادس – فلما مات آدم عليه السلام ومات شيث أصطفي الله سبحانه وتعالي إدريس نبياً ورسولاً من ذرية آدم وسمي إدريس: لكثرة درسه لكتاب الله عز وجل وفي الحديث: ” أنه نبي أول من خط القلم”

وصف إدريس عليه السلام:

كان طويل مستقيم , حسن الوجه , طيب الطباع والصفات – عريض المنكبين – ضخم العظام – قليل اللحم , (نحيف) بريق العينين أكلحها , وكثير الصمت , ساكن الأعضاء هادئ , إذا مشي نظر إلي الأرض , كثير الفكرة (كثير التأمل والتفكر في ملكوت الله )” فيه عبسه شكله وكأنه فيه حزن , وإذا إغتاظ إحتد , يحرك سبابته إذا تكلم ” وصف دقيق له عليه السلام”

إدريس عليه السلام ظل علي شريعة شيث وبدأ يضيف إليها بعض الشرائع الأخرى لماذا؟ لأنه رسول والرسول يشرع بأمر الله عز وجل .

فلما رأي إدريس الفساد بدأ ينتشر وبدأ هؤلاء (“قوم قابيل”) يعتدون علي المؤمنين الصالحين عندها شرع الجهاد. (إدريس)

1-    فكان أول من قاتل في سبيل الله .

2-    وأول من سبي في سبيل الله وأخذ السبايا

3    وأول من جهز جيشاً بالخيول والمشاه وهجم علي قوم قابيل وهزمهم وسبى منهم , وبدأت المعارك بين الحق والباطل وبين الخير والشر .

4-    وأول من خاط الثياب ولبس المخيط

5-    أول من نظر في علم النجوم والحساب

ولم يذكر لنا كثيراً عن إدريس عليه السلام في سورة مريم 56َ(اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً )(57(

وكذلك ذكر إدريس عليه السلام في سورة الأنبياء الأية 85 (“وَإِسْمَاعِيل وَإِدْرِيس وَذَا الْكِفْل كُلّمِنْالصَّابِرِينَ)

وفي الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم التقي بأدريس في السمآء الرابعة في يوم الإسراء والمعراج. ففي الصحيحين عن مالك بن صعصه رضي الله عنه قال: ” قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فآتيت إدريس فسلمت عليه فقال: مرحباً بك من أخ ونبي”

وجآء عن ابن جرير رواية تشرح هذا الأمر وكيف بالمقصود برفعناه مكاناً علياً يذكرها معظم المفسرون يرويها ابن أبي حاتم وغيره عن هلال بن يسار سأل ابن عباس كعباً بن أبي ما قول الله تعالي “لإدريس ورفعناه مكاناً علياً”

فقال كعب : فإن الله أوحى إلي إدريس إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم “كل الأعمال الصالحة تحسب لإدريس كل يوم تأخذ ثواب عملك وعمل كل الناس الموجودين في زمانك وهذا إكرام من الله وفضل” .

فأحب إدريس أن يزداد عمله بزيادة عمره. فأتاه خليل له من الملائكة فقال: إن الله يرفع لي كل يوم مثل جميع عمل بني آدم , فطلب من ملك الموت أن يؤخرني حتي يزداد عملي.

فقال الملك: أنا مااستطيع ولكن دعانا نحاول , فحمله بين جناحيه ثم صعد, به إلي السمآء , فلما كان في السمآء الرابعة تلقاه ملك الموت , الملك طلب من ملك الموت أن يؤجل إدريس.

فقال ملك الموت:  أين إدريس ؟

فقال: هو علي ظهري , وأنا أحمله معي .

فقال ملك الموت : ياللعجب أرسلني الله وقال لي اقبض روح إدريس في السمآء الرابعة وهو في الأرض , فقبضت روح إدرس في السمآء الرابعة”.

مات إدريس عليه السلام , ولم يبعث نبي وترك الناس علي شريعة شيث وشريعة إدريس وشريعة آدم أبو البشر وانتشر الفساد وبدأ الناس يزدادون في فسادهم ولكن ظلوا علي التوحيد وأنتشرت بينهم الأصنام.

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً

قال الآلوسي – رحمه الله : وإدريس هو نبي قبل نوح عليه السلام وبينهما ألف سنة.

إلا أن المؤرخين ذكروا أنه ولد ببابل بالعراق, وأن الله تعالي أرسله إلي أهل بابل , ثم هاجر إلي مصر فأخذ يدعوا أهلها إلي عبادة الله تعالي .

فأطاعه من أطاعة منهم , وأعرض عنه من أعرض , واستمر في دعوته إلي إخلاص العبادة لخالقه إلي أن لقي ربه تعالي,

                                              (وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً