(العربية) استخلاف الصديق لعمر بن الخطاب ووفاته

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          فمرض الخليفة أبوبكر – رضي الله عنه – وأشتد به المرض في شهر جمادى الآخر من العام الثالث عشر للهجرة النبوية.

          قام أبوبكر بعدة إجراءات منها:

          وتشاور الصحابة – رضي الله عنهم – ثم كتب عهداً مكتوباً يقرأ على الناس في المدينة فكان نص العهد:

          بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبوبكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها ، حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب ، إن إستخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه ، وإن بدل فكل امرئ ما اكتسب ، والخير أردت ولا أعلم الغيب:  (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

          عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – حيث قال:

          (أفرس الناس ثلاثة:  صاحبة موسى التى قالت: يا أبت أستأجره إن خير من أستأجرت القوي الأمين ، وصاحب يوسف حيث قال:  أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ، وأبوبكر حين أستخلف عمر).

          وقد صدقت فراسة أبوبكر الصديق في عمر حيث الأحداث الجسام التى مرت بالأمة قد بدأت بقتل عمر.

وقت رحيل الصديق:

          وقد استمر مرض أبي بكر مدة خمسة عشر يوماً ، حتى كان يوم الإثنين (ليلة الثلاثاء) في الثاني والعشرين من جمادى الآخر سنة ثلاث عشرة للهجرة – قالت عائشة – رضي الله عنها:

          (إن أبابكر قال لها:  في أي يوم مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم؟  قالت: في يوم الإثنين. قال: إني لأرجو فيما بيني وبين الليل ، ففيم كفنتموه؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة.  فقال أبوبكر:  أنظري ثوبي هذا زعفران فأغسليه وأجعلي معه ثوبين آخرين.  وكفنوني فيهما ، فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت).

          وأخرج عبدالله بن أحمد عن بكر بن عبدالله المزني ، قال:  لما أحتضر أبوبكر قعدت عائشة – رضي الله عنها – على رأسه فقالت:

          وكل ذى إبل يوماً سيوردها                             وكل ذي سلب لابد مسلوب

          ففهمها أبوبكر ، فقال:  ليس كذلك يا أبنتاه ، ولكنه كما قال الله عز وجل:

          (وجآءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد). سورة ق الآية (19).

          وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن أبي مليكة:

          أن أبابكر أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس ويعينها عبدالرحمن بن أبي بكر ، ودفن بجانب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد جعل رأسه عند كتفى رسول الله.

          وأخرج عن ابن المسيب:  أن أبابكر لما مات أرتجت مكة فقال أبوقحافة:  ماهذا؟ قالوا: مات أبنك ، قال:  من قام بالأمر بعده؟ قالوا:  عمر ، قال:  صاحبه.

          وأرتجت المدينة لوفاة أبي بكر الصديق ، ولم تر المدينة منذ وفاة الرسول يوماً أكثر باكياً وباكية من ذلك المساء الحزين ، وأقبل على بن أبي طالب مسرعاً باكياً مسترجعاً ووقف على البيت الذى فيه أبوبكر فقال:  رحمك الله يا أبابكر ، كنت إلف رسول الله وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته ، وكنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم يقيناً وأخوفهم لله.

          وصلى عليه خليفته عمر بن الخطاب ، ونزل قبره عمر وعثمان وطلحة ,ابنه عبدالرحمن وألصق اللحد بقبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

          وهكذا خرج أبوبكر الصديق من الدنيا بعد جهاد عظيم ، في سبيل نشر دين الله في الآفاق ، وستظل الحضارة الإنسانية مدينة لهذا الشيخ الجليل الذى حمل لواء دعوة الرسول بعد وفاته.

          حقق عبر التاريخ تقدماً عظيماً في العلوم والثقافة والفكر ونشر الله به الإسلام في الأمم والدول والشعوب بحركة الفتوحات العظيمة التى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

 

((  والحمدلله رب العالمين  ))

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً