الدنيا مقدمة للآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله وكفى , والصلاه والسلام على النبى المصطفى أما بعد:

فأنه قد ثبت عند كل مسلم أن الدنيا ليست اخر المشوار وانما الدنيا مقدمه لدار اوسع وهى الدار الآخرة.

الدنيا مجرد مقدمه ,اما الحياه الكامله فهى عند الله . وحياه الناس كلها نغص ومغص وكلها اكدار وكلها أمراض وهموم ومشاغل وأحزان , إنما الحياة الحقة فهى الآخره مصداقا  لقوله تعالى فى سوره العنكبوت* 46*

“(وان الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانو يعلمون )  بمعنى:0

إن الاخرة لهى دار الحياه الحقيقية التى لا موت فيها ولا تنغيص وأنها الحياة الدائمة,بل هى(الآخرة ) مستمرة أبد الآباد. ولو أن عندهم علم لم يؤثروا  دار الفناء على دار البقاء لان الدنيا حقيرة لا تزن عند الله جناح بعوضه وهذه الدار الاخره إنما ينشؤها الله لا مجرد أن يعيش الناس فيها كما كانوا يعيشون فى الدنيا , وانما ينشؤها الله من أجل أن يحاسب عباده على ما قدموا .

يقول الله تعالى يا عبادى :

1-أنعمت عليكم بالنعم ظاهرة وباطنة وأسبغت عليكم ءالآئ.

2- فماذا صنعتم فيما أنعمت به عليك ؟

3-هل أديت ما عليك من واجبات؟

4-هل ءأتمرت  بأوامرى ؟

5-هل انتهيت عن نواهى؟ هل واقفت عند حدودى ؟

6-هلى شكرت نعمتى ؟

7- هل صبرت على قدرى ؟

هذه الاسئله لا بد ان تواجه كل واحد منا فى الدار الآخرة .

فى دنيانا الله ترك الناس على مزاجهم وعلى كفرهم . الذى يريد أن يعصى يعصى ,والذى يعبد يعبد, والذى يطيع يطيع . الدنيا عمل وليس فيها حساب .

والناس ظنين ان ربنا سكت عليهم فى الدنيا سوف يسكت عليهم فى الآخرة وما دام الله لم يحاسب فى الدنيا لم يحاسب فى الاخره . كذبوا.. كذبوا…كذبوا

( وأنهم ليقولون منكرًا من القول وزورا)

الدنيا عمل بلا حساب والآخرة حساب بدونعمل . ومن الغريب والعجيب أن الإنسان لو طلب من الله أن يصبر عليه دقيقة واحدة من أجل أن يسبح الله فيها أو يحمده ما حقق الله له أملاً  أبدأً لماذا ؟ لأن التسبيح والتحميد والتكبير مكانه فى الدنيا وليس مكانه فى الآخرة ..الوقت فان…

القطار قام من المحطة كيف نعيده ؟الى المحطة ؟

مصدقا لقوله سبحانه وتعالى فى سوره المؤمنون (99)(100)

(“حتى اذا جاء أحدهم الموت قال ربى ارجعون(99)لعلى أعمل صلاحا فيما تركت ج  كلا إنها كلمة هو قائلها ))(100)

 بمعنى :اذا حضر الموت أحدهم وعانى أهواله وشدائده قال تحسراً على ما فرط منه . ربى ردنى الى الدنيا فأذكرك . إنهم يسئلون الرجعه فلا يجابون عند الاحتضار , ويوم النشور ووقت العرض على الجبار وهم فى غمرات عذاب الجحيم . فان طلبه للرجعه كلام لا فائده فيه ولا جدوى منه وهو ذاهب أدراج الرياح .

 انها كلمه فارغه قالها … أرجعه فين؟ أرجع الدنيا تانى  وأقلب ملكى ونظام تدبيرى لهذا الإنسان الساهى اللاهى اللاعب .

والحساب يبدئ بمجرد موت الإنسان وهناك حساب فردى فى القبر ثم يكون حساب جماعى فى الآخرة حينما يجمع الله الظالم والمظلوم والسنى والمبتدع والمحق والمبطل يجمع العالم كله مع بعض الذى كان مختلف وزعلان من بعضهم عدوات وضغائن لكى يحقق بينهم ؟

 (والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً