الصحابي الجليل عمار بن ياسر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

 

أما بعد،،،،

          فعمار بن ياسر الشهيد ابن الشهيد ابن الشهيدة

          خرج ياسر بن عامر والد عمار من بلده في اليمن يطلب أخاً له ، ويبحث عنه وفي مكة طاب له المقام – فجعلها وطناً له محالفاً أبا حذيفة بن المغيرة– وزوجه أبوحُذيفه إحدى إمائه (سُمية بنت خياط).

          ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين (عماراً).

          إنه من أسبق الناس إسلاماً هو وأبوه وأمه وأخوه عبدالله.

          وهاجر عمار إلى المدينة المنورة وشارك في بناء مسجد الرسول وكان الناس يحملون حجراً حجراً وعمار يحمل حجرين حجرين – وكان يجعل منهما حجراً عن نفسه والآخر عن النبى – صلى الله عليه وسلم.

          فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

          (للناس أجر ولك أجران – وآخر زادك شربة من لبن – وتقتلك الفئة الباغية – تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار).     رواه الحاكم في المتدرك

          عندما يراه الرسول – صلى الله عليه وسلم – يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها إلى مستقرها ينفض بيده البارة الغبار الذى كسى رأسه ثم يقول على ملأ من أصحابه جميعاً:

          (ويح ابن سُمية!!  تقتله الفئةُ الباغيةُ).

          وتتكرر النبوءة مرة أخرى …  حين يسقط جدار كان يعمل تحته فظن بعض إخوانه أنه قد مات – فيذهب ينعاه إلى الرسول ، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول في طمأنينة وثقة:

          (ما مات عمار …  تقتُل عماراً الفئةُ الباغيةُ).

تعذيب عمار:

          فمن (1) الكي بالنار– فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمر به ويمر يده على رأسه ويقول:  (يانار كوني برداً وسلاماً على عمار كما كنت برداً وسلاماً على إبراهيم).

          فمن الكي بالنار إلى (2) صلبه على الرمضاء تحت الحجارةالملتهبة ، أمسكوه (3)بالحصير والدخان، (4) وكان هناك بئر يغمسونه فيه حتى (الخنق)حتى يوشك على الموت ثم يطلعوه ويصفوا المية من بطنه ، ثم ينزلونه مرة أخرى – ولما أشتد به الضرب من كل لون ومن كل شكل ، والرسول يمر ويسمع صرخات عمار يقف والدموع تترقرق ويقول:  (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة).

          ولم يقل لهم صبراً موعدكم في الدنيا بكره سوف نأتي لكم بالأطيان والعمارات لا – وهذا من شأن الداعي الصادق أن لا يقول وعود كذب.

          فأرسل الرسول لعمار فحضر فقال:  ماذا يريدون منك ؟ أو لم يكفهم قتل أبوك وأمك – قال عمار:  اسب محمد ورب محمد والقرآن (القرآن – والذى أنزله والذى نزل عليه).  فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (أعطيهم ما يريدون).  قال عمار:  سبحان الله أنا لا أستطيع أن أنجس هذا اللسان بذلك.  قال النبى:  (أنا رسول الله وأنا أدرى بديني – إنها رخصة من الله ، وإن الله يحبُ أن تُؤتى رخصة كما يجب أن تُؤتي عزائمه).

          فلما أتوه قال:  ماذا تريدون؟  قالوا:  تسُب ربنا.

          وكانت نيته أن يسُب الرب الذى يعبدوه (الأصنام) هُبل وليس رب العالمين.  وسب القرآن – القرآن في اللغة العربية بمعنى الجمع ، وما سُمى القرآن قرآناً إلا لأنه جمع الآيات بعضها مع بعض ، قال عمار:  أسب القرآن، وفي نيتي جمعهم ..  تجمع الكفار.

          قال الكفار:  سُب مُذمم.  فقال:  اللهم ألعن مذمماً.

          واحد من جيرانه أثناء مروره من أمام بيته سمع عمار يسُب القرآن ومحمد.

          قال يارسول الله – على الله العوض في عمار بن ياسر – لقد أرتد عن الإيمان.

          وبكل هدوء وثبات رد عليه الرسول وقال:  (ما أرتد عمار إن عمار مُلأ إيماناً من مفرق رأسه إلى أصابع قدمه).

          وجآء عمار وسأله رسول الله – صلى الله عليه:  كيف تجد قلبك؟  قال عمار:  سبحان الله والله ما زدتُ إلا يقيناً في الله.

          قال رسول الله:  (أبشر فقد أُنزل فيك وفي أمثالك قُرأناً يُتلى)  الآية (106) من سورة النحل

          (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

          على التلفظ بالكفر (وقلبُه مطمئن بالإيمان) لا يخامره شك فقال كلمة الكفر لفظاً فقط ولكن المستحق للوعيد هو (من شرح بالكفر صدوراُ) ورضى بالكفر وطابت نفسه.

          الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول له:  إن الله يمدحك ياعمار ومادمت أنت تقول هذا الكلام غصب عنك– وبتقوله بنية ثانية فليس عليك شئ ياعمار.

          وأخيراً:  صمد عمار حتى حل الإعياء بجلاديه وارتدوا أمام إصراره صاغرين.

          لقد ربح روحه وربح إيمانه – ولقد ضمن القرآن له هذه الصفقة.

هاجر عمار إلى المدينة:

          ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة ، أخذ عمار مكاناً علياً ، كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحبه حباً عظيماً، ويباهي أصحابه بإيمانه وهديه.

          يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – عنه:

          (إن عماراً مُلئ إيماناً إلى مُشاشه)  إلى ما تحت عظامه.

وحين وقع سوء تفاهم بين خالد بن الوليد وعمار:

          قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من عادى عماراً ، عاداه الله ، ومن أبغض

عماراً ، أبغضه الله…..).

          ولم يكن أمام خالد بن الوليد – بطل الإسلام– إلا أن يسارع إلى عمار معتذراً إليه، وطامعاً في صفحه الجميل.

          وكذلك نزل في عمار وأمثاله من المعذبين قول الله تعالى في سورة النحل الآية (41):

          (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ).

          تركوا الأوطان والأهل والقرابة في شأن الله وابتغاء رضوانه من بعد ما عُذبوا في الله – وهم صهيب وبلال وخباب وعمار – عذبهم أهل مكة حتى قالوا لهم ما أرادوا ثم هاجروا إلى المدينة المنورة على من نورها الصلاة والسلام – (لنبوئنهم في الدنيا حسنة) لنسكننهم داراً حسنة خيراً مما فقدوا (المدينة فجعلها الله لهم دار هجرة).

          لنبوئنهم في الدنيا حسنة:  لننزلنهم داراً حسنة هى المدينة النبوية.

          (ولأجرُ الآخرة أكبر) ولأجر دار الآخرة أكبر ، أكبر من أن يعلمه أحد قبل أن يشاهده (ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيرا

          أى لو رأوا ثواب الآخرة وعاينوه لعلموا أنه أكبر من حسنة الدنيا.

          وروي أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان إذا دفع إلى المهاجرين العطاء قال:  هذا ما وعدكم الله في الدنيا – وما أدخر لكم في الآخر أكثر ثم تلا عليهم هذه الآية.

          لقد كال الله له من نعمته وهُداه بالمكيال الأوفى ، وبالغ في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول – صلى الله عليه وسلم –يزكي إيمانه ، ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلاً.  فيقول:  (اقتدُوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ..  واهتدُوا بهدى عمار).

أعمال عمار بعد الهجرة:

(1)شهد مع النبى – صلى الله عليه وسلم – جميع المشاهد بدراً وأُحداً ، والخندق – تبوك.

          ولما ذهب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى الرفيق الأعلى ، واصل العملاق زحفه حارب مع المسلمين الفرس – الروم – قبل ذلك لقائه مع جيوش الردة – الجرارة – وكان عمار هناك في الصف الأول دوماً ..  جندياً باسلاً أمنياً.

          يقول عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما:

          (رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة ، يصيح:  يامعشر المسلمين..  أمن الجنة تفرون؟  أنا عمار بن ياسر – هلمُوا إلى …  فنظرت إليه – فإذا أذُنه مقطوعة تتأرجح ، وهو يقاتل أشد القتال).  وقال:  لقد أُصبت في سبيل الله يوم اليمامة ، وكان يوماً من أيام عمار المجيدة إذ انطلق هذا العملاق في استبسال عاصف يحصدُ في جيش مسيلمة الكذاب.  وإذا يرى في المسلمين فتوراً يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل فيندفعون كالسهام المقذوفة.

          كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يختار ولاة المسلمين في دقة – وكانت عيناه تقعان دوماً في ثقة أكيدة على عمار بن ياسر – ولاة الكوفة – وجعل ابن مسعود معه على بيت المال – وكتب عمر إلى أهل الكوفة كتاباً يبشرهم فيه بوليهم الجديد فقال: (إني أبعثُ إليكم عمار بن ياسر أميراً – وابن مسعود مُعلماً ووزيراً ، وأنهما من النجباء – من أصحاب محمد ومن أهل بدر).          (العظماء – الأذكياء – الشرفاء)

          ويقول ابن أبي الهُذيل:  (رأيت عمار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشترى من قثائها – ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره – ويمضي بها إلى داره).

          وقد زادته الولاية:  تواضعاً وورعاً وزهداً.            (ليس تكبراً)

          يقول واحد من العامة وهو أمير الكوفة:

          (يا أدع الأذن)  يعيره بأذنه التى قُطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة.  ماذا رد عليه أمير الكوفة؟

          (خير أُذني سببت ..  لقد أُصيبتُ في سبيل الله).

          ذهب الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى الرفيق الأعلى..  ثم لحق به إلى رضوان الله أبوبكر..  ثم لحق بهما إلى رضوان الله عمر..  وولى الخلافة ذو النورين (عثمان بن عفان) ، وكانت هناك مؤامرات ضد الإسلام والمسلمين وبلاد الإسلام.

          واستشهد عثمان – رضى الله عنه – وانفتحت على المسلمين أبواب الفتنة وقام معاوية يُنازع الخليفة الجديد علياً – كرم الله وجهه – حقه في الأمر وفي الخلافة.

إنقسم الصحابة إلى ثلاثة:

(1)            ترك الخلاف ودخل بيته – جاعلاً شعاره كلمة ابن عمر.. (من قال حي على الصلاة أجبته ، ومن قال حي على الفلاح أجبته ، ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله – قلت: لا).

(2)            ومنهم من إنحاز إلى معاوية …

(3)            ومنهم من إنحاز إلى علي صاحب البيعة ، وخليفة المسلمين (عليُ).

 أين يقف اليوم عمار؟؟

لقد وقف إلى جوار علي بن أبي طالب – لا متحيزاً ولا متُُعصباً بل مُدعناً للحق وحافظاً للعهد – فأخذ مكانه إلى جواره.    (سيدنا عمار وقف مع الحق)

وفرح (علي) رضي الله عنه بنصرته فرحاً لعله لم يفرح يومئذ مثله وإزداد إيماناً بأنه على الحق مادام رجل الحق العظيم (عمار) قد أقبل عليه وسار معه.

كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ 93 سنة.

تخيل 93 سنة ويخرج للقتال – مادام يعتقد أن القتال مسئوليته وواجبه لقد قاتل أشد وأروع مما يقاتل أبناء الثلاثين.

وكان الرجل دائم الصمت – قليل الكلام – لا يكاد يحرك شفتيه إلا بهذه الضراعة:  (عائذ بالله من فتنة).

وكلما كانت الأيام تمر – كان هو يكثر من لهجه وتعوذه.

كأنما كان قلبه الصافي يحسُ الخطر الداهم كلما اقتربت أيامه.

وقد أعلن وجهه نظره في هذا القتال قائلاً:

أيها الناس:  سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان ، ووالله ما قصدُهم الأخذُ بثأره – ولكنهم ذاقوا الدنيا – وعلموا أن الحق يحولُ بينهم وبين ما يتمرغون فيه من شهواتهم ودنياهم – وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكاً).
          ثم أخذ الراية بيده ، ورفعها فوق الرؤوس عالية خفاقة صاح في الناس قائلاً:  والذى نفسي بيده – لقد قاتلت بهذه الراية  مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم ، وهأنذا أُقاتل بها اليوم.

          ولقد تبع الناسُ عماراً  وآمنوا بصدق كلماته.

          ويقول أبوعبدالرحمن السُلمي:

          شهدنا مع علي – رضى الله عنه – (صفين) فرأيتُ عمار بن ياسر – رضي الله عنه

– لا يأخذ في ناحية من نواحيها ، ولا واد من أوديتها إلا رأيتُ أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – يتبعونه كأنه علم لهم).

          كان عمار وهو يجول في المعركة ويصول يؤمن أنه واحد من شهدائها وقد كانت نبوءة الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمام عينيه (تقتلُ عماراً الفئةُ الباغية).

          من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة(اليوم ألقى الأحبة محمداً وصحبه).

          ثم يندفع إلى مكان معاوية ومن حوله من الأمويين.

          ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عماراً ما أستطاعوا حتى لا تقتله سيوفهم فيتبين للناس أنهم (الفئةُ الباغيةُ).

          بيد أن شجاعة عمار الذى كان يقاتل وكأنه جيش وحده ، أفقدتهم صوابهم – فأخذ بعض جنود معاوية يتحينون الفرصة لإصابته ، حتى إذا تمكنوا منه اصابوه.

          وقال أحمد عن أبى البحتري:  (قال عمار يوم صفين:  ائتوني بشربة لبن فإن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن).

          شاع في الغداة خبر مقتل عمار – وذهب المسلمون يتناقل بعضهم بعض نبوءة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – التى سمعها أصحابه جميعاً ذات يوم بعيد وهم يبنون المسجد بالمدينة  (ويح ابن سُميه تقتله الفئةُ الباغيةُ).

          وعرف الناس الآن من تكون الفئةُ الباغيةُ..  إنها الفئة التى قتلت عماراً ..  وما قتله إلا فئة معاوية.  وإزداد أصحاب علي بهذا إيماناً.

        أما فريق معاوية

          فقد بدأ الشك يغزو قلوبهم – وتهيأ بعضهم للتمرد والإنضمام إلى علي ، ولكن معاوية خرج يذيع في الناس أن هذه النبوءة حق وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – تنبأ حقاً بأن عماراً ستقتله الفئةُ الباغيةُ…  ولكن من الذى قتل عماراً؟

          (إنما قتله الذين خرجوا به من داره ، وجآءوا به إلى القتال).

          وصدقه بعض الذين في قلوبهم هوى.

          أما عمار فقد حمله الإمام علي فوق صدره إلى حيث صلى عليه والمسلمون معه ثم دفنه في ثيابه.

          وأقبل بعض الصحابة على بعضهم يتساءلون….

          قال أحدهم لصاحبه:  أتذكر ونحن جالسون مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفجأة تهلل وجهه وقال:          (أشتاقت الجنةُ لعمار).

          قال صاحبه نعم ولكن الرسول ذكر آخرين:

          (إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة:  علي وعمار وسلمان).

          …   فالجنة كانت مشتاقة لعمار.

          …   فقتل يوم صفين بعد أن شرب شربة من لبن وعمره أربعة وتسعون عاماً ..

          ونقولُ كما قال عمر بن الخطاب:

          (صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومازادنا إلا إيماناً وتسليماً).

          إن المؤامرة التى استهدفت حياة الخليفة عثمان – إنما جآءت من خارج المدينة – بل من خارج الجزيرة العربية كلها من أقطار الإسلام البعيدة (من البصرة – الكوفة – مصر).

          فهذه القوى الجديدة لعبت دوراً لم يكن في وسع الصحابة الكبار أن يدفعوه – دوراً خطيراً في تحويل النزاع بين علي ومعاوية إلى حرب وقتال.

(1)إن الحرب كانت بين معسكريين إقليميين.      (2) أهل الشام في جانب وأهل العراق في جانب آخر.          (3) وهناك قوة ثالثة لا يمكن تجاهلها ..  قوة شريرة لم تنم عن الإسلام لحظة منذ انتزع الصولجان من يدها .

          تلك القوة المتمثلة في بقايا فارس والروم – والتى ظلت تمارس كيدها للإسلام عن طريق عملائها الذين دخلوا في الإسلام متظاهرين بإعتناقه ، والذى أستطاع بعضهم أن يحدث داخل صفوف المسلمين من التخريب والهدم ما عجزت عنه إمبراطورية الروم – وإمبراطورية الفرس.

          ( نية علي بن أبي طالب)

          فالإمام علي ومن معه ، كانوا يرون في زحفهم إلى الشام مجرد حملة تخويف – لن يلبث معاوية أن يفيق معها على قوة سلطان الدولة فيحترمه ويطيعه.   (يحترم الإمام الخليفة علي).

          ومعاوية ومن معه ، كانوا يعتقدون أن الإمام علياً يجس أستعدادهم فإذا وجد ما هم عليه من القوة والعدة – فإنه يلتمس لتسوية الخلاف طريقاً أخرى غير الحرب.

          (ولكن الأمور تطورت تطوراً بعيداً).

          وإن تطورها فجأة ليكشف عن القوى المخبوءة التى كانت تعمل في جوف كل معسكر .

 

 

(  والحمدلله رب العالمين  )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً