الوصايا العشر لإسعاد البشرية كما ذكرها القرآن الكريم

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد:

فهذه الوصايا العشر التى عليها مدار الإسلام وسعادة الإنسان فى الدارين.  كان عبدالله بن مسعود – رضى الله عنه – يقول: (من سره أن ينظر إلى وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم –  التى عليها خاتمه فليقرأ الآيات الثلاث من آخر سورة الأنعام (151 : 153).

هذه الآيات أمر من الله تعالى لنبيه – صلى الله عليه وسلم – بأن يدعو جميع الخلق إلى سماع تلاوة ما حرم الله.

وهكذا يجب على من بعده من العلماء أن يبلغوا الناس ويبينوا لهم ما حرم الله عليهم مما أحل مصداقاً لقوله تعالى: ( لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) سورة آل عمران الآية (187).

(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ

شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ

إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا

ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ

اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

الأنعام (151)

عندما سمع كعب الأحبار هذه الآية قال: هذه الآية مفتتح التوراة ذكره عن كعب أبو حيان فى البحر المحيط وابن عطية فى المحرر الوجيز.

وهذه هى الوصايا العشر التى أتفقت عليها الشرائع السماوية وبها سعادة البشرية.

فنجد فى الآية الأولى تحريم خمسة أمور وهى:

(1)          الشرك ، (2) عقوق الوالدين ، (3) قتل الأولاد ، (4) أرتكاب الفواحش،

(5)قتل النفس.

أولاًالشرك بالله:هذا هو أول محرم – لا تعبدوا معه غيره.  عدم الشرك بالله هو القاعدة التى يقوم عليها بناء العقيدة.

      يجب ابتداءً أن يعترف الناس بربوبية الله (توحيد الربوبية).

بمعـنى:  اعتراف الناس بأن الله هو الخالق المدبر (ولكن هذا لا يكفى) لابد من توحيد الألوهية:  أنه هو الله لا إله غيره.

وأن الشرك هو المحرم الأول لأنه يجر إلى كل محرم.

يجب أن يعترف الناس (1) أن لا إله لهم إلا الله ، (2) ولا رب لهم إلا الله ، (3) ولا حاكم لهم إلا الله ، (4) ولا مشرع لهم إلا الله (5) لا يتوجهون بالشعائر لغير الله.

مثـال (1):  ولا تذبح لسيدنا الحسين ولا للسيدة ولا للسيد البدوى.

حديث قدسي:عن أبى ذر – رضى الله عنه قال – قال: رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول اللهُ تعالى: (يا أبن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى فإنى أغفر لك على ما كان منك ولا أُبالى ، ولو آتتنى بقراب الأرض خطيئة أتيتك بقرابها مغفرة ما لم تشرك بى شيئاً ، وإن اخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان االسمآء ثم استغفرتنى غفرت لك).

الدليل من القرآن الكريم:  الآية (116) سورة النساء:

(إنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآء) 

ثانياً:  وبالوالدين إحساناً:عدم عقوق الوالدين

إن الله أرحم بالناس من الآباء والأبناء فأوصى الأبناء بالآباء وأوصى الآباء بالأبناء.

لقد اوصى الله تعالى وأمر الأبناء بالوالدين إحساناً إن تحسنوا إليهم ، مصداقاً لقوله تعالى:

(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) سورة الإسراء 23

قضى:  أمر وألزم وأوجب. 

لقد أوصى الله تعالى بالوالدين وهما الأم والأب إحساناً وهو:

(1)          برهما بإيصال الخير إليها ، (2) وكف الأذى عنهما ، (3)وطاعتهما فى غير معصية الله تعالى.

أي أن يبلغ من الكبر عندك واحد منهما الأب أو الأم أو يكبران معاً وأنت حى موجود. يجب أن تخدمهما خدمتهما لك وأنت طفل (1) فتغسل بولهما، (2) وتطهر نجاستهما ، (3) وتقدم لهما ما يحتاجان إليه ، ولا تتضجر أو تتأفف من خدمتهما كما كانا هما يفعلان ذلك معك وأنت طفل تبول وتخرأ وهما يغسلان وينظفان ولا يتضجران أو يتأففان.

وفى صحيح البخارى عن عبدالله بن مسعود قال:  سألت النبى – صلى الله عليه وسلم – أى العملُ أحب إلى الله عز وجل ؟ قال: (الصلاة على وقتها) قال ثم أى ؟ (ثم بر الوالدين) قال:  ثم أى ؟ قال: (الجهاد فى سبيل الله) فأخبر صلى الله عليه وسلم أن بر الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة التى هى أعظم دعائم الإسلام.   أخرجه البخارى

روى الترمذى عن ابن عمر قال: كانت تحتى امرأة أحبها ، وكان أبى يكرهها فأمرنى أن أُطلقها فأبيتُ ، فذكرت ذلك للنبى – صلى الله عليه وسلم فقال🙁 ياعبدالله بن عمر طلق امرأتك ، وأشكر والديك على نعمة الوجود ، وأشكر ربك على نعمة الإيمان والإحسان.)

والله تعالى كثيراً ما يقرن بين طاعته وبر الوالدين مصداقاً لقوله تعالى فى سورة لقمان الآية (14):

(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).

وفى سورة البقرة الآية (83) يقول الله تعالى:

(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) 

      اللهم سبحانه يحرم الإساءة إلى الوالدين والإساءة إليهم هى عقوقهما فكأن عقوق الوالدين محرماً داخلاً ضمن المحرمات المذكورة فى هذه الآيات الثلاث.

كيف نحسن إليهم ؟؟

(1) طاعتهما ، (2) عدم التأفف منهما ، (3) عدم تفضيل الزوجة عليهما ،

(4)محبة أصدقاء الوالدين وأقاربهما وبرهم ، (5) الإنفاق عليهما.

      (قل تعالوا أتلُ ما حرم ربُكم عليكم(.)ألا تشركوا به شيئاً(.)وبالوالدين إحسانا(.))

ثالثاً: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق(.)نحن نرزُقُكُم وإياهُم)  هذا المحرم الثالث

قال الله تعالى لعباده:  (إنه هو الذى يكفل لهم الرزق – فلا يضيقوا تجاه الوالدين فى كبرهما – ولا تجاه الاولاد فى ضعفهم – ولا يخافوا الفقر والحاجة ، فالله يرزقهم جميعاً).

كانوا فى الجاهلية يقتلون أولادهم كما سولت لهم الشياطين ذلك فكــانوا (1) يدفنون البنات أحياء خشية من العار ، (2) وربما قتلوا بعض الذكور خشية الفقر.

وفى هذه الآية بشارة للأب الفقير بأن الله تعالى سيرزقه هو وأطفاله فليصبر ولا يقتل أطفاله.

وقد جاء فى الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود– رضى الله عنه – أنه سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أى الذنب أعظم ؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك) ثم أى ، قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يُطعم معك) ، قلت ثم أى ؟ قال: (ان تزنى بحليلة جارك).

المحرم الرابع:  (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)

هذا الأمر الرابع مما حرم الله تعالى وهو فعل الفاحشة التى هى الزنى وسواء ما كان منه ظاهراً أو باطناً بمعنى: لا تقربوا المنكرات والكبائر علانيتها وسرها.  وقال ابن عباس: (كانوا فى الجاهلية لا يرون بالزنا باساً فى السر ويستقبحونه فى العلانية.

والله سبحانه وتعالى يقول أيضاً فى سورة الاعراف الآية (33):

(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)

الحديث (1):عن ابن مسعود – رضى الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

الحديث (2):   قال سعد بن عُبادة: لو رأيت مع امرأتى رجلاً لضربته بالسيف فبلغ ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم فقال: (أتعجبون من غيرة سعد ؟ فوالله لأنا أغير من سعد والله أغير منى من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها ما بطن).

ولما وصانا الله بالأسرة وصانا بالقاعدة التى تقوم عليها – كما يقوم عليها المجتمع كله – وهى قاعدة النظافة والطهارة والعفة ، فنهانا عن الفواحش ظاهرها وخافيها).

وجريمة الزنا لها مقدمات وملابسات كلها فاحشة مثلها (1) التبرج ، (2)الاختلاط المثير ، (3) الكلمات والإشارات والحركات والضحكات الفاجرة ، وكلها فواحش منها الظاهر ومنها الباطن – ومنها المخبوء المستور ومنها المعلن المكشوف – وكلها مما يحطم قوائم الأسرة.

لعن الله الذين يزينون للناس الشهوات ومن يطلقون الغرائز من عقالها بالكلمة والصورة والقصة وبالمعسكر المختلط وسائر أدوات التوجيه والإعلام.  (وما أدراكم ما الإعلام وما يحدث فيه).

خامساً:  ولاتقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق:

(1)الإسلام ينهى عن قتل النفس ويقول الله تعالى فى سورة المائدة الآية(32):

       (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا). 

يقول الله تعالى:   إنه من أجل قبح جريمة القتل وما يترتب عليها من مفاسد أوحينا على بنىَ إسرائيل عقوبة من قتل منهم نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً.

بمعـنى:  يعذب عذاب قتل الناس جميعاً يوم القيامة.

فالإعتداء إنما يقع على حق الحياة ذاتها وعلى النفس البشرية فى عمومها.  إذاً لا تقتلوا النفس البريئة.

فقد جاء فى الصحيحين عن ابن مسعود– رضى الله تعالى عنه – قال: قال رسول الله: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله إلا باحدى ثلاث: (1) الزانى ، (2) والنفس بالنفس ، (3) والتارك لدينه المفارق للجماعة) –  الردة عن الإسلام.

وعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان– رضى الله عنه – أنه قال وهو محاصر سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يحل دم امرئ فوالله ما زنيت فى جاهلية ولا إسلام.  ولا تمنيت أن لى بدينى بدلاً منه بعد إذ هدانى الله، ولا قتلت نفساً ، فيم تقتلوننى).   رواه أحمد والترمذى

وقوله تعالى فى ختام الآية (151): (لعلكم تعقلون) لأن من يشرك بربه صنماً أو يسئ إلى أبويه أو يقتل أولاده أو يفجر بنسآء الناس أو يقتلهم ، لا يعتبر عاقلاً أبداً – إذ لو كان له عقل ما أقدم على هذه العظائم من الذنوب والأثام.

سادساًولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ أشدهُ

اليتيم ضعيف فى الجماعة بفقده الوالد الحامى والمربى – وكان اليتيم ضائعاً فى المجتمع العربى فى الجاهلية حتى انتدب الله يتيماً كريماً – فعهد إليه بأشرف مهمة فى الوجود – وهى رسالة الإسلام إلى الناس كآفة – وجعل من آداب هذا الدين الذى بعثه به رعاية اليتيم وكفالته.

فعلى من يتولى رعاية اليتيم ألا يقرب ماله إلا بالطريقة التى هى أحسن لليتيم فيصون ماله وينميه – حتى يسلمه له كاملاً نامياً عند بلوغه أشده.

أشده:اشتداد قوته الجسمية والعقلية.

لماذا:  ليحمى ماله ويحسن القيام عليه.

وعندما يشتد عود اليتيم ويبلغ أشده يسلمه ماله حقه كاملاً.

وهناك خلاف فقهى حول سن الرشد أو بلوغ الأشد:

(1)          بلوغ الحُلم (عند مالك) (يبلغ).

(2)          25 عاماً (عند أبوحنيفة).

(3)          30 عاماً (عند السدى)

سابعاً:  (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط):

عند البيع والشراء (القسط : العدل) – لأن المعاملات فى هذا الدين وثيقة الأرتباط بالعقيدة – لأن الذى يوصى بها ويأمر بها هو الله.

ولقد كانت الجاهليات – كما هى اليوم – تفصل بين العقيدة والعبادات ، وبين الشرائع والمعاملات ، ومن ذلك ما حكاه القرآن الكريم عن قوم شعيب.

(قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء) (87 هود) 

أمرهم شعيب عليه السلام بعبادة الله تعالى وترك عبادة الأوثان وبإيفاء الكيل والميزان.

ثامناً(وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى):

      وهو قول الزور – وشهادة الزور – الله تعالى يأمرنا بالعدل فى القول ولو كان المقول له قريباً –فى هذه الآية يأمر الله تعالى فى الفعال والمقال على القريب والبعيد – والله يأمر بالعدل لكل أحد فى كل وقت وفى كل حال.

وتكون شهاداتكم لوجه الله دون تحيز ولا محاباه ، ولو كانت تلك الشهادة على أنفسكم أو على آبائكم أو أقربائكم ، فلا تمنعنكم القرابة ولا المنفعة عن أداء الشهادة على الوجه الأكمل فإن الحكم حاكم على كل إنسان.

تاسعاً(وبعهد الله أوفوا):

نكث العهد وخلف الوعد وبوصية الله التى أوصاكم بها فأوفوا – بأن تُطيعوه فيما أمركم ونهاكم وتعملوا بكتابة وسنة رسوله وذلك هو الوفاء بعهد الله.

أمثلة لعهد الله:

(1)          ومن عهد الله قوله الحق والعدل ولو كان ذا قربى.

(2)          ومن عهد الله توفيه المكيال والميزان بالعدل.

(3)          ومن عهد الله الا يقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن.

(4)          ومن عهد الله حرمة النفس إلا بالحق.

(5)          ومن عهد الله ألا يشركوا به شيئاً.  فهذا هو العهد الأكبر وقبل ذلك كله.

(ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون)

يقول الله تعالى هذا أوصاكم به وأمركم به وأكد عليكم فيه (لعلكم تذكرون) تتعظون وتنتبهون مما كنتم فيه قبل هذا ..

عاشـراً:

      (وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعُوه(.) ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله(.) ذلكم وصاكم به لعلكم تتقُون).

الصراط:  الطريق الذى هو دين الإسلام.

      مستقيماً:  مستوياً قويماً لا إعوجاج فيه ، فأمر بإتباع طريقه الذى طرفه على لسان نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – وشرعه ونهايتُه الجنة.

السُـبُل:تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية – وسائر أهل الملل وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ.

      أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الإختلاف والتفرقة.

الحديث:  عن ابن مسعود – رضى الله عنه قال: خط لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً ثم قال: هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطاً عن يمينه ويساره ثم قال: (هذه سُبُل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها) ثم قرأ: (وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه..).

نقول:  إهدنا الصراط المستقيم (الفاتحة) اليهود عرفوا وأنحرفوا.

العقيدة الإسلامية وشريعتها الإجتماعية مبدوءة بتوحيد الله ومختومة بعهد الله وهذا هو صراط الله المستقيم صراطه الذى ليس وراءه إلا السبل المتفرقة عن السبيل.

باقى الآية: (ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)

كرر الله تعالى الوصية على سبيل التوكيد, لعلكم تتقون النار بإمتثال أوامر الله وإجتناب نواهيه – وقال ابن عطية: لما كانت المحرمات الأولى (وهى الشرك بالله – وعقوق الوالدين – قتل الأولاد – الزنا – قتل النفس) لا يقع فيها عاقل جآءت العبارة (لعلكم تعقلون) ، والمحرمات الأخرى شهوات وقد يقع فيها من لم يتذكر جآءت العبارة (لعلكم تذكرون) والسير فى الجادة المستقيمة يتضمن فعل الفضائل ، ولابد لها من تقوى الله جآءت العبارة (لعلكم تتقون).

وعن عبادة بن الصامت قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (أيكم يبايعنى على هؤلاء الآيات الثلاث) ثم تلا: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) حتى فرغ من ثلاث آيات ثم قال: (ومن وفى بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله فى الدنيا كانت عقوبته ، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شآء أخذه وإن شآء عفا عنه).

وهذه هى الوصايا العشرة التى عليها مدار الإسلام وسعادة الإنسان فى الدارين.

( والحمدلله رب العالمين )

اترك تعليقاً