تصحيح أخطاء العابدين

بسم  الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي النبي المصطفي.

أما بعد ,

 

فالفروض التي يجب أداؤها في العبادات محدودة (الفروض الخمس, في الصلاة صيام رمضان – زكاة المال – ثم

الحج والعمرة ) ولكنها كثيرة في المعاملات

 

إن الفروض والنوافل أشبه بالضرورات والكماليات .

 مثالاً: هناك أناس كثيرين تحج كل عام ، ويكفي عليهم حجة اإسلام مره واحدة في العمر ، فلو أنهم بعد حجة الفريضة

نظروا حولهم وأعانوا كل محتاج بينهم … لكان أفضل لهم لماذا؟

1- إن نفقات حجة واحدة من هذه النوافل تكفي لدفع نفقات الدراسة لنفر من الطلاب الفقراء من الإبتدائية إلي الجامعة وهم أولي

2- إن نفقات حجة واحدة من هذه النوافل تكفي لرفع الحجز عن أمتعة أنفار من الذين لم يدفعوا الإيجار (الغارمين المعسرين هم أولي)

3- إن نفقات حجة واحدة من هذه النوافل تكفي لطبع بعض الكتب الدينية وتوزيعها بالمجان.

يجب علينا إنقاذ أمتنا وبلادنا من الجهل والفقر وهذه فريضة أما النافلة فهي متابعة الحج والعمرة وإشباع رغبة النفس

في ذلك.

 

لو أن الحاج كان تاجراً ، وحج حجة الإسلام ،واستغل المال الذي ينفقه في الحج والعمرة المتكرر مثلاً في توسيع

تجارته لدعم الإقتصاد الإسلامي وليس هذا فقط ، بل يغلق الأبواب أمام الإقتصاد الأجنبي .

 

ونجد في أحاديث الرسول الكريم تنظيماً للعلاقة بين الفرائض والنوافل مصداقاً لقوله صلي الله عليه وسلم :” حجة لمن

لم يحج خير من عشر غزوات ، وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج “ رواه الطبراني عن عمرو بن العاص رضي

الله عنهما .

وكما نرى أن هناك بعض الصالحين يصومون يومي الإثنين والخميس ويجتهدون في التقرب إلي الله بهذا العمل  .

كما تعلمون أيها الشباب أن الصيام قربة إلي الله وجهاد نفس ولكن الآن نحن نقارن بين صيام الفرض وصيام النفل

فمن صام رمضان فقد أدي الفريضة ، فإن كان صيام أيام 13 ، 14 ، 15 من الشهر العربي ويوم عاشوراء ، صيام 8، 9 من شهر ذي الحجة ” هذا صيام نفل وليس فرض .

فإذا كان صيام هذه الأيام سيضعف قواه عن العمل في المدرسة إن كان مدرساً ، أو العمل في الديوان أو الشركة إن

كان موظفاً ، فالفطر أولي لماذا ؟ لأن هذا الصيام (صيام النفل)  سيعجزه عن القيام بفريضة تعليم التلاميذ ويعجزه عن

القيام برعاية مصالح الجمهور وكل العملين فريضة بالنسبة له .

 

انتبهوا أيها العاملون :

في حقل التعليم والمصالح وكل الأعمال سواء كانت عامة أو خاصة . إن هذه الأعمال مجال خصب لكسب رضوان

الله وغفرانه إذا قمنا بها علي خير وجه .

إن الفروض كثيرة وإذا كانت محدودة في ميدان العبادات فهي مطلقة في الميادين الأخري ، وأمتنا فقيرة إلي الجد في

الميادين كلها .

ولذلك يجب علينا أن ننظم جهود العابدين ، حتي لاتقل في ناحية وتكثر في ناحية أخري.

 

(والحمد لله رب العالمين )

اترك تعليقاً