فوائد التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد:

من فوائد التوبة:

(1)          محبة الله تعالى للتوابين.

(2)          فرحة الله تعالى بالتأئبين.

(3)          تبديل السيئات حسنات.

(4)          أن خيرة الملائكة يدعون للتأئبين بظاهر الغيب ويستغفرون لهم.

(5)          التوبة تمسح ما قبلها من الذنوب والخطايا.

أولاً:  محبة الله تعالى للتوابين:  فهنيئاً للتوابين فقد حازوا محبة الله رب العالمين حيث يقول سبحانه وتعالى:

(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) سورة البقرة الآية (222).

من هم التوابون ؟  هم الرجاعون عن المعاصى والخطايا إلى مرضات ربهم التاركون الذنوب والأوزار طلباً لرضا العزيز الغفار ، وقد أعلن الله عز وجل أنه لا يملُ من كثرة توبة عبده إليه.

الدليل على ذلك:  حديث فى مسند أحمد عن أبى سعيد الخدرى – رضى الله عنه عن النبى – صلى الله عليه وسلم قال: (وعزتك لا أبرح أغوى عبادك مادامت أرواحهم فى أجسادهم ، فقال الله تعالى: وعزتى وجلالى لا أزال أغفرُ لهم ما استغفرونى) قول إبليس

ثانياً:  فرحة الله تعالى بالتائبين:

(1)          لقد أخبر الله تبارك وتعالى أنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.

(2)          كما أخبر أنه يحب التوابين ويحب المتطهرين.

(3)          كما أخبر أنه يفرح بقوافل التوابين.

الدليل على ذلك:  فيروى البخاري ومسلم فى صحيحيهما – عن أنس بن مالك – رضى الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (الله أشدُ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة (أرض واسعة لا ماء فيها ولا نبات) فأنفلتت (ذهبت) منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها (يئس من العثور عليها)(فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها (ينتظر الموت بعد ما أشتد عليه الحرُ والعطش) قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها (ما يوضع على أنف الجمل ليقاد به) ثم قال من شدة الفرح (اللهم أنت عبدى وأنا ربك) ، أخطأ من شدة الفرح.

ثالثاً:  تبديلُ السيئات حسنات:  يقول الله عز وجل فى سورة الفرقان:

ِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ

يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا

رَّحِيمًا) سورة الفرقان الآية (70).

إن الله سبحانه وتعالى يمحو سيئآتهم بتوبتهم ويكتب لهم مكانها صالحات أعمالهم وطاعاتهم بعد توبتهم.

أنه يكتب موضع كافر (مؤمن) ، وموضع عاص (مطيع)

الزنا (عفاف) السرقة (عطاء وصدقة).

الدليل على ذلك:  وفى صحيح مسلم عن أبى ذر الغفارى قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنى لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة وآخر أهل النار خروجاً منها رجل يُؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها.  فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا وكذا فيقول: نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول يارب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا).

      ومن فوائد التوبة أيضاً:

رابعاً:  أن خيرة الملائكة يدعون للتائبين: بظاهر الغيب ويستغفرون لهم مصداقاً لقوله تعالى فى سورة غافر الآية (7:9):

(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ

رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِوَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا

وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا

وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(7)رَبَّنَا

وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ

آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ

الْحَكِيمُ(8)وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ

فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9).

ويستغفرون للذين ءامنوا لرابطة الإيمان التى ربطتهم بهم ولعل هذا السر فى ذكر إيمانهم لأن المؤمنين إخوة ، وما أكرم المؤمنة على الله نائمة على فراشها والملائكة يستغفرون لها.

يدخل الرجل الجنة فيقول: يارب أين أمى وأبى وجدتى ؟ وأين ولدى وولد ولدى ؟ وأين زوجاتى ؟ فيقال:  وإنهم لم يعملوا كعملك ، فيقول: يارب كنت أعمل لى ولهم ، فيقال: أدخلوهم الجنة.

الملائكة تدعوا الله للمؤمنين والتائبين بأن الله (1) يحفظهم من جزاء سيئاتهم ، (2) بأن تغفرها لهم ، (3) وتسترها عليهم ، (4) وتعفو عنهم فلا تواخذهم فينجوا من النار ويدخلوا الجنة – وهو الفوز العظيم.

خامساً:  التوبة تمسح ما قبلها من الذنوب والخطايا:

      أن رجلاً جآء إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: يا رسول الله إن رجلاً أتى بالذنوب كلها ثم قال: صغيرها وكبيرها ولم يترك حاجة ولا داجة إلا فعلها هل له من توبة ؟

الحاجة:  الذنب الصغير       الداجة: الذنب الكبير (الدبش)

      قال صلى الله عليه وسلم:  (أيها الرجل هل أسلمت). قال: أما أنا يارسول الله فاشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.  قال صلى الله عليه وسلم: (مادمت مسلم أفعل من الآن الخيرات وأترك المنكرات يكتبها الله لك كلها خيرات).  قال الرجل:  وغدراتى وفجراتى ؟  قال النبى: (وغدراتك وفجراتك يغفرها الله).   قال الرجل:  يغفرها الله.  قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (يغفرها). قال الرجل: الله أكبر – الله أكبر – الله أكبر – ثم انصرف ومازال يكبر حتى توارى عن الأعين).  وهذا نص الحديث وهو بإسناد جيد.

( والحمدلله رب العالمين )

 

اترك تعليقاً