[:ar]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى .

أما بعدُ ،،،،

كانت تتحدث هي وزوجها في مواضيع تخص حياتهم الزوجية ، وفي لحظة أنقلبت الأمور وتحولت إلى شجار ، وطلبت من زوجها الطلاق ، وقالت:  لو كانت العصمة بيدي لطلقتك عشرين مرة.  مما أدت إلى إشعال غضبه حتى أخرج ورقة من جيبه وكتب عليها:  (نعم أنا فلان ابن فلان وأنا بكامل قواي العقلية (1) أنني أريد زوجتي ولا اريد التخلي عنها ، (2) ومهما كانت الظروف ومهما فعلت سأظل متمسكاً بها ، (3) ولن أرضى بزوجة أخرى غيرها تشاركني حياتي ، (4) وهي زوجتي للأبد…) ، ووضع الزوج الورقة في ظرف ووضعها على المنضدة وخرج من المنزل غاضباً حتى لا تشعر بشئ.  كل هذا والزوجة لا تعلم ما كُتب في الورقة ، وعندها شعرت بالذنب لإرتكابها هذه الغلطة وتسرعها في طلب الطلاق ، فالزوجة في ورطة الآن أين تذهب؟  وماذا تقول؟  وكيف يتم الطلاق؟  كل هذه الأسئلة جعلتها في دوامة وحيرة من أمرها.  فماذا عساها تفعل؟  وما الذى جرى وحدث؟.

          وعاد الزوج فجأة إلى البيت ، ودخل غرفته مسرعاً من غير أن يتحدث بأية كلمة ، فلحقت به زوجته وطرقت الباب ، فرد عليها بصوت عال وغضب ماذا تريدين؟ فقالت له الزوجة بصوت منخفض وخائف أرجوك أفتح الباب أريد التحدث إليك ، وبعد تفكير من الزوج قام بفتح باب الغرفة ليجد بأن زوجته حزينة ، لأنها نادمة كل الندم على فعلتها ، وهي لا تقصد ما قالته ، رد عليها الزوج:  هل أنت نادمة ومتأسفة على ما حدث؟  فأجابته: نعم والله إنني لم أقصد ما قلت ، وأنا نادمة.  بعد ذلك طلب الزوج من زوجته أن تفتح الورقة وتنظر إلى ما بداخلها لتحكم ماذا تريد ، فقامت بفتحها ولم تُصدق ما رأت عيناها وغمرتها الفرحة وهي تقرأ الورقة – فقامت إلى زوجها وقبلت يده وهي تبكي والدموع تتناثر من عينيها وتقول:  (والله إن هذا الدين لعظيم لأنه جعل العصمة بيد الرجل ولو جعلها بيدي لكنت قد طلقت 20 مرة).

          فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم:  (إيما امرأة سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة).  رواه الإمام أحمد – أبو داود والترمذي.

          من غير ما بأس:  بمعنى:  في غير حالة شديدة تدعوها وتلجئها إلى المفارقة ، كأن تخاف أن لا تُقيم حدود الله فيما يجب عليها من حُسن الصُحبة ، وجميل العشرة ، لكراهتها له.

حكمة اليوم:   

          قال أحد العارفين بالله حينما سُئل كم الزكاة ياسيدي؟

قال:  عندنا أم عندكم ، قال:  عندكم ربع العٌشر وعندنا العبد وماله لسيده.

( الحمد لله رب العالمين)

[:]