كم إمراة أرضعت النبى – صلى الله عليه وسلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وصلوات الله وسلامه وتحيات الله وبركاته علي نبينا محمد أفضل الخلق على الإطلاق وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

 

أما بعد ،

فثابت في التاريخ أن اللاتي أرضعته ثمانية وعندما ولد النبي صلي الله عليه وسلم ساعد آمنة علي ارضاعه ثمانية من النسوة وكان من ضمنهم ثويبة جارية أبو لهب الذي اعتقها قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب (عمه) وكانوا النسوة يتخطفوه من شدة ما في وجهه من سماحة وصباحة ويمن وهو مازال طفل .

 

حليمة السعدية : وكان من عادة العرب أن يأتوا بالمراضيع وكان هناك موسم مخصوص يأتي المراضيع إلي مكة

تتلمس الأطفال . وكما نعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم عنده ثلاث أمهات : أم ولادة (آمنة) أم رضاعة (حليمة) وأم تربية (بركة أم أيمن)

نص الحديث الذي قالته حليمة السعدية : وذكر الواقدي بإسناده ” أنهن كن عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يتلمسن بها الرضعاء .

 وفي سنة شهباء (سنة جدب فقر جفاف) قالت حليمة : فقدمت علي أتان لي قمراء (حمار أعرج) ومعي

صبي لنا وشارف لنا (الناقة) والله ماتبضي بقطرة (ليس فيها لبن) وماننام ليلتنا وذلك أجمع مع صبينا ذلك (طفل جائع)

ومانجد في ثدي مايغتيه ، ولا في الناقة مايغذيه ، ولكنا نرجو الغيث والفرج(الأمل) .

فقدمنا مكة فوالله ماعلمت منا امرأة الإ وقد عُرضى عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها : إنه يتيم .

لماذا؟

لأن اليتيم محتاج من الأم المرضعة الجهد والحرص عليه وإكرامه في التربية فالأم المرضعة التي تأخذ اليتيم تكون

متعهدة هي وزوجها وأقاربها أن تعتني به وتكون حريصة عليه أشد من حرصها علي أبنائها الأصلين . قالت حليمة :”

فوالله مابقي من صواحي امرأة الأ أخذت رضيعا غيري فلما لم نجد غير محمد صلي الله عليه وسلم فقلت لزوجي

(الحارث بن عبد العزيز) “والله إني لا أحب أن أرجع من بين صواحي ليس معي رضيع ” فقال زوجها : لا عليك أن

تفعلي ، فعسي الله أن يجعل لنا فيه بركة . فجئت به رحلي وسيلة النقل الحمار أو الناقة) فأقبل عليه ثدياي بما شآء الله من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب ابني (أخوه في الرضاعة) ثم ناما .

وقام زوجي إلي الناقة تلك فإذا إنها مملوءة فحلب ماشرب وشربت حتي روينا ، فبتنا بخير ليلة ، فقال زوجي عندما اصبحنا: ”

(يا حليمة ، والله إني أرى أنك قد أخذت نسمة مباركة ، فلم يزل الله عز وجل ، يزيدنا خيرا”، ثم رجعنا إلي بلادنا ، فو الله

لقطعت أتاني (الحمار) بالركب –” سبقت الركب كله عشر نسوة ” حتي أن صواحي ليقولن : ويلك يابنت أبي ذويب ! حتي قدمنا أرض بني سعد .

 وما أعلم أرضا من أرض الله أجذب منها (بها جفاف) كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعا لبنا ، فنحلب ما نشآء ،

وماحولنا أحد تبضي له شاته بقطرة لبن ، وإن أغنامهم لتروح جياعا . فلم يزل الله يرينا البركة حتي بلغ سنتيه (

الفطام ) فكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان ، فوالله مابلغ السنتين حتي كان غلاما يتكلم مثل الرجال ويجلس في المجالس .

فقدمنا به علي أمه ونحن أضمن شئ به ، مما راينا فيه من البركة فكلمنا أمه وقلت لها : ” لو تركت ابني محمد عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة .

 قالت السعدية : فلم نزل بها حتي ردته معنا ( سيرة بن هشام)

الإمام محمد الغزالي : معقب علي تربية الأولاد في البادية

تنشئة الأولاد في البادية ، ليمرحوا في كنف الطبيعة ، ويستمتعوا بجوها الطلق وشعاعها المرسل وإنها لتعاسة أن علب أغلقت على من فيها وحرمتهم لذة التنفس والهواء المنعش ، ولاشك أن اضطراب الأعصاب الذي قارن الحضارة الحديثة فيما يعود إلي البعد عن الطبيعة والإغراق في التصنع .

 

ونحن نقدر لأهل مكة اتجاهم إلي البادية لتكون مدارج طفولتهم وكثير من علماء التربية يود لو تكون الطبيعة هي المهد الأول للطفل حتى تتسق مداركه مع حقائق الكون الذي وجد فيه وهذا حلم عسير التحقيق .

 

حصل له حاجات مثل شق الصدر وهذه الحاجات جعلت حليمة تزهد فيه.

وهذه حكمة من الله لكي يعيش مع أُمه , فقد عاش معها سنتين قبل وفاتها ، ولولا هذا الحادث ماكانت حليمة فطرت فيه .

(والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً