كيفية صلاة المريض

 

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعــد ..

فالله عز وجل يقول فى كتابه الكريم فى سورة آل عمران (191):

(“الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ“).

قال ابن مسعود وغيره:  الآية نزلت فى الصلاة ، أى صلوا قياماً إن استطاعوا وقعوداً وإن عجزوا عنه ، وعلى جنوبهم إن عجزوا عن القعود.

قال كعب الأحبار قال موسى – عليه السلام: (أقريب أنت فأنُاجيك ، أم بعيد فأناديك ؟  قال الله عز وجل: ياموسى أنا جليس من ذكرنى – أذكرنى على أى حال).

قال عمران بن حُصين:  كانت بى بواسير ، فسألت النبى – صلى الله عليه وسلم – فقال: (“صل قائماً ، فإن لم تستطع فقاعداً ، فإن لم تستطع فعلى جنب ، فإن لم تستطع فمستلقياً ، لا يكلف الله نفس إلا وسُعها”).

هل يلزم المريض القيام فى الصلاة ؟

وكما نعلم أن القيام ركن لا تصح الصلاة إلا به مع القدرة يلزمه القيام فى الفرض إجماعاً إن قدر عليه ، ولو معتمداً على حائط أو عصا …  إذا صلى مع الإمام صلى قائماً ، وإذا شعر بضعف قعد وأتم الصلاة جماعة حسبما يقدر. 

(فلا يباح الصلاة من قعود إلا لمن عجز عجزاً قوياً عن الصلاة من قيام بحيث لو صليت قائم يحدث لك دوخة ، إغماء أو يضيع منك الخشوع نهائياً).

…  لا يصح لك أن تصلى الفرض من جلوس إلا عند الضرورة ، أما صلاة النفل (السنن) فيباح لك أن تصل من قعود ولو من غير ضرورة ولكن بنصف الأجر ، مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “(من صلى قاعداً فله نصف أجر القائم”.)  حديث صحيح وهذا فى صلاة السنة فقط.

ماذا يفعل إذا عجز المريض عن الركوع ؟

عليه أن يصلى قائماً فيومىء بالركوع ثم يجلس فيومىء بالسجود وكما نعلم (أن الطاعة بقدر الطاقة).

والله عز وجل يقول فى سورة الحج (78):

“(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”). 

      وسُئل أنس بن مالك عن صلاة المريض فقال:  (يركع ويسجد قائماً فى المكتوبة (صلاة الفرض).

كيف يصلى جالساً ؟هناك آراء أبو حنيفة:

(1)          التربع لأنه بدل القيام.

(2)          الإفتراش أفضل.

معنى الإفتراش:وهو جالس على الأرض الرجل اليمنى تقف أو تنصب والرجل اليسرى نقعد عليها.

(3) الأفضل ، الجلوس على هيئة الصلاة فى التشهد.

ماذا نفعل إذا عجزنا عن السجود؟

إن النبى – صلى الله عليه وسلم – عاد مريضاً فرآه يُصلى ويسجد على وسادة ، فأخذها النبى فرمى بها ، وقال:  (“صلى على الأرض إن استطعت وإلا فأومىء إيماءً واجعل سجودك أخفض من ركوعك”).  (أخرجه البزار).

امرأة أُجريت لها عملية فى عينيها وأمرت بعدم القعود أياماً ماذا تفعل فى الصلاة ؟  تصلى بالإيماء للركوع والسجود وهى مضطجعة على جنبها الأيمن أو الأيسر ووجهها إلى القبلة.

الإضطجاع:الجلوس على الأرض أو السرير ثم إسناد الظهر إلى شئ خلفه.

ماذا تفعل إذا عجزت عن الإضطجاع ؟

      فإن عجز عن الإضطجاع على جنبه صلى بالإيماء فى الركوع والسجود مستلقياً على ظهره رافع رأسه بوسادة ليصير وجهه ورجلاه إلى القبلة (عند الشافعية).

الدليـل:على ذلك حديث علىُ بن أبى طالب – رضى الله عنه: أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: (يصلى المريض قائماً إن استطاع ، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ برأسه وجعل سجوده أخفض من ركوعه ، فإن لم يستطع أن يصلى قاعداً صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة ورجلاه مما يلى القبلة).

إذا صلى جالساً لعذر هل له أجر القائم ؟

من رحمة الله بعبده المؤمن وإحسانه إليه انه إذا اعتاد تأدية طاعة من الطاعات فأقعده مانع قهرى من مرض أو سفر أو نوم عن تأديتها على وجهها يعطى ثوابها كاملاً.

الدليـل:عن ابن عمرو بن العاص – أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال:  (“ما أحد من الناس يصاب ببلاء فى جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدى كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان فى وثاقى”).  أخرجه أحمد فى مسنده.

ما كان فى وثاقى:  ما دام على التوحيد والدين ، مادام على طاعتي وعبادتى.

كفارة الصـلاة

هل للصلاة كفارة ؟

لا كفارة للصلاة إلا قضاؤها ، فمن مات وعليه صلوات لا يكفى فى إسقاطها طعام مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (“من نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك”).  حديث أنس بن مالك

وفيه دليل على أن الصلاة عبادة بدنية خاصة بالعبد نفسه ، يخشع العبد بقلبه لربه ولا يخشع أحد لأحد.  كما يحج عنه وكما يؤدى عنه الديون.

وفى هذا الحديث أن الصلاة لا تجبر بالمال كما يجبر الصوم وغيره.

متى تسقط الصلاة عن الإنسان ؟

عندما يفقد الوعى ويذهب فى غيبوبة – هنا فقط تسقط عنه الصلاة.

وقد ذكر ابن قدامه فى كتابه (المغنى) أنه من عجز عن الإيماء برأسه أومأ ببصره ونوى بقلبه ، ولا تسقط الصلاة عنه مادام عقله ثابتاً (فى وعيه).

 

( والحمدلله رب العالمين )

 

 

اترك تعليقاً