ماذا حدث لبنى إسرائيل بعد وفاة سليمان؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

          فبعد موت سليمان – عليه السلام – مرت الأيام على بنى إسرائيل فى فلسطين وانحرفوا كثيراً عن منهج الله عز وجل – ولم يكن لهم قانون وضعى كما هو الحال الآن ولكن كان هناك التوراة هو الذى كانوا يحكموا به وكانو يضلون كثيراً – وكثيراً ما قتلوا الأنبياء والعلماء – والقتل عندهم أسهل شئ…  فجاء لهم نبى اسمه شعيا والملك اسمه حزقيل كان يقود بنى إسرائيل الأنبياء وكان الملوك تطبق ما كانت الأنبياء والعلماء.

          وكان الملك حزقيل رجلاً طيباً عامل بالتوراة – وكان كبير ومريض ونبى الله شعيا جآءته رؤية من الله قل لحزقيل أن عمرك انتهى وجاء وقت موتك – وعندما وصلت هذه الروية لحزقيل أخذ يبكى ويتضرع إلى ربه أنه لا يرجو إلا رحمة الله ومغفرته ويبكى ويتضرع ثم استجاب الله له وغفر له وعفى عنه – وقال الله لنبيه شعيا أخبر حزقيل إنى:  (أعطيته علاوة عمر وزيادة على عمره 15 سنة).

          بنو إسرائيل بلغهم أن ملك الفرس جهز جيشاً من600,000 جندى لمحاربة بنى إسرائيل وإخراجهم من بيت المقدس.  شكو الأمر إلى نبيهم شعيا – فأخذ شعيا يأمرهم (1)أن يزدادوا فى عبادة الله ، (2) وأن يجأروا إليه ، (3) وأن يتوكلوا عليه – وفعلاً اتجهوا إلى الله .

        ملك الفرس أرسل قائده (سنحاريب)

          وجآءوا قرب بيت المقدس وأرادوا أن يدخلوا ماذا فعل الله بهم؟  الكل أخذ يدعوا الله وكذلك شعيا يدعو  ويدعو فأنزل الله بلاء من السماء ومرض ففتك بالجيش كله – لم يبق منهم إلا أربعة ومنهم سنحاريب لكى يرجع ويخبر الملك بما حدث.

          ملك الفرس حزن وتأسف جداً على موت جنوده وضياع ماله.

          بعد الحرب بنو إسرائيل طغوا وفسدوا وظلموا وخاصة بعد النصر ، فأذهل هذا الموقف شعيا فوقف فيهم خطيباً وواعظاً قال لهم:  ياناس أذكروا نعمة الله ونصركم على عدوكم وأعطاكم ما لم يعطى غيركم.  قالوا له:  (لو كنا ما نستحق النصر ماكنش ربنا نصرنا).

          جمع شعيا المؤمنين الذين معه لكى يقوموا بالدور الإيمانى بين بنى إسرائيل فلم يعجبهم – أخذوا شعيا وضربوه وقتلوه – وعاشوا كما يحلو لهم.

          الله سبحانه وتعالى إختار لهم نبياً يسمى أرميا.

          وسنحاريب كان له ولد وأبنه – حفيد سنحاريب قرر أن يحارب بنى إسرائيل .

          فوقف أرميا فيهم خطيباً قال:  لا أمل فى نجاتكم إلا أن تعودوا إلى التوراة وبسرعة لأن النصر من عند الله.

          قالوا له:  نريد أن أتى بقائد نتبعه ونتدرب على القتال ونحن قوة كبيرة – فقال لهم: وما النصر إلا من عند الله ، وأخذ يحذرهم من إختلاط النسآء بالرجال وشرب الخمر وأكل الخنزير ..

          ثم بعد ذلك جآء بُختُصر  ودخل بيت المقدس ولم يترك شئ إلا دمره – الزرع حرقه – البيوت دمرها – الحرائق أشعالها ، دمر منافذ بيت المقدس – قتل كل الرجال الذين يصلحون للقتال – لم يترك إلا مجموعة من الصبيان وهؤلاء أسرهم وكان عددهم 90 ألف وأخذ النسآء سبايا وتركوا فى البلد مجموعة من المرضى وكبار السن لأنه لو أخذهم معه لكانوا عبأ عليه – وأخذ كل الأموال حتى الحمير والبغال ولم يترك لهم شئ.

          مصداقاً لقوله عز وجل فى سورة الإسراء الآية (4 ، 5):

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً)(5).

          أولاهما:        أى أولى المرتين من فسادهم

          عباداً لنا:       أهل بابل وكان عليهم بُختنصر

          فجاسوا خلال الديار:  عاثوا وقتلوا – وداسوا – الطواف بالليل يتجسس – طافوا بين الديار يطلبونهم ويقتلونهم ذاهبين وجائين كما قاله ابن عباس فى جامع البيان للطبرى.

وبمعنىمشوا وترددوا بين الدور والمساكن وقتلوكم بين بيوتكم.

          وكان وعداً مفعولاً:    أى قضاء كائنا لا خُلف فيه.

          وسأل بختنصر وقال:  أليس فيهم رجل صالح أو نبياً

          قالوا:  كان فيهم نبى يسمى أرميا وعدهم ونصحهم فسجنوه – فدلوه على سجنه – فأخذ أرميا من السجن  قال:  أنت نصحت قومك.  قال:  نعم.

          قال بُختنصر:  بماذا نصحتهم؟  قال أُرميا:  إن هم تابوا إلى الله وتركوا المحرمات وأكرموا اليتامى والمساكين والفقراء ، وهذا من شريعة موسى – عليه السلام إن هم يفعلوا ذلك فسوف الله ينصرهم فرمونى فى السجن.

          قال بُختنصر:  أنا أمنتك أن تأتى معى أو أن تبقى فى بلدك.

          قال له أرميا:  دعنى مع كبار السن والمرضى.

          علم بُختنصر إن بنى إسرائيل تفرقوا مجموعة فى مصر ومجموعة فى المغرب ويقال أنه دخل مصر وقتل من فيها من الإسرائيلين ثم ذهب إلى بلاد المغرب وقتل من فيها من الإسرائيلين – ثم جآء بعدد كبير من الأسرى والأموال المسلوبة والمنهوبة ورجع إلى بابل وكان معه من ضم الأسرى رجل صالح يسمى دانيال.

          دانيال هذا لا يخضع لأمر القائد بختنصر فرموه فى السجن وظن أن السجن سوف يُغيره فلم يتغير فقال نقتله ولكن لا يستحق أن يرفع أحد السيف عليه ويقتله.

          نُحضر أسدين جائعين وندخلهما عليه – أجاعوا أسدين شديدين التوحش وأدخلهما عليه وجلس الناس يشاهدوا ماذا سيحدث؟

          فلما أدخل الأسدين عليه رأوا أن الأسدين لما رأوا دانيال خشعا وخضعا وأسد طأطأ رأسه وأخذ يتمسح فيه ودانيال يمسح جسده بيده.  فأخذوا وسحروا واعتبروا دانيال رجل مبارك ..

          وفى عهد عمر بن الخطاب عندما فتح المسلمون فارس

          قال أبوموسى الأشعرى:  أنهم وجدوا فى قاعة العرش سرير عليه إنسان ممدد وعلموا أنه هو دانيال الرجل الصالح مات منذ مئات السنين ولكن احتفظوا به لأنهم إذا أصابهم قحط أخرجوا جثته ودعوا الله أن يمطروهم ببركة هذا الرجل.

          وقال أبوموسى لعمر:  ووجدنا بجواره جواهر ومصحفاً.

          فقال عمر:  أما الجواهر وزعها على الشعب وأما الكتاب إرسله إلىَ مصحفاً أى كتاب مكتوب بالعبرية الذى فيه التوراة.

          أخذه عمر وأعطاه لليهود الذين أسلموا فقالوا أن فيها المواعظ والحكم وأنها من التوراة.

          وفى هذه الأثناء: بعد أن دمر بختنصر بلاد الشام وفلسطين وبيت المقدس أصبح دماراً وخرباً – فيقال أن فيه نبى من الأنبياء كان أسمه عُزير – مر على حى مدمر وخربان والناس كلهم ماتوا فقال:  (أنى يُحيى هذه اللهُ بعد موتها) سورة البقرة الآية (259).

          ولقد تكلمنا عن عُزير فى درس خاص به.

 

(  والحمدلله رب العالمين  )

 

 

اترك تعليقاً