ماذا قال أبو حنيفة للملحدين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بتحميده يستفتح كل كتاب, وبحمده يتنعم أهل النعيم في دار الثواب. ونصلي ونسلم علي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه صلاة تنقذنا من هول المطلع يوم العرض والحساب.

 

أما بعد,

 

فقال الملحدون لأبي حنيفة في أي سنة وجد ربك؟

قال: الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجودة ثم قال لهم: ماذا قبل الأربعة؟

قالوا: ثلاثة – قال لهم: ماذا قبل الثلاثة ؟

قالوا: إثنان – قال لهم: وماذا قبل الإثنان؟

قالوا: واحد- قال لهم: واقبل الواحد؟

قالوا: لاشئ قبله .

قال لهم: إذا كان الواحد الحساب لاشئ قبله – فكيف بالواحد الحقيقي وإنه قديم لا أول لوجوده.

قالوا: في أي جهة يتجه ربك؟

قال لهم: لو أحضرتم مصباحاً في مكان مظلم إلي أي جهة يتجة النور؟

قالوا: في أي مكان.

قال: إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض.

قالوا: عرفنا شيئاً عن ذات ربك؟

قال: هل جلستم بجوار مريض مشرف علي النزع الأخير

قالوا: جلسنا

قال: هل كلمكم بعد ماأسكته الموت؟

قالوا: لا

قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟

قالوا: نعم

قال: مالذي غيره؟

قالوا: خروج روحه.

قال: أخرجت روحه؟

قالوا: نعم

قال: صفوا لي هذه الروح؟ هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء أم غازية كالدخان والبخار ؟

قالوا: لانعرف شيئاً عنها

قال: إذا كانت الروح المخلوقة لايمكنكم الوصول إلي معرفتها فكيف تريدون مني أن أصف لكم الذات الآلهية – لاإله إلا الله حروفها نور – كلها مسرور- تبقي عبر الدهور.

 

                                                                  (والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً