ما حكم الإسلام على الجار السوء؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على منقذ البشرية وهادى الإنسانية محمد بن عبدالله نبينا ورسولنا وقدوتنا ، وعلى آله وأصحابه ومن سن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد،،،

رعاية الإسلام للجار (حقوق الجار)

          فيا عبادُ الله يقول الله تعالى فى كتابه الكريم وهو أصدق القائلين:

(وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) سورة النساء (36).

          وهذه الآية جامعة جآءت حثاً على الإحسان وعددت مكارم الأخلاق ومن تدبرها حق التدبر أغنته عن كثير من مواعظ البلغاء ونصائح الحكماء.

          وهنا يأمر الله تعالى المؤمنين بعبادته وتوحيده فيها.  عبادة الله فى إخلاص الأعمال وتصفيتها من شوائب الرياء مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الكهف الآية(110):

          (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)

          حتى قال علماؤنا: (إنه من تطهر تبرداً أو صاماً محما لمعدته ونوى مع ذلك التقرب لم يجزه لماذا؟

          لأنها مزجت فى نية التقرب إلى الله نية دنيوية ، وليس لله إلا العمل الخالص.  وكما قال الله تعالى فى سورة الزمر الآية (3):  َلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ).

          وفى سورة البينة الآية (5):

(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).

الحديث:فى سنن ابن ماجه عن أبى سعيد بن أبى فضاله قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إذا جمع الله الأولين والآخري ليوم القيامة ليوم لا ريب فيه ناد مناد من كان أشرك فى عمل عمله لله عز وجل أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك).

(وبالوالدين إحساناً):

          لقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين وذلك بطاعتهم فى المعروف ورد الجميل لهم ، ودفع الأذى عنهم.

الحديث:  عن عبدالله بن عمرو قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (رضى الرب فى رضى الوالدين ، وسخطه فى سخط الوالدين).

(الجار ذى القربى والجار الجُنُب):

          فالوصاية بالجار مأمور بها – سواء كان هذا الجار مسلماً أو مسيحى أو يهودى والإحسان قد يكون بمعنى المواساة – وقد يكون بمعنى حسن العشرة وكف الأذى ، وهذه الآية فى الترغيب.

ولكن هناك آية أخرى فى سورة الأحزاب (58) حيث يقول رب العزة:

َالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).

  والذين يُؤذون المؤمنين ، هناك أذى قولى وأذى فعلى:

الأذى القولى:  السب والشتم أو انتقاص تعبيره بحسب مذموم أو حرفة مذمومة.

الأذى الفعلى:  بالضرب ، أخذ مال أو أنتهاك عرض لعنهم الله فى الدنيا والآخرة (طردهم من رحمته) وهيأ لهم وأحضر لهم عذاباً مُهيناً يذقونه بعد موتهم ويوم بعثهم يوم القيامة.

          ويعتبر إيذاء المؤمنين والمؤمنات من الكبائر.

          بُهتاناً:  فعلاً شنيعاً أو كذباً فظيعاً.

          فى هذه الآيات الكريمة نرى ديننا الحنيف يهتم بتوثيق الروابط وتقوية العلاقات بين كل جار وجارة ، فجعل صلة الجوار جنباً إلى جنب مع صلة النسب وصلة الرحم وصلة المصاهرة.

          وأثبت الإسلام للجار حقوقاً مرعية تمثل عظمة هذا الدين وسماحته.

وجملة حقوق الجار:

(1)           أن يبدأه بالسلام.            (2)  لا يطيل معه الكلام.      (3) ويعوده فى مرضه.

(4) يواسيه فى المصيبة.   (5)  ويقوم معه فى العزاء.              (6)  ويهنئه فى الفرح.

(7) ويشاركه فى السرور.    (8)  ويصفح عن زلاته.       (9)  ولا يتطلع إلى عوراته.

(10) ولا يضيق طريقه إلى داره.      (11)  ويستر عوراته.      (12)  ويغُض بصره عن حرمته.     (13)  ويتلطف بولده.         (14)  ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.

وفى الأثر أتدرون ما حق الجار؟

          وهذا الحديث من مكارم الأخلاق رواه الخرائطى:

(1)إذا أستعان بك أعنتهُ.     (2)  وإذا استنصرك نصرته. (3) وإن استقرضك أقرضتهُ.

(4) وإذا مرض عُدته.  (5)  وإذا مات تبعت جنازتهُ.        (6)  وإذا أصابه خيرُ هنأتهُ. (7)  وإن أصابته مصيبة عزيته.  (8)  ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه.  (9) وإذا أشتريت فاكهة فأهد له منها ، فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدُك ليغيظ بها لده.       (10)  ولا تُؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها.          قتار:رائحة الطعام.

          وقد بلغ الأمر فى الإسلام أن جعل إكرام الجار آية من آيات الإيمان الصادق والتدين الأكيد.   كيف؟

          فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  وهذا الحديث رواه البخارى

          (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره).

          نزل سيدنا جبريل – عليه السلام بوصية إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم فى حق الجار ترفعه إلى مستوى الأقارب الوارثين – فيقول صلى الله عليه وسلم:  (مازال جبريل يُوصينى بالجار حتى ظننتُ إنهُ سيورثهُ).

          رواه البخارى – فتح البارى لابن حجر العسقلانى.

الحديث 2:  رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة – رضى الله عنه قال ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يُؤذى جارهُ).

الحديث 3:  رواه مسلم فى صحيحه:

          (من كان يؤمنُ بالله واليوم الأخر فليحسن إلى جاره).

فالجارُ فى شرع الإسلام قريبُ من الأقارب ، لا يحل لجاره أن يغفل عن رعايته ، وتفقد أحواله فى الطعام والكسوة لعله يحتاج إلى مساعدة من جاره.

فعن الحديث الشريف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

(ما آمن بى من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم).

رواه الطبرانى الترغيب والترهيب.

معنى الحديث:  لم يكمل إيمان هذا الجار بالله تعالى لماذا؟  لأنه تمتع بنعمة الله وبقرب منه أخ أو أُخت تبيت على الطوى وتذوق مرارة الجوع فأين عاطفة الصدقة وأين الضمير الحى ، هنا يحُس النبى – صلى الله عليه وسلم – أصحاب النعم والثروة أن يُحسنوا إلى جيرانهم لأن الله تعالى مُخلفُ حيث قال الله عزوجل فى سورة سباً(39):

          (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

  وما أنفقتم فى سبيل الله قليلاً أو كثيراً فإن الله تعالى يعوضه عليكم إما عاجلاً أو آجلاً – والله تعالى هو خير المعطين – فإن عطاء البشر بحساب ، وعطاء الله تعالى بغير حساب.

قال المفسرون:  لما بين أن الإيمان والعمل الصالح هو الذى يقرب العبد إلى ربه ، ويكون مؤدياً إلى تضعيف حسناته ، بين أن نعيم الآخرة لا ينافى الرزق فى الدنيا ، بل الصالحون قد يبسط الله لهم الرزق فى الدنيا ، مع ما لهم فى الآخرة من الجزاء الأوفى والمثوبة الحسنى بمقتضى الوعد الإلهى.

فى هذا دعوة إلى الإنفاق فى سبيل الله – وتشجيع علي بإعلام الناس أن الإنفاق لا ينقص المال ، والبخل به لا يزيده.

          فى هذه الآية:  بيان وعد الله تعالى بالخلف لكل من أنفق فى سبيله مالاً.

الحديث الثانى:عن أنس بن مالك – رضى الله عنه قال:  جآء رجل إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – فقال يارسول الله:  أكسنى.  فأعرض عنه.  فقال يارسول الله أكسنى.  فقال:  (أما لك جار له فضل ثوبين؟)  قال: بلى غير واحد.  قال:  (فلا يجمعُ اللهُ بينك وبينه فى الجنة).   رواه الطبرانى فى الأوسط.

بمعـنى:  (هذا الجار الذى يرى جاره عريان فلا يكسيه لا يدخل الجنة).

          لقد وسع النبىُ – صلى الله عليه وسلم – دائرة الجوار إلى أبعد الحدود من كل جهة فقد بعث النبىُ – صلى الله عليه وسلم – أبابكر وعمر وعلياً – رضى الله عنهم – يُعلنون على باب المسجد: (ألا أن أربعين داراً جار).

قال الزهرىُ:  أربعون هكذا وأربعون هكذا ، وأربعون هكذا ، وأربعون هكذا ، وأوماً إلى أربع جهات.     رواه الطبرانى فى الترغيب.

الحديث الثالث:  وعن عائشة – رضى الله عنها – قالت يارسول الله:  إن لى جارتين فإلى أيهما أهدى؟.  قال:  (إلى أقربهما منك بابا).  رواه البخارى.

          وأراد البخارى فى باب حق الجوار فى قرب الأبواب عن عائشة – رضى الله عنها – قالت:  إن لى جارتين (جارين) فإلى أيهما أهدى. 

قال فى الفتح:  أى أشدهما قرباً.

ما الحكمة فى ذلك؟:  أن الأقرب يرى ما يدخل بيت جاره ، من هدية وغيرها فيتشوق لها بخلاف الأبعد ، (2) وأن الأقرب أسرع إستجابة لما يقع لجاره من الملمات والمصائب.

          أخبرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  أن من قرُب بابه فإنه أولى بها من غيره.

مثال 1:  والدتك جآءت من البلد ومعها ما لذ وطاب.

          …   الجار نفسه يتذوق من هذا !!!

الحديث الثالث: فأحرص أخي المسلم على إكرام جارك فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (خيرُ الأصحاب عند الله تعالى خيرهُم لصاحبه – وخيرُ الجيران عند الله خيرهُم لجاره).  رواه الترمذى.

          وأعلم أن ثناء جيرانك عليك مقبولُ عند الله – فرأى الجيران فى جارهم هو مقياسُ صحيح لإحسانه أو إساءته.

الحديث الرابع:  فعن أنس بن مالك أن رسول اله – صلى الله عليه وسلم – قال: (لايستقيمُ إيمانُ عبد حتى يستقيم قلبُه ، ولا يستقيمُ قلبهُ حتى يستقيم لسانهُ ، ولا يدخل الجنة حتى يأمن جارُه بوائقه).    رواه أحمد.

فأحذر أخى المسلم أن تسئ إلى أحد جيرانك بلسانك حتى لا تُعرض نفسك لغضب الله ومقته.  وقد بالغ الإسلام فى التحذير من إيذاء الجار.

معنى بوائقه:  ظلمه وغشمه.

الحديث الخامس:  عن عقبة بن عامر – رضى الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (أول خصمين يوم القيامة جاران).  (رواه أحمد بن حنبل).

          وإذا كان إهتمام الإسلام بالجار يصل إلى درجة المحافظة على شاته وكلبه وغير ذلك ، فإنها قد وصلت إلى أبعد من ذلك حينما تعتبر البول تحت حائط الجار إيذاء له فعن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال: (خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم فى غزاة.  فقال: (لا يصحُبنا اليوم من أذى جاره).  فقال رجل:  أنا بلت فى أصل حائط جارى.  فقال: (لا تصحبنا اليوم).    رواه الطبرانى.

          فقد عزل النبى – صلى الله عليه وسلم – عن جيشه كل من اقترف ذنباً ومنهم من بال فى أصل حائط جاره لماذا؟ ، وذلك من أجل تطهير الجيش من العصاة حتى يضمن – صلى الله عليه وسلم – تأييد الله ونصره ، إذ أن الذنوب تؤخر النصر وربما منعته.

          وبناء على تشديد الإسلام فى المحافظة على الجار وعدم إيذائه ولو بأبسط الأمور ، فقد ضاعف الإسلام عقوبة الذنب الواحد إلى عشرة أضعاف إذا كان هذا الذنب فى حق الجار ، فعن المقداد بن الأسود قال:  (سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يسأل أصحابه عن الزنا ، قالوا حرام حرمه اللهُ ورسولهُ ، فقال: (لأن يزنى الرجلُ بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزنى بامرأة جاره).  وسألهم عن السرقة ، قالوا حرام حرمها اللهُ ورسولهُ ، فقال:  (لأن يسرق الرجل من عشر أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره).   رواه أحمد بن حنبل فى مسنده.

          وقد صدق رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – فى هذا البيان لأن الجار ألصق بجاره من غيره ، واختلاطه به أشد من غيره ، وهذا الإختلاط قد يكون (1)  فرصة لصغار النفوس، (2) وضعفاء الإيمان ، (3) وحلفاء الشيطان أن يعبثوا بحرمة الجار ، وينتهكوا عرضه وهم آمنون لأنهم أعلمُ الناس بمدخله ومخرجه وغيابه وحضوره.  فيسهل عليهم الترتيب للجريمة….

          وقد يعتبره الجار من حماة أهله ، وحراس عرضه، فتشتد ثقته فيه واطمئنانه إليه، ومن هنا جآء التشديد فى الذنب ومضاعفة الإثم إلى عشرة أضعافه.

فيا أخى المسلم:  ربما يُبتلى المرءُ منا بجار سئ الجوار معتد أثيم ، فنوافيك برأى الإسلام.

رأى الإسلام فى الجار سئ الجوار:

فإنه يأمرك بالصبر على أذى الجار ، (2) وعدم مقابلة السيئة بمثلها لماذا؟  حتى لا يتفاقم الشر وتستفحل المشاكل =  تزيد وتكبر.

فعن أبى هريرة – رضى الله عنه قال:  قال رجلُ يارسول الله إن لى جاراً يؤذينى فقال له النبى – صلى الله عليه وسلم:  (اصبرُ فذهب الرجل فصبر ، ثم جآء شاكياً للمرة الثانية فأمره بالصبر ، فجآء شاكياً للمرة الثالثة ، فأمره بالصبر ، وفى المرة الرابعة قال:  (انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق).  فأنطلق فأخرج متاعهُ ، فأجتمع الناسُ عليه فقالوا ما شأنك؟  قال لى جار يؤذينى فذكرتُ ذلك للنبى – صلى الله عليه وسلم – فقال:  انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق.  فجعلوا يقولون اللهم ألعنه اللهم أخزيه فبلغه فأتاه فقال له:  أرجع إلى منزلك – فوالله لا أؤذيك). (رواه أحمد).

فأنت أخى المسلم ترى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم  (1) أمره بالصبر ، ولم يأمره أن يعامل جاره بالمثل ، (2)  وترى أخيراً أمره بإخراج متاعه  لماذا؟  ليثير الرأى العام على هذا الجار وفعلا غضب الناسُ عليه واستنكروا إيذاءه لجاره.  ودعوا عليه …  فأدى هذا الموقف إلى رد الجار عن أذيته وسوء عشرته.

ما حكم الإسلام على جار السوء؟

          فقد أقسم النبى – صلى الله عليه وسلم – على عدم إيمانه فقال:  (والله لا يؤمنُ والله لا يؤمن – والله لا يؤمن) قالوا:  من هو يارسول الله فقد خاب وخسر؟  قال: (من لا يأمنُ جارهُ بوائقه).     رواه البخارى.

بوائقه:   ظلمه وغشمه وبطشه وجبر وته.

          وبين صلى الله عليه وسلم أن إيذاء الجار (1)  يفسد العمل ، (2)  ويضيع ثمرة العبادة ، فقد قيل للنبى – صلى الله عليه وسلم – إن فلانة تقوم الليل وتصومُ النهار وتصلى وتتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (لا خير فيها هى من أهل النار).   قالوا يارسول الله فلانة تُصلى المكتوبات وتتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذى جيرانها.  قال: (هى فى الجنة).

الأثوارمن الأقط:  قطعة من الجبنة القريش من لبن الماعز (الغنم)

تستفحل:  تكبر وتزيد..

          والجنةُ يا أخى المسلم محرمةُ على من يؤذى جاره إذا لم يتب ويستسمح جاره ، فقد قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الطبرانى:  (ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه).  قيل وما بوائقه؟  قال:  غشمه وظلمه…..).

          ورُوى عن أنس بن مالك – رضى الله عنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من أذى جاره فقد آذانى ومن آذانى ، فقد آذى الله ، ومن حارب جاره فقد حاربنى، ومن حاربنى فقد حارب الله عز وجل).    رواه أبوالشيخ ابن حبان فى كتاب التوبيخ.

بمعــنى:  من آذى جاره فقد خالف سنتى عمل ضرراً بى والذى يخالف سنتى يكون عاصياً لله سبحانه وتعالى.  ومن قدم لجاره كل أذى وأعلن الحرب معه – كأنه يحارب النبى …  وهنا يريد الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يبين أن إكرام الجار دليل رضا الله وعنوان الإيمان به.

          وعن أبى هريرة – رضى الله عنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: من يأخذ عنى هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلم من يعملُ بهن؟  فقال أبوهريرة:  قُلتُ أنا يارسول الله ، فأخذ بيدى فعد خمساً فقال:  (1) اتق المحارم (المعاصى) تكن أعبد الناس ، (2)وأرضى بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناس ، (3) وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً ، (4) وأحب للناس ما تُحب لنفسك تكن مُسلماً ، (5) ولا تُكثر الضحك فإن كثرة الضحك تُميتُ القلب).            رواه الترمذى وغيره.

          وعن مجاهد أن عبدالله بن عمر – رضى الله عنهما – ذُبحت له شاة فى أهله ، فلما جآء قال:  أهديتم لجارنا اليهودى ، أهديتم لجارنا اليهودى؟  سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول:  مازال جبريل يُوصينى بالجار حتى ظننتُ أنهُ سيورثه).   رواه أبوداود والترمذى  –  أخرجه البخارى فى الأدب المفرد ..

          أن النبى – صلى الله عليه وسلم – يأمر عن الله بتوريث الجار من جاره بحيث يجعل له مشاركة فى المال بفرض سهم يعطاه مع الأقارب ، وكما قالوا:  الميراث على قسمين حسى ومعنوى – (الحسى هو أن يُعطى من المال) ، والمعنوى ميراث العلم – فإن من حق الجار على جاره أن يعلمه ما يحتاج إليه.

          واسم الجار يشمل المسلم والكافرالعابد والفاسقالصديق والعدوالنافع والضارالغريب.

          فجآء عن على – رضى الله عنه: (من سمع النداء فهو جار).

          وقيل:  (من صلى معك صلاة الصبح فى المسجد فهو جار).

          وهناك حديث مرفوع أخرجه الطبرانى من حيث جابر بن عبدالله قال:  (الجيران ثلاثة:  (1) جار له حق واحد:  وهو المشرك وله حق الجوار.

(2)           جار له حقان:  وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام.

(3)           جار له ثلاثة حقوق:مسلم له حق الرحم ، وله حق الجوار ، حق الإسلام.

فمن كان له جار أو جيران فليتقى الله فيهم لأن إيذائهم من الكبائر.

(ونسأل الله العلى القدير أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى).

 

( والحمدلله رب العالمين )

         

 

This Post Has 2 Comments

  1. nisaa.alganna

    جزاكم الله خيرا ماحكم ان كان جارك اخوك ومرا ته مسيئة ومئدية وتخلق من الحبة قبة لكي تخلق مشاكل بينك وبين اخوك وانت تتجنب المشاكل وهية تا ديك وتادي ضيوفك ادا قاطعتهما هل عليك اثم

    1. د. راويه رجب

      السلام عليك ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً