(العربية) متى يكون الطلاق محرماً؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       بسم الله مقلب القلوب ، وغفار الذنوب وستار العيوب ومفرج الكروب ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وجامع شمل الدين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم كثيراً.

أما بعد،،،،

          فالطلاق لفظ من ألفاظ الجاهلية كان يستعملونه في الفُرقة بين الزوجين ، فلما جآء الإسلام أقر أستعماله ووضع له الأحكام والضوابط ، وحصره في أضيق نطاق.

          والطلاق علاج يستخدم عندما تدعو الحاجة إليه ، وهذا يعني أن أحوال الناس متغايرة ومتفاوتة.

          فمنهم طيب الطبع حسن السيرة ، ومنهم متقلب المزاج ، ومنهم سئ الطبع ، ومنهم من يخاف الله إذا ظلم فلا يقول إلا الحق ، ومنهم من يعتدي ويأكل مال الغير بغير حق.

          وفي هذه الأمزجة المتغايرة كان لابد أن يكون للطلاق أحكاماً متعددة .. وليس حكم واحد.

          ممكن يكون الطلاق حرام أو واجب أو مكروه أو مباح.

متى يكون الطلاق محرماً؟

          ربنا سبحانه وتعالى شرع الطلاق ليكون حلاً للمشاكل وهذا يكون بطلقة واحدة حتى يكون هناك مجال للرجعة ، فإذا طلق الزوج زوجته ثلاثاً فقد أخطأ وأساء لأنه قطع كل ما بينه وبين زوجته وهذا حرام مصداقاً لقول الحنابلة:

          (من يطلق ثلاث مرات في مجلس واحد فقد تعدى حدود الله تعالى وابتدع من عند نفسه).

ثانياً:  إذا طلق الزوج زوجته طلاقاً بدعياً (وهو ما خالف السُنة التى شرعها لنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويكون ذلك إذا طلق امرأته في حيض أو نفاس أو طلقها في طهر قد جامعها فيه.

          عند ذلك يكون الطلاق البدعي هذا حراماً لماذا؟

          لأنه مخالف لصريح السُنة النبوية المطهرة وفيه تعذيب للزوجة حيث يُطيل العدة عليها.

متى يكون الطلاق واجب؟

          فأن بلغ الشقاق مداه ثم أتبع الزوج ذلك بحلفه ألا يقرب زوجته أبداً وأن يهجر فراشها غير محدود ومحدوداً بمدة أربعة أشهر ، فإن الله رحمة منه بالزوجة جعل الطلاق هنا واجب بعد نهاية الأربعة أشهر وهو الأجل الذى ضربه الزوج لهجر فراش الزوجية.  وهذا ما يعرف في الفقه الإسلامي بالطلاق الواجب بعد الإيلاء – مصداقاً لقوله تعالي في سورة البقرة الآية (226 – 227):

(لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(226) وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(227).

متى يكون الطلاق مكروه؟

          وقد يتجنى الزوج على زوجته ويدعى أنها غير مستقيمة الحال وهي بعكس ذلك ثم يقدم على طلاقها ، لأن الطلاق في الحقيقة بغير سبب فمن الكفر بنعمة الله أن يقدم الرجل على طلاق امرأة لم يقع منها ما يدعوه إلى طلاقها وحساب الزوج عند ربه بما أفسد من عشرة أذن الله تعالى أن تبقى وتدوم.

متى يكون الطلاق مباح؟

          يرى جمهور الفقهاء أن الطلاق قد يكون مباحاً إذا دعت إليه الحاجة وهذا أمر يقدره كلا الزوجين ، وذلك عندما يُسئ الرجل معاملة الزوجة أو أن تُسئ الزوجة معاملة الزوج.

          إن الطلاق في أصله محظور أو مبغوض ولا يستخدم إلا عندما تدعو إليه الحاجة مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم:  (إن من أبغض المباحات عند الله عز وجل الطلاق).

          ((أبغض الحلال إلى الله الطلاق)).

ما الحكمة في جعل الطلاق بيد الزوج وحده؟

          لم جعل الله الطلاق بيد الرجل وحده مع أن النكاح عقد بين طرفين كسائر العقود ، ينبغي أن يكون لكل من الطرفين حق في فسخه كما كان لكل منهما حق إمضائه؟؟

الجواب:

1-      لأن الزوج هو الذى أعطى لها المهر.  – 2 –  وهو الذى يتكفل بالإنفاق عليها حال قيام الزوجية.  – 3 – وهو الذى يطالب بالإنفاق عليها حال العدة.  فلو كان الطلاق بيد الزوجة لوقع عليه من ذلك ظلم بين.

          لو كان الطلاق بيد الزوجة ، أن توقعه على نفسها قبل أن يمسها فتفوت عليه حق الاستمتاع بها – بينما تحصل منه على حقها كاملاً بمجرد العقد عليها – فيكون لها المهر كله إن دخل بها أو نصفه إن لم يدخل بها ، وفي ذلك أكل أموال الناس بالباطل.

ثانياً:  والمرأة كثيراً ما تغلبها عواطفها وتُسيطر عليها نزوات الطيش والغيرة فتسارع إلى إيقاع الطلاق من غير تفكير ولا روية ، فينهدم بيت الزوجية لأتفه الأسباب ، وتعاني الأسرة بعد ذلك من آثار التفكك.

          ولما كان الإسلام حريصاً كل الحرص على دوام العشرة بين الزوجين جعل أمر الطلاق بيد الزوج لماذا؟؟

          لأنه أملك لعواطفه وأشد حرصاً على كيان الأسرة من الزوجة ، وذلك بما أُوتي من رجاحة العقل وقوة التحمل وضبط النفس.

الأسباب التى من أجلها تطلب الزوجة الطلاق:

1-   عدم الإنفاق عليها.

2-   إمتناع الزوج عن إعطائها حقها الشرعي.

3-   كرهت البقاء معه لأي سبب من الأسباب.

 

الدرس التالي:   ((أحكام الطلاق)).

 

(( والحمدلله رب العالمين  ))

 

 

 

 

 

 

 

ر

اترك تعليقاً