موقف الكفار من رسول الله صلي الله عليه وسلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الهادي إلي الصواب ، وأشهد أن لا إله لأالا الله الكريم الوهاب , وأشهد أن           

سيدنا محمد رسول الله من آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب اللهم صلي وبارك عليه                 

وعلى آله وأصحابه ومن أحيا سنته إلى يوم الدين .        

 

أما بعد:

فقال ابن إسحاق في سيرته:

مشي رجال أشراف قريش إلي أبي طالب, فقالوا: ياأبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا, وعاب ديننا , 

وسفه أحلامنا وضل آباءنا فإما أن تكفه عنا, وإما أن تخلي بيننا وبينه وردهم أبو طالب رداً جميلا.

جآء أبو طالب للرسول صلي الله عليه وسلم وقال له: لاتحرجني يامحمد مع قومك جآءوا, وقالوا: 

مصالحنا سوف تضيع يابني رق ولا تحملني مالاً أطبق , أنا لا استطيع أن أتركك أولاً ولا استطيع 

أن أترك دين قومي قال النبي صلي الله عليه وسلم:

(والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري علي أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى ينصرني

 ربي أو أهلك دونه)

وترك عمه وذهب يبكي فقال له عمه: يامحمد اسمع قل ماشئت وادع بما شئت فو الله لا أسلمك 

لهم أبدا . وفي اليوم الثاني جآء زعماء قريش وقالوا له: ماذا فعلت ياأبا طالب ؟ قال لهم: أنا لا 

استطيع ان أتخلى عن ابن أخي ، هذا عار – يكفي أنني منضم لكم في الدين.

فجآءوا بولد اسمه عمارة بن الوليد بن المعز, أخو خالد بن الوليد هذا الرجل أسلم فيما بعد أبوه الوليد 

“الذي قال الله فيه (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً“) 11 من سورة المدثر

(سأرهقه صعوداً ) (سأُصليه سقر )

عمارة وخالد وهشام  ، وعمارة هذا كان أجمل فتي في قريش ويمتاز بالجمال والصبا والشباب أي 

أب يتشرف به قال زعماء قريش : ياأبا طالب خذ عمارة وربيه عندك ونعتبره ابن أبي طالب 

وأعطنا محمد نقتله ، وأنت لم تخسر شيء .

قال أبو طالب: قاتلكم الله ولعنكم الله – أتأخذونا ابني وتقتلونه وأنا أخذ غريب عني أربيه وطردهم              

شر طرده .

إيذاء الرسول: أنواع شتي من الإضطهاد للنبي وأصحابه

أولا: في يوم طاف محمد حول الكعبة وهم جالسين ينظروا إليه ويتغامزون صداقاً قوله تعالي :

في سورة الزخرف (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَاالْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ“) بمعني: لو نزل             

هذا القرآن على رجل شريف ذي مكان مثل الوليد بن المغيرة في مكة أو عروة بن مسعودالثقفي

 في الطائف, وهذه نظرة مادية إذ رأوا أن الشرف بالمال ولما كان محمد – صلى الله عليه وسلم

لا مال له ولا ثراء رأوا أنه ليس أهلاً للرسالة طاف النبي صلي الله عليه وسلم حول الكعبة مرة

وسمع الغمز وثاني مرة وثالث مرة ففي أحد الأشواط نظر إليهم نظرة نار وقال لهم: ”

( يا معشر قريش انتبهوا ألا تعلمون بما جئتكم”؟ والله لقد جئتكم بالذبح”) الكلمة طلعت من قلبه 

كأنها نار سهم أصابت قلب كل واحد فيهم لما سمعوها منه إذ قالوا كما أخبرنا الله سبحانه وتعالي          

في سورة الفرقان الآية 4 “( وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الذي بعث اللهُ رسولاً)

ثانياً: موقف عقبة في الإنذار كان في أحد المرات عقبة بن أبي معيط لعنه الله كافر ومشهور 

عنه السفه والإباحة والجليطة, فجآء عقبة وكان النبي صلي الله عليه وسلم يصلي ووضع ثوبه 

في رقبة النبي – صلى الله عليه وسلم – وشده وهو ساجد ، والرسول اختنق ويشد عليه إلي                

أن كادت عين الرسول أن تطلع من ووجهه, أبو بكر لمح فجآء بسرعه وفك الثوب وهو يبكي

ويقول: “(تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ“) سورة غافر

بعد أن ذهب الرسول وأبي بكر الصديق البيت قال الرسول: (ياأبا بكر والله لقد قلت كلمة قالها 

من قبلك المؤمنون ) قال أبو بكر : وماهي ؟ قال :  مصداقاً لقوله تعالي “( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ 

آل فرعون يكتم إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ)“) فجآء أبو بكر

فجآء أبو بكر الصديق بعد أكثر من 200 عام يقول الكلمة هي هي …

ثالثاً: موقف عقبة بن أبي معيط في الإيذاء

وازداد عقبة بن أبي معيط في شقاوته وخبثه, فقد روي البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم 

لبعض أيكم يجئ بسلا جزور(مخلفات الذبح) فيضعه علي ظهر محمد إذا سجد فانبعث أشقي القوم 

(وهو عقبة ) فجآء به فنظر حتى إذا سجد النبي وضع علي ظهره بين كتفيه, وأنا أنظر لا أغني شيئاً,          

قال عبد الله: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم بعض (يتمايل بعضهم على بعض) مرحاً وطرباً ورسول

 الله صلي الله عليه وسلم ساجد, لايرفع رأسه حتي جآءته فاطمة, فطرحته عن ظهره ، فرفع رأسه ،ثم

 قال:( اللهم عليك بقريش ثلاث مرات, فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم, وقال: وكانوا يرون أن الدعوة

في ذلك البلد مستجابة, ثم سمي الرسول اللهم عليك بأبي جهل, وعليك بعتبة بن ربيعة, وشيبة بن 

ربيعة والوليد بن عتبة, وأميمة بن خلف, وعقبة بن أبي معيط”)

فو الذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلي الله عليه وسلم صرعى في القليب ،قليب بدر .

رابعاً : وأيضاً دور عقبة بن أبي معيط في الإيذاء لعنه الله , أحضر عقبة بعض الأتربة علي رأس          

رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى ملأ التراب جسد النبي الشريف ، فلما دخل النبي الكريم بيته

غسلت زينب رأسه وهي تبكي. فقال لها النبي :”

(يازينب لماذا تبكي؟ فوالله ما أصاب أباك ليس بهوان علي الله, هذا الذي يحدث ليس من هوان

ولكنه من ضمن الضريبة التي يجب علي الأنبياء أن يدفعوها, والله لن يضيع أباك”)

خامساًعقبة: لقد كان أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط متصافيين وجلس عقبة مرة إلي النبي  – 

صلى الله عليه وسلم وسمع منه, فلما بلغ ذلك أبياً وعاتبه وطلب منه أن يتفل في وجه رسول الله – 

صلى الله عليه وسلم ففعل (يبصق ) وأُبي بن خلف نفسه فت عظيماً رميماً ثم نفخه في وجه النبي –

صلى الله عليه وسلم (سيرة ابن هاشم)

سادساً: موقف أبو جهل في إيذاء النبي صلي الله عليه وسلم:

كان يمنع النبي صلي الله عليه وسلم عن الصلاة, ويقول له: يامحمد ألم أنهك عن هذا, وتوعده 

فأغلظ له رسول الله – صلي الله عليه وسلم وانتهره فقال: يامحمد بأي شئ تهددني؟ أما والله إني 

لأكثر هذا الوادي نادياً (أصحابه وأهله ليستنصر بهم) قال الله تعالي في سورة العلق 18 “:

(سندع الزبانية”) (سندعو خزنة جهنم, الملائكة الغلاظ الشداد) .

سيرة ابن هشام التعليق: الذي ينهي عبداً من عباد الله عن الصلاة, وماأسخف عقله, وماأشنع فعله!

وفي رواية أن النبي صلي الله عليه وسلم أخذ بخناقه وهزه وهو يقول له:”( أولي لك فأولي ثم 

أولى لك فأولى ) بمعني: ويل لك أيها الشقي ثم ويل لك (دليل الشر أوشك أن يصيبك)

فقال أبو جهل: أتتوعدني يامحمد وتهددني ؟ والله لاتستطيع أنت وربك شيئاً, وإني لأعز من 

مشى بين جبليها . ثم لم يلبث أن قتل ببدر شر قتيله.

ولقد كررها النبي المصطفي مبالغة في التهديد والوعيد ولم يكن أبو جهل ليفيق من غباوته بعد 

هذا الإنتهار ، بل إزداد شقاوة فيما بعد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: يعفر محمد وجهه من أظهركم؟ (يسجد في 

الحرم ) فقيل نعم فقال أبو جهل: (واللات والعزة, لئن رأيته لأطأن علي رقبته لأعفرن وجهه) فأتي    

رسول الله – صلى الله عليه وسلم وهو يصلي , زعم ليطأ رقبته, فما فجأهم إلا وهو ينكصي علي              

عقبيه ويتقي بيديه ، فقالوا : مالك ياأبا الحكم؟ قال:إن بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً ، وأجنحة .

 فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لو دنا مني لأختطفته الملائكة عضواً عضواً)

(أخرجه مسلم في صحيحه)

سابعاً: موقف أبو لهب من دعوة رسو الله صلي الله عليه وسلم:

فقد أتخذ موقفه من رسول الله صلي الله عليه وسلم منذ اليوم الأول عند جهر النبي الكريم بالدعوة 

كما أمر الله على جبل الصفا.

كان أبو لهب قد زوج ولديه عتبة وعتيبة ببنتي رسول الله – صلي الله عليه وسلم – رقية وأم كلثوم 

قبل البعثة ، فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما.

ولما مات عبد الله الأبن الثاني لرسول الله صلي الله عليه وسلم استبشر أبو لهب وذهب إلي 

أصحابه يبشرهم بأن محمداً صار أبتر.

معني: أبتر : لانسل له – فإذا هلك انقطع ذكره.

إن هذا الكافر أبو لهب هو الأبتر وإن كان له أولاد لماذا ؟ لأنه مبتور من رحمة الله .

وكان يذهب وراء النبي صلي الله عليه وسلم في موسم الحج والأسواق ليكذبه , 

وقد روى طارق بن عبد الله المحاربي مايفيد أنه كان لايقتصر علي التكذيب بل كان يضربه               

بالحجر حتى يدمي عقباه ” جامع الترمذي”

عن طارق المحرابي قال:” بينما أنا بسوق ذي المجاز إذ أنا بشاب حديث السن يقول أيها الناس: 

(قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) وإذا رجل خلفه يرميه قد أدمي ساقية وعرقوبيه (مؤخر القدم) ويقول: 

يا أيها الناس إنه كذاب فلاتصدقوه, فقلت: من هذا ؟ فقالوا هو محمد يزعم أنه نبي ، وهذا عمه 

 (أبو لهب) يزعم أنه كذاب” (تفسير القرطبي)

ثامناً: موقف أم جميل أمرأة أبي لهب من دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم:

 أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان – لاتقل عن زوجها في عداوة النبي صلي الله –

1-    أعمالها: فقد كانت تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي صلي الله عليه وسلم وعلي بابه ليلاً.

2-    وكانت أمرأة سليطه اللسان تفتري علي النبي صلي الله عليه وسلم وتثير حرباً شعواء علي النبي – 

صلى الله عليه وسلم ولذلك وصفها القرآن بحمالة الحطب.

3-    لما سمعت مانزل فيها وفي زوجها من القرآن أتت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو جالس 

في الحرم عند الكعبة, ومعه أبو بكر الصديق وفي يدها حجارة فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها  

عن رسول الله فلا ترى إلا أبا بكر فقالت : يا أبا بكر ! أين صاحبك ؟

قد بلغني أنه يهجوني, والله لو وجدته لضربته بهذا الحجر في فاه (فمه) ثم قالت: 

مذمماً عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا) .

4-    وكانت قريش يسبون الرسول صلي الله عليه وسلم ويقولون: مذمماً بدل (محمد) وكان يقول صلوات 

الله عليه ( ألا تعجبون كيف صرف الله عني أذي قريش؟ يسبون ويهجون مذمماً وأنا محمد)

 وكانت هذه الإعتداءات بالنسبة إلي النبي صلي الله عليه وسلم مع مالشخصيته الفذة من وقار وجلال

في نفوس العامة والخاصة, ومع ماله من منعة أبي طالب أعظم رجل محترم في مكة .

                                                                  (والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً