نحمد الله أننا مسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد ،،،

          هذا الدين العظيم هو دين الفطرة ، دين الوسطية ، دين متوازن ، ولكن مشكلتنا وقعنا فيها نحن المسلمين ، الإفراط والتفريط أي الغلو (الخروج عن حد الإعتدال) = لا تجاوزوا الحد ولا تفرطوا.

          فأهل الكتاب غلوا في دينهم ، وقالوا عن السيد المسيح غير الحق.

          فالله عز وجل يقول في سورة النسآء الآية (171):

          (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (171))

          أهل الكتاب وقعوا في هذا المأزق فلم يأخذوا الأمر بالإعتدال دون إفراط أو تفريط ، لقد كفر اليهود بعيسى ، واتهموا السيدة مريم بالزنى وهذا غلو في الكره.

          وغالى الطرف الآخر في الحب بسيدنا عيسى (أشكل عليهم أنه بلا أب) فجعلوه إله أو إبن إله أو ثلاث ثلاثة.

          ما من شئ تم في الأرض من آدم إلى يوم القيامة وكان باطلاً إلا زال ، لأن الحق من شأ،ه الثبوت ، والباطل من شأ،ه الزوال.

          مصداقاً لقوله تعالى :

          (إن الباطل كان زهوقاً).

          أنت مع الحق فأنت مع الله ، ومن كان مع الله كان الله معه ، أنت مع الثبوت لا الزوال.

          يوجد نعمة ينعم بها المسلمون لا يعرفها غير المسلمين! (نعمة خاصة بالمسلمين) مهما امتد بك العمر فلن تظهر حقيقة تنقض القرآن الكريم ولن يظهر فكر يسفه هذا الدين ، فأنت مع الحق وعلى الحق المبين.

          الإسلام دين الإعتدال والوسطية.

مثال1:          قصة رئيس وزراء فرنسي انتحر ، أكثر من مئة صحفي درس سبب إنتحاره ، فلم يجد سبباً وجيهاً ، هو من أرقى أسر فرنسا ، ولم يتورط في فضيحة مالية أو جنسية ، بلغ من العمر سبعين عاما ، وله سمعة طيبة ، فلماذا إنتحر؟

          إلا أن صحفياً واحداً وضع يده على الحقيقة ، هذا كان يعتنق مذهب لا إله ، أمضى بهذا المذهب سبعين عاماً ثم أكتشف أن هذا المذهب باطل بباطل ، إحتقر نفسه.

          المسلم مهما أمتد به العمر يشعر أن أحداث العالم والتقدم العلمي لا يزيده إلا إيماناً بكتابه وبمنهج رسوله ، وبهذا الدين العظيم هذه نعمة ، ليس في حياة المؤمن مفاجئات ، ولا كشف علمي ينقض دينه.

مثال2:  في عالمنا الإسلامي ، الإمام علي كرم الله وجهه قصته تقترب من قصة سيدنا عيسى عليه السلام ، فالخوارج كفروه ، وبعض المتشددين له ألهوه ، لذلك المسرفون جعلوه نبياً ، وبعضهم جعلوه إلهاً ، وبعضهم جعله كافراً ، هذه الأوصاف ليست متوازنة ليست طبيعية.

          قال علي – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “يا علي إن فيك من عيسى مثلاً أبغضته اليهود وحتى بهتوا أمه أي أتهموها بالزنى ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التى ليس بها”.           (أخرجه أبويعلي ، وأبونعيم في الحلية)

          قال سيدنا علي:

          (لست بني ، ولا يوحي إلي ، ولكنني أعمل بكتاب الله وسنه رسوله – صلى الله عليه وسلم – ما أستطعت ، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم).

          نرى كيف جآء النبي معتدلاً؟  كيف جآءت دعوة النبي متوازنة في الجانب الإعتقادي والسلوكي والجمالي.

مثال1:  سيدنا عمر – عزل سيدنا خالداً شئ عجيب ، هو قمة في فنون القتال وتوفيق الله عز وجل ، وخاض خالد مئة معركة ولم يغلب في معركة واحدة ، فلماذا عزله عمر؟

          جآءه وقال له:  يا أمير المؤمنين لماذا عزلتني؟  قال عمر:  والله إني أحبك ، سأله الثانية لم عزلتني؟  قال عمر:  والله إني أحبك ، سأله الثالثة لم عزلتني؟ قال له:  والله ما عزلتك ياابن الوليد إلا مخافة أن يُفتن الناس بك لكثرة ما أبليت في سبيل الله ، عمر خاف على التوحيد

          توهم أصحاب النبي ومن تبعهم أنه ما من معركة يقودها خالداً إلا إنتصروا بها ، فكأنهم رأوا أن النصر يأتي من عند خالد ، سيدنا عمر عزله وبقى النصر مستمراً من رب خالد.

فيقول علماء التوحيد:

هذا عزل أراد الخليفة الراشد عمر أن يُعزز معاني التوحيد عند الصحابة الكرام …

 

 

(( الحمد لله رب العالمين ))

اترك تعليقاً