نعم الله علينا كثيرة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم النبين وسيد المرسلين وعلي آله وصحبه وسلم أجمعين.

 

أما بعد,

فنعم الله كثيرة علي الإنسان مصداقاً لقوله تعالي في سورة النحل وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَاإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ.

وإن تعدوا نعم الله عليكم لاتطيقوا حصرها وعدها فهي أكبر وأكثر من أن يحصيها عدد .

الله يخبرنا عن عجز العباد عن تعداد النعم فضلا عن القيام بشكرها .

وروي في الأثر أن داود عليه السلام قال : ” يارب كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي ؟ ( فقال الله تعالي “الآن شكرتني يا داود )

من بعض نعم الله علينا :

1-هُوَ الَّذِي أَنزَل من السَّمَآء مَآء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌمن نعمة علي الإنسان والحيوان والنبات إنزال المطر من السمآء وجعله عذباً زلالا للشرب ولم يجعله ملحاً أجاجاً . ونشرب منه ونتطهر منه ويزرع من المآ ء الزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات كالفواكه والخضر علي إختلافها وهذه تعتبر آية وعلامة واضحة علي وجود الله وقدرته وعلمه وحكمته ورحمته .

2-وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَجعل الله تعالى الليل سكون والراحة والنهار للعمل والسعي وابتغاء الرزق وهما لايفترقان أبداً إلي أن يأذن الله بانتهائهما .

3-” والشَّمْس وَالْقَمَر” الله سخرهما كذلك للإنتفاع بضوء الشمس وحرارتها وضوء القمر ولمعرفة عدد السنين والحساب .

4-وَالنُّجُوم مُسَخَّرَات بأَمْرِه” من فوائد النجوم الإهتداء بهما في ظلمات البر والبحر وكونها زينة وجمالاً للسمآء التي هي سقف دارناهذه ” دار الدنيا”

 

5-وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا”

6- تسخير البحر هو تمكين البشر من التصرف فيه وتذليله بالركوب والإرفاء وغيره ، وهذه نعمة من نعم الله علينا فلو شآء سلطه علينا وأغرقنا . ولتأكلوا من البحر السمك الطرئ الذي تصطادونه وتستخرجوا منه الجواهر النفيسة كاللؤلؤ والمرجان وحلية لنسائهم .

7-وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ  رَوَاسِيَ ألقى الله سبحانه وتعالي في الأرض جبالاً ثوابت لماذا؟ ” أن تميد بكم” بمعني : تميل وتتحرك فيخرب ماعليها ويسقط . وهنا ذكر الله سبحانه وتعالي الأرض وماألقي فيها من الرواسي الشامخات والجبال الراسيات لتقر الأرض ولا تتحرك ولا يضطرب ماعليها من الحيوانات فلا يهنأ لهم عيش بسبب ذلك : وقال سعيد عن قيس بن عباده: إن الله لما خلق الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة: ماهذه بمقرة علي ظهرها أحداً , فأصبحت صبحاً وفيها رواسيها.

8- وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ الله سبحانه وتعالي أجرى لكم أنهاراً في الأرض كالنيل والفرات وغيرها وهى تجري من مكان إلي مكان آخر رزقاً للعباد. والأنهار تسير في الأرض يمينه ويساره وجنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً ، مابين صغار وكبار وأودية تجري حيناً وتنقطع في وقت . وقوي السير وبطيئه بحسب ما أراد وقدر  وسخر ويسر, فلا إله إلا هو ولا رب سواه . وشق لكم طرقا يسلك فيها من بلاد إلي بلاد وجعل لكم علامات في الأرض مثل الأنهار والأدوية والأشجار وكل مايستدل به علي الطريق والناحية .

9-“وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ” بالنجوم هم يهتدون في ركوب البحر ليلاً وكذلك المسافرين في الصحاري والوهاد لايعرفون وجهة سفرهم إلا بالنجوم وذلك قبل وجود آلة البوصلة البحرية ولم توجد إلا علي ضوء النجم وهدايته .

وكما قال الله تعالي : “(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا“)

 (والحمد لله رب العالمين)

 

اترك تعليقاً