بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على منقذ البشرية وهادى الإنسانية وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
الحادثة الثانية فى الطريق بين الغار والمدينة المنورة:
سراقة بن ماك المدلجى من الحى التى تسكن فيه أم معبد (حى قديد) فلما سمع إن قريش تطلب محمد وصاحبه أبوبكر وكل واحد يدفع له مائة ناقة جائزة أو مكافأة للذى يقبض عليهم – فغرته هذه المكافأة وركب فرسه وكان فرس سريعاً ولحقهم .. الإمام البخارى يروى لنا إن أبابكر لما رأى سُراقة – فقال للنبى هذا سُراقة بن مالك جآء يطلبنا. فدعى عليه النبى – صلى الله عليه وسلم – فساخت قوام فرسه فى الأرض ووقع عنها! ثم قام – ثم هوت الفرس مرة أخرى ملقية سُراقة من على ظهرها – فقام معفراً ينادى بالأمان.
وقع فى نفس سُراقة أن الرسول عليه الصلاة والسلام حق فأعتذر إليه وساله أن يدعو الله له وعرض عليهما الزاد والمتاع. فقالا: لا حاجة لنا، ولكن خزل عنا.
قال: أنى سيد هذا الحى (حى قديد) قال النبى: وأنا أعلم ذلك قال سُراقة: أنا أعلم أن أمرك سوف يظهر غصب عنى وأنت سوف تنتصر – إعطنى كتاب أمان – لما تدخل جيوشك .. قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (اكتب له ياأبابكر) – وهناك رواية أن أبابكر كتب بخط يده – كتبوا له كتاب أمان على خزف أو على عظم والجلد (الأديم) (إن هذا أمان من محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى سُراقة بن مالك المدلجى) قال سُراقة: خذوا زاد خذوا أموال. قال النبى: لا ولكن نريد أن تخزل عنا – فقال لهم: قد كُفيتم. ثم رجع فوجد الناس جادين فى البحث عن محمد – صلى الله عليه وسلم وصاحبه! فجعل لا يلقى أحداً من الطلب إلا رده وهو يقول: كُفيتم هذا الوجه! (أرجع محمد ليس فى هذا الطريق – لا تُضيعوا وقت.
فسبحان الذى حوله من عدو أول النهار إلى مدافع آخر النهار.
واحتفظ سُراقة بالكتابة المكتوبة على الخزف والعظم والأديم حتى جآء فتح مكة سنة 8 هجرية والجيش دخل مكة فقال سُراقة: (يا محمد لا تنسى – فقال النبى: (وأنا لم أنس ياسُراقة). قال سُراقة: (اشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله). فقال النبى: (إن الله أعطاك الأمان وأعطاك الإيمان).
كان سُراقة عنده شعر كثير جداً فى ذراعه فقال: أدعو لى الله أن يزول هذا التشوه – فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: هذان الذراعان المشوهان سيلبسهما الله سوارى كسرى. قال سُراقة: كسرى من؟؟ قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (كسرى أنو شروان).
وسبحان الله الرسول يمكث فى المدينة عشر سنوات ثم يلقى الله ويأتى أبوبكر سنتين ونصف ويموت ويأتى عمر يمكث فى الحكم 11 سنة وبعد مُضى حوالى 23 سنة دخل الإسلام إلى المدائن عاصمة الفرس – وانتصر على كسرى فعلاً وقُتل كسرى – وأحصوا الغنائم ، ومن ضمن الغنائم السوارين – والمنطقة (الحزام) والتاج.
فسيدنا عمر بن الخطاب افتكر الوعد وقال: أين سُراقة بن مالك قالوا: ذهب إلى بلده قديد – ركب سيدنا عمر – رضى الله عنه – إلى قديد مخصوص – ونادى على سُراقة وقال له: تعالى نذهب إلى الكعبة؟ لماذا؟
أتذكريوم فتح مكة لما الرسول قال لك: (كيف بك ياسُراقة إذا لبست سوارى كسرى) السوارى وصل وصدق الله ورسوله ومازادنا إلا إيماناً وتسليماً. وذهب به إلى الكعبة وقال له: (الرسول صلى الله عليه وسلم قد وعدك بالأسوار والله زادك المنطقة والتاج).
وعندما وصلوا إلى الكعبة لبسه الاسوار على الذراعين المشوهين بالشعر والحزام والتاج – وقال له: أصعد على المنبر وأمام الناس كلهم وكان حشد كبير الآلاف وقل: الحمدلله الذى ألبس سُراقة بن مالك سوارى كسرى ومنطقة كسرى وتاج كسرى بعزة الإسلام وصدق الله ورسوله ، وما زادنا إلا إيمانا وتسليماً).
والرسول – صلى الله عليه وسلم:
لم يطمئن حتى وصل إلى قبيلة سليم بجانب المدينة – عرف أنه وصل إلى زمام المدينة فطمئن قلبهُ – وسئل بعض الناس الذين يزرعون فى الغيط – قال ما أسمك؟ قال: اسمى سالم. قال النبى: (أبشر يا أبابكر قد سلم أمرُنا) ، وقال للرجل: والأرض التى تزرعها ما أسمها؟ قال الرجل: خضرة. قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (أبشر ياأبابكر فقد أخضرت من تحتنا – سلمنا من الشر ووصلنا إلى الخير إن شاء الله).
( والحمدلله رب العالمين )