آثار المعاصى على الإنسان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعـد:

فالمعاصى دائماً هى سوسة الفرد ، وسوسةُ الجماعة ، وسوسة الأمم.  فما نزل بلاء إلا بذنب ، وقد قال عبدالله بن عباس – رضى الله عنهما:

(1)          إن للمعصية ظلمة فى القلب.      (2)  وسواداً فى الوجه. (3) وضعفا

فى البدن.(4)  ونقصاً فى الرزق. (5) وبغضاً فى قلوب الخلق.   تلك هى آثار المعاصى.

كل معصية يعملها الفرد أو تعملها الجماعة لها تلك هذه الآثار الخمس.  وتستطيع أنت أن ترى آثار هذه المعاصى الخمس فى أى معصية عصيت الله فيها.

 أولاً :الظلمة في القلب: وإذا أظلم القلبُ أظلمت الحياة ، وأصبحت لا تعرف حق من باطل ، ولا حلال من حرام ، ولا خير من شر ، ولا عدواً من صديق.

أما المؤمن الذى يؤمن بالله يهدى الله قلبه ، وهداية القلوب لا يوجد أسعد منها.  فقد ينير الله هذا القلب ويعرف الحلال ويترك الحرام.  هذه هى ظلمة فى القلب.

ثانياًسواداً فى الوجه:

      صاحب المعصية مهما كان وجهه جميل فإن عباد الله المصطفين الأبرار يرون سواد وجهه مهما كان الوجه أبيض وجميلاً:

“قلوب العارفين لها عيون ..  ترى ما لا يرى الناظرون ، وأجنحة تطير بغير ريش ..  إلى ملكوت رب العالمين”.

ثالثاً:  وضعفاً فى البدن:

      ما تجد عاصياً إلا ضعيف البدن ، والمعصية عبارة عن اشتغال بالنسآء أو البنات أو شرب خمر أو مخدرات ، أو سهر بالليل فى معصية (الشيشة وصحبة الشلل المجرمة التى تنسى الله.  المعصية تكون على حساب البدن.

رابعاً:  نقصاً فى الرزق:

والحديث يقول:  “إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه”.  أى معصية تعملها أيها الشاب ينقص الله من رزقك إذا كان فيك ذرة من خير.

مصداقاً لقوله تعالى فى سورة السجدة (21):

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.

العذاب الأدنى:هو مصائب الدنيا – الجوع – غلاء الأسعار – الأسقام مما يبتلى به العبد حتى يتوب.

العذاب الأكبر:  جهنم.

أما المجرم العاصى الذى يريد الله له الشر فقد يزده رزق على رزق وقد يزده الله مال على مال ، وعيال على عيال.

وكل ما يطلب طلب ، رب العزة يعطيه لماذا ؟  لأنه يستنفذ الطيبات الخاصة به فى الدنيا ويوم القيامة إلى جهنم.

حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ “(8) المجادلة.

خامساًبغضاً فى قلوب الخلق:  لا تجد شخص ليس على علاقة طيبة بالله تحبه ولا تريد أن تجلس معه ولا تكلمه.  وقد ثبت أن امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة فنزلت عند واحدة تُشبها تماماً ولا تعرفها.  فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: 

“الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها تلف وما تناكر منها إختلف – انظروا إلى هذه المرأة نزلت عند امرأة تشبها فى الخلق والخُلق إن الطيور على أشكالها تقع”.

وكذلك قال الفضيل بن عياض الذى كان من العباد الزاهدين:

“فإنى إذا عصيت ربى وجدت هذا فى دابتى ، خادمى وامرأتى وفأر بيتى”.

 

 

 

 

( والحمدلله رب العالمين )

 

اترك تعليقاً