أذية الجار من أسباب ضياع الحسنات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد ،،،

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤذي جاره).     أخرجه البخاري

يُوصي النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه – رضوان الله عليهم ، ومن جآء بعدهم بالنهي عن إيذاء الجار بأي لون من ألوان الأذى وذلك لأن الجار له على جاره حقوق جمعها الله في كلمة واحدة وهي الإحسان.

ومن الإحسان أن ترعي حرمته ، وتصُون عرضه ، ولا تتعرض لأهله بسوء بلسانك ولا بيديك ولا بعينيك.

ومن الإحسان أيضاً أن يُعينه على إصلاح نفسه ، (1) فيأمره بالمعروف ،       (2) وينهاه عن المنكر ، (3) ويدعوه إلى الخير ، (4) ويفتح له أبواب العمل الصالح ، (5) ويدله على ما فيه صلاح معاشه بالحكمة والموعظة الحسنة.

ومن الإحسان إلى الجار أن ينظر إلى حاجته فيقضيها له ، (1) فإن كان جائعاً أطعمه ، (2) وإن كان مريضاً عاده ، (3) وإن كان في شدة واساه ، (4) وإن كان قد أصيب في ولد له أو قريب عزاه ، (5) ولا يتخلى عنه في وقت يكون هو في حاجة إليه.

وهذا هو التعاون في أسمى صُوره وأرقى معانيه مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة الآية (2):

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)

وأولى الناس بالبر الوالدان والأقربون والجيران.

ومن الإحسان إلى الجار أيضاً التخلي تماماً عن إيذائه – وهو أقل مراتب الإحسان عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:

(والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن).  قيل:  من يارسول الله؟  قال: (الذى لا يأمن جاره بوائقه).     رواه البخاري ومسلم

بوائق:  الشرور ، والإيذاء بأنواعه المختلفة.

الحديث الثاني:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

(أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً).   رواه البخاري

وكان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – يبالغون في إكرام الجار مسلماً كان أو غير مسلم ، وهو الأمر الذى جعل غير المسلمين يدخلون في الإسلام لما يرون من سماحته ورفقه.

ومن أطرف مارُوي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال أبوهريرة – رضي الله عنه:  (أن رجلاً جاء إلى النبي يشكو إليه جاره ، فقال له النبي:  اصبر – ثم جاءه.  فقال له:  إصبر ، وفي الثالثة فقال له:  إصبر ، ولما جآءه في الرابعة:  فقال له:  آطرح متاعك في الطريق.  قال أبوهريرة:  فجعل الناس يمرون عليه ويقولون: مالك؟ فيقال:  آذاه جاره  فجعلوا يقولون:  لعنه الله ، فجآءه جاره ، فقال له:  رد متاعك فوالله لا أعود).

أخرجه أبوداود – وابن حيان.

من هو الجار؟؟

الجار من جاورك في المسكن ، أو في العمل ، أو جاورك فى الطريق ، فقال الزهري:  أن رجلاً أتى النبي – عليه السلام – فجعل يشكو جاره  فأمره النبي – أن ينادي

على باب المسجد (إلا إن أربعين داراً جار).  أخرجه أبوداود (مسند). 

قال الزهري راوي الحديث:  أربعون هكذا (شمالاً) وأربعون (جنوباً) وأربعون (شرقاً) وأربعون (غرباً) هكذا ، وأومأ إلى أربع جهات.

وكلما كان الجارُ أقرب كان بالبر والإحسان أحق.

مصداقاً للحديث الذى روته عائشة – رضي الله عنها – قلت:  (يا رسول الله ، إن لي جارين أحدهما مقبلُ على ببابه والآخر ناء ببابه عنى وربما كان الذى عندي لا يسعهما ، فأيهما أعظم حقاً؟  فقال: المقبل عليك ببابه).   رواه البخاري

 

((والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا هدانا الله))

 

 

 

 

اترك تعليقاً