بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،
فإن النجاح لا يسمى نجاحاً إلا إذا كان شاملاً فى حياة الإنسان آلاف المحطات لكن هناك أربع محطات كبرى أي خلل في إحداهما ينعكس على المحطات الثلاث.
المحطة الأولى علاقتك بالله:
أن تعرف الله ، وأصل الدين معرفة الله ، ونحن إذا عرفنا الآمر ثم عرفنا الأمر تفانينا في طاعة الآمر (الله) وأما إذا عرفنا الأمر ولم نعرف الآمر تفننا في التفلت من الأمر ، وهذا واقع العالم الإسلامي.
يوجد ضعفاً في معرفة الآمر (الله) تجدى بعض الناس يبحثوا عن فتاوي شاذة ، عن فتاوي ضعيفة ، القصد أن يتفلت الإنسان من تطبيق منهج الله.
إن لم تستقم على أمر الله يكون التدين عادات ، وتقاليد ، وخلفية إسلامية ، وإهتمامات إسلامية ، والإسلام شئ آخر.
واقع المسلمين هان أمر الله عليهم فهانوا على الله.
مثال1: سيدنا خالد طلب خمسين ألف جندي مدداً ليواجه عدواً من ثلاثمئة ألف ، معه ثلاثون ألف – أُرسل له رجلاً واحداً اسمه القعقاع بن عمرو. قال له: أين المدد ياقعقاع؟ قال له: أنا المدد. قال له: أنت؟ ومعه كتاب ، قرأ خالد الكتاب ، يقول سيدنا أبوبكر: فوالذي بعث محمد بالحق إن جيشاً فيه القعقاع لا يُهزم. الواحد من الصحابة بمئة ألف والآن مليون رجل بألف لماذا؟ لأنه هان أمر الله عليهم فهانوا على الله.
الإستقامة على منهج الله يؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخر.
أن تعرف الله من خلال الكون مصداقاً لقوله تعالي في سورة آل عمران الآية (190/191):
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191))
بمعنى: إن في خلق السماوات والأرض على ما بهما من إحكام وإبداع وتعاقب الليل والنهار على الدوام علامات واضحة على الصانع وباهر حكمته ، ولا يرى ذلك إلا لذوى العقول الذين ينظرون إلى الكون بطريق التفكر والإستدلال لا كما تنظر البهائم.
(2)ثم وصف الله تعالى أولى الألباب الذين يذكرون الله بألسنتهم وقلوبهم في جميع الأحوال في حال القيام والقعود والإضطجاع فلا يغفلون عنه تعالى في عامة أوقاتهم ، لإطمئنان قلوبهم بذكره ، ويتدبرون كذلك في ملكوت السماوات والأرض. فى خلقهما بهذه الأجرام العظام وما فيهما من عجائب المصنوعات وغرائب المبتدعات. يقولون: ربنا ما خلقت هذا الكون وما فيه عبثاً من غير حكمة (سبحانك) ننزهك يا الله عن العبث واللعب وعن الشريك والولد. فأجرنا وارحمنا من عذاب جهنم.
(3)أول حاجة تعرف منهج الله ، أنت بالكون تعرفه ، وبالشرع تعبده.
(4)وأن تحمل نفسك على طاعته. (5) أن تتقرب إليه بالأعمال الصالحة.
الله عز وجل يقول: (عبدي ، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد ، فإذا سلمت لي كما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما اريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد).
ثانياً: علاقة الإنسان بأهله وأولاده:
هذا المجتمع الكبير الذى نعيش فيه أساسه أسر ، (1) فإذا تماسكت الأسرة تماسك المجتمع ، (2) وإذا تفوقت الأسرة تفوق المجتمع ، (3) وإذا قويت الأسرة قوى المجتمع.
الآن ندقق في هذه الآية الكريمة في سورة الروم الآية (21):
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21))
لذلك الإسلام جآء ليبين أن المرأة مساوية للرجل تماماً في (1) التكليف مكلفة بأركان الإيمان ، وأركان الإسلام كما هو مكلف ، (2) مشرفة كما هو مشرف ، (3) ومسئولة كما هو مسئول ، ومن هذا المنطلق يقول الله عز وجل في سورة الأحزاب الآية (35):
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35))
مع أن أسلوب القرآن الكريم في آيات كثيرة تتجه إلى المؤمنين هي موجهة حكماً إلى الإناث ، والله عز وجل في آية أخرى من سورة آل عمران الآية (36):
(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى (36))
أي أن خصائص المرأة العقلية والنفسية والإجتماعية الجسمية هي أكمل شئ للمهمة التى كلفت بها ، وأن خصائص الرجل العقلية والنفسية والإجتماعية والجسمية هي أكمل شئ للمهمة التى أنيطت به ، إنهما متكاملان. وحينما نقول من أن المرأة كالرجل تماماً في الخصائص اختلطت الأوراق وعم الفساد في الأرض.
(2)(لتسكنوا إليها)(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً).
السكنة علتها أن كل طرف يكمل نقصه في الطرف الآخر ، فيحس الرجل بنقص عاطفي يكمله بزوجته فهي متأجحة عاطفياً ، تحس المرأة بنقص قيادي تكمله في زوجها فهو متألق قيادياً هكذا الأصل. هذا لا يمنع أن تكون امرأة أقوى شخصية من الرجل هذه حالات ليس في الأصل.
والذى يلفت النظر أن الله سبحانه وتعالى يقول:
(وجعل بينكم مودة ورحمة).
هذه المودة من خلق الله عز وجل ، فأي زوجين ليس بينهما مودة ورحمة إنها حالة مرضية تقتضي المعالجة.
الفرق الدقيق أن الود هو سلوك يعبر به عن الحب ، فالإبتسامة ود أساسها الحب ، تقديم الهدية ود أساسه الحب ، الملاطفة ، ود أساسها الحب ، ولكن الرحمة شئ آخر.
قل لها: إنني أحبك ، وأنت أغلى إنسان في حياتي ، وقد أكرمني الله بك ، سعدت بقربك.
نصيحة علماء النفس: أن يقول الزوج لزوجته أنا بحبك في اليوم مرة أو مرتين وليس بالسنة مرة ، على الزوج أن يمدح زوجته إذا قدمت له طعاماً طيباً ، وإذا رأي القمصان كلها مكوية ونظيفة ، والمطبخ درجة أولى والبيت مرتب والأولاد نائمون في وقت معين ، يجب أن يمدح عملها.
ولكن الله عز وجل أحياناً في خلقه شئون ، الله عز وجل يؤدب ويمتحن ويبتلي.
فقد يبتلي الزوج بالفقر الشديد ، كم من امرأة تعمل عملاً شاقاً من أجل أن تطعم زوجها ، إنها هنا تنطلق من رحمتها لزوجها.
وكم من زوج أصاب امرأته مرض عُضال فلم تعد زوجة بمستوى طموحة لكنه يرحمها ، كأن الزوج مؤسسة باركها الله عز وجل أُسست لتبقى ، عوامل بقاءها الحب والمودة وأيضاً الرحمة.
إذاً هذا هو الحال الذى نطمح إليه أن يكون بين الزوجين المودة ، ولكن إن لم تحصل المودة لسبب أو لآخر لاقدر الله عز وجل فلا يجب أن تنهدم البيوت كما قال عمر بن الخطاب:
( أو كل البيوت تُبنى على الحب ، لابد من الرحمة ).
فلو تصورنا أن زوجاً مطيعاً لله وزوجة كذلك يخلق الله بينهما الود والرحمة ، فإذا العلاقة بينهما في أعلى مستوى ، لأن كل منهما يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر.
ماهي أفضل النعم على الرجل؟
أن يرزقه الله حب زوجته ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم: الحمدلله! قالوا: على ماذا؟ قال: (الحمدلله الذى رزقني حب عائشة). فجعل النبي الكريم حب زوجته أكبر النعم التى أنعم الله عليه.
كانت السيدة عائشة تسأله: كيف حبك لي ، وهي متأكدة أنه يحبها ، بمعنى ما مستوى محبتك لي؟ كيف حبك لي؟. قال: (كعقدة الحبل). قالت: فكنت أقول له: (كيف العقدة)؟ فيقول: (على حالها).
كان النبي الكريم زوجاً ناجحاً من الطراز الاول ، قد تجد إنساناً ناجح جداً داخل البيت وليس له عمل خارج البيت أو نجح أحدنا خارج البيت ويُخطئ داخل البيت ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم نجح في كل المجالات ، (1) نبي مرسل يقود دعوة إلى الله ، (2) حارب قريش ثلاث حروب ، (3) يدير أمة – وفي بيته يقال له: كيف حبك لي؟.
هناك كلام يقوله شياطين الإنس: (1) بعد فترة من الزواج تمل الزوجة أكثر المسلسلات تزهد بالزوجة ، (2) وأن أكبر مهمة يقوم بها الشيطان هو أن يفرق بين الزوجين ، أن يكره الزوج زوجته – أن تكره الزوجة زوجها ، (2) تجد الزوج أحياناً مع نسآء آخريات في أعلى درجة من اللطف والنعومة والمرح ولكن مع زوجته قاس جداً هذا من عمل الشيطان.
يجب أن يكون مودة الزوج لزوجته – إبتسامته لزوجته – إعتذارك لزوجتك ، تقديرك لزوجتك ، الثناء على زوجتك.
إذا أردت زواجاً (1) متيناً ، (2) متماسكاً ، (3) مستمراً ، (4) متنامياً أطع ربك أيها الزوج ، ويا أيتها الزوجة أطيعي ربك.
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (والذى نفسي محمد بيده ما تود إثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثُه أحدهما) أخرجه أحمد في مسنده.
كل زواج لا يُطبق فيه منهج الله عز وجل ينتهي إلى الإنفصال.
ما خصائص الزواج الإسلامي؟
أول خصيصة فيه أن منهج الله مطبق فيه.
مثال1: إن في ماليزيا وجدوا حالات الطلاق مرتفعة فالمسئولون هناك أنشؤوا مدرستين الأولى لتعلم طالب الزواج حقوق الزوجة وآداب الزواج ، (2) ويعلموا الشابة التى تخطب حقوق الزوج وآداب الزواج ، والدراسة تستمر ستة أشهر من قبل الزوج والزوجة ، فانخفضت نسبة الطلاق إلى أدنى مستوى.
مثال2: عرس كلف ملايين بفندي ، وهي على المائدة قال لها: أنت طالق. طالق. طالق طلقها يوم العُرس ، لأن الشيطان يدخل بينهما ، أما المؤمنون فالله بينهما.
وحالات الطلاق في مصر والعالم العربي زادت بشكل مذهل لماذا؟ لأنه كلما اتسعت الصحون على السطوح قلت صحون المائدة ، وكلما رخص لحم النساء غلي لحم الضأن ، وكلما قل ماء الحياء قل ماء السماء.
مثال1: فندق خمس نجوم حقق أرباحاً فلكية من عقود الزواج فأراد أن يكرم المتعاقدين فدعاهم إلى حفل تكريمي وكاد عدد العقود التى جرت في الأشهر الستة الأخيرة ستة عشر عقداً ، دُعي هؤلاء إلى حفل تكريمي المفاجأة أن ثلاثة عشر عقداً من هذه العقود انتهت بالطلاق قبل مُضى ستة أشهر.
قاعدة: (1) أن من بني زواجه على معصية الله يتولى الشيطان التفريق بين الزوجين ، ولو توافرت لهذا الزواج كل أسباب النجاح.
(2) وإذا بني الزواج على طاعة الله ولو افتقر إلى معظم مقومات نجاحه يتولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين.
أيتها الأخوات: أنا ما حضرت عقد قرآن إلا سمعت الذى عقد العقد يقول: على كتاب الله وسُنة رسوله ، السؤال: ياترى هذا الزوج هل قرأ ما في كتاب الله من أحكام الزواج؟
وهذه الزوجة هل قرأت ما في كتاب الله من حقوق الزوج؟ هي أزمة علم.
أوضح مثال على أزمة العلم أهل النار في النار ماهي؟
مصداقاً لقوله تعالى في سورة الملك الآية (10):
(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10))
لذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم. ويظل الإنسان عالماً ما طلب العلم – فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل.
متي يكون الزواج مستمراً وسعيداً؟
1ــ يجب أن نعرف ما في كتاب الله. والذى لا إله إلا هو لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفت في سورة البقرة الآية (228):
(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (228))
ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن ، بالمعروف الذى أمر تعالى به من حسن العشرة وترك الضرار – قال ابن عباس – رضي الله عنهما:
(إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي)
ثم عليه أن يتوخى = يتحرى أوقات حاجتها إلى الرجل فيعفها ويغنيها عن التطلع إلى غيره (وللرجال عليهن درجة) فزيادة درجة الرجل بعقله وقوته على الإنفاق.
مثال1: إن تكلمت كلمة واحدة عن أُمه أقام عليها الدنيا فلماذا؟ وأنت تسخر من أمها – لما هذا التمييز كما أن أهلك تدافع عنهم ، وتلتمس توقيرهم وإحترامهم فهي كذلك – المفهوم من بعض أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم:
(أن عاملوا الناس كما تحب أن يعاملوك) وهذا مقياس من أروع المقاييس.
الذى يزعجك من زوجتك ينبغي ألا تفعله مع أهلها.
ولو فهم الأزواج والزوجات أبعاد هذه الآية ما كان خلاف زوجي ، كما أن لك كرامة هي لها كرامة – كما أنك تحب أهلك هي أيضاً تحت أهلها ، كما أنك تعتز بأهلك هي تعتز بأهلها ، كما أنك تحب أن تراها في أعلى درجة من الأناقة هي أيضاً تحب أن تراك في أعلى درجة من الأناقة.
الآن أكثر الأزواج يشكون أن زوجته لا تتزين له – تهتم بزيارة أو بإستقبال ، أنا أرى في هذه الأيام بالذات إهتمام الزوجة بمظهرها وقوامها وثيابها جزءاً كبيراً من عبادتها ، لماذا؟ لأنها بهذا تحصن زوجها ، أما إذا أهملت ولبست لباس المطبخ بها روائح الأكل وشعرها مضطرب ، وهي زوجة مخلصة ولكن لم تعد زوجة تسعد زوجها أو تحتضنه من أن ينظر لغيرها. فيجب أن تعتني الزوجة بمظهرها وأناقتها وقوامها – أقول قوامها لأنه أحياناً لا يكون عناية بالقوام – أصبح مشكلة كبيرة (لم تعد مقبولة عنده) تجده يبحث عن غيرها.
فعناية المرأة بمظهرها وقوامها وأشيائها التى تحببها لزوجها جزء من دينها ، بل إن الصحابيات الجليلات كن يستأذن أزواجهن قبل النوم. ألك بي حاجة؟ إن كان له بها حاجة فأداء حاجته فوق كل عباداتها ، وإن قال: لا ، تنصرف إلى قيام الليل.
وكذلك الآية (19) من سورة النسآء:
(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (19))
قال بعض المفسرين: ليست المعاشرة بالمعروف أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها ، بل أن تحتمل الأذى منها.
هذا هو الصبر لذلك أخطر شئ في الزواج الإسلامي أن الله بين الزوجين ، وكل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر ، وكل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر ، لأن هذا الزواج وجد ليبقى.
إمرأة اشتكت لي زوجها القاسي قلت لها: صديقة النسآء آسيا امرأة فرعون جعلها الله تحت طاغية جبار كافر ، بل من أكفر كُفار الأرض ، لتكون قدوة لأية زوجة شاءت حكمة الله أن يكون زوجها قاسياً أو ظالماً ، لأن لديها أولاد فعليها أن تصبر ، فلو قرأت القرآن الكريم لوجدت فيه من القصص ومن العبر ما لا ينتهي.
لابد للزوج أن يتعاطف مع مشاعرها عندما تشعر بالضيق ، كلمة: والله معك حق.
مثال1: مرة أحد القضاة جاءه متخاصمان ، فأول خصم حكى كلاماً مُقنعاً ، قال: والله معك حق تكلم الآخر: وقال له: معك حق ، وكان زوجة القاضي تجلس خلف الستار ، فقالت له: ماهذا
الحكم يافلان؟ قال: والله معك حق.
من الأشياء التى تجعل الزواج يستمر هذه الآية:
(لا تخرجوهن من بيوتهن).
هذا أمر إلهي دققوا في هذه المقولة (الآية) أنت حينما تخرجها من بيتها أصغر مشكلة بينك وبينها تصبح أكثر مشكلة ، لماذا؟
لأن هناك تغذية خارجية ، لها عمة ، لها خالة ، لها أخت الكل يقول: أنت لا تليقي به ، لا يستحقك ، يعطوها تغذية سلبية ، والمشكلة بينها وبين زوجها تنتهي بالطلاق.
وحينما تبقى في بيت زوجها أكبر مشكلة تنتهي إلى الوفاق والصلح.
أولاً: وطن نفسك أنه ليس في الأرض زوج تنطبق طباعه وأفكاره ورؤيته على طباع زوجته ، هناك مسافة.
لذلك لو صار هناك خصومة أو منازعة هناك من تمتد بهم هذه المنازعات أياماً وأسابيع وأشهر ، وهذا إتلاف للحياة الزوجية ، أما الأكمل أن نجعل أمد النزاع قصير ، كيف؟
إذا خرجت من البيت تعود وكأن شيئاً لم يكن ، (2) وإذا نمنا أستيقظنا وكأن شيئاً لم يكن وبذلك تكون الحياة سعيدة.
والزواج نعمة الله وهو من أكبر النعم ، فمن أساء إلى زوجته أومن أساءت إلى زوجها تكفر هذه النعمة ، والبناء صعب والتخريب سهل (الشكر يقيد النعمة).
مثال1: رجل تزوج امرأة في عصر التابعين يبدو أنها لم تعجبه ، ندم أشد الندم وشعرت عليه بذلك فقالت يافلان: قد يكون الخير كامناً في الشر – بقيت هذه الكلمة ترن في ذهنه ثم هام على وجهه عشرين سنة هكذا القصة ، عاد إلى المدينة فدخل إلى المسجد فرأس درساً يلقيه شاب حوله آلاف مؤلفة ، قال: من هذا؟ قالوا: هذا أنس بن عامر – قال لأبنه: قل لأمك إن في الباب رجلاً يقول لك: قد يكون الخير كامناً في الشر ، قالت: يابني هذا أبوك.
ورد في الأثر:
(أكرموا النسآء ، فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يُغلبن كل كريم ، ويُغلبهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً).
أعلمى أيتها المرأة و أعلمي من دونك من النسآء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ، أن تحسن المرأة رعاية زوجها وأولادها فهي في أعلى درجات العبادة لله عز وجل. أنت من؟
مثال1: أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوى عبادتك الأولى إنصاف الفقير الضعيف.
العالم عبادته الأولى تعليم العلم ، أنت امرأة العبادة الأولى لك رعاية الزوج والأولاد.
مثال2: امرأة تحب الله كثيراً استيقظت الساعة الثالثة لقيام الليل ، صلت قيام الليل ، (1) وبكت في الصلاة ، (2) وخشع قلبها ، (3) وذابت محبة لربها – الساعة السادسة تعبت وعندها خمسة أولاد فطلبت من أولادها أن يتدبروا شأنهم – الأكل غير موجود ، (2) بعض الأولاد لم يكتب الواجب ، (3) بعض أولادها هندامه غير حسن ، (4) بعض أولادها ثيابه يحتاج إلى إصلاح ، الثالث كتابه فيه آثار زيت من الفطيرة التى ما وضع لها كيس نايلون ، إنطلقوا إلى المدرسة – الكل أُهينـــوا ….
أنا أقول: هذه المرأة لو أستيقظت قبل طلوع الشمس بنصف ساعة ووضعت الطعام – وهيأت الفطائر لأولادها – وراقبت هندامهم وراقبت الشنط وكتبهم وواجباتهم وودعتهم إلى أن يستقلوا السيارة.
أنا أرى أن هذه المرأة أقرب إلى الله مليون مرة من الأولى ، لماذا؟
لأن الله عز وجل أقامها زوجة ، أقامها أماً ، هذه عبادة الهوية ، مادامت هذه المرأة أماً لأولاد أو زوجة لزوج ، العبادة الأولى بحقها أن تعبد الله فيما أقامها.
أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الدرس سبباً في إشاعة المودة والرحمة بين الزوجين.
((والحمدلله رب العالمين))