أمرنا رسول الله بسبع (2)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد:

          فعن البراء بن عازب – رضى الله عنه – قال:  أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسبع: أمرنا بعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، وإجابة الداعى، وإفشاء السلام ، ونصر المظلوم ، وإبرام المقسم).

          ولقد تحدثنا فى الدرس الأول عن عيادة المريض ، وإتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، أما الآن نتكلم عن الأمر الرابع وهو إجابة الداعىبمعــنى:  إجابة الداعى إلى وليمة أو عقيقة ونحوهما بشرط ألا يكون فيها محرم (خمر – نسآء – رقص) ومنهم من قال هى سنة من السنن ، بشرط أن يكون وقته يسمح بذلك ، وإلا قدم اعتذاراً مهذباً.

          لا ينبغى أن يعد بالحضور وهولا يريد أن يذهب ، فإنه بذلك يكون مُخلفاً للوعد.

          إذاً إجابة الدعوة واجبة ما لم يكن فيها ما يخالف الشرع ، ولم يكن هناك عذر.  مصداقاً للحديث الذى رواه البخارى فى صحيحه عن ابن عمر – رضى الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (إذا دُعى أحدكم إلى وليمة فليأتها).

الحديث الثانى:روى البخارى أيضاً عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله).

الأمر الخامس من أوامر رسول اللهإلقاء السلام:

أولاً:  يعتبر سنة مؤكدة لا ينبغى تركها لماذا؟  لأن فيها توثيق الأواصر بين المسلمين ، وتعميق جذور الحب بينهم ، وإدخال الطمأنينة على الخائف منهم ، فالسلام معناه الأمان.

          مصداقاً للحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم؟  أفشوا السلام بينكم).

          والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ، فهو الذى يبعث الأمان فى نفس المؤمنين ، وينشر بينهم الحب والوئام.

          وعلى المسلم إذا لقى أخاه فى الطريق ، أو فى أى مكان أن يقول له:  السلام عليكم.  ولو قال:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (كان أفضل).  ويرد عليه:  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته –  كان أكمل.

          مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النسآء الآية (86):

(وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا).

الحديث:  روى أبو داود والترمذى عن عمران بن الحُصين – رضى الله عنهما – قال جآء رجل إلى النبى – صلى الله عليه وسلم فقال:  السلام عليكم فرد عليه ثم جلس ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: عشر ، ثم جآء آخر ، فقال:  السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه فجلس ، فقال النبى:  عشرون ، ثم جآء آخر فقال:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه فجلس فقال النبى:  ثلاثون).

بمعـــنى:من قال السلام عليكم أخذ ثواب عشر حسنات.

من قال السلام عليكم ورحمة الله أخذ ثواب عشرين حسنة.

من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخذ ثواب ثلاثون حسنة.

آداب الســلام:

(1)           أن يحرص كل مسلم على أن يكون هو البادئ بالسلام ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – كما فى سنن أبى داود والترمذى عن أبى أُمامه:  (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام).

(2)           يستحب أن يسلم الراكب على الماشي ، والماشى على القاعد ، والقليل على الكثير ، والصغير على الكبير.

(3)           ويستحب للمسلم إذا دخل بيته أن يسلم على من فى البيت ، فإن لم يكن فيه أحد سلم على نفسه ، مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النور الآية (61):

(فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)

الدليــل:  روى الترمذى فى سننه عن أنس – رضى الله عنه – قال:  قال لى رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (يا بُنى إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك).

(4)           ويستحب السلام على الصبيان لتعويدهم على إلقائه ورده.

الدليــل:روى البخارى ومسلم أن أنس بن مالك – رضى الله عنه:  (مر على صبيان فسلم عليهم ، وقال:  كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفعله).

ماذا تقول إذا ألقى عليك السلام كافر؟

          فقل:  وعليكم السلام ، واقصد الملائكة الذين معه.

          أخرج مالك فى الموطأ عن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر أنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول:  السأم عليكم ، فقل:  عليك).                  السأم:  الموت.

          فكن – يا أيها المسلم – سمحاً مع المسلمين وغيرهم لأن أى حديث نهى عن إلقاء السلام ورده على أهل الكتاب فهو محمول على من كان.  يقول:  السام عليكم ، أو هو محمول على من بيننا وبينه عداوة ، كيهود المدينة

الأمر السادس من أوامر رسول الله:  نصر المظلوم

          نصر المظلوم يعتبر من أوجب الواجبات وأعظمها أجراً عند الله عز وجل – وهو التعاون على البر والتقوى فى أسمى مظاهره ، وهو العدل الذى  قامت به السموات والأرض.

الدليــل:  ما رواه البخارى فى صحيحه عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قالوا:  يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ، قال: تأخذ فوق يديه).

بمعــــنى:أن تضع يديك فوق يديه ، وتمنعه من ضرب أخيه.  وفى رواية الترمذى:  قال: (تكفه عن الظلم فذاك نصُرك إياه).

الحديث الثانى:  وروى البخارى أيضاً عن أبى موسى الأشعرى – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه).

بمعــــــنى:  فالمؤمنون إخوة جمعتهم كلمة الإيمان ، ووحدت صفوفهم قبلتهم فكانوا جميعاً رجلاً واحداً على من يعاديهم – فلابد أن ينصر المؤمن أخاه فى جميع المواطن على من يعاديه ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وينصره – كذلك – على من ظلمه من المؤمنين أنفسهم.   مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الحجرات الآية (9 – 10):

(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(10).

الأمر السابع من أوامر رسول اللهإبرار المقسم

بمعـــــنى:  الإستجابة له فيما طلبه وأقسم عليه إن كان ما طلبه فى قدرته ، ولم يكن محرماً.  وكان المقسم رجلاً صالحاً.

          لا ينبغى للمسلم أن يحلف بالله على كل شئ يريد فعله أو تركه ، فإن ذلك يعد استخفافاً بالمقسم به (هو لله) وحاشانا أن نضل بعد الهدى أو نجعل الله عرضة لإيماننا ، فقد نهانا الله عن ذلك بقوله فى سورة البقرة الآية (224):

(وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

          قال ابن كثير:  (لا تجعلوا إيمانكم بالله تعالى مانعة لكم من البر وصلة الرحم إذا حلفتم على تركها) ، كقوله تعالى فى سورة النور الآية (22):

          (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ).

          فالإستمرار على اليمين آثم لصاحبها من الخروج منها بالتكفير (كفارة اليمين).

الحديث الأول:وروى البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن أبى موسى الأشعرى – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (إنى والله – إن شآء الله – لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيتُ الذى هو خير وتحللتها).

مثــــال1:  وقد حلف أبوبكر – رضى الله عنه – ألا ينفق على مسطح بنى أثاثة لأنه أشترك مع المروجين لحديث الإفك ، فنهاه الله عز وجل أن يتمادى فى الأمر الذى حلف عليه ، ورغبة فى فعل الخير ، والعفو والصفح ، ووعده على ذلك بالمغفرة والرحمة ، فأعاد الإنفاق عليه ، وكفرعن يمينه ، وفى شأنه أنزل الله الآية السابقة وهى:

          قوله تعالى:  (لا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة).

          وكان مسطح بنى أثاثة ابن خالة أبى بكر الصديق – وأعاد ما كان يأخذه مسطح…

 

(  والحمدلله رب العالمين )

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد:

          فعن البراء بن عازب – رضى الله عنه – قال:  أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسبع: أمرنا بعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، وإجابة الداعى، وإفشاء السلام ، ونصر المظلوم ، وإبرام المقسم).

          ولقد تحدثنافى الدرس الأول عن عيادة المريض ، وإتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، أما الآن نتكلم عن الأمر الرابع وهو إجابة الداعى:  بمعــنى:  إجابة الداعى إلى وليمة أو عقيقة ونحوهما فإن من أوحيها بشرط ألا يكون فيها محرم (خمر – نسآء – رقص) ومنهم من قال هى سنة من السنن ، بشرط أن يكون وقته يسمح بذلك ، وإلا قدم اعتذاراً مهذباً.

          لا ينبغى أن يعد بالحضور وهولا يريد أن يذهب ، فإنه بذلك يكون مُخلفاً للوعد.

          إذاً إجابة الدعوة واجبة ما لم يكن فيها ما يخالف الشرع ، ولم يكن هناك عذر.  مصداقاً للحديث الذى رواه البخارى فى صحيحه عن ابن عمر – رضى الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (إذا دُعى أحدكم إلى وليمة فليأتها).

الحديث الثانى:روى البخارى أيضاً عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله).

الأمر الخامس من أوامر رسول الله:  إلقاء السلام:

أولاً:  يعتبر سنة مؤكدة لا ينبغى تركها لماذا؟  لأن فيها توثيق الأواصر بين المسلمين ، وتعميق جذور الحب بينهم ، وإدخال الطمأنينة على الخائف منهم ، فالسلام معناه الأمان.

          مصداقاً للحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم؟  أفشوا السلام بينكم).

          والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ، فهو الذى يبعث الأمان فى نفس المؤمنين ، وينشر بينهم الحب والوئام.

          وعلى المسلم إذا لقى أخاه فى الطريق ، أو فى أى مكان أن يقول له:  السلام عليكم.  ولو قال:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (كان أفضل).  ويرد عليه:  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته –  كان أكمل.

          مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النسآء الآية (86):

(وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا).

الحديث:  روى أبو داود والترمذى عن عمران بن الحُصين – رضى الله عنهما – قال جآء رجل إلى النبى – صلى الله عليه وسلم فقال:  السلام عليكم فرد عليه ثم جلس ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: عشر ، ثم جآء آخر ، فقال:  السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه فجلس ، فقال النبى:  عشرون ، ثم جآء آخر فقال:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه فجلس فقال النبى:  ثلاثون).

بمعـــنى:من قال السلام عليكم أخذ ثواب عشر حسنات.

من قال السلام عليكم ورحمة الله أخذ ثواب عشرين حسنة.

من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخذ ثواب ثلاثون حسنة.

 

 

آداب الســلام:

(1)           أن يحرص كل مسلم على أن يكون هو البادئ بالسلام ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – كما فى سنن أبى داود والترمذى عن أبى أُمامه:  (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام).

(2)           يستحب أن يسلم الراكب على الماشي ، والماشى على القاعد ، والقليل على الكثير ، والصغير على الكبير.

(3)           ويستحب للمسلم إذا دخل بيته أن يسلم على من فى البيت ، فإن لم يكن فيه أحد سلم على نفسه ، مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النور الآية (61):

(فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)

الدليــل:  روى الترمذى فى سننه عن أنس – رضى الله عنه – قال:  قال لى رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (يا بُنى إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك).

(4)           ويستحب السلام على الصبيان لتعويدهم على إلقائه ورده.

الدليــل:روى البخارى ومسلم أن أنس بن مالك – رضى الله عنه:  (مر على صبيان فسلم عليهم ، وقال:  كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفعله).

ماذا تقول إذا ألقى عليك السلام كافر؟

          فقل:  وعليكم السلام ، واقصد الملائكة الذين معه.

          أخرج مالك فى الموطأ عن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر أنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول:  السأم عليكم ، فقل:  عليك).                  السأم:  الموت.

          فكن – يا أيها المسلم – سمحاً مع المسلمين وغيرهم لأن أى حديث نهى عن إلقاء السلام ورده على أهل الكتاب فهو محمول على من كان.  يقول:  السام عليكم ، أو هو محمول على من بيننا وبينه عداوة ، كيهود المدينة

الأمر السادس من أوامر رسول الله:  نصر المظلوم

          نصر المظلوم يعتبر من أوجب الواجبات وأعظمها أجراً عند الله عز وجل – وهو التعاون على البر والتقوى فى أسمى مظاهره ، وهو العدل الذى  قامت به السموات والأرض.

الدليــل:  ما رواه البخارى فى صحيحه عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قالوا:  يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ، قال: تأخذ فوق يديه).

بمعــــنى:أن تضع يديك فوق يديه ، وتمنعه من ضرب أخيه.  وفى رواية الترمذى:  قال: (تكفه عن الظلم فذاك نصُرك إياه).

الحديث الثانى:  وروى البخارى أيضاً عن أبى موسى الأشعرى – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه).

بمعــــــنى:  فالمؤمنون إخوة جمعتهم كلمة الإيمان ، ووحدت صفوفهم قبلتهم فكانوا جميعاً رجلاً واحداً على من يعاديهم – فلابد أن ينصر المؤمن أخاه فى جميع المواطن على من يعاديه ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وينصره – كذلك – على من ظلمه من المؤمنين أنفسهم.   مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الحجرات الآية (9 – 10):

(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(10).

الأمر السابع من أوامر رسول الله:  إبرار المقسم

بمعـــــنى:  الإستجابة له فيما طلبه وأقسم عليه إن كان ما طلبه فى قدرته ، ولم يكن محرماً.  وكان المقسم رجلاً صالحاً.

          لا ينبغى للمسلم أن يحلف بالله على كل شئ يريد فعله أو تركه ، فإن ذلك يعد استخفافاً بالمقسم به (هو لله) وحاشانا أن نضل بعد الهدى أو نجعل الله عرضة لإيماننا ، فقد نهانا الله عن ذلك بقوله فى سورة البقرة الآية (224):

(وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

          قال ابن كثير:  (لا تجعلوا إيمانكم بالله تعالى مانعة لكم من البر وصلة الرحم إذا حلفتم على تركها) ، كقوله تعالى فى سورة النور الآية (22):

          (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ).

          فالإستمرار على اليمين آثم لصاحبها من الخروج منها بالتكفير (كفارة اليمين).

الحديث الأول:وروى البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن أبى موسى الأشعرى – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (إنى والله – إن شآء الله – لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيتُ الذى هو خير وتحللتها).

مثــــال1:  وقد حلف أبوبكر – رضى الله عنه – ألا ينفق على مسطح بنى أثاثة لأنه أشترك مع المروجين لحديث الإفك ، فنهاه الله عز وجل أن يتمادى فى الأمر الذى حلف عليه ، ورغبة فى فعل الخير ، والعفو والصفح ، ووعده على ذلك بالمغفرة والرحمة ، فأعاد الإنفاق عليه ، وكفرعن يمينه ، وفى شأنه أنزل الله الآية السابقة وهى:

          قوله تعالى:  (لا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة).

          وكان مسطح بنى أثاثة ابن خالة أبى بكر الصديق – وأعاد ما كان يأخذه مسطح…

 

(  والحمدلله رب العالمين )

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد:

          فعن البراء بن عازب – رضى الله عنه – قال:  أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسبع: أمرنا بعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، وإجابة الداعى، وإفشاء السلام ، ونصر المظلوم ، وإبرام المقسم).

          ولقد تحدثنافى الدرس الأول عن عيادة المريض ، وإتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، أما الآن نتكلم عن الأمر الرابع وهو إجابة الداعى:  بمعــنى:  إجابة الداعى إلى وليمة أو عقيقة ونحوهما فإن من أوحيها بشرط ألا يكون فيها محرم (خمر – نسآء – رقص) ومنهم من قال هى سنة من السنن ، بشرط أن يكون وقته يسمح بذلك ، وإلا قدم اعتذاراً مهذباً.

          لا ينبغى أن يعد بالحضور وهولا يريد أن يذهب ، فإنه بذلك يكون مُخلفاً للوعد.

          إذاً إجابة الدعوة واجبة ما لم يكن فيها ما يخالف الشرع ، ولم يكن هناك عذر.  مصداقاً للحديث الذى رواه البخارى فى صحيحه عن ابن عمر – رضى الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (إذا دُعى أحدكم إلى وليمة فليأتها).

الحديث الثانى:روى البخارى أيضاً عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله).

الأمر الخامس من أوامر رسول الله:  إلقاء السلام:

أولاً:  يعتبر سنة مؤكدة لا ينبغى تركها لماذا؟  لأن فيها توثيق الأواصر بين المسلمين ، وتعميق جذور الحب بينهم ، وإدخال الطمأنينة على الخائف منهم ، فالسلام معناه الأمان.

          مصداقاً للحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم؟  أفشوا السلام بينكم).

          والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ، فهو الذى يبعث الأمان فى نفس المؤمنين ، وينشر بينهم الحب والوئام.

          وعلى المسلم إذا لقى أخاه فى الطريق ، أو فى أى مكان أن يقول له:  السلام عليكم.  ولو قال:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (كان أفضل).  ويرد عليه:  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته –  كان أكمل.

          مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النسآء الآية (86):

(وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا).

الحديث:  روى أبو داود والترمذى عن عمران بن الحُصين – رضى الله عنهما – قال جآء رجل إلى النبى – صلى الله عليه وسلم فقال:  السلام عليكم فرد عليه ثم جلس ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: عشر ، ثم جآء آخر ، فقال:  السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه فجلس ، فقال النبى:  عشرون ، ثم جآء آخر فقال:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه فجلس فقال النبى:  ثلاثون).

بمعـــنى:من قال السلام عليكم أخذ ثواب عشر حسنات.

من قال السلام عليكم ورحمة الله أخذ ثواب عشرين حسنة.

من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخذ ثواب ثلاثون حسنة.

 

 

آداب الســلام:

(1)           أن يحرص كل مسلم على أن يكون هو البادئ بالسلام ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – كما فى سنن أبى داود والترمذى عن أبى أُمامه:  (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام).

(2)           يستحب أن يسلم الراكب على الماشي ، والماشى على القاعد ، والقليل على الكثير ، والصغير على الكبير.

(3)           ويستحب للمسلم إذا دخل بيته أن يسلم على من فى البيت ، فإن لم يكن فيه أحد سلم على نفسه ، مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النور الآية (61):

(فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)

الدليــل:  روى الترمذى فى سننه عن أنس – رضى الله عنه – قال:  قال لى رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (يا بُنى إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك).

(4)           ويستحب السلام على الصبيان لتعويدهم على إلقائه ورده.

الدليــل:روى البخارى ومسلم أن أنس بن مالك – رضى الله عنه:  (مر على صبيان فسلم عليهم ، وقال:  كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفعله).

ماذا تقول إذا ألقى عليك السلام كافر؟

          فقل:  وعليكم السلام ، واقصد الملائكة الذين معه.

          أخرج مالك فى الموطأ عن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر أنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول:  السأم عليكم ، فقل:  عليك).                  السأم:  الموت.

          فكن – يا أيها المسلم – سمحاً مع المسلمين وغيرهم لأن أى حديث نهى عن إلقاء السلام ورده على أهل الكتاب فهو محمول على من كان.  يقول:  السام عليكم ، أو هو محمول على من بيننا وبينه عداوة ، كيهود المدينة

الأمر السادس من أوامر رسول الله:  نصر المظلوم

          نصر المظلوم يعتبر من أوجب الواجبات وأعظمها أجراً عند الله عز وجل – وهو التعاون على البر والتقوى فى أسمى مظاهره ، وهو العدل الذى  قامت به السموات والأرض.

الدليــل:  ما رواه البخارى فى صحيحه عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قالوا:  يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ، قال: تأخذ فوق يديه).

بمعــــنى:أن تضع يديك فوق يديه ، وتمنعه من ضرب أخيه.  وفى رواية الترمذى:  قال: (تكفه عن الظلم فذاك نصُرك إياه).

الحديث الثانى:  وروى البخارى أيضاً عن أبى موسى الأشعرى – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه).

بمعــــــنى:  فالمؤمنون إخوة جمعتهم كلمة الإيمان ، ووحدت صفوفهم قبلتهم فكانوا جميعاً رجلاً واحداً على من يعاديهم – فلابد أن ينصر المؤمن أخاه فى جميع المواطن على من يعاديه ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وينصره – كذلك – على من ظلمه من المؤمنين أنفسهم.   مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الحجرات الآية (9 – 10):

(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(10).

الأمر السابع من أوامر رسول الله:  إبرار المقسم

بمعـــــنى:  الإستجابة له فيما طلبه وأقسم عليه إن كان ما طلبه فى قدرته ، ولم يكن محرماً.  وكان المقسم رجلاً صالحاً.

          لا ينبغى للمسلم أن يحلف بالله على كل شئ يريد فعله أو تركه ، فإن ذلك يعد استخفافاً بالمقسم به (هو لله) وحاشانا أن نضل بعد الهدى أو نجعل الله عرضة لإيماننا ، فقد نهانا الله عن ذلك بقوله فى سورة البقرة الآية (224):

(وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

          قال ابن كثير:  (لا تجعلوا إيمانكم بالله تعالى مانعة لكم من البر وصلة الرحم إذا حلفتم على تركها) ، كقوله تعالى فى سورة النور الآية (22):

          (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ).

          فالإستمرار على اليمين آثم لصاحبها من الخروج منها بالتكفير (كفارة اليمين).

الحديث الأول:وروى البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن أبى موسى الأشعرى – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (إنى والله – إن شآء الله – لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيتُ الذى هو خير وتحللتها).

مثــــال1:  وقد حلف أبوبكر – رضى الله عنه – ألا ينفق على مسطح بنى أثاثة لأنه أشترك مع المروجين لحديث الإفك ، فنهاه الله عز وجل أن يتمادى فى الأمر الذى حلف عليه ، ورغبة فى فعل الخير ، والعفو والصفح ، ووعده على ذلك بالمغفرة والرحمة ، فأعاد الإنفاق عليه ، وكفرعن يمينه ، وفى شأنه أنزل الله الآية السابقة وهى:

          قوله تعالى:  (لا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة).

          وكان مسطح بنى أثاثة ابن خالة أبى بكر الصديق – وأعاد ما كان يأخذه مسطح…

 

(  والحمدلله رب العالمين )

 

 

اترك تعليقاً