الجزاء العادل لما فعلته بني قريظة

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة السلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،،

جزاء عادل:

          إن الحكم الذى نزل ببني قريظة صدر لأنهم من الناحية القانونية خونة – فلقد أثبتت الأيام أن اليهود عاشوا وهم يعملون بكل طاقاتهم لإستئصال الإسلام والقضاء عليه والكيد للنبى – صلى الله عليه وسلم – ونشر الإشاعات ضده – ومن صفات اليهود ومن طبيعتهم الغدر والخيانة واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم – وهذه الصفات تظهر وتبرز في سلوكهم عندما تسنح لهم الفرصة.

          فما نزل بهم عدل يتفق مع نصوص القوانين الحديثة.

          فقد جآء في التوراة عندهم الإصحاح العشرون سفر التثنية.

          والنص:  (وإن لم تسالمك أية قرية بل حاربتك فحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النسآء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها ، فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التى أعطاك الرب إلهك).

          هذاالنص الصريح في كتاب اليهود المقدس.

          فكانت العقوبة التى أنزلها المسلمون بهم هي نفس العقوبة التى كان اليهود ينوون إنزالها بالمسلمين لو تغير ميزان الواقع – فالحكم إذا جآء وفقاً لشريعتهم.     (لشريعة اليهود نفسهم).

          والمعروف عن الغرب وأمريكا أن كُتاب الغرب يغمضون عيونهم عن عيوب اليهود ويضخمون كل صغير تقع من المسلمين ، وهذا بلا شك ظلم وعدم إنصاف لكنك دائماً تجد في وسط الظلام بريق ضوء لشخص ينصف الحقيقة من هؤلاء الناس الكاتب الإنجليزي الدكتور (مونتجمري وات) حيث ذكر فى كتابه (محمد نبي ورجل دولة) ص171 ومابعدها.

          قال:  (بأن الحكم النافذ في بني قريظة لم ينفذ لأنهم يهود بل لأنهم خونة ارتكبوا الخيانة العظمى).

          ثم يقول:  إن استمرار وجود بعض اليهود في المدينة يمكن أن يعتبر دليلاً ضد وجهة نظر بعض العلماء الأوربيين التى تقول ، إن محمداً انتهج في السنة الثانية من الهجرة سياسة إبادة جميع يهود المدينة لمجرد كونهم يهود وأن هذه السياسة أخذت تزداد عنفاً ، فيرد الدكتور مونتجمري على هذا الإتهام بقوله:

          (محمد لم يكن من طبيعته سلوك مثل هذه السياسة ، فقد كان يتمتع بنظرة معتدلة لأسس المشاكل المعاصرة ولسياسة طويلة الأمد أما بالنسبة لهجوم محمد – صلى الله عليه وسلم – على القبيلتين اليهوديتين (بنو النضير وبنو قريظة) فقد كان اليهود من جانبهم (1)  يحاولون زعزعة المجتمع الإسلامي بإنتقاداتهم الموجهة ضد الوحي القرآني. (2)أنهم كانوا يمنحون تأييدهم السياسي لأعداء محمد والمنافقين.  (3) وقد سمح لهم محمد مع هذا بالعيش في المدينة دون أن يمسهم منه أى أذى).  هذا الكتاب ترجمة الأستاذ أحمد سالم بالعمش.

          وهذا هو رأى رجل منصف من الغرب لا يدين بالإسلام ومع ذلك كان النبى – صلى الله عليه وسلم – يعاملهم بالحلم والرفق ، لأن هذا هو أساس دينه فهو المبعوث رحمة للعالمين والذى قال الله له في سورة آل عمران الآية (159):

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).

          لقد كان المد الإسلامي داخل المجتمع اليثربي أقوى من كل ما يقوم به اليهود من مناورات ودسائس – وأنهم كانوا دائماً يثيرون الجدل المتعنت مع المسلمين حول ما جآء من نصوص تشريعية في القرآن الكريم.

          ولما بآء سعيهم بالفشل في هذا الميدان ساءهم جداً أن تكون حصيلة صراعهم تلك الهزيمة المحطمة لآمالهم.

(2)لجأوا إلى الإشاعات بإعتبارها حرباً نفسية عنيفة.

1ــ  في غزوة بدر أشاعوا بأن النبى – صلى الله عليه وسلم – قد قتل وأن جيش مكة زاحف بقيادة أبي جهل لإحتلال المدينة.

          وهذه الحملات الدعائية والتشويش من أجل تحطيم معنويات المسلمين وإشاعة روح التخاذك والتفكك والفزع بينهم.

          ومع هذا فقد كان النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو الحاكم العام لم يقم بفرض حظر التجول على اليهود.

2ــ ولم يسن قوانين (بأحكام عرفية) وكان هذا حقه الطبيعي.

3ــ  وكان يتعامل مع اليهود بلطف ولم يحدث في أي يوم من الأيام أن تحرش بهم أو رد عليهم بمثل أعمالهم لأن أساس دينه يقول له: كما جاء في سورة الكهف الآية (29):

(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ).

          ومن هنا فإننا نقول لكل مسلم وهو يناقش الحكم الصادر في حق يهود بني قريظة إنه حكم عادل للأسباب الآتية:

1ــ      لأن القاضي سعبد بن معاذ من حلفاء اليهود.

2ــ      لأنه يتفق مع منطوق شريعتهم وهو الأهم.

3ــ      لأن النبى محمداً – صلى الله عليه وسلم – لا يرضى بظلم ولا يقره ، ولا يصدر أي حكم منه في مجلسه إلا بما يرضى الله لأنه مبلغ وحيه (سورة النجم الآية 3 ، 4):

(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)(4).

          لذلك كان تعقيبه على حكم سعد:

          (حكمتُ فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات).

في القرن العشرين:

          إن عملية إبادة حوالي ثمانمائة مقاتل من يهود بني قريظة مراعاة لصالح الأمة وسلامة الدولة ، نقارن هذا بما قامت به أمريكا في القرن العشرين برمى القنابل الذرية على سكان هيروشيما التى كان سكانها يزيد عددهم على 250.000 (مائتين وخمسين ألف) مسالمين ليسوا بمحاربين ولا خونة ولا ناكثين للعهد ولا غادرين بأحد – وإنما هم من الآمنين الوادعين الذين لم يحملوا السلاح ، وكان فيهم النسآء والأطفال والشيوخ.

          وقامت طائرة ودمرت هذا العدد دون حساب.

          كما أُلقى مثل هذه القنبلة على سكان مدينة نجازاكي العزل فأبادوا مئات الآلاف ومن نجا من المدينتين عاش مشوهاً بفعل أثر القنابل الذرية.

          فعدالة القرن العشرين ومع ميثاق هيئة الأمم المتحدة التى أعلنت حقوق الإنسان تمت هذه الإبادة التى أقدم عليها الذين يبكون 800 من اليهود الخونة الذين مات ضميرهم وباعوا وطنهم إلا يخجل هؤلاء؟

          الذين حصدوا مئات الآلاف من أرواح الأبرياء بالقنبلة الذرية أي مدينة هذه التى يتحدثون عنها؟

          أهي التى أباحت بقانون لطياريهم في الحرب العالمية الثانية أن يقتلوا تحت الأنقاض وليلة واحدة 40.000 إنسان من المدنيين العزل؟

          وقد حدث هذا في مدينة هامبورج الشهيرة عندما شنت طائرات الحلفاء غاراتها الوحشية وارتكبوا هذا الجرم الفظيع.

وأخيراً أيها المسلمين والمسلمات:

          آن لكم أن تفكروا وأن تعلموا أن ما يجري في ساحة المسجد الأقصى وحوله إنما يعود إلى ما قدمناه أن اليهود لا يحبون إلا أنفسهم وقد قالوا كما حكى القرآن عنهم فى سورة آل عمران الآية (75):

(لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).

          إن اليهود لن يستطيعوا أن يتعايشوا بسلم وسلام مع المجتمع الإنساني إلا إذا قلمت أظافرهم وانحصر مدهم وتعامل المجتمع معهم بالقوة لأنهم أحرص الناس على حياة ويحاولون سفك دعاء غيرهم ويقولون كما حكى القرآن عنهم فى سورة البقرة الآية(57):

       (أفتطمعون أن يُؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).

          وخذ مثلاً عندما ذهبوا إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – وقالوا في تعنت وعبث واستهتار يامحمد صف لنا ربك كيف ذراعه؟  كيف عضده؟  فغضب الرسول – صلى الله عليه وسلم – أشد الغضب فأتاه جبريل وتلا عليه الجواب المسكن لسؤالهم.

          قال تعالى في سورة الزمر الآية (67):

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).

          إن اليهود في هذه الأيام يشنون على الإسلام وأتباعه الحرب الباردة في نفس الوقت يخططون في كل يوم لحرب ساخنة فأين المسلمون؟؟

          سؤال له إجابته إن شآء الله عندما يظهر صلاح الدين الأيوبي وهو آت في يوم قريب عندما (1) يفهم المسلمون قدرهم ، (2) ويعرفوا وضعهم الدولي ، (3) ويعرفوا قدر أنفسهم وبما تحمله أوطانهم وبلادهم وأرضهم وبحارهم وأنهارهم من خير عظيم لو نظمناه في خطة خمسية لارتفع مستوانا وأستطعنا أن نمسك بزمام الأمر ويؤمئذ نقول: (وامعتصماه).

          فنجد مليون معتصم يضع يده في يد صلاح الدين الأيوبي ويتقدمون إلى ساحة القتال وهم يرددون كما جاء في سورة التوبة الآية (40):

          (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).

 

((  والحمدلله رب العالمين  ))

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً