بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فقد قال النبى – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذى رواه الترمذي وغيره (اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما).
حب الصحابة للحسن والحسين وفاطمة – رضي الله عنهم أجمعين:
أولاً: أبوبكر الصديق:
رضي الله عنه قال: لفاطمة البتول حينما طلبت منه ميراث أبيها عقب توليته الخلافة: ياحبيبة رسول الله ، (1) والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، (2)وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي ، (3) ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده – إني سمعته يقول: (نحن معشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه فهو صدقة).
ثانياً: عمر بن الخطاب:
رضي الله عنه: يحب الحسن والحسين حباً شديداً ويوليهما عناية خاصة ، ويقدمهما على ولده.
مثال: فقد قسم يوماً مالاً ، فأعطى كل واحد منهما عشرة آلاف – وأعطى ولده عبدالله ألف درهم. فعاتبه ابنه وقال له: قد علمت سبقي إلى الإسلام – وهجرتي ، وأنت تفضل على هذين الغلامين. فقال عمر: ويحك ياعبدالله – ءائتني بجد مثل جدهما النبى – صلى الله عليه وسلم – وأب مثل أبيهما (علي) وجده مثل جدتهما (خديجة) وخال مثل خالهما (القاسم وإبراهيم) وعم مثل عمهما (جعفر بن أبي طالب) وعمة مثل عمتهما (أم هانئ بنت أبي طالب) وخالة مثل خالاتهما (زينب – رقية أم كلثوم) وأم مثل أمهما (فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم).
وروى ابن الأثير عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه قال:
كنا في مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حلقة فيها أبوسعيد الخدري وعبدالله بن عمرو ، فمر بنا حسين بن علي فسلم فرد القوم السلام ، فسكت عبدالله حتى فرغوا ، فرفع صوته وقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم أقبل على القوم فقال: (ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السمآء). قالوا: بلى. قال عبدالله بن عمرو: هذا هو الماشى (الحسين) ما كلمنى منذ ليالي صفين ، ولإن يرضى عني أحب إلى من أن يكون لي حمر النعم (الإبل النجيبة).
فقال أبوسعيد الخدري: ألا تعتذر إليه ، قال: بلى. فدخلوا على الحسين فقال أبوسعيد: ياابن رسول الله ، إنك لما مررت بنا أمس وأخبره. فقال الحسين: أعلمت ياعبدالله أني أحب أهل الأرض إلى أهل السمآء؟ قال عبدالله بن عمرو: إي ورب الكعبة. قال الحسين: فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين؟ قال عبدالله: ولكن عمراً شكاني إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إن عبدالله يقوم الليل ويصوم النهار. فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم: (ياعبدالله صل ونم – وصم وأفطر وأطع عمراً) قال عبدالله: فلما كان يوم صفين أقسم على عمرو أبي فخرجت أما والله ما طعنت برمح ولا رميت بسهم.
وروى أبن الأثير – أيضاً في أسد الغابة:
إن بلالاً وهو مقيم بالشام رأى النبى – صلى الله عليه وسلم – في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يابلال أما آن لك أن تزورنا).
فركب إلى المدينة – فأتى قبر النبى – صلى الله عليه وسلم – وجعل يبكي عنده فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا: نشتهي أن تؤذن في السحر ، فعلاً سطح المسجد – فلما قال: الله أكبر الله أكبر – أرتجت المدينة ، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله – زادت رجتها ، فلما قال: أشهد أن محمداً رسول الله ، خرج النسآء من خدورهن، فما رؤى يوم أكثر باكياً وباكيةً من ذلك اليوم.
من صفات الحسين:
وإذا كان الحسين – رضي الله عنه – قد زانه خلقهُ وخُلُقهُ – وحلمه وكرمه فقد زانه أيضاً علمه بالقرآن والسُنة – من جده وأبيه.
ولقد كان في مجلسه عامراً بكبار الصحابة وصغارهم – فالكل سباق إلى مجلسه لما له من مكانة فى نفوسهم– وقد كانوا يرون فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم يحدثهم.
ولقد شهد له معاوية (1) بالعلم ، (2) والفضل ، (3) وعظيم القدر ، فقال يوماً لرجل من قريش: إذا دخلت مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فرأيت حلقة فيها الحسين كأن على رءُوسهم الطير. (الكل منتبه لما يقول).
والجود (الكرم) مع العلم يضفي على الرجل من حب الناس جميعاً ما يجعله في الذروة منهم.
مثال للكرم والجود:
أن أعرابياً أتاه – فسلم عليه وقال: ياابن رسول الله ، إني قتلت ابن عم لي. وقد
طولبت بالدية – فهل لك أن تعطيني شيئاً!.
فأراد مولانا الحسين أن يتفكه مع الرجل فقال: يا أعرابي ، نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة ، فقال: سل ما تريد. فقال الإمام الحسين: يا أعرابي ما النجاة من الهلكة؟ فقال: التوكل على الله عز وجل. فقال الحسين: وما الهمة؟ قال: الثقة بالله. فقال الإمام: ما يزين المرء؟ قال: علم وحلم – فإن لم يكن؟ قال الإعرابي: مال وكرم – قال الإمام: فإن لم يكن؟ قال الإعرابي: أدب وخفض جناح. قال الإمام: فإن لم يكن. قال الإعرابي: فصاعقة من السمآء تنزل به ، فضحك الإمام الحسين وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم. وقال له: هذه لقضاء ديونك – وبعشرة آلاف درهم أخرى تلم بها شعثك وتحسن بها حالك وتنفق منها على عيالك.
مثال (2) للكرم والجود:
دخل الإمام الحسين – رضي الله عنه – على أُسامه بن زيد وهو مريض وهو يقول: واغماه – فقال له الإمام: وما غمك يا أخي. قال: ديني وهو 60 ألف درهم. فقال له الإمام: هو علي. قال أسامه: إن أخشى أن أموت ، فقال: لن تموت حتى أقضيها عنك إن شآء الله ، فقضاها عنه.
مثال (3) على الكرم والجود:
وروى ابن قتيبة في عيون الأخبار: أن رجلاً أتى الإمام الحسن بن علي – رضي الله عنهما – يسأله: فقال الحسن: إن المسألة لا تصلح إلا في غُرم فادح– أو فقر مدقع فقال الرجل: ما جئت إلا في إحداهن – فأمر له بـ 100 دينار.
ثم أتى الرجل الإمام الحسين بن علي – رضي الله عنهما – فسأله فقال له مثل مقاله أخيه – فرد عليه كما رد على الإمام الحسن – فقال الحسين: كم أعطاك؟ قال الرجل: مائة دينار. فنقصه ديناراً. 99 دينار – وكره أن يساوى أخاه.
فأنظر إلى هذا الأدب – واحرص على أن تقتدى به فى توقير من هو أكبر منك سناً – فلا خير فيمن لا يرحم صغيرنا ولا يوقر كبيرنا.
علاقة الحسين بمواليه: (الخدم)
إنه كان يعاملهم كأحسن ما تكون المعاملة تكرماً منه وتحلماً – عن أنس بن مالك– رضي الله عنه أن جارية من جواري الحسين أقبلت عليه يوماً فحيته ببطاقة ريحان كانت في يدها ، فأعتقها ، فقال له أنس – جارية تحضر بطاقة ريحان فتعتقها! فقال: هكذا أدبنا الله عز وجل حيث قال: (وإذا حُيتُم بتحية فحيُوا بأحسن منها أو رُدوها إن الله كان على شئ حسيباً) النسآء (86). وكان أحسن منها عتقها.
مثال (2):
وجنى بعض مواليه جناية توجب التأديب – فأمر بتأديبه فقال: يامولاى إن الله عز وجل يقول: (الكاظمين الغيظ) فقال رضى الله عنه: فقد كظمت غيظي، فقال: (والعافين عن الناس) قال: قد عفوت عنك قال: (والله يُحبُ المحسنين) قال الحسين: أنت حر لوجه الله تعالى.
وكان يدعو بدعاء تخشع له القلوب المؤمنة:
مثل: (منها ما كان يقوله في حجه عند استلام الحجر: إلهي نعمتني فلم تجدني شاكراً ، وابتليتني فلم تجدني صابراً ، فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ، ولا أدمت الشدة بترك الصبر ، إلهي ما يكون من الكريم إلا الكرم).
جهاد الحسين في سبيل الله:
(1) أشترك في فتح شمال إفريقيا مع الجيش الذى أرسله عثمان بن عفان سنة 26 من الهجرة مدداً لعبدالله بن أبى السرح.
وقد خرج معه من أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – أخوه الحسن ، وابن عباس ، وابن عمرو بن العاص – عبدالله بن الزبير وتقابل مع عقبة بن نافع فيمن معه من المسلمين ببرقة ، ثم صاروا إلى طرابلس ، وغيرها من بلاد إفريقيا.
(2) واشترك في فتح طبرستان مع سعيد بن العاص في سنة 30 هـ ، وكان معه من أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – أخوه الحسن وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر – عبدالله بن عمرو بن العاص – وعبدالله بن الزبير – حذيفة بن اليمان.
(3) وأشترك في فتح القسطنطينية بقيادة يزيد بن معاوية في خلافة أبيه معاوية وحضر مع أبيه علي بن أبي طالب الوقائع كلها من الجمل إلى صفين.
(4) ولا ننسى أن الحسن والحسين كانا من كبار المدافعين عن عثمان – رضي الله عنه – عندما حاصره الثوار يريدون قتله.
التنبأ بموت الحسين في العراق:
قالت أم سلمة: (أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – اضطجع ذات يوم فأستيقظ ثم اضطجع فرقد – ثم أستيقظ ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تُربة حمراءُ وهو يقلبُها ، فقلت: ما هذه التُربُة يارسول الله؟
قال: (أخبرني جبريلُ أن هذا يُقتل بأرض العراق) قلتُ له: ياجبريلُ أرنى تُربة الأرض التى يُقتل بها. فهذه تُربُتها). رواه البيهقي في الدلائل (ج) 6 صـ 468.
الحديث الثاني:
عن ابن عباس قال: رأيتُ النبى – صلى الله عليه وسلم – فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائل ، اشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم – فقلتُ: بأبي أنت وأُمي يارسول الله، ما هذا؟.
قال: (هذا دمُ الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطُه منذ اليوم).
قال: فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قُتل في ذلك اليوم.
في يوم الجمعة – يوم عاشوراء سنة 61 هـ – عن 54 سنة – 6 أشهر – 15 يوم.
ما سبب قتل الحسين؟
أنه كتب إليه أهلُ العراق يطلبون منه أن يقدم عليهم ليبايعوه بالخلافة – وكثر تواتُرُ الكتب عليه من العامة ومن ابن عمه مُسلم بن عقيل.
علم بهذا الخبر عُبيد الله بن زياد نائب العراق ليزيد بن معاوية.
(1) بعث إلى مسلم بن عقيل فضرب عنقه – ورماه من القصر إلى العامة – فتفرقوا وتبددت كلمتهم.
والحسين لا يشعر بما وقع وتجهز من الحجاز إلى العراق وأخذ من أطاعه وكانوا قريباً من 300 – وقد نهاه عن ذلك جماعة من الصحابة (1) عبدالله بن عمر ، (2) عبدالله بن عباس ، (3) أبوسعيد الخدري ، (4) جابر بن عبدالله – فلم يطعهم.
ابن عمر قدم المدينة ، فأُخبر أن الحسين بن على قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة – فقال: أين تريد؟ قال الحسين: العراق – قال ابن عمر: لا تذهب – فقال الحسين: هذه كُتُبُهُم وبيعتُهم. فقال ابن عمر: إن الله خير نبيه – صلى الله عليه وسلم – بين الدنيا والآخرة – فأختار الآخرة ، ولم يرد الدنيا – وإنكم بضعة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، والله لا يليها أحدُ منكم أبداً. فأرجعوا. فأبى وقال: هذه كُتُبُهم وبيعتُهم. قال: فأعتنقه ابنُ عمر وقال: استودعُك الله من قتيل.
وقد وقع ما تفرسه ابن عمر – فإنه لما استقل ذاهباً بعث إليه عبيدالله بنُ زياد بكتيبة فيها 4000 الاآلف يقدمهم عمرُ بنُ سعد بن أبي وقاص – وذلك بعد ما استعفاه فلم يُعفه – فالتقوا في مكان يسمى كربلاءُ.
طلب منهم الحسين إحدى ثلاث: إما أن يدعوه يرجع من حيث جآء. (2) وإما أن يذهب إلى ثغر من الثغور فيقاتل فيه. قالوا: لابد من قُدومك على عُبيد الله بن زياد فيرى فيك رأيه. قال الحسين: لا وقاتلهم فقتلوه – رحمه اللهُ – وذهبوا برأسه إلى عبيدالله بنُ زياد – فوضعوه بين يديه.
ولقد عاش – رضى الله عنه – 54 سنة 6 أشهر و15 يوماً – ملأ فيها طباق الأرض علماً.
فليس في العالم كله شهيد سقط في ميدان البطولة دفاعاً عن الحق مثل الحسين وأهل بيته الذين استشهدوا معه – وحسبه أنه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد بن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين.
ولم يترك من الذرية إلا ولده وقرة عينيه على زين العابدين ، فقد نجا من القتل بأعجوبة وهو طفل صغير في حجر عمته زينب – رضي الله عنهما تمرضه من علة أصابته.
وقد حملها الجند كما يحملون الأسرى إلى عبيدالله بن زياد – فأدخلت السيدة زينب عليه ومعها عيال الحسين وإماؤه – فجلست ناحية فسأل عبيدالله بن زياد – من هذه التى انحازت ناحية ومعها نساؤها فلم تجبه – فأعاد سؤاله (3) وهى لا تجيبه – ثم أجابت عنها إحدى الإماء: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاجتر ابنُ زياد قائلاً: الحمدلله الذى فضحكم وقتلكم. فقالت: الحمدلله الذى أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمدلله.
ثم نظر ابن زياد إلى غلام عليل هزيل مع السيدة زينب فسأله: من أنت؟ قال: عليُ بن الحسين. قال زياد: أو لم يقتل الله علي بن الحسين؟ قال: كان لي أخ يسمى علياً قتله الناس. فأعاد ابن زياد قوله: الله قتله.
فقال على: الله يتوفى الأنفس حين موتها ، وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله.
صاح ابنُ زياد: اذهبوا به فاضربوا عنقه. فقالت عمته زينب: إذا أرادت أن تقتله فاقتلني معه. فقال ابنُ زياد: دعوه لما به – كأنه حسب أن العلة قاضية عليه.
… عليُ زين العابدين بن الحسين هو جد كل هاشمي منتسب إلى الحسين عليهما السلام.
ومن آيات الله أنه بارك في ذريته الطاهرة – فأضاء الله بأهل النبوة المشارق والمغارب – ولم يبق من ذرية ابن زياد وأهله أحد – (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
وقد حج الإمام زين العابدين – فلما أقبل على الحجر الأسود في وقاره وهيبته – تنح له الحجيج وحثوا به – وكان هشام بن عبدالملك الخليفة الأموي في جندهوحشمه ، فلم يخلص له الحجر– لتزاحم الناس عليه فسأل أحد رجال الحاشية عن سيدي زين العابدين قائلاً: من هذا الذى هابه الناس هذه الهيبة؟ – فقال هشام متجاهلاً عن عمد – لا أعرفه.
فقد أنتقم الله من كل من أسهم في قتل الحسين – رضي الله عنه شر انتقام ، فلم تنقضي 4 سنوات على يوم كربلاء – حتى كان (1) يزيد بن معاوية قد قضى نحبه ، (2)وجآءت لأهل الكوفة نكبة مزقتهم كل ممزق – فلم ينج أحد منهم فيما نعلم – فقد وقع معظمهم فريسة لرجل شديد البأس اسمه المختار بن أبي عبيد الثقفي– فأذاقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا – وقتلهم شر قتلة – وتفنن في تعذيبهم والتمثيل بهم أخذاً بثأر الحسين – رضي الله عنه.
وبعد ، (1) فإن أكرم الخلق على الله هو محمد – صلى الله عليه وسلم – (2)وأعظم البيوت قدراً عند الله جل شأنه هو البيت النبوى– (3) وأحب الناس عند الله بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الحسن والحسين وأختهما زينب البتول – وأمهم الزهراء الطهور.
ومن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله.
رضي الله عنهم وأرضاهم ورزقنا حبهم وحب من يحبهم.
وجمعنا بهم في جناب النعيم …
( والحمدلله رب العالمين )