الصحابي الجليل أبو أُمامةُ الباهلي

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على شفيع الأُمة ، وعلى كاشف الغُمة ، وعلى مجلي الظلمة سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أما بعد،،،،

          فهو صُدى بن عجلان بن الحارث ، أبو أمامة الباهلي ، مشهور بكنيته ، ممن بايع تحت الشجرة.

          روى أحاديث كثيرة عن النبى – صلى الله عليه وسلم – وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

          عن سليم بن عامر قال:  كنا نجلس إلى أبى أُمامة ، فيحدثنا حديثاً عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم يقول:

          (اعقلوا وبلغوا عنا ما تسمعون).

قال أبو أُمامة:    أنشأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غزواً فأتيته فقلت:  يارسول الله ادعُ الله لي بالشهادة فقال:  اللهم سلمهم وغنمهم.  قال:  فغزونا وسلمنا وغنمنا.

          ثم أتيته بعد ذلك فقلت:

          (يارسول الله مُرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به).  قال:  (عليك بالصوم فإنه لا مثل له).

          وعن مولاة لأبي أمامة قالت:

          (كان أبو أُمامة رجلاً يحب الصدقة ، حتى يضع في يد أحدهم البصلة).

          قالت مولاة لأبي أُمامة:

          فأصبحنا ذات يوم وليس في بيته شئ من الطعام له ولا لنا ، وليس عنده إلا ثلاثة دنانير.  فوقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً.   قالت:  فغضبتُ ، وقلت: لم يبق لنا شئ!  فأستلقى على فراشه وأغلقت عليه باب البيت حتى أذن المؤذن للظهر ، فجئته فأيقظته فراح إلى مسجده صائماً ، فرققتُ عليه فأستقرضت ما أشتريت به عشاءاً ، ووضعت مائدة ودنوت من فراشه لأمهده له فرفعتُ الوسادة فإذا بذهب.

          قالت:  فعددُتها فوجدتها ثلاثمائة دينار.  فتركتها على حالها.  قالت:  فلما دخل ورأى ما هيأتُ له حمدالله وتبسم في وجهي ، وقال:  هذا خير من غيره.  فجلس فتعشى.  فقلت:  يغفر الله لك جئت بما جئت به ثم وضعته.  فقال:  وماذاك؟  فقلت:  ما جئت به من الدنانير.  ورفعت الوسادة ، ففزع لما رأى تحتها ، وقال:  ويحك ماهذا؟  فقلت:  لا علم لي به إلا أني وجدته على ما ترى.  قالت:  فكثر فزعُه.

          قال أبو أُمامة – رضى الله عنه قال:

          بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى قوم أدعوهم إلى الله وإلى رسوله وأعرض عليهم شرائع الإسلام ، فلما رأوني قالوا:  مرحباً بصدى بن عجلان ، بلغنا أنك صبرت إلى هذا الرجل ، قلت:  لا ولكني آمنت بالله ورسوله ، وبعثني رسول الله إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه ، فبينما نحن كذلك إذا جآءوابقصعة من دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها ، وقالوا:  هلم يا صدى ، قلت:  ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه ، قالوا:  وما ذاك؟  فتلوت عليهم هذه الآية:

          (حُرمت عليكُم الميتةُ والدمُ ولحمُ الخنزير وما آهل لغير الله).

          فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون علي …

          فقلت لهم:  ويحكم اسقوني شربةمن مآء فإني شديد العطش.  قالوا:  لا ولكن ندعك حتى تموت من العطش ، قال:  فاغتممتُ وضربت برأسي في العباءة ونمتُ في الرمضاء في حر شديد ، فأتاني أت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه ، وفيه شراب لم ير الناس ألذ منه ، فأمكنني منها فشربتها ، فحيث فرغت من شرابي أستيقظت فلا والله ما عطشت بعد تلك الشربة.

ماذا حدث لأبي أُمامة عند الموت؟

          قال سعيد الأزدي:  شهدت أبا أُمامة وهو فى النزع ، فقال لي:  ياسعيد إذا أنا مت فافعلوا بي كما أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لنا:  إذا مات أحدكم فنثرتُم عليه التراب فليقُم رجل منكم عند رأسه ، ثم ليقل:  يافلان ابن فلانة ، فإنه يسمع ، ولكنه  لا يجيب.  ثم ليقل:  يافلان بن فلانة ، فإنه يقول:  أرشدنا يرحمك الله ثم ليقل:  أذكر ماخرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله رباً ، وبمحمد نبياً ، وبالإسلام ديناً ، فإنه إذا فعل ذلك ، قال منكر ونكير:  أخرج بنا من عند هذا ، ما تصنع به وقد لُقن حُجته؟  قيل: يارسول الله ، فإن لم أعرف أمه.  قال:  أنسبهُ  إلى حواء.

          توفى أبو أُمامة بالشام سنة ستة وثمانين.

((  والحمدلله رب العالمين ))

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على شفيع الأُمة ، وعلى كاشف الغُمة ، وعلى مجلي الظلمة سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أما بعد،،،،

          فهو صُدى بن عجلان بن الحارث ، أبو أمامة الباهلي ، مشهور بكنيته ، ممن بايع تحت الشجرة.

          روى أحاديث كثيرة عن النبى – صلى الله عليه وسلم – وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

          عن سليم بن عامر قال:  كنا نجلس إلى أبى أُمامة ، فيحدثنا حديثاً عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم يقول:

          (اعقلوا وبلغوا عنا ما تسمعون).

قال أبو أُمامة:    أنشأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غزواً فأتيته فقلت:  يارسول الله ادعُ الله لي بالشهادة فقال:  اللهم سلمهم وغنمهم.  قال:  فغزونا وسلمنا وغنمنا.

          ثم أتيته بعد ذلك فقلت:

          (يارسول الله مُرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به).  قال:  (عليك بالصوم فإنه لا مثل له).

 

          وعن مولاة لأبي أمامة قالت:

          (كان أبو أُمامة رجلاً يحب الصدقة ، حتى يضع في يد أحدهم البصلة).

          قالت مولاة لأبي أُمامة:

          فأصبحنا ذات يوم وليس في بيته شئ من الطعام له ولا لنا ، وليس عنده إلا ثلاثة دنانير.  فوقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً.   قالت:  فغضبتُ ، وقلت: لم يبق لنا شئ!  فأستلقى على فراشه وأغلقت عليه باب البيت حتى أذن المؤذن للظهر ، فجئته فأيقظته فراح إلى مسجده صائماً ، فرققتُ عليه فأستقرضت ما أشتريت به عشاءاً ، ووضعت مائدة ودنوت من فراشه لأمهده له فرفعتُ الوسادة فإذا بذهب.

          قالت:  فعددُتها فوجدتها ثلاثمائة دينار.  فتركتها على حالها.  قالت:  فلما دخل ورأى ما هيأتُ له حمدالله وتبسم في وجهي ، وقال:  هذا خير من غيره.  فجلس فتعشى.  فقلت:  يغفر الله لك جئت بما جئت به ثم وضعته.  فقال:  وماذاك؟  فقلت:  ما جئت به من الدنانير.  ورفعت الوسادة ، ففزع لما رأى تحتها ، وقال:  ويحك ماهذا؟  فقلت:  لا علم لي به إلا أني وجدته على ما ترى.  قالت:  فكثر فزعُه.

          قال أبو أُمامة – رضى الله عنه قال:

          بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى قوم أدعوهم إلى الله وإلى رسوله وأعرض عليهم شرائع الإسلام ، فلما رأوني قالوا:  مرحباً بصدى بن عجلان ، بلغنا أنك صبرت إلى هذا الرجل ، قلت:  لا ولكني آمنت بالله ورسوله ، وبعثني رسول الله إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه ، فبينما نحن كذلك إذا جآءوابقصعة من دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها ، وقالوا:  هلم يا صدى ، قلت:  ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه ، قالوا:  وما ذاك؟  فتلوت عليهم هذه الآية:

          (حُرمت عليكُم الميتةُ والدمُ ولحمُ الخنزير وما آهل لغير الله).

          فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون علي …

          فقلت لهم:  ويحكم اسقوني شربةمن مآء فإني شديد العطش.  قالوا:  لا ولكن ندعك حتى تموت من العطش ، قال:  فاغتممتُ وضربت برأسي في العباءة ونمتُ في الرمضاء في حر شديد ، فأتاني أت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه ، وفيه شراب لم ير الناس ألذ منه ، فأمكنني منها فشربتها ، فحيث فرغت من شرابي أستيقظت فلا والله ما عطشت بعد تلك الشربة.

ماذا حدث لأبي أُمامة عند الموت؟

          قال سعيد الأزدي:  شهدت أبا أُمامة وهو فى النزع ، فقال لي:  ياسعيد إذا أنا مت فافعلوا بي كما أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لنا:  إذا مات أحدكم فنثرتُم عليه التراب فليقُم رجل منكم عند رأسه ، ثم ليقل:  يافلان ابن فلانة ، فإنه يسمع ، ولكنه  لا يجيب.  ثم ليقل:  يافلان بن فلانة ، فإنه يقول:  أرشدنا يرحمك الله ثم ليقل:  أذكر ماخرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا غله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله رباً ، وبمحمد نبياً ، وبالإسلام ديناً ، فإنه إذا فعل ذلك ، قال منكر ونكير:  أخرج بنا من عند هذا ، ما تصنع به وقد لُقن حُجته؟  قيل: يارسول الله ، فإن لم أعرف أمه.  قال:  أنسبهُ  إلى حواء.

          توفى أبو أُمامة بالشام سنة ستة وثمانين.

 

((  والحمدلله رب العالمين ))

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على شفيع الأُمة ، وعلى كاشف الغُمة ، وعلى مجلي الظلمة سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أما بعد،،،،

          فهو صُدى بن عجلان بن الحارث ، أبو أمامة الباهلي ، مشهور بكنيته ، ممن بايع تحت الشجرة.

          روى أحاديث كثيرة عن النبى – صلى الله عليه وسلم – وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

          عن سليم بن عامر قال:  كنا نجلس إلى أبى أُمامة ، فيحدثنا حديثاً عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم يقول:

          (اعقلوا وبلغوا عنا ما تسمعون).

قال أبو أُمامة:    أنشأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غزواً فأتيته فقلت:  يارسول الله ادعُ الله لي بالشهادة فقال:  اللهم سلمهم وغنمهم.  قال:  فغزونا وسلمنا وغنمنا.

          ثم أتيته بعد ذلك فقلت:

          (يارسول الله مُرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به).  قال:  (عليك بالصوم فإنه لا مثل له).

 

          وعن مولاة لأبي أمامة قالت:

          (كان أبو أُمامة رجلاً يحب الصدقة ، حتى يضع في يد أحدهم البصلة).

          قالت مولاة لأبي أُمامة:

          فأصبحنا ذات يوم وليس في بيته شئ من الطعام له ولا لنا ، وليس عنده إلا ثلاثة دنانير.  فوقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً.   قالت:  فغضبتُ ، وقلت: لم يبق لنا شئ!  فأستلقى على فراشه وأغلقت عليه باب البيت حتى أذن المؤذن للظهر ، فجئته فأيقظته فراح إلى مسجده صائماً ، فرققتُ عليه فأستقرضت ما أشتريت به عشاءاً ، ووضعت مائدة ودنوت من فراشه لأمهده له فرفعتُ الوسادة فإذا بذهب.

          قالت:  فعددُتها فوجدتها ثلاثمائة دينار.  فتركتها على حالها.  قالت:  فلما دخل ورأى ما هيأتُ له حمدالله وتبسم في وجهي ، وقال:  هذا خير من غيره.  فجلس فتعشى.  فقلت:  يغفر الله لك جئت بما جئت به ثم وضعته.  فقال:  وماذاك؟  فقلت:  ما جئت به من الدنانير.  ورفعت الوسادة ، ففزع لما رأى تحتها ، وقال:  ويحك ماهذا؟  فقلت:  لا علم لي به إلا أني وجدته على ما ترى.  قالت:  فكثر فزعُه.

          قال أبو أُمامة – رضى الله عنه قال:

          بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى قوم أدعوهم إلى الله وإلى رسوله وأعرض عليهم شرائع الإسلام ، فلما رأوني قالوا:  مرحباً بصدى بن عجلان ، بلغنا أنك صبرت إلى هذا الرجل ، قلت:  لا ولكني آمنت بالله ورسوله ، وبعثني رسول الله إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه ، فبينما نحن كذلك إذا جآءوابقصعة من دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها ، وقالوا:  هلم يا صدى ، قلت:  ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه ، قالوا:  وما ذاك؟  فتلوت عليهم هذه الآية:

          (حُرمت عليكُم الميتةُ والدمُ ولحمُ الخنزير وما آهل لغير الله).

          فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون علي …

          فقلت لهم:  ويحكم اسقوني شربةمن مآء فإني شديد العطش.  قالوا:  لا ولكن ندعك حتى تموت من العطش ، قال:  فاغتممتُ وضربت برأسي في العباءة ونمتُ في الرمضاء في حر شديد ، فأتاني أت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه ، وفيه شراب لم ير الناس ألذ منه ، فأمكنني منها فشربتها ، فحيث فرغت من شرابي أستيقظت فلا والله ما عطشت بعد تلك الشربة.

ماذا حدث لأبي أُمامة عند الموت؟

          قال سعيد الأزدي:  شهدت أبا أُمامة وهو فى النزع ، فقال لي:  ياسعيد إذا أنا مت فافعلوا بي كما أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لنا:  إذا مات أحدكم فنثرتُم عليه التراب فليقُم رجل منكم عند رأسه ، ثم ليقل:  يافلان ابن فلانة ، فإنه يسمع ، ولكنه  لا يجيب.  ثم ليقل:  يافلان بن فلانة ، فإنه يقول:  أرشدنا يرحمك الله ثم ليقل:  أذكر ماخرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا غله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله رباً ، وبمحمد نبياً ، وبالإسلام ديناً ، فإنه إذا فعل ذلك ، قال منكر ونكير:  أخرج بنا من عند هذا ، ما تصنع به وقد لُقن حُجته؟  قيل: يارسول الله ، فإن لم أعرف أمه.  قال:  أنسبهُ  إلى حواء.

          توفى أبو أُمامة بالشام سنة ستة وثمانين.

 

((  والحمدلله رب العالمين ))

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على شفيع الأُمة ، وعلى كاشف الغُمة ، وعلى مجلي الظلمة سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أما بعد،،،،

          فهو صُدى بن عجلان بن الحارث ، أبو أمامة الباهلي ، مشهور بكنيته ، ممن بايع تحت الشجرة.

          روى أحاديث كثيرة عن النبى – صلى الله عليه وسلم – وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

          عن سليم بن عامر قال:  كنا نجلس إلى أبى أُمامة ، فيحدثنا حديثاً عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم يقول:

          (اعقلوا وبلغوا عنا ما تسمعون).

قال أبو أُمامة:    أنشأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غزواً فأتيته فقلت:  يارسول الله ادعُ الله لي بالشهادة فقال:  اللهم سلمهم وغنمهم.  قال:  فغزونا وسلمنا وغنمنا.

          ثم أتيته بعد ذلك فقلت:

          (يارسول الله مُرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به).  قال:  (عليك بالصوم فإنه لا مثل له).

 

          وعن مولاة لأبي أمامة قالت:

          (كان أبو أُمامة رجلاً يحب الصدقة ، حتى يضع في يد أحدهم البصلة).

          قالت مولاة لأبي أُمامة:

          فأصبحنا ذات يوم وليس في بيته شئ من الطعام له ولا لنا ، وليس عنده إلا ثلاثة دنانير.  فوقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً ، ثم وقف به سائل فأعطاه ديناراً.   قالت:  فغضبتُ ، وقلت: لم يبق لنا شئ!  فأستلقى على فراشه وأغلقت عليه باب البيت حتى أذن المؤذن للظهر ، فجئته فأيقظته فراح إلى مسجده صائماً ، فرققتُ عليه فأستقرضت ما أشتريت به عشاءاً ، ووضعت مائدة ودنوت من فراشه لأمهده له فرفعتُ الوسادة فإذا بذهب.

          قالت:  فعددُتها فوجدتها ثلاثمائة دينار.  فتركتها على حالها.  قالت:  فلما دخل ورأى ما هيأتُ له حمدالله وتبسم في وجهي ، وقال:  هذا خير من غيره.  فجلس فتعشى.  فقلت:  يغفر الله لك جئت بما جئت به ثم وضعته.  فقال:  وماذاك؟  فقلت:  ما جئت به من الدنانير.  ورفعت الوسادة ، ففزع لما رأى تحتها ، وقال:  ويحك ماهذا؟  فقلت:  لا علم لي به إلا أني وجدته على ما ترى.  قالت:  فكثر فزعُه.

          قال أبو أُمامة – رضى الله عنه قال:

          بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى قوم أدعوهم إلى الله وإلى رسوله وأعرض عليهم شرائع الإسلام ، فلما رأوني قالوا:  مرحباً بصدى بن عجلان ، بلغنا أنك صبرت إلى هذا الرجل ، قلت:  لا ولكني آمنت بالله ورسوله ، وبعثني رسول الله إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه ، فبينما نحن كذلك إذا جآءوابقصعة من دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها ، وقالوا:  هلم يا صدى ، قلت:  ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه ، قالوا:  وما ذاك؟  فتلوت عليهم هذه الآية:

          (حُرمت عليكُم الميتةُ والدمُ ولحمُ الخنزير وما آهل لغير الله).

          فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون علي …

          فقلت لهم:  ويحكم اسقوني شربةمن مآء فإني شديد العطش.  قالوا:  لا ولكن ندعك حتى تموت من العطش ، قال:  فاغتممتُ وضربت برأسي في العباءة ونمتُ في الرمضاء في حر شديد ، فأتاني أت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه ، وفيه شراب لم ير الناس ألذ منه ، فأمكنني منها فشربتها ، فحيث فرغت من شرابي أستيقظت فلا والله ما عطشت بعد تلك الشربة.

ماذا حدث لأبي أُمامة عند الموت؟

          قال سعيد الأزدي:  شهدت أبا أُمامة وهو فى النزع ، فقال لي:  ياسعيد إذا أنا مت فافعلوا بي كما أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لنا:  إذا مات أحدكم فنثرتُم عليه التراب فليقُم رجل منكم عند رأسه ، ثم ليقل:  يافلان ابن فلانة ، فإنه يسمع ، ولكنه  لا يجيب.  ثم ليقل:  يافلان بن فلانة ، فإنه يقول:  أرشدنا يرحمك الله ثم ليقل:  أذكر ماخرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا غله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله رباً ، وبمحمد نبياً ، وبالإسلام ديناً ، فإنه إذا فعل ذلك ، قال منكر ونكير:  أخرج بنا من عند هذا ، ما تصنع به وقد لُقن حُجته؟  قيل: يارسول الله ، فإن لم أعرف أمه.  قال:  أنسبهُ  إلى حواء.

          توفى أبو أُمامة بالشام سنة ستة وثمانين.

 

((  والحمدلله رب العالمين ))

 

 

 

اترك تعليقاً