الطلاق مرتان

بسم الله الرحمن الرحيم                    

        الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أما بعد،،،

          فعن معاذ بن جبل قال:  قال لى رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (يا معاذ ما خلق الله شيئا على وجه الأرض أحب إليه من العتاق ولا خلق الله تعالى شيئا على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق).

العتاق:  يعتق عبده لوجه الله ويصبح حر.

          والله عز وجل يقول فى سورة البقرة الآية (229):

(الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

          الطلاق المشروع الذى يملك به الزوج الرجعة مرتان وليس بعدهما إلا المعاشرة بالمعروف مع حسن المعاملة أو التسريح بإحسان بألا يظلمها من حقها شيئا ولا يذكرها بسوء ولا ينفر الناس عنها.

إمساك بمعروف:  الرجعة الثانية بعد الطلقة الثانية.   أو تسريح بإحسان:  الطلقة الثالثة.

أسباب نزول هذه الآية:   ثبت أن أهل الجاهلية لم يكن عندهم للطلاق عدد ، وكان هذا فى أول الإسلام.  كان يطلق الرجل امرأته ما شآء من الطلاق.  رجل قال لامرأته على عهد النبى – صلى الله عليه وسلم:  (لا آويك ولا أدعٌك تحلين) فشكت المرأة ذلك إلى عائشة – رضى الله عنها – فذكرت ذلك للنبى – صلى الله عليه وسلم – فأنزل الله هذه الآية.

          لا يحل لكم أيها الأزواج أن تأخذوا مما دفعتم إليهن من المهور شيئاً ولو قليلاً ، إلا أن يخاف الزوجان سوء العشرة وألا يرعيا حقوق الزوجية التى أمر الله تعالى بها.  فإن خفتم سوء العشرة بينكما وأرادت الزوجة أن تختلع بالنزول عن مهرها أو بدفع شئ من المال لزوجها حتى يطلقها فلا إثم على الزوج فى أخذه ولا على الزوجة فى بذله.

          ومن خالف أحكام الله فقد عرض نفسه لسخط الله وهو  من الظالمين المستحقين للعقاب الشديد.

          حرم الله تعالى على الزوج أن يأخذ من مهر زوجته شيئا بدون رضاها إلا فى حالة واحدة وهى:  إذا كرهت المرأة الزوج ولم تطق البقاء معه وهو غير ظالم لها ، فى هذه الحالة يجوز أن تعطى الزوج مالا ويطلقها ويسمى هذا خُلعاً وهو حلال على الزوج غير الظالم.

        الذي  يريد أحكام شرع الله فلا يحل له تجاوز الحلال إلى الحرام والإحسان إلى الإساءة ، ولا المعروف إلى المنكر.

          (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه).  عرض نفسه للعذاب ، والله سبحانه وتعالى حرم الظلم.

الظلم ثلاث أنواع:

(1)            ظلم الشرك:  وهذا لا يغفر للعبد إلا بالتوبة منه.

(2)            ظلم العبد لأخيه الإنسان:  وهذا لابد من التحلل منه.

(3)            ظلم العبد لنفسه:  بتعدى حد من حدود الله.

وهو أمره إلى الله إن شآء غفر له وإن شآء أُخذ به.

(  والحمدلله رب العالمين  )

اترك تعليقاً