الحمد لله ربه العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبد الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد :-
فيا أيها الشاب لا تخاف من كثرة ذنوبك ، إن أنت أسرعت إلى الله قاصدا بابه للتوبة والمغفرة
فانه سوف يغفر لك ما كان منك مصداقا لقوله تعالى فى سورة الزمر ( 53 ، 54 )
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ }
وليس القران فقط .
هو الذى يبشرنا بالمغفرة وقبول التوبة بل هناك أحاديث قدسية منها هذا الحديث .
( يا بنى آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السمآء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا ابالى.
يا ابن آدم انك لو اتيتنى بقراب الأرض خطاى ثم لقينى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) ( رواة الترمزى فى مسنده)
هذا الحديث وغيره يحيى الأمل فى النفس ( فى محو خطايا الماضى وقبول التوبة )
فعليك أيها الشاب ان تطير إلى ربك على أجنحة من الشوق والحب ولا تنتظر …
أيها الشاب إذا أردت ان تتوب إلى الله فى الصباح فلا تنتظر المساء ، عليك الا تسوف فى التوبة ( بكرة – بعده – لما اشتغل – لما أتزوج )
عليك ان تطير الى ربك على أجنحة من الشوق لماذا ؟
لأن الله سبحانه وتعالى خلقك فى هذا الكون ليكرمك لا ليهينك ، ليرفعك لا ليحط من قدرك .
أيها الشاب أن شريعة الله عز وجل ، (1) مع الوالد ضد عقوق الولد (2) ومع المظلوم ضد سطوة الظالم (3) ومع أى إنسان يصاب فى عرضه او ماله أو دمه .
أيها الشاب :
إذا كلفك الله ببعض العبادات السيرة فالتحمد فيها آلاءه (نعمة) ومع ذلك أنت تتبرم من أدائها ولا تفعلها .
ومع ذلك عندما ترجع إلى باب مولاك ، فانه يفرح بك فرحا فوق كل وصف ، الدليل على ذلك
حديث رسول الله صلى الله الذى رواه البخارى
( الله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل فى أرض مهلكة (صحراء) معه راحلته ، عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومه ، فاستيقظ ، وقد ذهبت راحلته (الجمل) فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش ، قال : ارجع إلى مكانى الذى كانت فيه فأنام حتى أموت ، فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه ، فالله اشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا الرجل براحلته )
تصور شدة فرح الله بك أيها الشاب عندما تعود لله نادماً على ما فعلت .
– ألا يدهشك هذا الاهتمام من الله ؟
– ألا يدهشك هذا الترحاب ؟
– لماذا الله يفرح بعودتك إليه ؟
– لأنك أيها الشاب انتصرت على أسباب الضعف والكسل داخلك .
– وانطلقت من قيود الهوى حب الدنيا الزائد الى مرحلة أخرى من الإيمان والنضج والهدى .
ايها الشاب :
هذه العودة تتطلب منك ان تجدد نفسك وان تعيد تنظيم حياتك ، وان تستأنف مع ربك علاقة أفضل وعمل أكمل وتقول هذا الدعآء .
( الله أنت ربى لا الله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من بشر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
( والحمد لله رب العالمين )