بعثة محمد صلي الله عليه وسلم (بدء الوحي)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أحسن تدبير الكائنات فخلق الأرض والسماوات ،وأنزل المآء الفرات من المعصرات ، فأخرج به الحب والنبات ، والصلاة والسلام على محمد ذي المجزات الباهرات ، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً .

 

 

أما بعد,

 

فماذا فعل الله للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم قبل مجئ النبوة ؟ وما هى مقدمات النبوة ؟

 

أولاً: الرؤيا الصادقة: الرؤيا الصالحة جزء من 47 جزء من النبوة . في أثناء نومه ظهراً أو ليلا (ما يراه) يأتي فعلاً كفلق الصبح .

 

 العلماء ظلوا محتارين عشرات السنين لأن الرقم 47 وليس 50 المهم الله سبحانه وتعالى قال :(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا) .

النبوة الخاصة بمحمد استمرت كم سنة؟ 13 سنة في مكة و10 سنوات في المدينة = 23 سنة بإجماع المؤرخين لما نقسمهم أنصاف 23 على 2 = 46 جزء + الرؤيا الصادقة التي استمرت 6 أشهر . 46 + مدة الرؤيا =47 جزء وكما قال الله تعالى في سورة الأنعام الآية115 (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً )

 لما يرى النبي الرؤيا بالليل ويصبح يجدها ماذا يحدث له ؟ يطمئن .

 ربنا سبحانه يعطيه الثقة وهو يجد من حوله من الأهل والأصدقاء يروا الرؤيا ولا يتحقق منها شيء وأغلبها 

 

 أضغاث أحلام وأحاديث نفس وانشغال العقل الباطن وحلم الجعان عيش .

أما هو عليه الصلاة وأزكى السلام يري الشيء يجده هوهو…..

 

الرؤيا: جزء من النبوة لأنها من الوحي ولاتستهنوا بالرؤيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لقد منى الله علي بالرؤيا الصادق.)

ثانياً: حبب إليه الخلاء والعزلة :

لما كان النبي صلي الله عليه وسلم يمشي في الجبل بين مكة وجبل النور وهو ذاهب إلى أولاده ليرى زوجته وليأخذ الزاد ، في هذه المسافة ما مر على حجر أو شجر الإ قال : السلام عليك يا رسول الله ، ويلتفت شمال ويمين ولا يجد أحد ومن شدة تكرار هذا السلام عليه من حجر خاص فظل النبي عليه الصلاة والسلام يحتفظ بالجميل لهذا الحجر حتى بعد أن تمت النبوة وتمت المدة (13 سنة) وذهب إلى المدينة وجآءت سيرة النبوة ،

 

فقال عليه الصلاة والسلام : “( إني لأعرف حجراً بمكة كلما كلما مررت به قال السلام عليك يا رسول الله إني أعرفه الآن) صحيح مسلم 

 

الله يختار للنبوة معادن صافية “( الله أعلم حيث يجعل رسالته”)

الرسول صلي الله عليه وسلم عندما كان جالس في الجبل وحده كان يفكر كيف يغير هذه الأصنام ؟

ماذا أفعل مع أعمامي ويقول يارب ألهمني أعمل إيه؟ وإذا به يفاجأ بالملك جبريل نازل عليه في صورة رجل عادي لأن الرسول  لا يستطيع أن يتحمل المنظر الأصلي الخاص لجبريل وقال له :

 

 

أقرأ قال النبي صلي الله عليه وسلم” أنا أمي أمية كاملة ”

أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات: (هذا أول حديث في بدء الوحي ولقد حرصت على ألفاظه ونصه ولم أتعرض للشرح أثناء ذكره إحتراماً لألفاظ النبي – صلى الله عليه وسلم ، وتوقير لكلامه ولا سيما ونحن في أول مرحلة من مراحل الإنطلاق في هذه الدعوة الكريمة التي أراد الله بها أن تُخرج الناس من الظلمات إلى النور.
 

 

عن عروة بن الزبير, عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :)

أول مابدئ به رسول الله صلي الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لايري رؤيا إلا جآءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه (يتعبد) الليالي ذوات العدد ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى فجئه الحق ، وهو في غار حراء فجآءه الملك فقال :

 

(أقرأ. فقال: ماانا بقارئ , قال: فأخذني فغطني حتي بلغ مني الجهد ثم أرسلني, فقال: اقرأ فقلت: ماأنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال :أقرأ ، فقلتُ ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال :

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2}

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعلم (5

  فرجع بها رسول الله صلي الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : (زملوني زملوني)

 

فزملوه حتي ذهب عنه الروع فقال لخديجة, وأخبرها الخبر (لقد لقد خشيت على نفسي )

المرأة المؤمنة تستطيع أن تحول شقاء زوجها سعادة وتحول تععبه راحة وتستطيع أن تحول جحيمه نعيم ….

 ويقول لها لقد خشيت علي نفسي من العفاريت- فترد عليه السيدة خديجة بقوة إيمانها : كلآ والله لا يخزيك الله أبدا ، 

 

معني كلا : لا أبداً , لايمكن ولايصح أن تتصور العاقل أن يتصل بك الشياطين أو تحوم حولك العفاريت .

 

وقالت له سبع كلمات, لو وزنت كلمة منهم لرجحت علي الأرض ومن فيها :

(إنك لتصل الرحم, وتقرئ الضيف, وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق ، وتصدق الحديث

 

معني تصل الرحم: هذه كلمة واسعة لها مدلولها, مع أن الرحم الخاص به أول ناس يكذبونه فيما بعد ويكونوا قساة القلب عليه .

 وكان أولهم عبد العزى (أبو لهب) مع أنه شقيق أبيه عبد الله وجعله الله قبل النبوة يصل رحمه من جهة أبيه ومن جهة أُمه ومن جهة زوجته خديجة .

وصلة الرحم تدل علي قوة إرتباط الشخصية لأن تفكك الأرحام والأقارب من ضمن سيئات المجتمعات .

وإذا رأيت مجتمعاً انفصلت أرحامه هذا أذاناً بخرابه.

ثانياً: وتقرئ الضيف: إكرام الضيف هو من علامات المرؤة.

والسخآء مصداقاً لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم”: 

(كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”) (“الضيافة ثلاثة أيام فما زاد عنها فهو صدقة )

ورزق الضيف يأتي قبل أن يأتي الضيف بأربعين يوم ربنا سبحانه وتعالى يعمل ترتيبه . لقمة الضيف من عند الله

 

ويأكل أصحاب البيت معه علي حسابه.

ثالثاً: وتحمل الكل: الكلال: واحد تعب من المسير لايستطيع أن يكمل المشوار أنت تأخذه في سيارتك وليس هذا فقط .

 

أن النبي صلي الله عليه وسلم أحى أسراً عندما أكرمه الله بمال خديجة كان عنده ناس بيعطيهم مرتبات ثابته .

 

رابعاً: تكسب المعدوم: بمعني أنت بنشاطك فلا تعيش كسلاً ولا يعرف الخمول طريقك ، أنت واحد كسيب لا تعتمد على غيرك ولا تعيش عالة على أحد .

 

خامساً: إذا إنسان جآءت له كارثة أو مصيبة,فأنت يارسول الله تعاونه وتساعده مصداقاًلقوله صلى الله عليه وسلم :

 

(وكان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه”)

سادساً: تصدق الحديث: اطمئن, وصدق الحديث علامة من علامات قوة الشخصية ، لأن الصادق يكون واثق من

 

نفسه ومعتد بكرامته فالرسول كان صادق كما يلقبه الكفرة أنفسهم بالصادق الأمين وذلك عندما اختلفوا في وضع الحجر الأسود قالوا :

 

جآء الصادق الأمين فنعم المحكم هو وكان هذا قبل النبوة بخمس سنوات

شخصية خديجة شخصية غير عادية. لأن لها مواقف من أشرف المواقف التي تحمد لامرأة في الأولين والآخرين

 

1-طمأنتنة حين قلق 2- وأراحته حين جهد .

3-وذكرته بما فيه من فضائل مؤكدة له أن الأبرار أمثاله لايُخذلون أبداً.

وقد عدت خديجة من النسآء الكاملات حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم :

(كمل من الرجال كثير, ولم يكمل من النسآء إلا أربعاً خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران

 

وآسيا بنت مزاحم”)

ونرجع إلي الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها وأخرجه البخاري

( فانطلقت به خديجة,حتي أتت به ورقة بن نوفل, ابن عم خديجة وكان امراً تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شآء الله أن يكتب.

 

وكان شيخاً كبيراً قد عمي , فقالت له خديجة: يابن عم اسمع من ابن أخيك

فقال له ورقة: يابن أخي, ماذا تري؟ فأخبره رسول الله صلي الله عليه وسلم خبر ما رأى .

 فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزلعلى موسى ، يا ليتني فيها جذعاً (شاباً) ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك .

 

فقال رسول الله “أومخرجي هم ؟” قال ورقة: نعم,لم يأت أحد بمثل ما جئت به غلإ عُودى وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ثم توفى ورقة)

 

الحديث الثاني: عن هاشم بن عروة عن أبيه ,عن عائشة رضي الله عنها قالت :

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (“لاتسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين )

                                                        أخرجه البزار في كشف الأستار

نزل الوحي علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان له من العمر أربعون سنة .

(وأنزل القرآن لأربع وعشروين خلت من رمضان )

 

كما أخبرنا الصادق المصدوق صلوات الله عليه

(والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً