بناء الكعبة على يد إبراهيم وإسماعيل

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          جآءت قبيلة جرهم وهم من العرب العاربة نزلوا في هذا المكان – وملاءُه عمراناً وساهرهم إسماعيل مرتين.  المرة الآولى كانت فاشلة ، والمرة الثانية كانت موفقة ، وأنجب منها أولاده عرباً صرفاً الذين تناسلوا إلى أن جآء منهم عدنان وجآء من عدنان معد ثم جآء من معد نزار إلى أن وصل إلى عبدالمطلب جد النبى – صلى الله عليه وسلم – فإلى إبنه عبدالله فإلى النبى – صلى الله عليه وسلم.

          قال أهل الأنساب بين عدنان وعبدالمطلب 20 جداً وبين عدنان وإسماعيل 40 جداً وبين سيدنا إسماعيل وسيدنا محمد 60 جداً  (ملة أبيكم إبراهيم).

كيفية بنآء الكعبة:

          جآء سيدنا إبراهيم مرة أخرى بعد ثمانية أعوام لم يرى فيها إسماعيل – فوجد إبنه يصلح النبل الخاص به – وكان في يوم أجازة له مثل الذى يلمع البندقية أو الذى يعمل إصلاح في المسدس – شم إسماعيل رائحة أبوه فقام في الجبل يجرى وفعلاً رأى أبوه قادم – فتعانقا وبكيا بُكاءً بكى من أجله الطير (وهذا نص الرواية) حناناً لهذا الحنين الذى بين إسماعيل و إبراهيم.

          قال إبراهيم:إن الله أمرني أن أبني له بيتاً يُعبد فيه وتعينوني؟ قال إسماعيل: أُعينك.

          وفعلاً بدأ يبنيا الكعبة ، إسماعيل هو وأبوه يأتي بالأحجار من الجبل – وينحتونها لتُلائم الحائط.

          كون معهم عمال يساعدهم من قبيل جرهم جائز ، ولكن الله يقول:

          (وإذ يرفع إبراهيمُ القواعد وإسماعيلُ).

          فكان إسماعيل يحمل الحجر بعد أن يعدله بالعتلة ويُعطيه لأبيه ، لم يوجد عندهم نظام السقالات وأحضر إسماعيل الحجر الذى نزل عليه أبوه رجله عندما قابل زوجة إبنه الثانية عاتكة وغسل عليه رأسه وأكلته وهو في هذا الوضع رجل على الحجر ورجل في الفرس ، ودحرجه لكي يجعله سقالة ويطلع فوقه ويُعطيه الأحجار والمونة فما شعر إلا أن الحجر يتحرك تحت رجله ويرفعه إلى فوق (مصعد إلاهي).

          فنظر إبراهيم فرأى الحجر – فقال إبراهيم:  هذا إكرام من الله.

          إسماعيل يعطي والده المونة والأحجار ثم ينزل به المصعد والناس ترى (قبيلة جرهم) شوف الكعبة طولها يبلغ كم متر؟  والحجر يقوم بعمله يطلع وينزل.

كيف حدد إبراهيم قواعد الكعبة؟  كيف عرفها؟

          وأنتم كما تعلمون أن قواعد الكعبة التى بناها سيدنا آدم مطمورة في الرمل – والرمل كثير والمكان واسع – فكيف بإبراهيم أن يحفر حولها؟  فقال إبراهيم كيف أبنيها يارب؟  قال الله تعالى (أوحى له):  سوف أبعث له سحابة تظلل والسمآء صافية ، وهذه السحابة تحجب عنك الشمس ، وعلى حدود الظل فبنى فهذه هى القواعد.

          (وإذ يرفعُ إبراهيم القواعد من البيت).

          بمعنى القواعد كانت موجودة وثابتة ومعلوم حدودها.

          (وإذ بؤنا لإبراهيم مكان البيت) دللناه على مكان القواعد.

          وهما يبنيان البيت برفع قواعده وهما يدعوان ويتوسلان الله تعالى (1) بأن يتقبل منهما عملهما متوسلين إليه بأسمائه وصفاته ، (2) كما يسألانه عز وجل أن يجعلهما مسلمين له وأن يجعل من ذريتهما أمة مسلمة له مؤمنة به موحدة له ومنقادة لأمره ونهيه مطيعة ، (3) وأن يعلمهما كيف يحجوا بيته تعبداً له – ليحجاه على علم ويتوب عليهما – (4) كما سألاه عز وجل أن يبعث في ذريتهما رسولاً منهم يتلو عليهم آيات الله ويعلمهم الكتاب:  القرآن – الحكمة:  السُنة وبيان الشرائع ، ويزكيهم:  يطهر أرواحهم ويكمل عقولهم ويهذب أخلاقهم بما يعلمهم من القرآن والسُنة – ويزكيهم بالإيمان وصالح الأعمال، وطيب الخصال.

          وقد أستجاب الله تعالى دعاءهما فبعث فى ذريتهما من أولاد اسماعيل إمام المسلمين وقائد الغر المحجلين نبيناً محمداً – صلى الله عليه وسلم – وقد قرر هذا بقوله: (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى عليهم جميعاً السلام).

كيف وضع الحجر الأسود (الحجر الذى يبدأ من عنده الطواف؟)

          فقال إبراهيم لإبنه إسماعيل:  يا بُني أريد حجراً أجعله علماً للناس فجآءه بحجر فلم يرضه – وقال:  أريد غيره – فذهب إسماعيل يلتمس فجآءه ، وقد أتى بالركن فوضعه موضعه.  فقال إسماعيل:  يا أبتي من جآءك بهذا الحجر؟.

          فقال إبراهيم:  من لم يكلني إليك – قال ابن عباس:  صاح جبل أبو قُيس: يا إبراهيم يا خليل الرحمن – إن لك عندي وديعة فخذها ، فإذا هو بحجر أبيض من ياقوت الجنة ، كان آدم قد نزل به من الجنة.

          روي الترمذى عن ابن عباس قال:

          (كانت الخيل وحشاً كسائر الوحوش – فلما أذن الله لإبراهيم وإسماعيل برفع القواعد قال الله تبارك إسمه:  (إني معطيكما كنزاً أدخرته لكما) ، ثم أُوحى إلى إسماعيل أن أخرج إلى أجياد فأدع يأتك الكنز ، فخرج إلى أجياد ، وكانت وطناً – ولا يدري ما الدعاء ولا الكنز فالهمه – فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا جآءته فأمكننه من نواصيها وذللها له فأركبوها وأعلفوها فإنها ميامين ، وهي ميراث أبيكم إسماعيل ، وبهذا أكمل الله لهذه الأرض العمران بعد خراب والأنس بعد الوحشة).        

وقال محمد ابن إسحاق:

          (ولما فرغ إبراهيم خليل الرحمن – صلوات الله عليه – من بناء البيت الحرام جآءه جبريل عليه السلام فقال له:

          (طُف به سبعاً ، (1) فطاف به سبعاً هو إسماعيل عليهما السلام يستلمان الأركان كلها في كل طواف ، فلما أكملا سبعاً ، (2) صلياً خلف المقام / ركعتين ، قال: فقام جبريل فأراه المناسك كلها: (3) الصفا والمروة ، ومنى والمزدلفة ، (4) ثم أنطلقا إلى العقبة الكبرى فعرض لهما الشيطان فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات فرمى وكبر وقال لإبراهيم:  أرمي وكبر – فرميا وكبرا ، مع كل رمية حتى (غاب) الشيطان ، (5) ثم أنطلقا إلى الجمرة الوسطى ، فعرض لهما الشيطان ، فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات فرميا وكبرا مع كل رمية حتى غاب الشيطان ، (6) ثم أتيا الجمرة الصغرى فعرض لهما الشيطان ، فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات ، فرميا وكبرا مع كل رمية حتى غاب الشيطان – ثم أتى به المزدلفة فقال:  ههنا يجمع الناس الصلوات ، ثم أتى به عرفات – فقال جبريل:  عرفت؟  فقال إبراهيم: نعم.

وقال ابن إسحاق:

          قد بلغني أن آدم عليه السلام كان يستلم الأركان كلها قبل إبراهيم عليه السلام.

          وقال:  حج إسماعيل وسارة من الشام.

          وكان إبراهيم عليه السلام يحج كل سنة على البراق وحجته بعد ذلك الأنبياء والأمم.

وقال إبن عباس:

          في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما قبر إسماعيل وقبر شعيب عليهما السلام – فقبر إسماعيل في الحجر وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود.

          تم بناء الكعبة وأصبحت كما وصفها الله (الكعبة البيت الحرام قياماً للناس) أى تقوم بتأليف المسلمين وتجمعهم – والكعبة التى تغيظ لها اليهود وتمنوا أن تهدم. 

قال أحد المستعمرين في برلمانهم:

          مادامت الكعبة عند المسلمين فلا نستطيع أن نمزقهم ولا أن نفرقهم ، مادام الأزهر عند المسلمين فلا نستطيع أن نمزقهم ولا أن نفرقهم ، مادام القرآن عند المسلمين فلا نستطيع أن نمزقهم ولا أن نفرقهم.

            فالكعبة والأزهر والقرآن من عوامل تغيظ الإستعمار والصهيونية الفاشلة – لأن القرآن هو أصل العروبة ولُغاتها ولولا القرآن لضاعت العروبة منذ زمن بعيد.

            الكعبة نحن نتجه إليها في أثناء الصلاة – تحويل القبلة في العام الثاني للهجرة كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو في مكة أمره الله أن يتجه إلى قبلة بيت المقدس في الصلاة لماذا؟  لأن بيت المقدس كان قبلة الرسل الذين كانوا قبل الرسول – موسى وعيسى ومن بينهم.

          فكان الرسول يقف في الصلاة بجانب الركن اليماني لكي يجمع بين القبلتين قبلة بيت المقدس كما أمره الله وقبلة البيت الحرام – ولكن لشتياق النبى – صلى الله عليه وسلم – لقبلة آبائه وأجداده وقبلة الخليل إبراهيم كان النبى دائماً يتمنى أن يوجهه الله إلى الكعبة إنما لابد من طاعة الله في أمره – كان صلى الله عليه وسلم وهو في مكة إن أراد أن يُصلي يذهب إلى الركن اليماني ويقف أمامه حول الكعبة فيكون مستقبل بيت المقدس كما أمره الله وفي الوقت نفسه يكون مستقبل الكعبة فيجمع بين القبلتين.

الكعبة كما تعلمون لها أربعة أركان:

(1)ركن الحجر الأسود – الركن الشامي ناحية الشام – الركن العراقي ناحية العراق والركن اليماني ناحية اليمن.

          ومكث على هذا الحال يستقبل بيت المقدس لمدة 17 شهراً – حوالي سنة ونصف – وصادف أنه في يوم الثلاثاء وبينما الرسول – صلى الله عليه وسلم – يصلي صلاة الظهر ووجهه للقدس والصحابة وراءه وكان يوم 15 شعبان سنة 2 هجرية – إنتهى من الصلاة ركعتين وبدأ بالركعة الثالثة – نزل جبريل وهو يصلى : سورة البقرة الآية (144):

          (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).

          بقى حكم شرعي – وهنا يخاطب الله سبحانه الأمة – الرب يعلم أن اليهود عندما يعلموا أن محمد – صلى الله عليه وسلم – غير القبلة سوف يتكلمون – وكذلك النصارى والكفار والمنافقين أشدُ كلاماً ، فقال لرسوله فى سورة البقرة الآية (144):

          (وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).

          لأن موجود في التوراة والإنجيل أن نبى آخر الزمان سيستقبل الكعبة ولابد – وكان آخر الأمرين أن يستقبل الكعبة – فلو أن الرسول استمر في استقبال قبلة القدس كان اليهود والنصارى ساكتين وكانوا يريدون أن يفاجئه بأن الكتب الأصلية (التوارة والإنجيل) النبى من علامة صدقه أنه يستقبل الكعبة .. وكانوا ساكتين ومنتظرين أن يستمر فترة من الزمن ثم يقيمون عليه الحجة بالكتب (التوراة والإنجيل).

          قال تعالى في سورة البقرة الآية (150):

          (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي).

          فمن عظمة الإله من قبل أحد أن يتكلم ولا قريش ولا اليهود ولا النصارى ولا المنافقين والسفهاء من قبل الخبر ما يعرفه أحد لقنه الله سبحانه الحجة.

          قال تعالى في سورة البقرة الآية (142):

(سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).

          السفيه:  خفيف العقل ضعيف الرأي –  والمراد بالسفهاء هنا اليهود الذين بالمدينة – كفار قريش قالوا:  قد أشتاق محمد إلى مولده ، وعما قريب يرجع إلى دينكم – المنافقين: استهزءوا بالمسلمين.

          قل لهم يا محمد الجهات كلها لله (إن الله يملك المشارق والمغارب وما بينهما ، فله أن يأمر بالتوجه إلى أى جهة شآء) فأينما ولينا وجوهنا فهناك وجه الله ، والله يهدي عباده المؤمنين إلى الطريق القويم الموصل لسعادة الدارين.

          فمن شدة حبه – صلى الله عليه وسلم – للكعبة لم ينتظر إنتهاء الصلاة ولكنه تحول من قبلة بيت المقدس إلى الكعبة وهو في الصلاة ، ومن شدة ثقة أصحابه فيه كانوا يقلدوه ويأتمرون بأمره من غير ما يعرفوا حكمة هذا العمل (لقد كان لكم في رسول الله اُسوة حسنة) وهو في الركعة الثالثة أعطى بيت المقدس ظهره ، عمل حركة إلتفاف ماشى إلى الحائط وهو فى وضع الصلاة يده تحت صدره فهم رأوا رسول الله يسير ناحية الحائط فعملوا مثله والأطفال ساروا وراء الرجال والنسآء وراء الأطفال بدون أن يسمع لهم تشويش ولا أن يسمع لهم وقع قدم بنظام – سبحان من أدبهم ، سبحان من علمهم – سبحان من ألهمهم.

            صلى الركعة 1 / 2 إلى قبلة بيت المقدس – وحدث هذا في (مسجد ذى القبلتين) ، صلى الركعة 3 / 4 إلى قبلة البيت الحرام (الكعبة).

          من هذا الحدث أو من هذا التحول نجد دروس:

أولاً:  الضبط والربط – والسمع والطاعة والإذعان والحب ، نجد أن (1) الصحابة ذابوا فى شخصية رسول الله ، (2) وتفانوا في حبه ، بحيث كل حركة يعملها يعملوا مثلها.

          وبعد الإنتهاء من الصلاة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: إن الله يحدث من أمره ما يشآء ثم تلى عليهم الآيات؟

          ففرح المسلمون جداً لعودتهم بامر من الله إلى الكعبة المشرفة ، وأنطلقت هذه الآيات يسمعها كل امرأة وكل رجل – وكانوا عندما يسمعون الآية يرددونها في الشوارع وفي قيام الليل ، في المحاريب ، وفي يوم واحد فقط تكون قد أنتشرت ما بين الشام واليمن.

          قرآن يُتلى:  (قد نرى تقلب وجهك في السمآء ….).

سمعها السفهاء:  وفعلاً اليهود قالوا ما الذى جعله يرجع عن قبلتنا ، والكفار قالوا: يامحمد أصحابك الذين صلوا إلى قبلة المقدس ثم ماتوا هل ماتوا على خير أم على ضلال؟.

          قال الرسول: كانوا على خير – قالوا:  أنت على ضلال؟

          قال الرسول: هم على خير ونحن على خير – لأنهم اتجهوا للقدس بأمر من الله ورجعنا نحن إلى الكعبة بأمر من الله – ومادام أمر الله سارى معنا فنحن وكلاهم على خير (قل لله المشرق والمغرب).

هذه من معجزات القرآن:

          هذه نقطة بينساها كثير من الناس كيف القرآن ينبأ عن خبر قبل أن يحدث؟   (سيقول السفهآء من الناس …. ) وفعلاً تكلم السفهاء وكان المفروض أن لا يتكلمون ولكن لابد أن يحدث ما أنبأه الله عنهم.

          حيث قال الله تعالى فى سورة البقرة الآية (143):

          (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ).     

          لأن بعض الناس قالوا:  إن النبى كان يصلى إلى قبلة بيت المقدس تأليفاً لليهود ، فلما رأهم معاندين – ثم رجع إلى الكعبة تانى وهذا كذب وإفتراء – والآية ترد عليهم: (وماجعلنا) – (نا) عائدة على الله (إلا لنعلم من يتبعُ الرسول) ، ثم أخبر الله تعالى: (أن هذه التحويلة من بيت المقدس إلى الكعبة شاقة على النفس إلا على الذين هداهم الله إلى معرفته لماذا؟

          فالمؤمن لا يجد صعوبة في الإنتقال من طاعة إلى طاعة ومن قبلة إلى قبلة ، مادام ربهم قد أحب ذلك وأمر به.

          وأخيراً طمأنهم الله تعالى على أُجور صلاتهم التى صلوها إلى بيت المقدس وهى صلاة قرابة 17 شهراً بأن الله لا يُضيعها لهم ، بل يجزيهم بها كاملة سواء من مات منهم وهو يصلى إلى قبلة بيت المقدس أو تحول حتى صلى إلى الكعبة.

          وهذا مظهرمن مظاهر رأفت الله تعالى بعباده ورحمته.

                                                                                         (والحمد لله رب العالمين)

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً