خلق الكون

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدلله الذى أحسن تدبير الكائنات ، فخلق الأرض والسماوات ، وأنزل المآءالفرات من المعصرات ،

فأخرج به الحب والنبات ، والصلاة والسلام على محمد ذي المعجزات الباهرات ، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد ..

 

نحن نقصُ عليكَ أحسنَ القصص بمآ أَوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن

الغافلين (سورة يوسف الآية (3)).

وقال تعالى في سورة الكهف الآية (13):

(“ نحن نقصُ عليك نبأهم بالحق) (ج)”

وقال تعالى في سورة هود (12):

(“وكلاً نقصُ عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك“).

هذه الآيات تشير إلى أهمية القصص ، وكيف أنها منهج قرآني رباني أصيل ليثبت به النبي – صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لعلهم يتفكرون ويتأملون ويعتبرون في هذه القصص .

قال الله تعالى: (“تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض“).

ليسوا في مرتبة واحدة.

وكما قال الله عز وجل في سورة غافر (78):

(“ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصصُ عليك”).

 

ما هي العبرة من ذكر القصص القرآني ؟

نأخذ منها العبرة والعظة وفي سورة يوسف (111) حيث يقول الله عز وجل: (لَقَد كَاَنَ فى قصصهم عبَرة لأولي الألباب (.) ما كان حديثاً يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)

الأنبياء مصابيح الهدى ، هم الأسوة والقدوة مصدقاً لقوله تعالى في سورة الأنعام (90):

(“أُوُلئٌكَ الذين هدى الله فبهداهُم أقتده”).

عدد الأنبياء والرسل:  في حديث للنبي – صلى الله عليه وسلم قال: “إن عدد الرسل زاد على    300 رسول، وعدد الأنبيآء زاد على 1124 نبي .

حتى كان في بنىٌ إسرائيل كلما مات نبى قام نبى ، وكان أحياناً في الزمن الواحد 3 أو 4 أنبياء أرسلهم الله تعالى لإنقاذ البشرية .

وكلما واجهت البشرية إنحراف ، جاء الأنبياء والرسل وتحملوا الأذى فى سبيل دعوتهم إلى الله عز وجل ،وبذلوا الجهد صابرين .

بما تتميز هذه القصص القرآنية ؟

(1)          تتميز بأنها قصص واقعية ليست خيالية وإنما هي حدثت فى أرض الواقع، وعاشتها البشرية وتتميز بأنها ذات عبرة وعظة وليست قصص للتسلي 

(2)          لن نستطيع أن نفهم التاريخ إذا لم نعرف قصص الأنبياء ، إلى اليوم الصراع الذى يجرى فى الدنيا، إنما هو صراع بين الحق والباطل صراع بين أتباع الأنبياء وأعداء .

(3)          لن نستطيع أن نفهم القرآن الكريم إلاٌ إذا عرفنا قصص الأنبياء ، كم آية وآية تتكلم عن الأنبياء ، وإذا لم نعرف القصة التي وراءها قد تخفى علينا الكثير من المعاني .

كم مرة ذكر آدم عليه السلام فى القرآن ، كم مرة ذكر نوح ، وذكرت لنا قصة بنىَ إسرائيل مع موسى وفرعون أكثر من سبعين موضع ، في كل موضع ، فيه آيات بل وعشرات الآيات.

(4)          كم سورة سميت بأسماٌء الأنبياء (هود – نوح – يونس – إبراهيم – يوسف) ، فالذى يجهل قصصالأنبياء فاته جزء كبير من القرآن .

حتى نستطيع أن نسير على المنهج الصحيح لابد لنا من أُسوة وقدوة.  وأعظم مثال نقتدى به ونسيرعلى نهجه هو مُحمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم ، مصداقاً لقوله تعالى :

(“لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة”).

ثم نجد بعد الرسل والأنبياء الصحابة الكرام مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف:

(“والله ما وطئ الأرضُ بعد الأنبياء خيرٌ من أبى بكر”)

 

من أين جآءتنا القصص ؟

من القرآن الكريم ، والسيرة النبوية المشرفة وفى كتب التاريخ.

نبدأ قبل الأنبياء ، وقبل الأرض ، وقبل السماوات نبدأ بالبداية الله ….  خالق كل شئ وهو على شئ وكي

مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الحديد (4):

(“خلق السموات والأرضَ وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش (ج) يعلمُ ما يلجُ فى الأرض ومايخرجُ منها وما ينزلُ من السمآء وما يعرج فيها – وهو معكم أين ما كُنتُم (ج) والله بما تعملون بصير)

ويروى لنا الإمام أحمد – فى مسنده عن أبى روزينة – رضى الله عنه أنه قال: “يارسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلُق السماوات والأرض ؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم : ( كان في عماء (فراغ لا شيءو ظلام ، فراغ ما فوقه فراغ .. وما تحته فراغ ثم خلق عرسهُ على المآء وهذه بداية الخلق)

الحديث الثاني:

      يرويه أحمد فى مسنده وأبو داوود والترمذي عن أبى عبادة بن الصامت – رضى الله عنه قال: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم 🙁 إن أول ما خلق الله القلم ثم قال له أُكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة )

أى الأشياء خلق أولاً ؟

     عن عمرو بن العاص– رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على المآء”.

الحديث الرابع:

عن عمران بن حُصين جآء وفد من اليمن فقالوا يارسول الله جئناك لنتفقه فى الدين ولنسألك عن أول هذاالأمر (بداية الخلق) فقال : ( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على المآء وكتب في الذكر  كل شيء وخلق السموات والأرض )

وهناك حديث صحيح يرويه الإمام أحمد بن حنبل فى مسنده ومسلم فى صحيحه عن أبى هريره – رضى الله عنه قال: أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيدي فقال :(خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الإثنين ، وخلق المكروه (الأذى والجراثيم والأمراض) يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ،وبث الدوآب يوم الخميس ، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة )

أولاً:  خلق الله قبل آدم الملائكة عليهم السلام مصداقاً لقوله عز وجل: تكاد السموات والأرض يتفطرنَ من فوقهم والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض )

ثانياًوجآء بعد خلق الملائكة ، خلق الجن مصداقاً لقوله تعالى:

وخلق الجآن من مارج من نار“.

والجآنُ خلقناهُ من قبلُ من نار السموم“.

حديث:يدل على خلق الجآن قبل آدم.

عن ابن عمر وابن عباس – رضى الله عنهما قالوا:كانت الجن قبل آدم بألفين عام ، وسكنوا الأرض ففسقوا فيها وأفسدوا إفساداً عظيماً ، وقتلوا بعضهم وسفكوا الدمآء ، فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة فطردهم إلى جزر البحار)

وهذه مراكز الجن الرئيسية فى تلك الأماكن.

 

( والحمد لله رب العالمين)

 

اترك تعليقاً