عذاب قوم نوح

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقي ، والمبعوث رحمة للعالمين ، وصلى الله عليه وعلى آله أجمعين.

أما بعـد:

يخبرنا الله عز وجل عن نهاية قوم نوح بعد أن دعا عليهم لما علم بالوحى الإلهى أنهم لا يؤمنون.  ومن خطيئاتهم التى هى الشرك والظلم ، والتكذيب والأذى لنوح عليه السلام.

أغرق الله قوم نوح بالطوفان ، فلم يبق منهم أحد.  فمجرد ما يغرق الشخص وتخرج روحه يُدخل النار فى البرزج ، مصداقاً لقوله تعالى فى سورة نوح (25)، (28):

مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا(25)وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا(26)إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا(27)رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا(28).

دعاء نوح عليه السلام على قومه:

رب لا تترك ولا تبق على الأرض اليابسة كلها يومئذ من الكافرين ، إنساناُ يدور ويذهب ويجئ ثم بين نوح العلة من طلب الهلاك لهم.

يارب إنك إذا أبقيتهم يضلوا عبادك عن صراطك الموصل إلى رضاك “وهو عبادتك وحدك وطاعتك وطاعة رسولك”  ثم يلدوا من يفجر عن دينك ويكفر بك وبرسولك.

قال نوح عليه السلام هذا لطول التجارب التى عاشها مع قومه إذ عاشرهم قرابة عشرة قرون (حوالي 1000 سنة).

ثم دعا الله تعالى له ولوالديه ولمن دخل مسجده ومصلاه من المؤمنين والمؤمنات ، وأن لا يزيد الظالمين إلا خسارة وهلاكاً.

فدعا نوح ربه ، فاستجاب الله تعالى له وأغرقهم.

وصف سفينة نوح عليه السلام

عمل نوح سفينة ببقاع دمشق ، وقطع خشبها من جبل لبنان.

جآء وصف السفينة فى رواية لابن عباس – رضى الله عنهما – قال:  كان طولها 300 ذراع (من أذرع آدم) طول هذه السفينة يقدرونها بأكثر من كيلو.

وعرضها 50 ذراع حوالي 166 ، أما إرتفاعها فى السمآء 30 ذراع ، وكانت مطبقة ، السفن العادية مفتوحة من فوق أما سفينة نوح فمغطاه من فوق كأنها كره.

لها ثلاث أبواب بعضها أسفل بعض (ثلاث طوابق) ، وهذا وصف ابن عباس – رضى الله عنهما – وهذه السفينة موجودة اليوم ، وذكر الله تعالى أنه سيتركها لن تتحطم.  مصداقاً لقوله تعالى:

(“ولقد تركناها آية فهل من مدكر)”

فى هذا القرن استطاع فريق من العلماء أن يجدوا سفينة نوح عليه السلام وقد انقسمت نصفين على جبل فى تركيا ، وهناك شريط فيديو لها.  “فهل من يتذكر ويتعظ”.

أعطى الله علامة لنوح ليركب السفينة:

قال الله تعالى إذا ظهرت العلامة أحمل المؤمنين وأهلك وأحمل أيضاً من كل زوج من الدواب اثنين.  مصداقاً لقوله تعالى فى سورة هود(40):

“(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ”)(40).

وهكذا فار التنور.

خرج الماء وارتفع من التنور وهو مكان طبخ الخبز.

وفعلا.  وفى يوم من الأيام رأى نوح العلامة وهى خروج الماء من التنور.  فتوجه نوح عليه السلام فوراً إلى السفينة على الجبل ، وإذ سبحان الله حيوانات الأرض ، دوآب الأرض مصطفة حول السفينة تنتظر الإذن بالركوب، من كل زوجين اثنين أتى الله بهم من أنحاء الأرض.

قال ابن عباس – رضى الله عنهما:

“وأول ما حمل نوح من البهائم فى الفلك الأوزة ، وآخر ما حمل الحمار.  تعلق إبليس بذيل الحمار – ويداه قد دخلت السفينة ورجلاه خارجه بعد فجعل الحمار يضطرب ، ولا يستطيع أن يدخل فصاح به نوح:

أدخل ويلك ، فجعل يضطرب الحمار.  فقال نوح:  أدخل ويلك وإن كان معك الشيطان.  “كلمة زلت على لسانه”.

فدخل ووثب الشيطان ، ثم إن نوحاً رآه يغنى فى السفينة فقال له:  يالعين ما أدخلك بيتي ؟

قال:  أنت أذنت لى.

فقال نوح له: قم فأخرج.  قال:  مالك بد فى أن تحملنى معك.

(1)          ركب نوح عليه السلام فى الطابق الأعلى.

(2)          وبدأ يحمل هذه البهائم والوحوش والسباع والدواب فى الطابق السفلى.

(3)          وحمل الطعام والشراب فى الأوسط.

فلما ركبوا فى السفينة جآء الأمر بهلاك الأرض بمن فيها وما فيها ، جآء الأمر بفتح أبواب السمآء والأرض مصداقاً لقوله تعالى فى سورة القمر11/12:

“فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ(11)وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ”(12).

على أمر قد قدر:  قدره الله فى الأزل ليغرقوا به فيهلكوا.

قال ابن عباس رضى الله عنهما:  ففتحنا أبواب السمآء بمآء منهمر من غير سحاب ولم يقلع أربعين يوماً.

وقالــوا:  أوحى الله تعالى إلى الأرض أن تخرج مآءها فتفجرت بالعيون. وبدأ الغرق فى الناس والدوآب والحيوانات وبدأ الكل يغرق مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الصافات 75:82

(وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ )(82).

لقد حمل الله تعالى ءاباءنا فى سفينة نوح عليه السلام ولنجعل السفينة تذكرة لكم (عبرة وعظة وتعينها أذن حافظة لا تنسى).

وزاد المآء وأزاد وغرقت المدن والقرى وارتفع المآء حتى صار كما فى الوصف أعلى من جبل على الأرض بـ 15 متر ، حتى الجبال غرقت.

ووصف الله سبحانه عظمة المآء فى الطوفان فى قوله تعالى فى سورة هود:  (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ(42)قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ”(43).

بسم الله تجرى وباسم الله ترسو (تقف) فهو لا يهلكنا بما قد يكون لنا من ذنب ويرحمنا فينجينا ويكرمنا.

وابنه كنعان رفض الركوب فى السفينة لعقوقه وكفره.

ونوح عليه السلام عنده ود من الله أن ينُجى أهله ، وهذا ولد من أولاده غرق. (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ”)(45).

نوح يستفسر ولا يعترض ، أي شئ أنت تحكم به يارب ، فأنت حكيم رد الله عز وجل على نوح عليه السلام: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ”)

 

قال الله عز وجل: “لا تنسى يا نوح أن العقيدة هي أساس العلاقة – انقطع النسب بالكفر – الكفر يقطع الأنساب ، علاقة المؤمن بالمؤمن أكبر من علاقة الأخ بأخيه الكافر – فالإخوة الحاقة هى التى تبنى على الإيمان.

سارت السفينة فى موج كالجبال وغرقت الأرض وماتت الحياة ، الحياة على وجه الأرض (البشر والدواب) وظلوا فى السفينة كما قال ابن عباس رضى الله عنهما:  ستة أشهر – بدأ الطوفان (1) أول رجب واستمر ستة أشهر حيث رست السفينة 10 محرم (يوم عاشوراء).

وقال ابن عباس – رضى الله عنهما: ءامن من قومه ثمانون إنساناً منهم (سام – حام – يافث أبنآء نوح ونسائهم) ولما خرجوا من السفينة.

وجاءت روايات كثيرة تشير إلى أن نوح عليه السلام – بطول المدة التى قضاها فى السفينة ، فكان يرسل الحمامة فترجع وليس معها شئ ، وفى يوم من الأيام أرسلها فرجعت بغصن زيتون.  فعرف نوح أن الماء نضب (نشفت) وأن الأشجار تظهر ، ثم أرسلها مرةأخرى فرجعت وفى قدميها آثار طين.

فعرف نوح عليه السلام:  أن السفينة وقفت على الأرض ، وأن الطوفان انتهى ، ومن هنا يقولون حمامة السلام وغصن الزيتون.

وقد سكن نوح شمال الشام جنوب تركيا.

وانتهى الطوفان بأمر الله:  وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.

وبعد أن أغرق الله – تعالى – الكافرين ، ونجى المؤمنين ، وجه سبحانه أمره إلى الأرض:  اشربى أيتها الأرض ما على وجهك من مآء وجآء النداء لنوح عليه السلام: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ “(48).

أنزل من السفينة أنت ومن معك من المؤمنين بأمن منا وتحيات وبركات عليك وعلى من ذرية من معك فلا تخافوا جوعاً ولا شقاء سنمتعهم متاع الحياة الدنيا بالأرزاق ثم يمسهم منا عذاب أليم يوم القيامة لأنهم ينحرفون عن الإسلام ويعيشون على الشرك والكفر.  وهذا من علم الغيب الذى أخبر الله تعالى به.

فكان كما أخبر فقد نشأت أجيال وأجيال من ذرية نوح منهم الكافر ومنهم المؤمن ، وفى الجميع ويتم فيهم وعده ووعيده.

ثم أن الله جعل القوم الذين مع نوح جعلهم كلهم عقيمين ما يولد لهم أحد – وما يولد إلا لنوح عليه السلام وزوجته ثم ماتوا وانتهوا ولم يبقى على الأرض إلى اليوم إلا ذرية نوح ، ولذوى ويسمى أبوالبشر الثاني لأن جميع البشر ينتسب إلى نوح عليه السلام وهذا مصداقاً لقوله تعالى:(“وجعلنا ذريتهُ هُمُ الباقين”، ذُرية من حملنا مع نوح (.) إنهُ كان عبداً شكوراً”)ولذلك يسمى نوح آدم الثاني .

قال ابن عباس – رضى الله عنهما: “نوح آدم الأصغر ، فجميع الخلائق الآن من نسله”.وعاش نوح بعد وعاشالطوفان 350 سنة فى عبادة الله عز وجل ، وكان عبداً شكوراً كما وصفه الله عز وجل: (“إنه كان عبداً شكوراً”).وعاش نوح بعد الطوفان350

الحديـــث:

قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  “كان نوح يصوم الدهر إلا فى الأعياد” يفطر يوم العيد وباقى الأيام كلها صيام.

ومات نوح عليه السلام ودفن فى أرجح الروايات فى مكة وبعض الروايات تشير إلى أنه دفن فى كرك البيقاع فى لبنان.

وأخيراً نوح عليه السلام هو الأب الثانى للبشرية :

(1)          وهو أول من دعا إلى الله على بصيرة ، وتعرض للأذى من قومه فى سبيل دعوته.

(2)          وهو من أولى العزم من الرسل (نوح – إبراهيم – موسى – عيسى – محمد – صلى الله عليه وسلم).

(3)          وهو المثل الأعلى لغيره من الأنبياء والمرسلين.

مصداقاً لقوله تعالى:  فى سورة الصافات 78:81

)وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (81).

 

الدروس المستفادة من قصة

نوح عليه السلام

أولاً درس الصبر:

الصبر فى أداء التكاليف التى كلفنا الله – تعالى – بها ، والصبرعلى أذى السفهاء والجهلاء.  فنحن نرى أن نوح عليه السلام مكث فى أهله ما يقرب من ألف سنة ، يدعوهم إلى توحيد الله.

وكان عدد الذين ءامنوا به فى تلك المدة الطويلة ثمانين ما بين رجل وامرأة.  وخير الدعاة إلى الله – تعالى – هو ذلك الإنسان الذى يصبر على إرشاد المدعوين صبراً جميلاً، فإن الصبر ضياء كما جآء فى الحديث الشريف.

ثانياً:

إن الإنسان العاقل الحكيم هو الذى يتلقى شبهات خصمه وأكاذيبه بصدر رحب وعقل سليم ، نجد أن قوم نوح – عليه السلام – قد رموه بأفحش التهم وأقبح الصفات.(إنا لنراك فى ضلال مبين” ، “قال ياقوم ليس بى ضلالة”).

ثالثـاً:

      ومن أبلغ الدروس التى نتعلمها من قصة نوح مع قومه:

(1)          الشجاعة فى إبداء الرأى.

(2)          الغيرة على الحق.

(3)          إفهام المعترضين على دعوته إلى الله – تعالى – أنه سيمضى فى طريقه دون أن يثنيه عن ذلك وعد أو وعيد.

(4)          يصارحهم بأنه ماضى فى طريقه الذى أمره الله تعالى بالمضى فيه.

(5)          يتحداهم ويتحدى أصنامهم معهم.

(6)          يطالبهم بأن يتخذوا قرارهم بشأنه بدون تستر أو خفاء.

(7)          يأمرهم بأن يبلغوه ما توصلوا إليه من قرارات وأن ينفذوها بدون إبطاء حتى لا يتركوا فرصة للإستعداد للنجاة من مكرهم.

وهو ما لجأ إلى هذا التحدى الواضح إلا لأنه كان واثقاً من نصر الله – تعالى – له ومعتمداً على حفظه ورعايته.

رابعاً:

كذلك من الدروس النافعة التى نتعلمها من قصة نوح – عليه السلام – أن الإنسان العاقل هو الذى يسوق لغيره النصائح والإرشادات بأساليب متنوعة تارة عن طريق الترغب والترهيب وتارة عن طريق الدعوة إلى التأمل والتدبر فى عجائب هذا الكون.

أنظر إلى نوح – عليه السلام – أنه دعا قومه إلى إخلاص العبادة لله تعالى ليلاً ونهاراً وسراً وجهراً

خامساً:

عفافُة عن ما فى أيدى قومه ، وعدم التطلع إلى ما فى أيديهم من أموال وأستخفافه بكل ما يملكون من حكام الدنيا وإيثارة ما عند الله.

يقول لهم:  إني لم أسألكم أجراً على دعوتكم إلى الخير والحق وإنما ألتمس الأجر من الله.  وهو الذى يعطينى من الخير ما يُغنيى عن أجركم.

مصداقاً لقوله تعالى فى سورة  هود (29):

(“وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ”).

      وفى سورة الشعراء (109):

(“وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)”

وهكذا نرى القرآن الكريم يسوق إلى الدعاة إلى الله – تعالى – فى كل زمان ومكان ، تلك المواقف المشرفة لرسل الله – تعالى – ، لكى يقتدوا بهم فى شجاعتهم ، وفى اعتمادهم على الله – عز وجل – وحده ، وفى ثباتهم أمام الباطل ، مهما بلغت قوته وأشتد جبروته.

ومتى فعلوا ذلك ، كانت العاقبة لهم ، وكان النصر حليفهم ، لأن الله – تعالى – قد تعهد أن ينصر من ينصره.

                                            ( والحمد لله رب العالمين)

 

اترك تعليقاً