بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.
أما بعد ،،،
أعلى مرتبة عند الله ممن طلب العلم الشرعي ، العلماء فرقوا بين العقل والذكاء فقالوا: “ما كل ذكي بعاقل” قد يتسلم الإنسان أعلى المناصب ، لأنه يملك أعلى شهادة ، ومع ذلك إذا كان لا يصلي ، ولا يعرف الله ، ولا يعمل لآخرته فهو عند الله جاهل ولو أرتقى أعلى منصب علمي ، لذلك قالوا: “كفى بالمرء علماً أن يخشى الله ، وكفى به جهلاً أن يُعجب بنفسه”.
مثال1: يحكى أن عالم كان في جنازة وله صديق في مراحل التعليم الإعدادي صار عميد كلية الطب ، لم يدخل المسجد ، ولم يصل ، وهو في سن متقدمة.
مثال2: أستاذ طبيباً يقول: لو أن الكعبة في الحجرة بجانبي لم أحج ، فهذا الإنسان يرى نفسه أكبر من أن يصلي ، أكبر من أن يحج ، أكبر من أن يعبد الله.
إذاً ما كل ذكي بعاقل ، قد تحصل على أعلى شهادة في العالم ، فإن لم تعرف الله فأنت عند الله لست بعالم – بل هو آيات بينات في صدور الذين أُوتوا العلم (هو: القرآن الكريم).
سورة طه الآية (114): (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)
وقل ربي زدني فهماً – زدني منك علماً ، ولم يزل – صلى الله عليه وسلم – في زيادة حتى توفاه الله عز وجل – وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “اللهم إنفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً والحمدلله على كل حال”.
سل الله عزوجل زيادة العلم النافع.
لم يقل: زدني مالاً ، لم يقل: زدني جاهه ، لم يقل: زدني عمراً مديداً. نجد أ، كبار العلماء عاشوا أقل من خمسين سنة الذين تركوا مؤلفات ، هذه المؤلفات لا يتنقضي إلى يوم
القيامة.
وفي بلدة في بعض البلاد الآسيوية يعمر أهلها فوق المئة والخامسة والعشرين ، فهذا العمر الزمني أتفه أعمار الإنسان ، لأن العبرة بالمضمون ، لذلك أقسم الله عز وجل بعمر النبي حيث قال في سورة الحجر الآية (72):
(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)
الله عز وجل يقسم بحياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – تكريماً له وتشريفاً ، إله الكون يقسم بعمر إنسان لأنه فيما أعتقد لم يضيع ثانية واحدة من هذا العمر.
لو سألتكم عن اسم تاجر كبير عاش 1895 في مصر ، فكروا.. ما أجاب واحد منهم ، ولكن من لا يذكر صلاح الدين الأيوبي ، من لا يذكر عمر بن الخطاب – الإمام الشافعي – الإمام النووي .. هؤلاء الأعلام.
“ مات خزان المال وهم أحياء
والعلماء باقون ما بقى الدهـــر “
((والحمدلله رب العالمين))